من حوالى خمس سنين... عملت أنا واتنين صحابى خيمة فى رمضان... كانت لسه الثورة خلصانة والناس معظم شغلها واقف... فاخدنا مكان على النيل فى الزمالك فى فندق وعملنا خيمة اسمها "فراية" أكل لبنانى وقاعدة حلوة وتليفزيون كبير... فراية نجحت الحمد لله... وكان كل مشكلتنا فى إزاى الناس دى كلها هتاكل اللى هى بيسموها "مشكلة حلوة"... من ساعتها وبقى فيه كمية "فراية" رهيبة فى مصر... كل اتنين تلاتة بيلموا قرشين ويفتحوا مكان أكل... وكل سنة موضة شكل... فيه اللى بيفتحوا سوشى وصحابهم وزباينهم يلاقوهم شغالين فيفتحوا سوشى... وفيه الكب كيك... وبعدين البرجر... وبعدين الأكل الصحى ويتكتب جنبه عدد "الكالوريز".... وبعدين الشرقى بس ب"twist" اللى هو فول وطعمية بس غالى علشان فاتح فى حتت "شياكة"... وبعدين الناس قالت طيب ما اللى بيفتحوا مطاعم بقوا يعملوا مجمعات أكل... فبقى مش بس فيه آلاف أماكن الأكل بقى فيه مئات ال"food court"... المشكلة إن فى ٢٠١٥ وصلنا إن تقريبا مابقاش فيه زباين، كل الزباين عندهم محلات... بس صحاب المحلات وصحابهم بيلفوا... اللى عنده محل سوشى بيروح للكب كيك... وصحاب محلات الأكل الصحى يروح للكافيهات... بالبلدى "الكراسى بقيت أكتر من البنى آدمين"... ومع نزول السياحة والاستيراد ومشاكل البلد لبندى اللى عنده أوتيل فى شرم أو الغردقة ياخد العاملين ويفتح بيهم مطعم... واللى كان بيستورد أكل ومعدات أكل بقى بيخش بيهم شريك واللى بيسوق بيخش بالتسويق شريك فى الشركة.... الموضوع دة خلق "تسلخات نفسية" عند الناس على رأى جلال مصيلحى صاحبى... و"التسلخات النفسية ملهاش مراهم"... الناس بتجامل بس مش من قلبها أوى علشان معظمهم منافسين واللى بقى له سنتين تلاتة بيتضايق لما حد جديد يخش... فبقى كل اللى شغال فى شركة عايز يعمل حاجة زيادة علشان يتابعها بالليل... وكل أربعة خامسة بيعملوا مكان أكل أو مشروع صغير... ومعظم المشاريع بتعدى فى فترة "honeymoon" فى الافتتاح وأرقام حلوة وبعدين ماحدش بيهتم والناس بتزهق فبتقفل كمان شوية والصحاب بيزعلوا من بعض فى الخسارة وساعات فى المكسب كمان... فبقينا بنعانى من "نفسيات متسلخة" ناتجة عن تعامل مادى... علشان الفلوس بتخرج "أسوأ" ما فى الناس.... النجاح صعب جدا... وبياخد سنين ومجهود والحاجة شكلها سهل من بره بس من جوه صعبة جدا... الناس الناجحة فى المجال ده خسرت كتير واتبهدلت وكملت... اللى بيكمل نموذج "الصرصار" مش الديناصور"... اللى هو بيتضرب بالشبشب ويتقلب على ضهره ويجرى ويعدى من تحت البانيو ياكل أى حاجة ومانبقاش عارف إنه موجود أصلا... النهاردة العالم مليان "صراصير" بس الديناصورات فى المتحف بس.