كان الله فى عون محمد يوسف عندما يلتقى فريقه غدًا مع جوانزو الصينى.. فكل الظروف معاكسة وتشكل تهديدًا حقيقيا لحظوظ الأهلى فى الفوز بهذه المباراة، ومن ثم فى بلوغ الدور الثانى من البطولة. أولا يجب الاعتراف بأن استعدادات الأهلى لهذه البطولة لم تكن على المستوى المطلوب واقتصرت فقط على بعض المباريات الودية المحلية إضافة إلى مباراة يتيمة مع المغرب الفاسى انتهت بالفوز بنتيجتها وبخسارة فادحة تمثلت فى إصابات كثيرة ومؤثرة لعدد من اللاعبين. فحتى الآن تأكد غياب شريف عبد الفضيل وسيد معوض، فضلًا عن شكوك كثيرة حول قدرة أبو تريكة ومتعب ووليد سليمان على المشاركة، مما يفرض على المدرب الاستعانة بأسماء أخرى قد تؤثر فى التوازن الخططى ومستوى الأداء الجماعى للفريق. ثانيا يجب الاعتراف بقوة المنافس الصينى الذى يمتلك مدربا عالميا ولاعبين على مستوى مهارى متميز، فضلا عن أن نقاط قوة هذا الفريق هى بالضبط نقاط ضعف الأهلى والكرة المصرية! فأهم مميزات جوانزو هى اللعب السريع جدًّا وإتقان تنفيذ الكرات العرضية جوًّا وأرضًا مع حسن استغلال المهاجمين لها، أما الأهلى فلياقته البدنية وأسلوبه فى الأداء يعتمدان على الأداء برتم متوازن يميل أكثر إلى تهدئة اللعب وعدم السرعة أو التسرع، فضلا عن عدم قدرة خط الدفاع، ومن ورائه شريف إكرامى على التعامل مع الكرات العرضية بالكفاءة المطلوبة، مما قد يتسبب فى إصابة مرماهم بأهداف. هل هذا الكلام يعنى أن النتيجة محسومة وأن الأهلى سيخسر قبل أن يلعب؟ بالتأكيد لا.. فالأهلى كما عودنا دائما قادر على تخطى الصعاب متسلحا بإرادة لاعبيه الحديدية المستمدة من اسم وتاريخ النادى الذى ينتمون إليه وهو ما يطلق عليه اسم (روح الفانلة الحمراء)، وبالتالى فأنا أرى أن حظوظ الأهلى فى الفوز تتساوى تماما مع حظوظ المنافس لو تم إعداد تشكيلة وخطة مناسبة لظروف المباراة ولإمكانات الفريقين. بالتأكيد فإن محمد يوسف هو الأقدر على التعامل مع كل المعطيات، ولكنى سأجتهد فى قراءة المباراة وسأشارك برأيى لعله يفيد. بداية أرى أن يلعب الأهلى بطريقة 5-4-1، بمعنى أربعة مدافعين ومن ورائهم ليبرو فى الشوط الأول على الأقل- لمواجهة الهجوم المتوقع لجوانزو- يتمركز أمامهم لاعبان فى قلب خط وسط ذوا مهام مزدوجة، دفاعًا وهجومًا مع وضع لاعب خط وسط ثالث يجيد اللعب على الأطراف، ويبقى الشق الهجومى ممثلا فى أبو تريكة (يا رب يلعب) صانع الألعاب والمهاجم المتأخر، ومن أمامه مهاجم صريح (بلاش دومنيك والنبى!). كلمة السر فى هذه المباراة تتلخص فى جملة واحدة: أن يكون الأهلى هو الفعل وليس رد الفعل! وأعنى بذلك ضرورة فرض الأسلوب الأهلاوى على إيقاع المباراة وتهدئة اللعب بقدر الإمكان للحد من قدرات المنافس وإجباره على التخلى عن أسلوب لعبه، وأضيف إلى ذلك ضرورة تقسيم المباراة إلى مراحل وفترات زمنية، لكل منها معطياتها وأهدافها. فى البداية لا بد وأن تكون حذرة جدا، حتى نستكشف المنافس على أرض الواقع مع عدم المبالغة فى التقهقر الدفاعى الذى يشجع بطل الصين على الهجوم بكل خطوطه وتسجيل أهداف فى البداية، مما قد يحبط البطل المصرى ويربك حساباته. بعد مرور ربع الساعة الأول لا بد من البدء فى بناء هجمات منتظمة وبعدد مناسب من اللاعبين سعيًا لاقتناص هدف يجبر المنافس على الاندفاع أكثر إلى الأمام، مما قد يساعدنا فى استغلال هجمة مرتدة نسجل منها هدفا ثانيا، قد يحسم الأمور تماما. الشوط الثانى سيكون هو الفيصل فى النتيجة، بعد أن يكون يوسف وفريقه قد رأوا المنافس جيدًا وعرفوا مواطن ضعفه وقوته، وبالتالى فإن إدارة المدرب الفنية لفريقه وتعامله التكتيكى مع هذا الشوط بالتحديد سيكون لهما الكلمة العليا فى فوز الأهلى وتأهله بإذن الله.