تتزايد في الآونة الأخيرة ظاهرة زواج الأطفال التي تمثل تحديًا مجتمعيًا خطيرًا يهدد مستقبل ما لا يقل عن 300 ألف طفلة سنويًا، ويقوّض جهود التنمية البشرية في مصر، الأمر الذي استدعى تحركًا وطنيًا جادًا للتصدي لهذه الممارسات التي تنتهك براءة الطفولة وتحرم الفتيات من أبسط حقوقهن في التعليم والصحة والحياة الكريمة. وفي هذا السياق، أطلق المجلس القومي للسكان، حملة وطنية موسعة، تحت شعار "طفولتها حقها" لمواجهة زواج الأطفال دون سن 18 عامًا، وهى حملة توعوية مستمرة منذ أكثر من ثلاثة أشهر، تسعى إلى تسليط الضوء على أهمية مكافحة الظاهرة وتمكين الفتيات، وضمان حقوقهن في التعليم والرعاية الصحية والحماية المجتمعية. ويؤكد المجلس، أن زواج القاصرات يعد من أبرز المشكلات التي تواجه التنمية البشرية في مصر، لما له من انعكاسات مباشرة على البنية الاجتماعية والسكانية، داعيًا إلى تضافر الجهود كافة لدعم هذه القضية الإنسانية والحقوقية. وترتكز الحملة على نشر الوعي المجتمعي بخطورة زواج الأطفال، والعمل على إنقاذ الفتيات من الدخول في زيجات مبكرة تحرمهن من الطفولة وتضع مستقبلهن على المحك، إلى جانب تسليط الضوء على التحديات التي تواجه الفتيات في سعيهن للحصول على التعليم والاختيار الواعي لمستقبلهن، كما تهدف الحملة إلى دعم الجهود الوطنية لحماية حق الفتيات في حياة مستقرة وسعيدة، وترسيخ ثقافة احترام الطفولة باعتبارها حقًا أصيلًا لا يجوز المساس به. اقرأ أيضًا | رئيسة القومي للطفولة تزور الوادي الجديد لمتابعة الأنشطة المقدمة للأطفال وأكد المجلس القومي للسكان، أن الإعلام شريك أساسي في هذه المعركة المجتمعية، فهو يلعب دورًا محوريًا في تشكيل الرأي العام ومواجهة المعتقدات الخاطئة التي تبرر استمرار الظاهرة تحت ذرائع دينية أو اجتماعية أو باسم حق الوالدين في تقرير مصير بناتهم، وهى حجج باطلة تُستخدم لتمرير جريمة واضحة، ومن هنا تأتي أهمية توحيد الخطاب الإعلامي لدعم هذه الحملة الوطنية التي تسعى إلى إحداث تغيير حقيقي في الفكر المجتمعي. وتحمل الحملة شعار "طفولتها حقها"، وتؤكد أن زواج الأطفال جريمة يعاقب عليها القانون، وأن تمكين الفتيات وضمان حقوقهن في التعليم والصحة والحماية واجب ديني وإنساني ومجتمعي، يجب أن تتكاتف من أجله كل مؤسسات الدولة والمجتمع المدني ووسائل الإعلام. ويدعو المجلس القومي للسكان مختلف وسائل الإعلام والمؤسسات والفاعلين المجتمعيين إلى المشاركة في هذه الحملة عبر تسليط الضوء على التحدي بأبعاده المتعددة، ونشر الرسائل التوعوية، ومشاركة قصص نجاح الفتيات اللاتي استطعن مقاومة الزواج المبكر بفضل الوعي والدعم المجتمعي، فضلًا عن تنظيم فعاليات وندوات تسهم في رفع الوعي بأهمية تمكين الفتيات وحمايتهن. واختتم المجلس بيانه بالتأكيد على أن حماية الطفولة مسؤولية وطنية وإنسانية مشتركة، مؤكدًا أن "معًا، يمكننا أن نصنع فارقًا إيجابيًا في حياة الفتيات في مجتمعنا، ونضمن لهن حقهن في الطفولة والتعليم ومستقبل يليق بأحلامهن".