عقب انتهاء مباراة أول من أمس، سألت نفسى: هل يستحق جوانزو الفوز؟ وهل الأهلى يستأهل الهزيمة؟ وكانت إجاباتى لنفسى.. نعمين! أبدأ أولًا ببطل الصين الذى لم يسيطر ميدانيا على المباراة بشكل صريح، غير أنه نجح فى الاستفادة من نقاط قوته (خصوصا فى الشوط الثانى) المتمثلة فى السرعة الفائقة فى تناقل الكرة وتغيير مراكز اللاعبين، بالإضافة إلى استغلال الكفاءة الفردية لثلاثى الهجوم اللاتينى الذى نجح فى صنع الفارق وتسجيل هدفى الفوز، ويحسب للفريق أيضا تغلبه على نقطة تواضع مستوى دفاعه وحارس مرماه التى ظهرت بوضوح فى الشوط الأول، فقام فى الثانى بتكثيف وجود لاعبى خط الوسط مع المدافعين داخل وحول منطقة جزائهم، مما حرم الأهلى من التسديد ومن خلق فرص حقيقية للتهديف. مدرب الفريق مارشيلو ليبى أثبت أن (الغالى تمنه فيه) بحسن قراءته للمباراة وبتدخله لتعديل خطة فريقه فى الشوط الثانى لاستثمار ما لاحظه من بطء فى سرعة قلبَى دفاع الأهلى وتقدم لشديد قناوى إلى الأمام على حساب واجباته الدفاعية وساعدته الظروف على تحقيق ما أراد بعد إصابة أبو تريكة، محور أداء الأهلى ورمانة ميزانه. أما بطل مصر فأدهشنا فى الشوط الأول بأدائه الذى فاق أقصى توقعات المتفائلين والمحبين، فكان بحق ندًّا لجوانزو، بل وتفوق عليه فى فترات عديدة بفضل خبرة لاعبيه وبسبب تركيز كل منهم والتزامه بواجبات مركزه.. العيب الوحيد والقاتل للفريق كان عدم استثمار الفرص التى أتيحت له، مما كان سيصبح له أكبر الأثر فى سير المباراة وفى نتيجتها النهائية. فى الشوط الثانى تغير الحال إلى النقيض فأصبحت العشوائية هى سمة أداء معظم اللاعبين، وغابت الصرامة الدفاعية وانفتحت الخطوط، مما سمح للمنافس بالسيطرة وتسجيل هدفين. لا جدال على أن خروج أبو تريكة مصابًا كان عاملا مؤثرا فى انفراط عقد الفريق وانهيار خطته، ولكن كيف لفريق بحجم الأهلى أن يتأثر كل هذا التأثر السلبى بسبب غياب لاعب واحد؟ طيب اللاعب ده اعتزل خلاص فين بقى البديل؟ كل هذه السنين وكل هذا الكم من المدربين والفنيين فى النادى ولم يحسبوا حساب اليوم الذى سيتقاعد فيه أبو تريكة؟ إذا لم يكن فى النادى ولا فى مصر لاعب قادر على أن يحل محله فلماذا لم يفكر مجلس الإدارة فى شراء لاعب أجنبى كفء لشغل هذا المركز المحورى بدلا من الصفقات الفاشلة فى السنوات الأخيرة، والتى تركزت كلها فى مركز قلب الهجوم، وكان آخرهم دومينيك الذى لا أجد وصفًا أصف أداءه به أكثر من العبارة التى تقال فى الأرياف على لاعب مثله: (ده لاعب عامل زى... المتدربة) مكان النقط اسم كائن حى!! منه لله مانويل جوزيه اللى دبس الأهلى فى لاعبين من عينة جونيور وفرانسيس ودومينيك، حتى يحصل ابنه صاحب وكالة اللاعبين على عمولة هذه الصفقات! محمد يوسف لم يكن على المستوى المأمول ولم نشعر أساسا بوجوده فى الشوط الثانى الذى من المفترض أنه شوط المدربين. تغييره الأول كان نقطة التحول فى المباراة، والذى أفقد وسط الأهلى اتزانه وتماسكه.. لم أفهم لماذا لم يشرك لاعب خط وسط كشهاب أو تريزيجيه بديلًا لتريكة حتى يستمر فى السيطرة على منطقة الوسط؟ هل كان الأهلى خاسرًا لكى يشرك مهاجما صريحا بديلا له؟ ألم يكن من الأفضل الاستمرار على نفس أسلوب الشوط الأول المتوازن وعدم التسرع بالهجوم؟ لا أستوعب كذلك إصراره الغريب على إشراك عبد الله السعيد، الهائم فى ملكوت الله منذ فترة طويلة، والإبقاء على لاعب موهوب اسمه أحمد شكرى بين صفوف البدلاء؟ بصراحة كان إحساس الكثيرين أن الأهلى يلعب بدون مدرب! الحسنة الوحيدة التى سأذكرها له هى عدم إشراكه لوائل جمعة، حفاظا عليه وعلى تاريخه الذى كان حتمًا سيتأثر إذا لعب أمام مهاجمين بهذه السرعة وهذه المهارة. أرى أن النتيجة عادلة، ويجب أن لا يحزن جمهور الأهلى، من أو على فريقة الذى كافح بشرف فى حدود ظروفه وإمكاناته المتاحة.