رائدة فضاء أمريكية توصى المصريين بأهمية التعليم لتحقيق أصعب الأحلام.. مارى ويبر ل"اليوم السابع": كان مستحيلا أن تصبح امرأة رائدة فضاء لكنى كنت مستعدة عندما سنحت الفرصة..والمرأة المصرية فى غاية القوة

تستطيع أن تصفها بأنها ملهمة، لأنها بالفعل كذلك، أو أنها قوية، لكن ما يميزها فعلا هو مدى إصرارها على أن ما وصلت إليه لم يكن صدفة أو حظا، إنما كانت تستعد له بالتعليم.. مارى آلن ويبر، رائدة فضاء أمريكية لم تستطع وهى صغيرة أن تحلم بهذه الوظيفة فقط لكونها امرأة، فالمرأة آنذاك لم يكن مسموحا لها أن تعمل بهذه الوظيفة، لذا عكفت على "إعداد" نفسها للحظة المناسبة عندما يفتح ذلك الباب المغلق.
التعليم مفتاح النجاح
وتقول ويبر إن رسالتها التى تريد أن تعطيها من خلال عملها كرائدة فضاء سواء للولايات المتحدة الأمريكية أو لمصر أو لأى دولة فى العالم هى "ضرورة استعداد الشباب لكل شىء لأنك لا تعرف متى ستسنح الفرصة ومتى سيفتح ذلك الباب المغلق الآن، فبعض الأحيان قد لا تعرف ما الذى تريد فعله، أو ما تريد فعله هو المستحيل الآن، ولكن الواقع هو أن الأشياء تتغير والوقت يتغير أيضا، وما لا تستطيع فعله اليوم، قد تكون قادرا على إتمامه غدا.
ومن المهم أن يستعد الشخص من خلال التعليم حتى يكون مؤهلا وقادرا ولديه سجل من النجاحات، فيستطيع اقتناص الفرصة عندما تتاح أمامهم وعبور ذلك الباب لدى فتحه".
أن تكون امرأة رائدة فضاء كان أشبه بالمستحيل
وبسؤالها عما إذا كانت تحلم وهى صغيرة بأن تجوب الفضاء مرتين وتحوم حول الكرة الأرضية 16 مرة فى اليوم، قالت مارى آلن ويبر، العضو المنتدب لشركة ستيلر ستراتيجيس، فى تصريح خاص ل"اليوم السابع"، "عندما كنت شابة كان من المستحيل أن أكون رائدة فضاء لعدة أسباب منها أنى امرأة، والمرأة فى ذلك الوقت لم يكن يسمح لها بأن تعمل فى هذه الوظيفة، "كما أننى جئت من أسرة بسيطة لا تتمتع بالثراء أو الشهرة، فكنت طفلة عادية، لذا لم أستطع أن أحلم هذا الحلم، ولكن هذا مثال جيد لما أريد أن أقوله وهو أنك عليك أن تكون مستعدا، فأنا ركزت للغاية على التعليم، وعندما جاءت فرصة أن أكون رائدة فضاء، كنت فى انتظارها".
المرأة المصرية قوية
وعن رسالتها للمرأة المصرية التى تتعرض للكثير من الضغوط وقد لا تستطيع أن تتبوأ بعض المناصب حتى الآن، قالت ويبر إنها "اندهشت من مدى قوة المرأة المصرية، فجميع من التقيت بهن باختلافهن وباختلاف أعمارهن وخلفياتهن كن فى غاية القوة، وأتمنى لهن أن يستمرين بهذه القوة والشغف، والتعلم والتعليم حتى تسمع أصواتكن".
وبسؤالها عن انطباعها عن مصر قبل أن تزورها، قالت إنها سمعت كثيرا عما يحدث فى مصر وكان لديها تساؤلات عن الوضع قبل مجيئها، إلا أن السفارة الأمريكية بالقاهرة طمأنتها وبالفعل عندما وصلت القاهرة شعرت بالراحة، على حد قولها، موضحة أن هذه المرة الأولى التى تزور فيها مصر، ووجدتها جميلة معتبرة أن أكثر ما يميزها هو الناس، موضحة أن من تعاملت معهم من كل الفئات العمرية كانوا منفتحين وودودين وأقوياء.
افتقاد الفضاء
ورغم أن مارى ويبر تمكنت من الذهاب إلى الفضاء الخارجى مرتين، إلا أنها لا تزال تفتقد جميع تفاصيل هذه الرحلات التى لم تستغرق سوى عدة أيام، وسردت كيف أنها عندما كانت تنام فى حقيبة النوم خاصتها، كانت تضطر إلى إغلاق النافذة بجوارها، لأن المركبة تسير بسرعة كبيرة للغاية تجعلها تجوب حول الكرة الأرضية بأكملها خلال ساعة ونصف الساعة، مما يعنى أن النهار والليل كان يأتى سريعا، إلا أنها فى إحدى المرات رفعت غطاء النافذة، فوجدت شريطا أخضر رائعا وعندما ركزت، وجدته نهر النيل وكانت تلك واحدة من اللحظات المميزة للغاية التى اختبرتها خلال رحلتها.
والدتها زرعت فيها أهمية التعليم
وشرحت ويبر التى عندما تنظر إلى عينها، تدرك مدى شغفها بالفضاء، وكم هى ملهمة، كيف عكفت والدتها على تربيتها وأشقاءها الاثنين الآخرين بعد وفاة والدهم وهى بعمر العامين بزرع أهمية التعليم فى قلوبهم، وهذا ما جعلهم جميعا يصبحون مميزون رغم خلفيتهم البسيطة.
التعليم مفتاح حياة ناجحة
وتابعت: "كان من الصعب أن أفكر حتى فى أن أصبح رائدة فضاء، وفُتِحَ الباب وتمكنت والدتى من العمل كمدرسة، واستطاعت أن تزرع فينا أهمية التعليم وتمكنت من إرسالنا إلى الجامعة لدراسة الهندسة والعلوم والدراسات، فالمفتاح لحياة ناجحة هو التعليم وعليك أن تتعلم كيف تحل المشكلات".
موضوعات متعلقة..
مركبة تابعة لناسا تصطدم بسطح كوكب عطارد