وزير الأوقاف ناعيًا الحاجة سبيلة عجيزة: نموذج منير للمرأة المصرية الأصيلة    طرح أراضٍ للتخصيص الفوري بحدائق أكتوبر    بدء تحصيل الزيادة الجديدة في قانون الإيجار القديم من ديسمبر... اعرف قيمتها    4 غارات على خيام النازحين بغزة بعد اجتماع نتنياهو بقيادات الأمن بشأن حادث رفح    الاتحاد الأوروبي يدرس إضافة روسيا إلى القائمة السوداء لغسل الأموال وتمويل الإرهاب    الدوري المصري، محمد الشيبي رجل مباراة بيراميدز أمام كهرباء الإسماعيلية    كأس إيطاليا.. نابولي يتخطى كالياري ويصعد للدور القادم    القبض على 4 أشخاص لتجميعهم ناخبين بمخزن خردة ودفعهم للتصويت مقابل رشاوى انتخابية بإمبابة    حلمي عبد الباقي يكشف إصابة ناصر صقر بالسرطان    «كى چى» تحت التهديد| الطفل وحده فى المواجهة.. والتوعية تحد من جرائم التحرش    أكرم القصاص: المرحلة الثانية من الانتخابات أكثر انضباطا وتدخل الرئيس السيسي حاسم    مها محمد: كوليس ورد وشيكولاتة أجمل من التصوير    مهرجان البحر الأحمر السينمائي يكشف عن لجنة تحكيم مسابقة الأفلام القصيرة    صحة الإسماعيلية تختتم دورة السلامة المهنية داخل معامل الرصد البيئي    قرارات جديدة تعزز جودة الرعاية الصحية.. اعتماد 19 منشأة صحية وفق معايير GAHAR المعتمدة دوليًا    بإطلالة جريئة.. رزان مغربي تفاجئ الجمهور في أحدث ظهور    رئيس جامعة طنطا يفتتح فعاليات هاكاثون 2025 لتحالف جامعات إقليم الدلتا    «هربنا قبل أن نغرق».. شهادات مروّعة من قلب الفيضانات التي ضربت نصف القارة الآسيوية    اتفاق تاريخي بين كاف والقناة الرابعة البريطانية بشأن بث مباريات أمم إفريقيا    في حوار ل"البوابة نيوز".. رامي حمادة يكشف سر فوز فلسطين على قطر وطموحات المباريات المقبلة    كأس إيطاليا.. أتالانتا يضرب جنوى برباعية نظيفة ويعبر إلى الدور القادم    تشكيل أرسنال - بن وايت أساسي.. وساكا وإيزي وتيمبر بدلاء أمام برينتفورد    لأول مرّة| حماية إرادة الناخبين بضمان رئاسى    هل يجوز التصدق من أرباح البنوك؟| أمين الفتوى يجيب    مجموعة مصر.. الأردن يضرب الإمارات بهدف على علوان في شوط أول نارى    انتهاء ترميم المبانى الأثرية بحديقتى الحيوان والأورمان    هل يعتبر مريض غازات البطن من أصحاب الأعذار ؟| أمين الفتوى يجيب    أحمد فهمي يكشف تفاصيل رسالة هنا الزاهد بعد الطلاق    أهالي السيدة نفيسة يوزعون الشربات على الزائرين في المولد.. صور    حبس المتهمين باستغلال شيكات مزورة باسم الفنانة بوسي 3 سنوات    الخامس في قنا.. القبض على " قرموش" لشراء اصوات الناخبين    ما حقيقة انتشار الدواجن السردة بالأسواق المحلية وتأثيرها على صحة المواطنين؟    عون: لبنان تعب من المهاترات التي مزقته    القبض على 4 أشخاص بحوزتهم مبالغ مالية بمحيط لجان انتخابية في جرجا    الجيزة تنفّذ حملة مكبرة بعثمان محرم لإزالة الإشغالات وإعادة الانضباط إلى الشارع    جامعة كفر الشيخ تنظم مسابقة المبادرات المجتمعية بمشاركة كليات الجامعة    مياه الشرب بالجيزة: كسر مفاجئ بخط مياه قطر 1000 مم أمام مستشفى أم المصريين    في اليوم العالمي لذوي الهمم.. غزة تواجه أعلى معدلات الإعاقة في العالم بسبب حرب الإبادة الجماعية.. 12 ألف طفل فقدوا أطرافهم أو تعرضوا لعاهات مستديمة.. و60% من السكان صاروا معاقين    «الري» تتعاقد على تنفيذ التغذية الكهربائية لمحطتي البستان ووادي الصعايدة    في يومهم العالمي.. 