كان الرئيس الراحل أنور السادات داهية سياسية اعترف بها وخضع أمامها أعداءه، فبدأ حكمه بالحرب وأنهاه بالسلام، وقد من بين حلقات هذا السلام مع الإسرائيليين زيارته التاريخية للكنيست وإلقائه خطابا خالدا حمل الكثير من المعاني والرسائل التي لم يجد زعماء إسرائيل أمامها إلا وضع أيديهم فوق رؤوسهم.. نستعرض معكم أبرز الجمل التى تخللها خطاب الرئيس الراحل.. "أقول لكم اليوم وأعلن للعالم كله أننا نقبل بالعيش معكم في سلام دائم وعادل، ولا نريد أن نحيطكم أو أن تحيطوننا بالصواريخ المستعدة للتدمير أو بقذائف الأحقاد والكراهية". "لقد كان بيننا وبينكم جدار ضخم مرتفع حاولتم أن تبنوه على مدى ربع قرن من الزمان، ولكنه تحطم في عام 73.. كان هذا الجدار جدارا من الحرب النفسية المستمرة في التهابها وتصاعدها.. كان هذا الجدار جدارا من التخويف بالقوة القادرة على اكتساح الامة العربية من أقصاها إلى أقصاها.. كان هذا الجدار جدارا من الترويج بأننا أمة تحولت إلى جثة بلا حراك بل إن منكم من قال إنه بعد مضي 50 عاما قادمة فلن تقوم للعرب قائمة من جديد.. كان هذا الجدار جدارا يهدد بالذراع الطويل القادر على الوصول إلى أى موقع وأي بعد.. كان هذا الجدار يحذرنا من الإبادة والفناء إذا نحن حاولنا أن نستخدم حقنا المشروع في تحرير أرضنا المحتلة، وعلينا أن نعترف معا أن هذا الجدار قد وقع وتحطم في عام 73". "لماذا لا تمتد أيادينا بصدق وإيمان وإخلاص لكي نحطم هذا الحاجز معا.. لماذا لا تتفق إرادتنا بصدق وإيمان وإخلاص لكي نزيل معا كل شكوك الخوف والغدر والتواء المقاصد وإخفاء حقائق النوايا.. لماذا لا نتصدى معا بشجاعة الرجال وبجسارة الأبطال الذين يهبون حياتهم لهدف أسمى.. لماذا لا نتصدى معا بهذه الشجاعة وتلك الجسارة لكي نقيم صرحا شامخا للسلام؟". "لماذا نورث هذه الأجيال نتائج سفك الدماء وإزهاق الأرواح وتيتيم الأطفال وترمل الزوجات وهدم الأسر وأنين الضحايا..؟ لماذا لا نؤمن بحكمة الخالق أوردها في أمثال سليمان الحكيم "الغش في قلب الذين يفكرون بالشر أما المشيرون بالسلام فلهم فرح.. لقمة يابسة ومعها سلام خير من بيت مليء بالذبائح مع الخصام"، لماذا لا نردد معا من مزامير داود النبي "إليك يا ربي أصبوا.. اسمع صوت تضرعي إذا استغثت بك وأرفع يدي إلى محراب قدسك لا تجذبني مع الأشرار ومع فعلة الإثم المخاطبين أصحابهم بالسلام والشر فى قلوبهم، اعطهم حسب فعلهم وحسب شر قلوبهم، أطلب السلام وأسعى وراءه". "عليكم أن تتخلوا عن الاعتقاد بأن القوة هي خير وسيلة للتعامل مع العرب.. عليكم أن تستوعبوا جيدا دروس المواجهة بيننا وبينكم ولكي نتكلم بوضوح فإن أرضنا لا تقبل المساومة وليست عرضة للجدل.. إن التراب الوطني والقومي يعتبر لدينا في منزلة الوادي المقدس طوى الذي كلم فيه الله موسى عليه السلام". "دعوني أقول لكم بلا أدنى تردد أنني لم أجئ إليكم تحت هذه القبة كي أتقدم برجاء كي تجلوا قواتكم من الأرض المحتلة.. إن الانسحاب الكامل من الأرض العربية المحتلة بعد 67 أمر بديهي لا نقبل فيه الجدل". "إذا كنتم قد وجدتم المبرر القانوني والأخلاقي لإقامة وطن قومي على أرض لم تكن كلها ملك لكم فأولى بكم أن تتفهموا إصرار شعب فلسطين على إقامة دولته من جديد وطنه". "عليكم أن تواجهوا الواقع مواجهة شجاعة كما واجهته أنا، ولا حل لمشكلة أبدا بالهروب منها أو التعالي عليها ولا يمكن أن يستقر السلام بمحاولة فرض أوضاع وهمية أدار لها العالم ظهره ولا داعي للدخول في الحلقة المفرغة للحق الفلسطيني". "لا سعادة لأحد على حساب شقاء الآخرين.. وعندما تدق أجراس السلام فلن توجد يد لتدق طبول الحرب وإذا وجدت فلن يسمع لها صوت".