لم يخطر ببالي ولم يكن ضمن جدولي الأسبوعي كتابة مقال يتعلق بالوعي وقضايا الشأن العام أن أكتب عن موضوع حدث منذ سبعين عاما؛ ولكن الذي حرك مشاعري وجعل القلم يناديني منشور كتبه أستاذ جامعي معروف.. قال في منشوره إن إحياء ذكرى حادث المنشية بالإسكندرية في 26 أكتوبر 1954 محاولة من الدولة لحشد الكراهية ضد الإخوان، متى تنتهي الدولة من هذا الموال؟!
ترتب على ذلك المنشور دخول عشرات من المتابعين له منهم من يدافع عن الزعيم جمال عبد الناصر، وهم الأغلبية، ومنهم ناس من إخوانا البعدا يكتبون بأن الحادث ملفق وتمثيلية من رجال عبد الناصر.. وكثرت المناوشات والحوارات بين الاغلبية الكارهين لسياسة حكم الاخوان والاقلية التي تسمى نفسها معارضة سياسية، وكأن كاتب المنشور يريد أن يفتح بابا للخداع والتضليل ونشر معلومات كاذبة بهدف تشويه زعيم مصر جمال عبد الناصر رحمه الله.
قرأت وبحثت وإطلعت على مراجع ومؤلفات كبار الكتاب والمؤرخين والأدباء قبل كتابة المقال، ومن منطلق حبي وعشقي للقضايا السياسية توصلت إلى مجموعة من الحقائق، نسردها على النحو التالي: أولا، قبل حادث المنشية بعامين كانت العلاقة بين تنظيم الضباط الأحرار والإخوان تتسم بالتعاون الحذر..
حيث دعم الإخوان الثورة في أيامها الأولى؛ وإعتقد الإخوان أن عبد الناصر سيمنحهم دورا سياسيا أكبر بعد سقوط الملكية، ووفق ما كتبه محمد حسنين هيكل في كتابه سنوات الغليان، رفض عبد الناصر أن تكون الثورة على مقاس أطماع الجماعة، مؤكدا أن الدولة لا يمكن أن تدار بفكر وعقلية التنظيم السري، ومن هنا بدأ العداء من قبل الجماعة للدولة المصرية.
ثانيا، كان الزعيم جمال عبد الناصر يلقي خطابا بمناسبة عيد الجلاء في ميدان المنشية بالاسكندرية وتم إطلاق الرصاص عليه؛ والحمد لله الفيديو مسجل وللتاريخ صوت وصورة، وتم القبض على أحد رجال الإخوان متلبسا؛ وأخطأت الطلقات فأصابت عدد من الحراس والشخصيات العامة.. وقال جمال عبد الناصر "أيها الرجال فليبقى كل في مكانه حياتي فداء لمصر"، وأعلن عبد الناصر من مكانه أن الثورة مستهدفة ومصر تواجه عدوا من الداخل لايقل خطرا عن الاستعمار؛ وفي اليوم التالي للحادث تم إعتقال أعضاء الجماعة وحظرها وتم حل الجماعة رسميا ومصادرة ممتلكاتها وإغلاق مقراتها.
ثالثا، إستمر الإخوان إلى يومنا هذا ينكرون تاريخيا حادث المنشية، ويتهمون رجال عبد الناصر بأن حادث المنشية تمثيلية، وفي هذا السياق قال المؤرخ الكبير عبد العظيم رمضان في مؤلفه الهام والخطير: الإخوان المسلمون والتنظيم السري: الواقعة حقيقية على يد الأعضاء المنضمين للإخوان ولهم سوابق قبل الثورة من خلال تنظيمهم السري في أعمال الاغتيالات؛ فهم قاموا بإغتيال إبراهيم النقراشي، وأحمد الخازندار.. ووصف المؤرخ الكبير الجماعة بأنها تكريس لمنهج العنف، وتحول الاخوان إلى تنظيم مطارد عاش في السر عشرين عاما قبل عودته وظهوره في عهد الرئيس السادات.
رابعا، هناك رواية للكاتب الاسلامي الدكتور أحمد رائف، وهو من قيادات الاخوان، يعترف بأن حادث المنشية تم بفعل التنظيم السري للاخوان؛ وقال عدد من المؤرخين والمفكرين والباحثين أن الإخوان معروفين بالخيانة والكذب والعمالة لصالح دول عربية وأجنبية، وكل همهم الحكم والكرسي.. وهذا يؤكد كلام الرئيس السيسي أنهم كانوا عايزين يحكمونا 500سنة؛ وقال وزير الثقافة الأسبق عماد أبو غازي: إن حادث المنشية كان الشرارة التي أنهت العلاقة بين الدولة والإخوان، وأصبح لعبد الناصر رصيد شعبي وإلتفت الجماهير حوله.