5 رسائل من الأزهر لكل أسرة ترعى طفلا من ذوي الإعاقة    فلسطين: تصويت 151 بلدا لإنهاء الاحتلال انتصار لحقوق شعبنا المشروعة    وكيل لجنة مراجعة المصحف ورئيس منطقة الغربية يتفقدان مسابقة الأزهر السنوية لحفظ القرآن الكريم    ما مصير امتحانات الثانوية العامة بعد بلوغ «عبد الحكم» سن المعاش؟.. تفاصيل    مواقيت الصلاه اليوم الأربعاء 3ديسمبر 2025 فى المنيا.. اعرف مواقيت صلاتك    ريهم عبدالغفور تحيي ذكرى وفاة والدها الثانية: "فقدت أكتر شخص بيحبني"    انعقاد الاجتماع الرابع للجنة الفنية المصرية – التونسية للتعاون الاستثماري    دونالد ترامب يحضر قرعة كأس العالم 2026    السيدة انتصار السيسي تحتفي بيوم أصحاب الهمم: قلوب مليئة بالحب    الأرصاد: استمرار انخفاض درجات الحرارة الملحوظ على مختلف أنحاء البلاد.. فيديو    الصحة تعلن ضوابط حمل الأدوية أثناء السفر| قواعد إلزامية لتجنب أي مشكلات قانونية    أطعمة تعالج الأنيميا للنساء، بسرعة وفي وقت قياسي    لاول مرة فى مستشفي شبين الكوم بالمنوفية..استخراج ملعقة من بطن سيدة مسنة أنقذت حياتها    هالاند: الوصول ل200 هدف في الدوري الإنجليزي؟ ولم لا    وزير البترول والثروة المعدنية يستعرض إصلاحات قطاع التعدين ويبحث شراكات استثمارية جديدة    مجلس حكماء المسلمين يشارك بجناح خاصٍّ في معرض العراق الدولي للكتاب 2025    توافد الناخبين للتصويت في جولة الإعادة بانتخابات النواب بالإسكندرية| صور    أسعار الفراخ والبيض اليوم الاربعاء 3-12-2025 في الأقصر    «الوطنية للانتخابات»: إعادة 19 دائرة كانت قرارًا مسبقًا.. وتزايد وعي المواطن عزز مصداقية العملية الانتخابية    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



حوار| محمد نصر علام: إذا اكتمل سد النهضة مصر ستشتري المياه لكي تعيش
نشر في التحرير يوم 12 - 12 - 2015


** وزير الموارد المائية والرى الأسبق:
- إثيوبيا تسعى لفرض السد كأمر واقع.. والمفاوض المصرى أثبت فشله مع المراوغات الإثيوبية
- عام من المباحثات.. والنتيجة إثيوبيا نجحت فى بناء 50% من السد ومصر انبطاح شديد ومكتب استشارى لم يحدد
- أداء الدولة لا يعكس حنكة سياسية.. ونصيحتى: اقرؤوا التاريخ والسياسة والأوضاع الداخلية لدول حوض النيل
- إثيوبيا ستنشئ سدودا كبرى وصغرى ووسطى.. والسودان سينضم إلى «عنتيبى».. ومصر ستشترى المياه
- أديس أبابا كانت تطمح فى توليد الكهرباء فقط.. ومصر ب«إعلان المبادئ» منحتها حق التنمية من السد
- لا بديل عن مسار سياسى يدعمه آخر فنى.. ومبادرة مصرية تطالب إثيوبيا بألا يزيد ارتفاع السد على 120 مترًا
- إثيوبيا تنحاز للشركة الفرنسية لمصالحهما المتبادلة.. والهولندية لها خبرة تزيد على 100 عام فى السدود
- إعادة إحياء قناة «جونجلى» بين مصر وجنوب السودان «تهريج».. والتحالف الإثيوبى الأوغندى سيمنع ذلك
وصف الدكتور محمد نصر الدين علام، وزير الموارد المائية والرى الأسبق، فى حواره ل«التحرير» المسار الحكومى، الذى تسير فيه الحكومة فى مفاوضات سد النهضة حاليا بأنه المسار الخاطئ، وأن هناك تعنتًا وتسويفًا من جانب إثيوبيا خلال مفاوضات سد النهضة، وأضاف إثيوبيا تتلاعب بمصر وتعمل لتحقيق مصالحها الشخصية ومصالح شعبها دون توقف، بينما هناك عجز وصمت غريب من جانب المسئولين فى مصر، وانتقد علام الفريق القائم على مفاوضات سد النهضة قائلا «هذا الفريق لا يصلح لإدارة المفاوضات، وأثبت فشله الذريع».. فإلى نص الحوار:
عجز حكومى
- ما رأيك فى تأجيل مفاوضات سد النهضة التى انتهت بالعاصمة السودانية الخرطوم اليوم دون أن تحقق أى من أهدافها؟
إثيوبيا فى النهاية تسعى إلى تحقيق مصالحها، وترغب فى الانتهاء من بناء سد النهضة فى أسرع وقت ممكن، لتفرض السد كأمر واقع على مصر، فى ظل صمت وعجز حكومى من جانب المسئولين فى مصر، كما أن الفريق المفاوض حاليا لا يصلح للتعامل مع المراوغات الإثيوبية المستمرة، وأثبت فشله الذريع فى التعامل مع هذا الملف، والواضح حاليا أن إثيوبيا تتلاعب بمصر وبمصالحها القومية، وهى فى النهاية تعمل لتحقيق مصالح شعبها، وتتعنت وتقوم بالتسويف، والحكومة لا ترغب فى تصحيح المسار، ولا تسمع للخبراء إنما تسمع لصوتها فقط.
وضع متأزم
- ما أهم التحديات التى تواجه مصر؟
سد النهضة يعد من أهم التحديات، التى تواجه أمن مصر المائى، وخطة السدود التى تنوى إنشاءها إثيوبيا على النيل الأزرق، فضلا عن اتفاقية «عنتيبى» التى وقعتها أغلب دول المنابع، التى لا تعترف بحصة مصر المائية، وترغب فى إعادة تقسيم المياه بين دول حوض النيل، فضلا عن التلوث الحالى الحادث فى نهر النيل بفرعيه وجميع الترع والمصارف نتيجة إعادة استخدام المياه لأكثر من 4 مرات، مما أدى إلى تلوثها، مما يهدد الصحة العامة للمواطنين وإصابتهم بأمراض خطيرة وأوبئة مثل السرطان والفشل الكلوى والكبدى وموت الأطفال، وهناك محافظات المياه بها غير جيدة مثل بعض المناطق بالدقهلية والبحيرة ورشيد والسويس، وهو ما يوضح المؤشرات الخطيرة للوضع المائى فى مصر، ونحن نعيش بأقل من الحد الأدنى للفقر المائى، وهناك علامات خطر كثيرة فى معظم نهايات الترع، حيث تعانى من أزمات مائية ونزاعات بين الفلاحين تصل فى بعض الأحيان إلى حد القتل، ونعيش وضعا مائيا متأزمًا، حيث إن هناك بعض المدن تعيش بالكامل على التحلية مثل شرم الشيخ وبعض مدن الغردقة، لكن يبدو أن الحكومة لم تسمع عن هذا الوضع.
تأجيل ثم فشل
- ما رأيك فى الطريقة التى تدير بها الحكومة ملف سد النهضة؟
أزمة سد النهضة لن تُحل بالطريقة التى تديرها الحكومة حاليا، فحتى الآن لم يتم الانتهاء من اختيار المكتب الاستشارى بعد أكثر من عام من المباحثات، وإثيوبيا نجحت فى بناء 50% من سد النهضة، وأصبح الوقت يداهمنا، ونحن محلك سر، فإثيوبيا تجيد إدارة دفة إطالة المباحثات بشكل جيد، بينما مصر تعاملت بحسن نية مبالغ فيها فى أزمة سد النهضة، ولا بد من ضرورة إيجاد مبادرة سياسية بدعم من الفنيين، وليس بتشكيل لجنة فنية من الدول الثلاث لبحث موضوع خطير يضر مصر مثل سد النهضة، كما أن وزارة الرى والموارد المائية أعلنت عن تأجيل المباحثات بين مصر وإثيوبيا والسودان، حول سد النهضة ل20 أكتوبر الماضى للانتهاء من تشكيل الحكومة الإثيوبية، ثم تم تأجيل المباحثات مرة أخرى لإعطاء وزير الرى الإثيوبى فرصة لبحث الأمور والاطلاع على الموضوع، ثم تم تأجيل الاجتماع مرة أخرى ل7 نوفمبر ثم تأجل بعد ذلك لمرتين إلى أن جاء الاجتماع الأخير أمس، الذى فشل أيضا فى الوصول إلى نتائج مرضية لمصر، فما جدوى كل هذا التأجيل سوى استنزاف وإطالة الوقت لحين الانتهاء من بناء سد النهضة.
