لفتيات سوريا الصغيرات أحلامهن، بأن يحققن نجاح في دراستهن، وأن يصلن إلي مراكز عالية، رغم ظروف الحرب والدمار، واللجوء، وهو ما حاولت المصورة ميرديث هاتشيسون توثيقه في مشروعها. بدأت الفكرة عندما قامت ميرديث بسؤال بعض الفتيات اللاجئات عن أبطالهم المفضلين، كانت معظم إجابتهم عن الرجال الغربيين، كمارتن لوثر كينج، وغيره، دون وجود أى مثال لإمرأة من المجتمع العربى، تريد أن تصبح أى فتاة مثلها. "كنت أبحث وأحلل كيف يصدر الإعلام في الوطن العربي صورة نمطية للمرأة، بإعتبارها ضحية" هكذا تقول ميرديث، والتى تعمل في مؤسسة تهتم بحقوق المرأة والطفل، مما جعلها تتحمس للفكرة بشكل أكبر، فهى ترى أن دور المرأة أكبر من ذلك. بدأت ميرديث مشروعها "ليست ضحية" مع الللاجئات السوريات فى الأردن، منذ عام 2012، بهدف جعل الفتيات تدرك أن بإمكانهن صنع أحلام كبيرة، وأن يكن لديهن شغف بتحقيق ذلك. لكل فتاة حلمها الخاص، الذى قامت برسمه، حتى عملت ميرديث على تحقيق جزء بسيط منه، فجعلت كل واحدة منهن تردتدى الزى الخاص بوظيفة أحلامها، وعمل حوارت معهن، كأنهن فى المستقبل، وقد تحققت أحلامهن بالفعل، فمنهم من أختارت الطبيبة، والمهندسة، واخريات أردن التحليق فى السماء والعمل فى الطيران. "إنها محاولة لجعل الفتيات ينظرن خارج عالمهن، بالنظر فى المستقبل والأحلام" تقول ميرديث مضيفة أن الأمر ساعد الفتيات كثيرا، وجعلهن يوثقن أحلامهن بحياة أفضل من خلال طريقة مختلفة. قامت ميرديث بطبع الصور، والذهاب إلى عائلات الفتيات، لمناقشتهم حول أحلام بناتهن، والمساعدة فى تعليمهن، "هذا ممكن، فإبنتك قوية، ولديها أحلام، وهذا ما نريد تحقيقه لإبنتك" رسالة وجهتها ميرديث في مشروعها. نتائج جيدة حققها مشروع ميرديث، جعلها تصر على استكماله، ومنها تلك الفتاة ذات ال 13 عاما المقبلة على الزواج، لكن بعد تصويرها من قبل المشروع، والذهاب بصورتها وحلمها لأهلها، قرروا إلغاء الزواج، وإكمال مراحلها التعليمية. سمح المشروع للفتيات بمعرفة ما يريدوا لأنفسهن، وأعطاهم الأمل في تحقيق ذلك. هؤلاء نماذج لمجموعة من الفتيات قامت ميرديث بتصويرهن، مع عبارات كتبتها الفتيات لما يتخيلن له أنفسهن فى المستقبل. هاجا - 12 عاما - رائدة فضاء مستقبلية منذ دراستى للعلوم فى المدرسة الابتدائية أردت أن أصبح رائدة فضاء، أتخيل نفسى وأنا فى الفضاء أكتشف أشياء جديدة. احب ان اصبح رائدة فضاء لأرى العالم من زاوية أعلى، ما أريد تحقيقه ليس سهلا فى مجتمعي، فكثير من الناس أخبرونى أن الفتاة لا تستطيع أن تصبح رائدة فضاء، لكن وأنا أعمل على تحقيق حلمى، أود أن أخبر كل الفتيات ألا تصبح خائفة، من التحدث مع والديها، عما تحلم به وتريده، وأن تكون واثقة مما تفعله. فاطمة - 16 عاما - مهندسة معمارية مستقبلية