خامسا، قال الكاتب الكبير محمد حسنين هيكل أن حادثة المنشية محاولة إغتيال حقيقية وليست مفبركة أو مدبرة من قبل السلطات كما روج الإخوان؛ والحادثة كانت لحظة فارقة في التاريخ المصري بالإضافة إلى مذكرات سيد قطب التي تسربت في أيامه الأخيرة وإعترف بأنه أخطأ، وهناك تكليفات للإخوان بتدبير حادث المنشية.. وذكر هيكل قبل وفاته أن الرئيس السيسي أفشل مخطط ومشروع الإخوان.
وفي هذا السياق نذكرك عزيزي القاريء بجمعة الغضب وهي وغيرها مصطلحات إخوانية غربية، ويوم 28 يناير 2011 هاجمت مجموعات مسلحة المناطق الحدودية من الجهة الشرقية مع قطاع غزة؛ كما فجروا الأكمنة الحدودية وتسلل آخرون عبر الأنفاق بأسلحة نارية ثقيلة، وتم فتح السجون وتهريب العناصر الموالية لهم؛ وإقتحام العنابر وقتل رجال الشرطة.
وفي عام حكم الإخوان أستشهد جنود الجيش المصري قبل إفطار رمضان على يد الارهابيين الموالين لجماعة الاخوان وتم تفجير الكنائس والمساجد وبعد كل حادث يخرجون يتهمون السلطة والنظام بهدف تزييف الوعي ومن كل ماسبق أنتهت فكرة التعايش بين السلطة والاخوان ألي من المفترض أنها جماعة هدفها الدعوة ولكن منذ القدم هدفها كرسي الحكم على مستوى مصر وبعض الدول العربية.
وختاما: يعتبر حادث المنشية أحد مظاهر العنف الإخواني، لآن الإخوان يعتقدون أن لهم الحق في المشروع السياسي المعتمد على الخلافة الإسلامية؛ وهناك وثيقة كتبها السفير الأمريكي في القاهرة في سبتمبرعام 1954؛ تتضمن تقرير أن الإخوان يخططون لإغتيال بعض الشخصيات البارزة في ذلك الوقت، ناهيك عن تقرير السفارة البريطانية. هذه هي مصر.. رمز السلام نصر أكتوبر.. وإيقاظ الوعي القومي للشباب وفي هذا السياق قال محمد حسنين هيكل أنه ذهب للمرشد الهضيبي في السجن لاجراء حوار معه؛وشاهد معه الرجل الإخواني الذي أطلق الرصاص على عبد الناصر؛ والتاريخ يعيد نفسه، هم ليسوا إخوانا وليسوا مسلمين كما قال حسن البنا قبل مقتله.. وقد حفظ الله جمال عبد الناصر ونجا بأعجوبة، وهرب المرشد في ذات اليوم وتم القبض عليه، وفي تصوري أن شجاعة البطل جمال عبد الناصر في مشهد إطلاق النار عليه مشهد تاريخي شجاع في مواجهة الرصاص، والنداء بأن كل يبقى في مكانه كان صوت نظام جديد يولد، ومن يومها تحمل الزعيم جمال عبد الناصر المسؤلية وبدأت مرحلة جديدة في تاريخ مصر والتاريخ العربي. ونقدم لكم من خلال موقع (فيتو)، تغطية ورصدًا مستمرًّا على مدار ال 24 ساعة ل أسعار الذهب، أسعار اللحوم ، أسعار الدولار ، أسعار اليورو ، أسعار العملات ، أخبار الرياضة ، أخبار مصر، أخبار اقتصاد ، أخبار المحافظات ، أخبار السياسة، أخبار الحوداث ، ويقوم فريقنا بمتابعة حصرية لجميع الدوريات العالمية مثل الدوري الإنجليزي ، الدوري الإيطالي ، الدوري المصري، دوري أبطال أوروبا ، دوري أبطال أفريقيا ، دوري أبطال آسيا ، والأحداث الهامة و السياسة الخارجية والداخلية بالإضافة للنقل الحصري ل أخبار الفن والعديد من الأنشطة الثقافية والأدبية. تابع موقع فيتو عبر قناة (يوتيوب) اضغط هنا تابع موقع فيتو عبر قناة (واتساب) اضغط هنا تابع موقع فيتو عبر تطبيق (نبض) اضغط هنا تابع موقع فيتو عبر تطبيق (جوجل نيوز) اضغط هنا