وفى الحقيقة ملف سد النهضة هو أزمة دولة، وأرى أن أداء الدولة فى ملف سد النهضة غير مجدٍ على الإطلاق، ولا يعكس حنكة سياسية أو فهم فنى عميق للملف، ولا فهم للتاريخ على مدى العقود العديدة الماضية، ويعتقد القائمون على الملف أنهم سيبدؤون الملف من بدايته دون الاستفادة من جميع الخبرات السابقة منذ عهد محمد على حتى الآن، ونصيحتى لكل القائمين على ملف سد النهضة أن يقرؤوا التاريخ والسياسة والأوضاع الداخلية لدول حوض النيل ومعرفة الآثار والتداعيات لنكسة السد على مصر إذا استمرت إثيوبيا فى تحقيق هذه المكاسب العظيمة فى مفاوضاتها مع القاهرة، خاصة أن هناك انبطاحًا مصريا شديدًا أمام المفاوض الإثيوبى مما سيؤدى إلى عواقب وخيمة لا يستطيع تخيلها المسئولون الحاليون لأنهم ليسوا على دراية كافية أن يتخيلوا المستقبل وتأثير السد على مصر.
آثار وخيمة
- ماذا لو انتهت الأزمة وفق المسار الحالى للمفاوضات؟
لو استمر المسار الحالى الذى يسيطر عليه الضحك أمام الكاميرات وأمام سد النهضة وعدم اكتمال الدراسات الخاصة بالسد وصور الأحضان ومسك الأيادى بين الأطراف سيكتمل السد، كما تريد إثيوبيا، وبدعم كامل من السودان، وبالتالى ففى ظل هذا الانبطاح المصرى خلال المباحثات مع إثيوبيا وسوء إدارة أهم ملف قومى للدولة ستكون هناك آثار وخيمة، ومن الصعب حتى تخيلها وستقوم إثيوبيا تباعا بإنشاء باقى مخططها لإنشاء السدود الكبرى على النيل الأزرق، وكذلك السدود الوسطى والصغرى على النيل الأزرق، ونهرى عطبرة والسوباط، وسوف تقوم دول الهضبة الاستوائية من خلال استثمارات أجنبية ودولية بالتوسع فى الزراعات المروية والسدود الكبرى والمتوسطة، وسوف تقوم جنوب السودان بالانضمام لاتفاقية عنتيبى، والقيام بمشاريع استقطاب فواقد النهر وبيع المياه لمصر فى ظل دعم إقليمى ودولى، وسوف تتوسع السودان فى الزراعات على النيل الأزرق خصمًا من حصة مصر المائية، وسيتم افتتاح مفوضية حوض النيل بمدينة عنتيبى بأوغندا، وسوف يتم تقسيم مياه النيل بين دول الحوض، بينما مصر ستكون فى ذلك الوقت عيونها زائغة، ولا تدرى ما الذى يجب أن تفعله، والهجمات ستأتى لها من كل الجبهات، وهذا هو نتيجة السير فى المسار الحالى للمفاوضات.
