استطلعت "التحرير" آراء عدد من الخبراء العسكريين، حول موقف القوات المسلحة من قرار إعادة ترسيم الحدود البحرية مع المملكة العربية السعودية، والذي بمقتضاه تقع جزيرتي صنافير وتيران ضمن المياه الإقليمية للأخيرة. في البداية، قال اللواء حسام سويلم، الرئيس الأسبق لأكاديمية ناصر العسكرية، إن القوات المسلحة موافقة على القرار بلا أدنى شك، موضحاً أنه بقرار ضم الجزيرتين للسعودية، وإنشاء الجسر الرابط بين الدولتين، سيتم نقل القوات المصرية إلى السعودية ودول الخليج بكل أريحية وبسهولة، حيث ستنقل الدبابات عبر البحر فى أقل من 15 ساعة، فيما سيتم نقل الجنود عبر الطيران. تابع "سويلم"، ل"التحرير"، "في يناير 1950، طلب ملك السعودية من السلطات المصرية أن تتولى مهمة الدفاع عن الجزيرتين أمام إسرائيل، وأعطى لمصر حق الانتفاع بهما"، مؤكداً انه تم إخطار الأممالمتحدة بتبعية الجزيرتين للسعودية فى 2 مايو من عانم 1990. أضاف الخبير الاستراتيجي، أن القرار يصب فى صالح القوات المسلحة ولن يضرها، منوهاً بأنه من المتوقع أن تشن جماعة الإخوان هجوماً على النظام القائم، ولن ينتظر منها غير الهجوم على مؤسسات الدولة. من جانبه، قال اللواء محمود خلف، مستشار أكاديمية ناصر العسكرية العليا، إن الجزيرتين سعوديتين منذ عام 1949، ثم احتلتهما إسرائيل في حرب يونيو1967، وتسلمتها مصر عقب اتفاقية السلام، وأصبحت تابعة للمنطقة "ج" في سيناء، وتقوم الدوريات البحرية المصرية بتأمين مضيق تيران، بعرض 2 كيلومتر تقريبًا؛ لتأمين الملاحة البحرية في خليج العقبة، موضحاً أن صنافير موجودة على الساحل السعودى من الأساس. أشار "خلف"، ل"التحرير"، أن الرئيس عبد الفتاح السيسي هو المسئول عن القرار الصادر الأخير باعتبار جزيرتى تيران وصنافير تتبعان للسلطات السعودية، ولا دخل للقوات المسلحة فى هذا الشأن ، على حد قوله. أكمل: "رئيس الدولة هو المسئول لأنه القائد الأعلى للقوات المسلحة، كما أنه رئيس مجلس الدفاع الوطنى، ووزير الدفاع الفريق صدقى صبحى، عضو فى هذا المجلس". "الرئيس عارف بيعمل إيه كويس والقرار بتاعه مدروس من كل الجوانب ولا داعى للقلق" يقول "خلف"، متابعاً: "الرئيس حمل كفنه على يده فى 30 يونيو، وتحمل أعباء كبيرة للبلاد، ولولاه لعشنا فى فوضى عارمة"، على حد وصفه. تابع الخبير العسكري، أن إنشاء الجسر الرابط بين مصر والسعودية ضرورة استراتيجية، معقبًا: "في النهاية لا ينكر أحد أن السعودية مستفادة من هذا؛ لأنها تبحث عن الفائدة الاقتصادية مثل باقٍ دول الخليج"، ونوه بأن دول الخليج تعتمد على البترول، ولا شك أنها تبحث عن العائد من استثمار أموالها فى مصر. ذكر "خلف" أنه سيتم عمل نقطة جمارك وأخرى للجوازات على بداية الجسر الرابط بين البلدين، وستتحكم فيه مصر في المقام الأول، مؤكدًا أنه سيكون من المشروعات الكبرى على مستوى العالم، وبيّن أن الجسر سيسمح بمرور السفن من أسفله. تابع "خلف"، أن مشروع إنشاء الجسر، الذي سيصل طوله إلى 50 كيلومترًا تقريبًا، من مدينتي شرم الشيخ إلى تبوك السعودية، يُعد ربطاً برياً استراتيجياً بين مصر ودول آسيا. فيما أشار اللواء مختار قنديل، الخبير الاستراتيجى والعسكري، إن الجزيرتين ليس بهما أي موارد وستكونا "عبئًا" على من يتولى حمايتها والدفاع عنها. أضاف الخبير العسكري، أن السعودية طلبت في الماضي، من القوات المسلحة تأمين الجزيرتين، ومازالت هناك قوات مصرية تؤمنها، وبعد إنشاء جسر الملك سلمان سيستدعي ذلك وجود قوات سعودية أو مصرية لتأمين الكوبرى، وأوضح " قنديل " أن الجسر يستدعي تأمينًا عسكريًا قويًا خوفًا من العناصر الإرهابية.