26 ألف بلطجي بالجيزة.. ونحنوخ وسكسكة والأبيض والغول أشهر البلطجية.. وفتوات يتحدون الأمن في «القاهرة» كتب- سعيد صلاح ومحمد الأشموني: «البلطجة».. هي لفظ دارج في العامية وليس له أصل في العربية، ويعود أصله إلى اللغة التركية، ويتكون من مقطعين: «بلطة» و«جي»، أي حامل البلطة، و«البلطة»، كما هو معروف أداة للقطع والذبح. وفي الدولة العثمانية، كان البلطة جي Baltacı أحد أصناف العمال في القصر السلطاني وكانت وظيفتهم في البداية تنظيف الطريق من الأشجار في أثناء توجه السلطان للغزو ثم اشتغلوا في القصر بمختلف المهن، مثل إطفاء الحريق وتنظيف غرفة المعروضات والمعنى الشائع للبلطجة أنها فرض الرأي بالقوة والسيطرة على الآخرين، وإرهابهم والتنكيل بهم، وفي الإصطلاح هي استعمال القوة أو العنف أو التهديد باستخدام أياً منهما لاستغلال موارد الآخرين بهدف تحقيق مصلحة خاصة. خريطة البلطجة فى الجيزة الموقع الجغرافى لمحافظة الجيزة بظهيرها الصحراوى، بالإضافة إلى توافد أعداد كبيرة من مواطنى الأقاليم إليها وخصوصا من الصعيد ساهم كل ذلك في ارتفاع الكثافة السكانية بها، ومن ثم ظهور بعض المناطق العشوائية والشعبية وظهورعصابات البلطجية بكثافة فيها وهو ما جعل الجيزة تأتى فى المرتبة الثانية بعد القاهرة فى انتشار ظاهرة البلطجة فيها،.. وفى السطور التالية نرصد خريطة بأشهر المناطق التى تنشر فيها هذة الجرائم وأشهر البلطجية وجرائمهم وعدد الجرائم والمحاضر التى ترصدها الأجهزة الأمنية. مستعمرات الإجرام تعد بعض مناطق إمبابة وبولاق الدكرور، وأرض اللواء، وكرداسة والبدرشين وأوسيم والعياط والوراق والطالبية والهرم والعمرانية، والحوامدية نزلة السمان يوجد بها نسبة كبيرة من البلطجية ومروجي المخدرات، ومن أشهر المناطق التي يظهر بها البلطجية، ومعظمهم يعمل في تجارة المخدرات وارتكاب جرائم الاختطاف وسرقة السيارات، واقتحام المحال التجارية خصوصا محال الذهب، وتنتشر معهم الأسلحة النارية، ويلجأ بعضهم لاستخدام الكلاب المدربة في ترويع المواطنين وفرض سيطرتهم على الشوارع، وفرض الإتاوات على المحال التجارية نظير عدم التعرض لها أو سرقتها، ومن الأمور الخطيرة أيضا أن بعض المناطق في الصف البدرشين وأطفيح خصوصا الجبلية منها تخضع للسيطرة الكاملة لعصابات تجارة السلاح وحتى الأسلحة الثقيلة المهربة من ليبيا، وتبيعها للعناصر الإرهابية أو راغبى الحصول عليها. أشهر البلطجية ينتشر عدد كبير من البلطجية فى المحافظة وتتعدد اسمائهم وتتنوع جرائهم ويختر كل واحد فيهم منطقة،يقيم فيها ويفرض سيطرته عليها ففي الجيزة «م. أبو سريع» وفي منطقة إمبابة، و«ع. بلحة»، و«إ. مومياء»، و«م. الدباح» وفي أرض اللواء، و«ع. فرعون» و الضبع»، و«أ. سوكة» في الطالبية، و«م. خنوفة»، و«س. الضبع» في العمرانية، وهناك «ي. سنجة» و«القط» الملقب بشيخ البلطجية في الجيزة، وفى الصف يشتهر اسم «ف. الهرى» وهو مسجل خطر هارب من نحو 150 قضية متنوعة ما بين قتل وبلطجة وفرض سيطرة وتجارة مخدرات، وسرقة سيارات. وهناك عصابات للبلطجة المنظمة تتمركز في مناطق مثل الصف والبدرشين والحوامدية وكرداسة وتتخصص في سرقة السيارات، والاختطاف والاتجار بالمواد المخدرة بكل أنواعها، ومن المعروف أن بلطجية الهرم وفيصل 3 من أخطر البلطجية من المتهمين بترويع المواطنين وفرض الإتاوات على المحال والشركات ويختار تلك العناصر أسماء حركية، حيث يشتهرون ب «الوحش»، و«طلبة»، و«الباشا»، وتلك العناصر كانت تمثل خطراً على مناطق الجيزة، لقيامهم بفرض إتاوات أيضاً على سائقي الأجرة. سنوسى والغول من الشخصيات