رغم الجهود المضنية التي تبذلها وزارة الداخلية؛ للقضاء على البؤر الإجرامية وملاحقة الخارجين على القانون في مختلف المحافظات، إلا أن يد الأجهزة الأمنية ما زالت مغلولة في اقتحام ودخول عدد من البؤر والأوكار الإجرامية التي يسيطر عليها البلطجية وقطاع الطرق والمسجلون خطر، ويرفعون شعار «ممنوع دخول الشرطة».. هذا ما أكده اللواء محسن حفظي، المساعد السابق لوزير الداخلية للأمن، الذي فجر مفاجآت عديدة حول عدد البؤر الإجرامية في مصر وأشدها خطورة، أهمها أن 4 آلاف مسجل خطر يتحكمون في واحدة من أكبر المناطق الشعبية في حي بولاق الدكرور. مفاجآت حفظي لم تتوقف عند هذا الحد، فالرجل الذي قضى جل عمره في ملاحقة المجرمين اعترف بأن هناك أماكن محرمة على الشرطة تأوى عتاولة الإجرام في مصر، مشيرا إلى أن 15 ألف بلطجي يحكمون عزبة الهجانة بالمقطم ولا تستطيع الأجهزة الأمنية ملاحقتهم؛ بسبب قلة الإمكانيات، وامتلاك المجرمين لأسلحة متطورة يستخدمونها في المواجهات مع أي قوات تحاول اقتحام أوكارهم.. وإلى نص الحوار: في البداية.. نريد أن نتعرف على خريطة انتشار البؤر الإجرامية بمختلف محافظات الجمهورية وما هي مواصفاتها؟ البؤر الإرهابية أو الإجرامية هي مكان تكثر فيه العناصر الإجرامية الخطرة من البلطجية وتجار الأسلحة والمخدرات، ويزاولون كافة الأنشطة الإجرامية من خلاله، بالإضافة لفرض الإتاوات على المحال والمناطق السكنية التي تقع في محيطها، ويفرض هؤلاء حصارا أمنيا لحمايتهم من أعين رجال الشرطة، وبعد الثورة أصبحت تلك البؤر مخبأ للعناصر الإرهابية التي تختبىء لدى هذه العناصر مقابل مبالغ مالية، وتطورت أعمالهم وامتد نفوذهم بعد ثورة 30 يونيو، وأصبحوا كالثعابين تلدغ المعارضين للجماعات الإرهابية التي اشترتهم بالأموال الطائلة، أما عن خريطة تواجدها فهى تكثر بالمناطق العشوائية وتنمو في الجبال لتوافر الإمكانيات التي تساعدهم على ذلك، والتي من أهمها بعدهم عن أعين رجال الشرطة، بالإضافة لتوفر الأماكن التي تساعدهم على تخزين بضاعتهم من الأسلحة وزارعة المخدرات. وماذا عن أهم البؤر الإرهابية وأكثر محافظات الجمهورية تكدسا بها؟ للأسف رغم التواجد الأمني الذي أصبح ملموسا في مختلف محافظات الجمهورية إلا أنه ما زال هناك مناطق إجرامية يسيطر عليها أباطرة البلطجية وكبار تجار المخدرات وهى منتشرة في العشوائيات، ففى محافظة الجيزة مثلا يوجد أخطر هذه البؤر التي لم يدخلها رجال الشرطة حتى الآن، وهى قرية عرب الحصار التابعة لمركز الصف بمحافظة الجيزة، والتي تضم عددا كبيرا من المسجلين خطر وتجار السلاح، وهناك تشكيلات عصابية من بعض العائلات تقوم بسرقة السيارات بالإكراه من على الطريق الدولى القريب من القرية ثم يتصلون بصاحب السيارة ليطلبوا منه مبلغا ماليا كفدية حتى يسترد سيارته، وتتم عملية التسليم أسفل الكوبرى الجديد ويسمى كوبرى الإخصاص، والذي يقع في منطقة جبلية، وفى قرية أخرى تسمى عرب الغران بالصف تنتشر فيها عمليات سرقة كابلات كهرباء الضغط العالى التي تنقل الكهرباء من السد العالى إلى محافظات مصر، والتي تمر