أردت دائما أن أصبح مهندسة معمارية، حتى أخبرونى عندما كنت صغيرة، أن المرأة لا تستطيع تحقيق ذلك، لكن رغم ذلك حلمت ببناء منازل جميلة، وعمل تصميمات لمبانى تجعل الناس سعداء، والان عندما وصلت إلى الصورة التى أريد تحقيقها، أود أن أصبح نموذج تحتذى به الفتيات الاخرى، وجعلهن يؤمن بشئ واحد "لا تتخلى عن أحلامك، مهما قال لك الاخرون". منى - 10 أعوام - طبيبة مستقبلية
فى هذه الصورة أنا فى المستقبل، وأعمل طبيبة فى المستشفى الرئيسي فى سوريا، وأقوم بسؤال مريضتى عن ألمها، وأحاول مساعدتها لتصبح فى حالة أفضل، وأشعر بالسعادة لما أنا عليه اليوم. والدتى نشأت فى قرية صغيرة، حيث لم تستطع الذهاب إلى المدرسة، لكن أنا حصلت على فرصة للتعلم، وأن أصبح طبيبة ماهرة، فالناس حولى يشعرون بأمان، لأنهم يؤمنون بى وبمهاراتى، التى استخدمها لمساعدة الاخرين. وسام - 15 عاما - طبيبة صيدلانية مستقبلية جارتنا فى سورية كانت تمتلك صيدلية، وفى طفولتى كنت أذهب إليها واساعدها، وعندما بدأت الحرب، رأيت كيف تساعد الطبيبة الجرحي، حينها أدركت كيف هى مهمة تلك الوظيفة، وهذا ما أردت فعله بالضبط. أنا الان أرى نفسى طبيبة، ونموذج مهم للفتيات، وعامل هام فى تغيير العالم. أمانى - 10 أعوام - طيارة مستقبلية أحب الطائرات، حتى قبل أن أمتلك طائرة، وأعلم أنى أود تلك المهنة، فالطيران ملئ بالمغامرات، والحماس، فعندما كنت صغيرة، قال لى أخى أن الفتاة لا تستطيع أن تصبح طيارة، لكنى كنت اعلم من أعماقى، أن هذا ما أريده. أكلمت تعليمى، وذهبت إلى مدرسة الطيران، والان أنا لم أحقق حلمى فقط، بل أساعد الناس أيضا على السفر، ومساعدتهم فى اكتشاف أماكن جديدة.
منتهى - 12 عاما - مصورة مستقبلية منذ ان كنت صغيرة، وأنا أحب التقاط صور لمن حولى، كما أجده أمرا ممتعا للذهاب إلى أحداث مختلفة، وتوثيق ما يحدث، على الجانبين الجيد والسئ. والان كمصورة محترفة، استخدم صورى لإلهام الاخرين، وبث الأمل بهم، لنشر الحب والسعادة. ملك - 16 عاما - ضابطة شرطة مستقبلية أردت دوما أن اصبح ضابطة شرطة، لأن الشرطة لا تحمى الناس فقط، بل تعمل أيضا على نشر العدل فى المجتمع. أستيقط كل يوم، وأذهب إلى مركز الشرطة، ثم أتجول بعدها فى شوارع المدينة، لأري من يمكن إنقاذه، كما أعمل أيضا على تشجيع الفتيات الصغيرات ليعملن فى الشرطة، ويحلمن بمستقبلهن، يتخطين ما يواجههن من عقبات. مروة - 13 عاما رسامة مستقبلية فى هذه الصورة أنا رسامة مشهورة، أرسم مشهد طبيعى بالألوان الزيتية. عندما كنت صغيرة، كان الرسم مجرد هواية، لكن عندما كبرت وجدت أن موهبتى يجب أن تثقل بالدراسة، لذا ألتحقت بكلية الفنون. أنا الان أملك "جاليرى" خاص بى، حيث أبيع لوحاتى، ومنحوتاتى، وما أتمناه هو أن تكون اعمالى ملهمة للسلام فى العالم، وتشجع الناس ليكونوا ودودين لبعضهم البعض.