أكد السفير الصينيبالقاهرة، لياو ليتشيانج، عمق العلاقات الاستراتيجية بين الصين ومصر، مشيداً بالموقف الثابت للقاهرة من مبدأ الصين الواحدة ودعمها المستمر لوحدة الأراضي الصينية، مشيراً إلى أن البلدين يمثلان نموذجاً للشراكة الاستراتيجية القائمة على الثقة المتبادلة والمصالح المشتركة. جاء ذلك في تصريحات للسفير الصيني على هامش المؤتمر الصحفي الخاص بالدورة الرابعة للجنة المركزية العشرين للحزب الشيوعي الصيني، والذي استعرض ملامح الخطة الخمسية الخامسة عشرة للصين (2026-2030). مصر شريك استراتيجي موثوق وقال السفير لياو ليتشيانج: "أود أن أؤكد بشكل خاص أن الصين ومصر شريكان استراتيجيان في التنمية والاقتصاد والأمن، ونحن دائماً إخوة وأصدقاء وشركاء نتقاسم الأفراح والأحزان معاً"، مضيفاً أن "مصر دعمت باستمرار الصين في قضية تايوان، وعبرت الحكومة المصرية مراراً وتكراراً بشكل علني عن التزامها بمبدأ الصين الواحدة". وأشار السفير إلى الإعلان المشترك الصادر في مايو 2024 بين البلدين، والذي "أكدت فيه مصر استمرارها الثابت في دعم مبدأ الصين الواحدة، ودعم إعادة توحيد الصين، ومعارضة تدخل القوى الأجنبية في الشؤون الداخلية الصينية". تأكيد الرئيس السيسي على الموقف المصري ولفت السفير الصيني إلى أن الرئيس عبد الفتاح السيسي، خلال لقائه مع القيادة الصينية، "أكد أن مصر تدعم وتعتبر أن تايوان جزء من الصين"، معرباً عن "تقدير وشكر الجانب الصيني العميق لهذا الموقف المصري الثابت". وأضاف: "كما أننا ندعم بحزم مصالح مصر التنموية والأمنية، وندعم سيادتها الوطنية ووحدة أراضيها، وندعم الجهود التي تبذلها مصر، وندعم الإنجازات التي حققتها في القضية الفلسطينية"، مؤكداً أن "هذا يمثل أحد المبادئ الأساسية للدبلوماسية الصينية المتمثلة في عدم الانحياز". ذكرى تحرير تايوان وإرساء مبدأ الصين الواحدة وفي سياق متصل، تطرق السفير الصيني إلى القرار التاريخي الذي اتخذته اللجنة الدائمة للمجلس الوطني لنواب الشعب الصيني قبل أيام، والقاضي بتحديد الخامس والعشرين من أكتوبر يوماً وطنياً لإحياء ذكرى "تحرير تايوان". وأوضح أن "إنشاء هذا اليوم التذكاري يُظهر الموقف الثابت للشعب الصيني بمختلف قومياته في دعم مبدأ الصين الواحدة، والدفاع عن السيادة الوطنية ووحدة الأراضي، كما يعكس الرغبة المشتركة لجميع الصينيين داخل وخارج البلاد، بما في ذلك مواطنو تايوان". السياق التاريخي لاستعادة تايوان وشرح السفير الخلفية التاريخية لاستعادة السيادة على تايوان، قائلاً: "بعد الغزو الياباني للصين، قاد الحزب الشيوعي الصيني الشعب الصيني في حرب المقاومة ضد العدوان الياباني، وفي الوقت نفسه، قاد حزب الكومينتانغ الجيش الوطني في النضال خلال تلك الفترة". وأضاف: "بعد انتصار حرب المقاومة، أجرى الجيش الذي قاده حزب الكومينتانغ مراسم قبول الاستسلام في مقاطعة تايوان، وفي البر الصيني الرئيسي، قبل الجيش الذي قاده الحزب الشيوعي الصيني استسلام القوات المهزومة في العديد من المناطق العسكرية، وكان هذا يُسمى 'المسرح الصيني'". تايوان جزء من نظام ما بعد الحرب العالمية الثانية وأكد السفير أن "عودة تايوان إلى جمهورية الصين كانت إحدى نتائج انتصار الحرب العالمية الثانية، وجزءاً مهماً من النظام الدولي لما بعد الحرب"، مشيراً إلى أن "إعلان القاهرة وإعلان بوتسدام والقرار رقم 275 الصادر عن الأممالمتحدة، وغيرها من الوثائق الدولية ذات الصفة القانونية الملزمة، أكدت جميعها سيادة الصين على تايوان". وأضاف: "دفع ذلك مبدأ الصين الواحدة ليصبح معياراً أساسياً في العلاقات الدولية وإجماعاً في المجتمع الدولي، حيث تُعد حكومة جمهورية الصين الشعبية الممثل الشرعي الوحيد لكل الصين، وقد أقامت 183 دولة علاقات دبلوماسية مع الصين على أساس مبدأ الصين الواحدة". وختم السفير تصريحاته قائلاً: "إن إنشاء اليوم الوطني لذكرى تحرير تايوان يعزز بقوة هذا الإجماع الدولي"، مؤكداً أن الصين ستواصل العمل الحازم من أجل تحقيق الوحدة الوطنية الكاملة.