في المنطقة الجبلية التي تقع بجوار تلك القرية حيث يقوم اللصوص بقص الأسلاك الكهربائية ليلا من عمدان الكهرباء بمقصات عازلة للكهرباء، بحيث يقص السلك عكس التيار الكهربائى حتى تنقطع الكهرباء عنه، فيسهل قصه، ويقوم اللص بقص أكثر من طن ألومنيوم يوميا، ويقوم ببيعة لأصحاب مسابك الألومنيوم في المنطقة التي تقوم بصهر الكابلات بالإضافة لمنطقة عرب العمارين، والتي تنتشر فيها تجارة السلاح بغزارة، خاصة الأسلحة الثقيلة المهربة من ليبيا والسودان، وأيضا تتوفر الذخائر الحية في هذه المنطقة، وتعتمد على الآبار الجوفية والحشائش الجبلية، وهذا لبعدها عن المناطق السكنية، وتشكل خطرا كبيرا على محافظة الجيزة بأكملها حيث يستغلون بعدهم الجغرافى في زراعة مخدر البانجو بمساحات كبيرة وسط الجبال وتعد مركزا لترويج السلاح والمخدرات. بالإضافة لتواجد بؤر إجرامية أخرى تمكنت قوات الشرطة من خلال حملات المداهمات المستمرة من إيقاف فك حصارها، وأصبحت فقط ملجأ للمسجلين الهاربين من أحكام قضائية، وهذه البؤر يفرض بها البلطجية الإتاوات على المحال التجارية، نظير عدم التعرض لهم مثلما يحدث في منطقة «بولاق الدكرور» التي تحتوى على ما يقرب من 4 آلاف مسجل خطر مخدرات وسلاح وبلطجة وبمنطقة «العمرانية» منطقة الكنيسة والتي تعد من أخطر البؤر الإجرامية كما يوجد بها العديد من المسجلين خطر وقيادات البلطجة أمثال ياسر سنجة والقط الذي يعتبر شيخ البلطجية بالهرم وفيصل. ماذا عن البؤر الإجرامية بالقاهرة وعدد البلطجية بها؟ في القاهرة توجد مناطق عديدة للبلطجية أهمها عزبة أم القرن التابعة لمنطقة أحمد حلمى حيث يوجد بها عدد مهول من البلطجية، كما كان زعيم بلطجية مصر الذي قبض عليه مؤخرًا المدعو صبرى نخنوخ على علاقة وثيقة بهم، أما عزبة الهجانة ومنطقة الجياشة بالمقطم فيوجد بها العديد من الهاربين من أحكام قضائية وتجار المخدرات والسلاح، كما يوجد بها نحو 15 ألف بلطجي، وكذلك وادى حوف بحلوان بها نحو 1500 مسجل خطر، فضلًا عن منطقة الدويقة ومدينة السلام حيث يوجد بها 10 آلاف بلطجي، وفى الدرب الأحمر وبولاق أبو العلا 5 آلاف بلطجي، ومنطقة دربالة والعوايد، وهناك أيضا عزبة أبو حشيش الكائنة بجوار منطقة العباسية ويختص ساكنيها من البلطجية الذين تخطى عددهم المئات ويكثر بها البلطجية من العنصر النسائي، في تجارة المخدرات، أما عن أخطر المناطق الإجرامية في القاهرة، فهى منطقة «الزعماء» بالسيدة زينب، والتي يوجد بها العديد من البلطجية الكبار، يقودهم شخص يدعى كرشة فهو زعيم البلطجية في السيدة زينب. وماذا عن أشهر بلطجية البؤر الإجرامية وأشدها خطرا بمحافظات بحري؟ أشهر البلطجية بمحافظة الإسكندرية والتي تقع بها أهم بؤر إجرامية وهى منطقة أبو سليمان حيث يوجد بها ما يقرب من 28 ألف بلطجى كما يوجد أخطر بلطجى في مصر وزعيم البلطجية المدعو صبرى نخنوخ الذي ضبط في فيلته بمنطقة الكينج، وعثر معه على ترسانة من الأسلحة، وكان بصحبته عدد كبير من الخارجين على القانون إضافة إلى ما يقرب من خمسة أسود. وفى محافظة دمياط تجد منطقة شطا حيث تنتشر فيها تجارة المخدرات، وبها العديد من البلطجية وقطاع الطرق الذين يرهبون الأهالي وكذلك قرية بقرية الناصرية مركز فارسكور والتي يكثر بها تجارة السلاح. وما أكثر محافظات الجمهورية التي تنتشر فيها البؤر الإجرامية؟ محافظة القليوبية تعد صاحبة نصيب الأسد في البؤر الإجرامية لوجود قرى بها أشد العناصر الإجرامية التي لمعت في عالم الإجرام وحفرت اسمها على خريطة العنف والبلطجة وتجارة المخدرات وتصنيع الأسلحة بالقليوبية وهى مناطق الجعافرة وكوم السمن والقشيش، وتسمى بقرى المثلث الذهبى بشبين القناطر ومناطق أبو الغيط، والخرقانية والكلافين بالقناطر الخيرية والعريضة بطوخ وميت العطار وميت الحوفيين بمركز بنها، ما يعرف بمثلث الرعب أو المثلث الذهبي. هل محافظة شمال سيناء بها بؤر إجرامية استغلتها العناصر الإرهابية كمخبأ في الأحداث الأخيرة؟ في محافظة شمال سيناء توجد منطقة جبل الحلال والمهدية، والتي تكثر بها العناصر الإرهابية ومن أشد البؤر الإجرامية بحيرة المنزلة التي أصبحت من أشهر بؤر البلطجة، والتي يطلق عليها الأهالي في محافظاتالدقهلية وبورسعيد ودمياط مسمى الغابة، نظرًا للخطورة البالغة، وأحداث القتل التي تحدث يوميا فيها، والتي تمكنت الأجهزة الأمنية من توجيه العديد من الحملات التي أسفرت عن تطهيرها. ماذا عن البؤر الإجرامية في الصعيد؟ وأشهر تجارها وتجارتهم؟ في محافظة قنا توجد قرية السمطا وهى منطقة خطرة جدًّا بها مجموعة من الخارجين على القانون، وهي قرية صغيرة لا يتعدى سكانها ثلاثين ألف نسمة قريبة من الجبل، ويحدها من الشرق النيل، ومعظم سكانها يعيشون على تجارة المخدرات، وخاصة الأفيون وفى محافظة أسيوط توجد منطقة ساحل سليم، وتضم المئات من البلطجية، ويتخصصون في قطع الطرق وترويع المواطنين والسرقة بالإكراه، بالإضافة لأخطر أوكار البلطجة في الصعيد توجد بالجبال فهناك منطقة الريانية المطلة على الجبل الشرقى بصعيد مصر، وبها مجموعة من المغارات الجبلية، والتي يتجمع فيها البلطجية والمسجلون خطر، وبحوزتهم أسلحة آلية متطورة، ويصعب على رجال الأمن الوصول إليها. ماذا عن خطة الداخلية لمواجهة هذه العناصر جنائيا وملاحقتهم في ظل مواجهتها للعناصر الإرهابية؟ مداهمة هذه البؤر الإجرامية تحتاج مجهودا جبارا من أجهزة الشرطة والتي تحتاج لمساعدة جميع أجهزة الدولة من حيث تقديم كافة المساعدات المالية؛ لتتمكن الوزارة من شراء كافة احتياجاتها من أحدث الأسلحة الثقيلة والمعدات، وتوفير كافة الإمكانيات التي تساعدها في مداهمة هذه البؤر الإجرامية، وذلك من خلال إعداد دراسة أمنية لمداهمتها خاصة بعد جمع كافة المعلومات عن استغلال العناصر الإرهابية هذه المناطق والاختباء بها بعد عقد صفقات بينهم. وماذا عن شبكة المعلومات عن هذه البؤر الإجرامية؟ أجهزة المعلوات بالوزارة تعد الآن دراسة أمنية عن هذه المناطق، وستتم مداهمتها قريبا بأحدث المعدات الحديثة، والوزارة تضع في الحسبان قبل هذه العمليات مقدار المكسب والخسارة، خاصة إذا كانت تتوسط المناطق السكنية، فيتم الاهتمام بذلك حتى لا تحدث خسائر في الأرواح.