خطأ استراتيجى
- ما الذى يجب أن تفعله الحكومة الآن لتصحيح هذا المسار الذى تسير فيه خلال مفاوضاتها مع إثيوبيا؟
على الحكومة أن تعترف بالخطأ أولا، لأن توقيعها على وثيقة سد النهضة المعروفة بإعلان المبادئ خطأ استراتيجى كبير اعترفت فيه مصر بسد النهضة، وتجنبت التحدث فيه عن سعة السد، واعترفت لإثيوبيا بحقها فى استخدام مياه النيل الأزرق والنيل الرئيسى، واعترفت بمبدأ الاستخدام المنصف والعادل للمياه، وهو ما يعنى الاعتراف بحصة مائية لإثيوبيا خصمًا من حصة مصر والسودان، وفى نفس الوقت أعطينا لإثيوبيا اليد العليا فى إقرار ما تريد فعله من مياه فى السد لاستخدام هذه المياه فى أغراض مختلفة مثل الصناعة والشرب والزراعة، بعد أن كانت كل ما تطالب به هو استخدام السد فى توليد الكهرباء فقط، ووافقت مصر من خلال وثيقة سد النهضة الموقعة بين رؤساء الدول الثلاثة مصر والسودان وإثيوبيا على استخدام سد النهضة فيما سمى بأغراض تنمية أخرى فعلنا كل ذلك، ولم نحصل على أى مكاسب وذكرنا فى الوثيقة أن إنهاء الدراسات والتوافق حولها يستغرق 15 شهرًا ومر عام، ولم يحدث شىء، ولم نتعاقد مع المكتب الاستشارى، الذى سيقوم بإجراء الدراسات على سد النهضة لقياس تأثيره على دولتى المصب مصر والسودان، وفى الغالب سيتم طرح الدراسات لمكاتب استشارية أخرى تستهلك 6 أشهر أخرى، وهناك تخدير للشعب المصرى فيما يتعلق بملف سد النهضة من خلال كلام وزير الرى المعسول حول ذلك الملف.
مسار سياسى
- وكيف يمكن تغيير المسار الحالى للمفاوضات؟
أقترح البدء فى مسار سياسى يدعمه مسار فنى من خلال مبادرة مصرية تطالب إثيوبيا بالتوقف عن إنشاء سد النهضة بعد الوصول إلى ارتفاع 120 مترًا أو أكثر قليلا، بحيث لا تتجاوز سعة السد نصف السعة الأصلية، حيث أثبتت الدراسات العلمية العالمية أن السد الأصغر يستطيع توليد نفس كمية كهرباء السد الضخم بتكلفة أقل كثيرًا، وبعد الاتفاق على إيقاف إنشاء السد تستمر دراسات اللجنة الوطنية الثلاثية لسد النهضة، ويبدأ بعد الانتهاء منها التفاوض حولها فإذا كان السد سيسبب أضرارًا لمصر وهذا شىء أكيد تقوم إثيوبيا بالالتزام بسياسات التشغيل لتقليل هذه الأضرار وتعوض مصر عن الأضرار التى تعرضت لها ولو ثبت عن هناك خسائر تعرضت لها إثيوبيا نتيجة بناء سد أصغر تعوضها مصر عن هذه الخسائر، ثم يتم بعد ذلك التفاوض حول إجراءات استكمال إنشاءات السد من عدمه والتوصل لتسوية نهائية لهذه الأزمة، وفى مرحلة أخيرة يتم الاتفاق حول إطار عام للتعاون والتوافق بين الدولتين بالنسبة للسدود الأخرى التى تنوى بناءها إثيوبيا.
فشل متوقع
- ما توقعاتك للمفاوضات التى ستجرى فى 28 ديسمبر المقبل؟
أتوقع فشل مفاوضات سد النهضة الجارية حاليا بين مصر وإثيوبيا والسودان، كما أتوقع مطالبة الحكومة المصرية لإثيوبيا بإيقاف بناء سد النهضة بعد انتهاء المرحلة الأولى منه، وأن المسار الحالى للمفاوضات سيعود بنا إلى المربع صفر، خاصة أن هناك صعوبة حاليا للتوفيق بين الشركتين الفرنسية والهولندية، مما سيؤدى إلى طرح الدراسات المقرر إجراؤها على سد النهضة، وهى الدراسات البيئية والاقتصادية والاجتماعية والمائية إلى شركة جديدة، وسيستغرق ذلك عامين على الأقل ستكون انتهت خلالهما المرحلة الأولى من بناء السد، وبالتالى «لا بديل عن وقف إنشاء سد النهضة».
مجلس الأمن
- ماذا لو إثيوبيا رفضت إيقاف إنشاء سد النهضة؟
إثيوبيا سترفض بالفعل إيقاف بناء السد، مما سيؤدى إلى تصاعد الأزمة بين البلدين، وعلى مصر هنا أن تلجأ إلى مجلس الأمن، وتقديم شكوى بأن السد سيؤثر على السلام والأمن الإقليميين بحوض النيل مع التأكيد على أن مصر سارت فى المفاوضات لمدة 5 سنوات دون جدوى، وحتى الآن السد قد اقترب على الانتهاء، ولم تبدأ دراساته ونحن نخشى من تداعياته، كما نخشى أيضًا من انهياره، ولدينا اتفاقيات سابقة تؤيد حقوق مصر المائية فى مياه النيل، ثم نبدأ فى التحرك سياسيا أمام العالم كله لكسب الدعم والتأييد العالمى لعدالة القضية المصرية، أما إذا فشلنا على المستوى الدولى، فلا يجب أن نقر بسد النهضة، ونترك الأجيال القادمة، حيث قد يأتى من هو مثل السادات ويستطيع استرداد حقوقنا بشكل أو بآخر، أما إذا استسلمنا لهذا الأمر فإثيوبيا ستكمل مخططها لبناء كل السدود على النيل الأزرق.