التى تردد اسمها كثيرا وكانت أبطالا لقصص وحكايات «سنوسى» سبق ضبطه واتهامه فى قضايا فرض سيطرة واغتصاب أراضى وهو من بلدة أبوصير بالجيزة حيث يتخصص هو ومجموعة من البلطجية أقربائه فى الإستيلاء على أراضى الدولة منها أراض بمنطقة المريوطية تحت تهديد السلاح الآلى وكان يشاع بقدرته على بيع وشراء الآثار بما تتمتع به بلده أبوصير بأماكن المقابر الأثرية كما يضم «سنوسى» فريقًا من البلطجية بالجيزة تخصص تزوير أوراق أراضى الدولة واعادة الأراضى المغتصبة أيضا إلى أصحابها مقابل نصف مليون جنيه، ,وأيضا أشهر تاجر هيروين فى الجيزة وتحديدا فى منطقة اسباتس بالهرم دائرة قسم شرطة الطالبية والمعروف ب«الغول» إذ يقوم بإغراق منطقة الهرم والجيزة بتذاكر الهيروين للشباب. مصطفى رنة بلطجي يبلغ من العمر 30 سنة، مسجل خطر، مقيم دائرة قسم شرطة ثان أكتوبر، سبق إتهامه فى 3 قضايا متنوعة، والمحكوم عليه الهارب فى قضيتين ( قتل عمل بالسجن المؤبد – إستعمال قوة بالسجن المؤبد، تم القبض علية منذ 5 شهور.
نخنوخ الهرم هو شريك المتهم «صبري نخنوخ»، المسجون على ذمة قضايا بلطجة وحيازة مواد مخدرة، لقي مصرعه منذ فترة على أيدي عناصر مسلحة مجهولة، أطلقت عليه الرصاص من بنادق آلية، حيث استقرت 4 طلقات بجسده، وقد سبق اتهامه في 21 قضية، وهارب من القضية رقم 7 جنح عسكرية لسنة 1102، فضلا عن 10 قضايا تم تسديد الأحكام فيها تنوعت بين بلطجة وعنف واستيلاء على أراضى مملوكة للمواطنين والبناء عليها عن طريق وضع اليد. وأطلق عليى الأبيض لقب «نخنوخ الهرم» ، حيث كان يعد أحد أخطر المجرمين بمحافظة الجيزة بحسب محاضر وسجلات مديرية الأمن , وولد «الأبيض» بحي بولاق أبو العلا، منذ مايقرب نحو 55 عامًا، ويتمتع بجسمان قوي، ساعده في شهرته الواسعة بمنطقة سكنه، إذ كان في شبابه مفتول العضلات وكثير افتعال المشاجرات بالحي الشعبي، فأصبح واحدًا من أشهر سكان الحي، وكان يعمل سائق تاكسي، وإشتهر ب«الأبيض» نظرًا لوجهه الأشقر. انتقل للعمل بشارع الهرم وساعده صديقه ورفيق كفاحه «صبري نخنوخ» في تحقيق الصفقات المشبوهة والاستيلاء على الأراضي بالطرق الصحراوية حتى أصبح من كبار رجال الأعمال في فترة وجيزة ولديه من الرجال المسلحين العشرات، ويمتلك «الأبيض» محلات مصوغات بشارع العريشبالجيزة، تسمى محلات «ذهب الأبيض» لكنه لم يمتلك أي كباريهات أو بارات بشارع الهرم، إلا أنه كان زبونًا دائمًا بالشارع. سكسكة ست بمئة بلطجي من الأسماء التى اشتهرت فى عالم البلطجة ولكن من السيدات «سكسكة» كان مقر نشاطها في شارع أبو هريرة في شياخة رابعة بالجيزة، ففي هذه المنطقة كان يوجد «سوق البرسيم»، الذي يتردد عليه كثير من التجار، وكان المعلم مرسي صاحب المقهى الشهير في هذه المنطقة متزوجًا من "أم سيد" التي اشتهرت باسم «سكسكة»، وكان هذا المقهى ملتقى فتوات القاهرةوالجيزة، حيث كانوا يقضون فيه سهراتهم التي تمتد إلى الساعات الأولى من الصباح, وبعد وفاة زوجها، تولت هي إدارة شئون المقهى، وكانت سيدة فارعة الطول، قوية الجسم، ولها «عضلات» تمكنها من التغلب على من يقف أمامها، وكانت ترتدي «الصديري» والجلباب البلدي الرجالي والكوفية مثل التجار الكبار المعروفين بلقب "المعلمين"، وكانت تمسك بيدها عصا غليظة طويلة «شومة», أخذت سكسكة توسع نشاطها، حيث كانت تستأجر مع آخرين، أرض السوق من الحكومة، وتؤجرها هي للمترددين على السوق من تجار الدواجن والغلال والأقمشة وما إلى ذلك، ولم يكن لأحد من هؤلاء أن يمتنع عن دفع المستحق لها، فقد كانت تضربه بعصاها، وتضرب كل من ينضم إليه مهما كان عددهم.
