حذَّرت الحكومة الفلسطينية، اليوم الثلاثاء، من أنَّ نقل السفارة الأمريكية في إسرائيل من تل أبيب إلى القدس يشكِّل انتهاكًا خطيرًا للقانون الدولي والإنساني وقرارات الأممالمتحدة. وقالت الحكومة الفلسطينية - في بيان صدر عنها بعد الاجتماع الأسبوعي لمجلس الوزراء، والذي عقد في رام الله، حسب وكالة الأنباء الألمانية، اليوم الثلاثاء: "الإقدام على هذه الخطوة انتهاك فاضح للقانون الدولي والإنساني ولقرارات الشرعية الدولية، وانحياز واضح لإسرائيل وتشريع لجرائمها". وأضافت: "نقل السفارة تشجيع لإسرائيل باستمرار الاحتلال وترسيخه ودفعها إلى استمرار تحدي المجتمع الدولي والإرادة الدولية برفض الإقرار بحقوق الشعب الفلسطيني، وتمكينه من نيل حريته وحقوقه". ودعت الدول العربية والإسلامية إلى اتخاذ موقف حازم ضد هذه الخطوة. وقال أمين سر اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية صائب عريقات إنَّ المنظمة ستلغي كافة الاتفاقات الموقعة مع إسرائيل وسحب اعترافها بالدولة اليهودية إذا تمَّ نقل السفارة إلى القدس. وأضاف - في مؤتمر عبر الفيديو في واشنطن أمس - أنَّ مثل هذه الخطوة من شأنها أن تدمر أي أمل في تحقيق السلام في المنطقة. وفي وقتٍ سابق اليوم، نقل أحد المقربين من الرئيس الأمريكي المنتخب دونالد ترامب إلى مسؤولين إسرائيليين كبار، جديته في نقل السفارة الأمريكية من تل أبيب إلى القدس. وقالت صحيفة "هآرتس" الإسرائيلية، في عددها الصادر اليوم الثلاثاء، إنَّ مايكل فلين، الذي اختاره ترامب لمنصب مستشار الأمن القومي الأمريكي، قال لرئيس جهاز المخابرات الخارجية "الموساد" يوسي كوهين، في اجتماع مغلق في الأول من شهر ديسمبر الجاري في الولاياتالمتحدة إنَّ ترامب جاد في نقل السفارة للقدس، حسب "الأناضول". وبحسب الصحيفة، فإنَّ نتنياهو قال في عددٍ من الاجتماعات المغلقة، خلال الأسبوعين الماضيين، إنَّ رئاسة ترامب ستمكن إسرائيل من دفع خطوات مشتركة مع الولاياتالمتحدةالأمريكية، حول قضايا سياسية وأمنية، لم يكن ممكنًا تطبيقها في عهد الرئيس المنتهية ولايته باراك أوباما. ونقلت عن وزير إسرائيلي "لم تحدد هويته" قوله إنَّ سبب هذه التوقعات الكبيرة هو الاجتماع الذي عقده رئيس الموساد كوهين، والقائم بأعمال مستشار الأمن القومي الإسرائيلي جاكوب ناغل مع مايكل فلين الذي اختاره ترامب لموقع مستشار الأمن القومي في وقت سابق من هذا الشهر في الولاياتالمتحدة. وأضاف: "منذ ذلك الحين يواصل نتنياهو الإشارة إلى أنَّ الاجتماع كان ممتازًا، وأنَّ ما استمع له الجانب الإسرائيلي يمثل نقطة تحول في السياسة الخارجية الأمريكية بشكل عام، وفي السياسة تجاه إسرائيل والشرق الأوسط بشكل خاص". وتابع - نقلًا عن نتنياهو: "توجد فرصة، يمكننا تحقيق تغيير تاريخي". ولم يعقب ديوان رئيس الوزراء الإسرائيلي على أقوال الوزير. ولفتت إلى أنَّ الاجتماع، الذي حضره السفير الإسرائيلي في أمريكا رون ديرمر، بحث بشكل خاص إيران والاتفاق الدولي معها و"الحرب الأهلية السورية ". ونقلت عن الوزير الإسرائيلي ذاته قوله: "أعطى فلين ردودًا إيجابية على جميع القضايا التي تمَّ طرحها". وأضاف: "قال فلين إنَّ ترامب جاد في نقل السفارة الأمريكية من تل ابيب إلى القدس وكان هذا هو التأكيد الأكثر أهمية الذي تستمع اليه إسرائيل حول هذا الموضوع منذ فوز في ترامب في الانتخابات". وصرَّح الوزير الإسرائيلي: "من المتوقع حدوث تطورات كبيرة في كل ما يتعلق بالسياسة الامريكية، لأنَّ السؤال حول ما تريده إسرائيل في كل مسألة أصبح اكثر صلة الآن". وفي أعقاب فوز ترامب بالانتخابات الرئاسية، عوَّلت إسرائيل الكثير على تصريحاته المؤيدة لها خلال حملته الانتخابية، وطالبته مرارًا بتنفيذ وعوده بنقل السفارة الأمريكية إلى القدس. وكان أوباما قد وقَّع في الأول من ديسمبر الجاري قرارًا بتعليق نقل السفارة من تل أبيب إلى القدس لمدة ستة أشهر. ومنذ تبني "الكونجرس" الأمريكي قرارًا في 1995 بنقل السفارة الأمريكية من تل أبيب للقدس، دأب رؤساء الولاياتالمتحدة على توقيع قرارات كل ستة أشهر بتأجيل نقل السفارة من أجل حماية المصالح القومية للولايات المتحدة، حسبما تنص تلك القرارات. وتعد القدس في صلب النزاع بين فلسطين وإسرائيل، حيث يطالب الفلسطينيونبالقدسالشرقيةالمحتلة عاصمة لدولتهم المنشودة. وتوقفت المفاوضات الفلسطينية الإسرائيلية في أبريل 2014، بعد رفض إسرائيل وقف الاستيطان، والإفراج عن المعتقلين القدامى في سجونها، والالتزام بحل الدولتين على أساس حدود 1967.