أدانت المؤسسات الدينية، العمليات الإرهابية، التي استهدفت كنيسة مارجرجس بطنطا، والكاتدرائية المرقسية بالإسكندرية، التي أسفرت عن وفاة 41 شخصًا وإصابة 118 آخرين. فقد أكد الأزهر الشريف أن العمليات الإرهابية تمثل جريمة بشعة في حق المصريين جميعًا، وأن هؤلاء الأبرياء الذين راحوا ضحية الغدر والخيانة، عصم الله دماءهم من فوق سبع سماوات، وأن هذا الحادث الأليم تعرى عن كل معاني الإنسانية والحضارة. وشدد الأزهر على أن المستهدف من هذا التفجير الإرهابي الجبان زعزعة أمن واستقرار مصرنا العزيزة ووحدة الشعب المصري، الأمر الذي يتطلب تكاتف كافة مكونات الشعب؛ لتفويت الفرصة على هؤلاء المجرمين والتصدي لإجرامهم، مؤكدًا تضامنه مع الكنيسة المصرية في مواجهة الإرهاب، وثقته الكبيرة في قدرة رجال الأمن على تعقب الجناة وتقديمهم للعدالة الناجزة. وأعرب الدكتور أحمد الطيب، شيخ الأزهر الشريف، عن خالص تعازيه للبابا تواضروس الثاني والكنيسة المصرية، وللشعب المصري، ولأسر الضحايا، متمنيًا الشفاء العاجل للمصابين. ووجه الطيب، وفدًا رفيع المستوى من قيادات الأزهر الشريف إلى مقر كنيسة مارجرجس بطنطا بمحافظة الغربية؛ للتضامن والوقوف بجانب الإخوة المسيحيين بعد التفجير الإرهابي الجبان الذي استهدف الكنيسة. من جهته، أعرب الدكتور شوقي علام، مفتي الجمهورية، عن حزنه بوقوع العمليات الإرهابية، منوهًا بأن هذا الحادث الأليم مصاب المسلمين والمسيحيين معًا، وأننا جميعًا -مسلمين ومسيحيين- في خندق واحد في مواجهة الإرهاب اللعين، لأنه يستهدف الجميع دون تفرقة، مشددًا على أن مثل هذه الجرائم اللعينة لن تزيدنا إلا قوة وإصرارًا على استئصال جذور الإرهاب الأسود. وأوضح علام أن جميع الأديان والشرائع السماوية ترفض الاعتداء على الكنائس ودور العبادة، مشددًا على أن الاعتداء على الكنائس بالهدم أو التفجير أو قتل من فيها أو ترويع أهلها الآمنين من الأمور المحرمة في الشريعة الإسلامية السمحة، وأن رسول الله صلى عليه وآله وسلم اعتبر ذلك العمل بمثابة التعدي على ذمة الله ورسوله. ورأى أن من قاموا بهذا العمل الشنيع أصبحوا خصومًا للنبي صلى الله عليه وآله وسلم، فقد قال النبي صلى الله عليه وسلم: «ألاَ مَنْ ظلم مُعاهدًا أو انتقصه أو كلَّفه فوق طاقته أو أخذ منه شيئًا بغير طِيبِ نفسٍ فأنا حجيجه يوم القيامة» أي: خصمُه، وأشار رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم بإصبعه إلى صدره «ألاَ ومَن قتل مُعاهَدًا له ذمة الله وذمة رسوله حُرِّم عليه ريح الجنة، وإن ريحها ليوجد من مسيرة سبعين خريفًا». وذكر أن وحدة الشعب المصري هي المستهدفة من هذه الأحداث الإرهابية ما يتطلب تكاتف وتضافر كل أفراد وفئات الشعب المصري لتفويت الفرصة على هؤلاء المجرمين ومَنْ ورائهم مِن الداخل والخارج في إطار محاولاتهم لنشر الفتن ومخططاتهم الإجرامية الخبيثة.