اشاد شاهين عبداللايف سفير أذربيجان، بالقاهرة بثورة 25 يناير وقال لقد تصادف ان ضحى الأبناء والبنات الأذربيجانيون والمصريون الشجعان فى هذا التوقيت بأرواحهم وأراقوا دماءهم التى لا تقدر بثمن من أجل تبشيرنا والأجيال الصاعدة بالحرية. وقال فى تصريحات صحفية انه فى هذا اليوم الاثنين، الذى يصادف الذكرى الرابعة والعشرين لمأساة «يناير الأسود» الذين قاموا فيه الجنود السوفيات بغزوالعاصمة الاذرية باكو. وأضاف أن الحدثين يحظيان باثار لن تندثر في الذاكرة الجماعية للشعبين الأذربيجاني والمصري الذين قاما ضد الإستبداد مطالبيْن بكرامتهما وحريتهما، إلا أنه للأسف الشديد نيل الحرية والتطلعات للحرية المطلقة لم يأتيا بسهولة سواء في أذربيجان أومصر. وذكر أنه من دوافع الفخر لكل مصري أن الجيش المصري عرض مرة أخرى أنه جيش الشعب ويؤدى الرسالة النبيلة فى حماية البلد وشعبه وعلى خلاف ذلك وكالمعتاد، فقد قام الجيش الأحمر الحادي عشر التابع للإتحاد السوفياتي بمهاجمة المظاهرة السلمية المناهضة للإتحاد السوفياتي التي خرجت في باكو بالدبابات والرشاشات الثقيلة وذلك على الرغم من أن الشعب الأذربيجاني قدم للسلطات السوفياتية خدمات وضحايا لا تحصى أيام الحرب العالمية الثانية. وأشار الى أن الإدعاءات الأرمنية على الأراضي الأذربيجانية التي إنطلقت منذ أواخر الثمانينيات وادت الى تشريد جماعي لمئات آلاف من أذربيجانين من أراضيهم التاريخية التي نزعتها روسيا القيصرية ثم النظام السوفياتي من أذربيجان لصالح أرمنيا التى ظلت تحظى بدعم السلطات السوفاتية في أعمالها الإرهابية الواسعة النطاق ضد الشعب الاذرى فى تطلعاته نحو الحرية والإستقلال وقال لقد تجاهلت القيادة السوفياتية أعمال الأرمن ..وعوضا عن حل هذه المشاكل قامت بمارسةً سياسة «فرق وسد» ساعية إلى قمع عزيمة الشعب الأذربيجاني نحو الحرية. واوضح انه فى هذا اليوم قامت القوات السوفيتية بالهجوم على باكو من كافة الاتجاهات، بما في ذلك بحرا، وذلك في محاولة يائسة وفاشلة تماما لإنقاذ النظام الشيوعي ودحر الكفاح الوطني التحررى الأذربيجاني. وكان هجوم القوات السوفيتية هذا أمرا غير مسبوق من حيث اعتدائه على مواطنين مسالمين غير مسلحين في أذربيجان، الأمر الذى خلف موجات من الشعور بالصدمة في كافة أرجاء الجمهورية. واشار الى ان الجمهوريات السوفيتية السابقة شهدت ايضا هجوما مماثلا سابقا لهذا الهجوم، بيد أنه لم يتخذ ذلك النطاق الذي اتخذه في حالة الهجوم على أذربيجان. وقال انه في باكو، وبحجة «إعادة النظام إلى المدينة» اقتحم الجيش السوفيتي المدينة بوحشية بالغة محاولا سحق حركة التحرر التي كانت تحظى بالتأييد وبالزخم. وأباد الجيش وسحق بالدبابات والمدافع الرشاشة كل شيء في الأفق. كما اوضح انه قد تم تنفيذ العملية العسكرية التي أُطلق عليها «الضربة»، ضد الحركة المعادية للسوفييت، والمؤيدة للديمقراطية والتحرر في أذربيجان، وذلك بموجب حالة الطوارىء التي أعلنتها اللجنة التنفيذية الدائمة العليا لعموم الاتحاد السوفييتي ووقع عليها الرئيس جورباتشوف، وتم تطبيقها حصريا على جمهورية أذربيجان، بعد أن رقد قتيلا في الشوارع أكثر من مئة وثلاثين مواطنا، فضلا عن أكثر من سبعمئة جريحا. وذكر السفير شاهين انه من قبيل السخرية والتناقض التام أن ميخائيل جورباتشوف، رئيس الاتحاد السوفيتى السابق ، قد حظي بإعجاب الغرب باعتباره «ديمقراطيا» و«محبا للسلام» وأنه رُشح في أكتوبر 1990 للحصول على جائزة نوبل بسبب «دوره القيادى في عملية السلام»، وهو نفسه كان مسئولا شخصيا عن هذه المأساة وعن قتل الأبرياء من الناس. وقال لقد دافع حامل جائزة نوبل للسلام ميخائيل جورباتشوف عن هذا الغزو، بحجة الخطر الوشيك المزعوم للأصولية الإسلامية في أذربيجان. واستغل بعض المسئولين الرسميين الآخرين التوتر بين أرمينياوأذربيجان حول منطقة قاراباغ الجبلية الأذربيجانية باعتبارها حجة لاحتلال البلاد. واضاف غير أن وزير الدفاع السوفيتي ديمتري يازوف اتسم بقدر أكبر من الشرف في تصريحاته حين قال لقد جئنا لمنع الاستيلاء الفعلي على حكومة أذربيجان من قِبل المعارضة غير الشيوعية، ولمنع إحرازهم الانتصار في الانتخابات الحرة المقبلة «التي كان مقررا انعقادها في مارس 1990» وللقضاء عليهم باعتبارهم قوة سياسية، وتأمين استمرار وجود الحكومة الشيوعية في السلطة.