26 ألف بلطجي بالجيزة كشف مصدر بمديرية أمن الجيزة أن عدد البطجية والمسجلين يختلف من منطقة لأخرى في الجيزة، ففى بولاق الدكرور يقدر عددهم بنحو يزيد عن 5 آلاف،,وفى العمرانية يصل إلى 7 آلاف، وفى إمبابة يرتفع إلى نحو 10 آلاف، و منطقة فيصل والهرم يصل فيها عدد البلطجية إلى حوالي 4 آلاف مسجل خطر ، وتتمثل أعمال البلطجي هناك في السيطرة على بعض أماكن مواقف السيارات، وتدور بعض المعارك بين هؤلاء البلطجية مع بعضهم البعض للسيطرة على مواقف السيارات، والاستحواذ بكعكة «الكارتة»، وأضاف المصدر أن قسم الطالبية بمنطقة فيصل من أكثر الأقسام في الجيزة التي قامت بتحرير محاضر، حيث قام القسم بتحرير عدد 85 ألف محضر خلال آخر 5 سنوات، تنوعت بين بلطجة وفرض إتاوات على المواطنين في الشارع، وكان يتم استخدام بعض المجرمين من المقيمين في تلك المنطقة في البلطجة السياسية. بلطجية العاصمة على غرار الجيزة تأتي القاهرة في المرتبة الأولى من حيث احتضان المسجلين خطر وعتاة الجريمة، ومن أشهر تلك الأسماء حسب مصدر أمني «حلبسة» ، و «دقور» ، و «المجري» في السيدة زينب، و «تايكون» بالجمالية، و «المنوفي» في منشأة ناصر، و «الدكش» و «أبو سريع» ، بعزبة أبو قرن، و «البيج» ، و «الدعكى» ، و «كوباية» في منطقة المعصرة. وقال المصدر إن البلطجية يعملون بنظام وتخطيط، وفي العادة يتم توفير سقف حماية لهم من قبل بعض أمناء الشرطة الفاسدين، الذين يعملون على منع المتضررين من الإبلاغ مقابل تقاضي مبالغ مالية من البلطجية، عبر تهديدهم، وكذا السماح للبلطجي باستباحه الاماكن والسيطرة عليها. والعكس تماما يحدث، حيث تقوم عناصر الشرطة بتوفير الحماية للبلطجي بقصد تأمين المكان الذي يعيش فيه، وفرض سيطرته حتى يكون اليد التي تبطش بها الشرطة في الوقت المناسب، وكذا العين التي ترى وتنقل بمنتهى الدقة، حيث يتم تحويل البلطجية إلى مرشدين. بلطجة حريمي كشف المصدر عن أن هناك نوعا أخر من البلطجية، ألا وهن النساء، حيث يتم الإستعانة بهن في عمل «فضيحة» للشخص المطلوب النيل منه حيث يتم عمل «زفة بلدي» له وتلقينه علقة موت من عدد من النسوة التي يشبهن الرجال من حيث البنية العضلية ان لم يكن أقوى في بعض الأوقات، وأشهر هؤلاء البلطجية المعلمة «سمكة» في بولاق، و «مرزوقة» في المعصرة، والأشهر كانت المعلمة «نجاح» في منطقة الجيارة بمصر القديمة، والتي تم القبض عليها وأحد رجالها وبحوزتهما كميات كبيرة من الحشيش والأقراص المخدرة و25 ألف جنيه حصيلة البيع، والهواتف المحمولة، لتمثل ضربة قاصمة لتجار التجزئة ومتعاطى المخدرات بجنوب العاصمة القاهرة. فيما حمل اللواء محمود سالم، نالخبير الأمني ظاهرة البلطجة إلى النيابة العامة، التي تقوم بالإفراج عن البلطجية بضمانات عادية، وكذا بعض رجال الشرطة الذين يحصلون الإتاوة من البلطجية، إضافة إلى الإستعانة بهم كمرشدين، وهو مايساعدهم أكثر على فرض سطوتهم ونفوذهم، وكذا استعانة بعض المحال التجارية بهم لحماية الممتلكات. من جانبه يرى العميد محمود طارق الخبير الأمنى أن الشرطة هى السبب الرئيسى فى تكريس ظاهرة البلطجة وانتشارها بهذا الحد، لأنها تقاعست عن أداء دورها الأساسى فى حماية المجتمع ويرى أن الفكر المسيطر على جهاز الأمن هو أمن الدولة على حساب الاهتمام بالأمن العام. وأشار طارق، إلى أن القاهرة تعد صاحبة النسبة الأعلى بين مثيلاتها من المحافظات من حيث انتشار ظاهرة البلطجة تليها الجيزة.