قرر المجمع المقدس للكنيسة القبطية الأرثوذوكسية، برئاسة البابا تواضروس الثاني، بطريرك الأقباط الأرثوذوكس، اعتبار يوم 15 فبراير من كل عام "عيدًا للشهداء في العصر الحديث"، وهو اليوم الذي شهد قبل عامين ذبح عدد من الأقباط في ليبيا على يد ما يسمى ب"تنظيم الدولة الإسلامية". وقالت الكنيسة في بيان أصدرته عقب انتهاء الجلسة، إن "كل هذه الالامات لا تزيدها إلا تمسكًا بإيمانها، وستظل محتفظة بثوابتها بالحفاظ على سلام المجتمع". وتتزامن الجلسة العامة للمجمع المقدس هذا العام مع عدد من الحوادث التي استهدفت الأقباط في مصر، بدءًا من تفجير الكنيسة البطرسية بالقاهرة في ديسمبر من العام الماضي، ثم هروب الأسر المسيحية من مدينة العريش في شمال سيناء بعد قتل عددًا منهم على أيدى مسلحين وتلقى أخرون تهديدات، تلاهم تفجيرات كنيستي مارجرجس بطنطا ومارمرقس بالأسكندرية يوم "أحد السعف" الماضي، وأخيرًا استهداف مسلحون لحافلات يستقلها أقباط، الجمعة الماضية، وهم في طريقهم إلى دير الأنبا صموئيل المعترف بمحافظة المنيا.
كما قرر المجمع في جلسته العامة التي انعقدت، صباح اليوم الجمعة، بالمركز الثقافي القبطي بالكاتدرائية المرقسية في العباسية، إنشاء قسم بأسقفية الخدمات لرعاية أسر الضحايا والمصابين. واعترف المجمع رسميًا بدير القديس "ماربقطر" بمدينة الخطاطبة. وثمنت لجنة الإيمان والتشريع بالمجمع ما أسمته "جهود البابا تواضروس في العلاقات المسكونية وتوقيع بيان مشترك مع البابا فرنسيس بابا الفاتيكان أثناء زيارته الأخيرة لمصر"، لكنها في الوقت نفسه أكدت أنه يجب التمييز بين "البيانات المشتركة المعتادة" وبين "الاتفاقيات العقائدية الرسمية التي يجب أن تُعتمد من المجامع المقدسة للكنائس". ذلك في إشارة إلى نص البيان على "السعي نحو عدم إعادة المعمودية للكاثوليك في الكنيسة الأرثوذوكسية حال انضمامهم إليها"، وهو ما فسره البعض على أنه "اتفاق مُلزم"، لكن عادت الكنيسة الأرثوذوكسية وأكدت أنه "ليس اتفاقًا أو قرارًا"، لكنه "مجرد بيان مشترك يؤكد السعي نحو الوحدة بين الكنائس". وأوصت اللجنة الطبية بالمجمع بالامتناع عن التناول في فترات "عدم الاستعداد الجسدي" للرجل والمرأة، والتي تعني العلاقات الزوجية والاحتلام والدورة الشهرية والنفاس، إلا في حالات استثنائية بمشورة الأب الكاهن بالكنيسة. وقالت اللجنة إن "التعليم المسيحي يعلن بوضوح عدم نجاسة أي إنسان مؤمن إلا بالخطية، ولذلك المرأة طاهرة طوال أيام حياتها، ولكن ما نوصي به يعود إلى الحرص اللائق بطقس التناول".
وأكدت اللجنة أن المرأة غير ممنوعة "في جميع ظروفها" من جميع الممارسات الروحية الأخرى كالصلوات وقراءة الكتاب المقدس والحضور إلى الكنيسة. وقرر المجمع المقدس إلزام المقبلين على الزواج باجتياز "دورة المشورة الكنسية" أولًا، والحصول على شهادة تفيد ذلك قبل كتابة محضر الخطوبة. حضر الجلسة، التي افتتحها البابا بالصلاة، 109 من المطارنة والأساقفة. واختتمت هذه الجلسة أعمال "الدورة العادية للمجمع المقدس" بعد أن عقدت لجانه الفرعية اجتماعاتها طوال الأسبوع الماضي.