مصالح فرنسية
- لماذا تنحاز إثيوبيا للشركة الفرنسية بدلا من الهولندية فى إجراء دراسات سد النهضة؟
الشركة الفرنسية لديها أعمال إنشائية ومشاريع كثيرة فى مجال الصرف والسدود فى أديس أبابا، وبالتالى فهى ترى أن مصالحها مع إثيوبيا، لذلك تنحاز لها إثيوبيا، وتصر على قيامها بالدراسات، وهى التى أصرت أن تقوم ب70% من الدراسات الخاصة بسد النهضة، رغم أن الشركة الهولندية لها خبرة تزيد على 100 عام فى مجال السدود، وكان من الأولى أن تقوم هى بالدراسات بالنسبة الأكبر، لكن إثيوبيا تفرض شروطها دائمًا فى هذه المفاوضات.
موقف داعم
- ما رأيك فى الموقف السودانى؟
الموقف السودانى هو موقف داعم لإثيوبيا، وسيزيد هذا الدعم فى المستقبل، وإذا ما استمرت مصر فى هذا الانبطاح أمام إثيوبيا سيتنصل من اتفاقية عام 1959 الموقعة مع مصر، وسيذهب للتوقيع على اتفاقية عنتيبى، التى لا تعترف بحصة مصر المائية، وسيحصل على حصة مائية أكبر، ودول المنابع تهرول للتوقيع على اتفاقية عنتيبى، أجل طمعهم فى حصة مائية سيقومون ببيعها إلى مصر فى المستقبل أو سيستخدمونها لتهديد مصر.
رفض وتهديد
- كيف تعامل رؤساء مصرالسابقون مع هذا الملف؟
جمال عبد الناصر رفض إشراك إثيوبيا فى مفاوضات 1959، والسادات هدد إثيوبيا بالضرب والحرب إذا قامت ببناء هذا السد، وفى أيام المشير أبو غزالة كان هناك موقف حازم تجاه هذا السد أيضا، وقد رفضت كل السدود الإثيوبية جميعها عندما كنت وزيرًا للرى، حيث رفضت دراسات الجدوى الخاصة بالسدود الإثيوبية، التى وافق عليها وزير الرى الذى كان قبلى وأرسلنا وفدا من الخارجية والرى لأوروبا لمنع تمويل السدود الإثيوبية وقتها، وهو ما دعا الرئيس الإثيوبى ميليس زيناوى وقتها إلى أن يقوم بسبى، واعتبرنى من أعداء إثيوبيا أنا وعمر سليمان رئيس المخابرات الأسبق، والمسئولون الحاليون لم يستطيعوا منذ 4 سنوات فى البدء فى إجراء دراسات السد.
طمع إسرائيلى
- هل تطمع إسرائيل فى حصة مائية من نهر النيل؟
نعم، لكنها لن تستطيع لمدة 50 عامًا قادمة على الأقل، ويعد إضعاف مصر هدفا استراتيجيا لإسرائيل، وهى تهدف لحصار مصر من الجنوب، لأنها تعلم أنها خطر عليها، وتأتى بعدها تركيا وإيران، وهى تحرض دول حوض النيل ضد مصر وحصارها دوليا ومنع السلاح الحديث عنها وإسرائيل متخصصة فى المؤامرات.
تهريج وخيال
- ما رأيك فى إعادة إحياء قناة جونجلى بين مصر وجنوب السودان؟
الحديث عن إحياء مشروع قناة جونجلى «تهريج» وخيالى، لأن الوضع الأمنى والسياسى هناك غير مستقر، وهناك تحالف إثيوبى أوغندى لمنع مصر من إقامة هذه المشروعات المائية بحجج مائية وسياسية مختلفة، ولن يتم إلا من خلال تسوية سياسية كاملة بين مصر وإثيوبيا وأوغندا وجنوب السودان.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.