طالب خبيرا مؤسسة «كارنيجي» الدولية للسلام توماس كاروثرز وناثان براون باعادة ضبط السياسة الامريكية تجاه مصر. وقالا في مقال نشرته «الواشنطن بوست» ان السياسة المصرية اتخذت خلال الشهور الخمسة الأخيرة منحى مقلقًا بشكل خطير في إحتجاجات الشوارع وإنعدمت الثقة بين الحكومة وأحزاب المعارضة وتزايد التوتر الطائفي، ومع تصاعد السخط العام أصبحت هناك توقعات بإنقلاب عسكري محتمل، بالاضافة الى ان الاوضاع التى تمر بها مصر الان تستدعى قلق كلا من واشنطن وتل ابيب على اتفاقية السلام ومستقبلها بين البلدين. واضاف الخبيران أن الجماعة واجهت مشهدا سياسيا صعبا قبل توليها السلطة، فالجيش ساكن والمعارضة عنيدة ومنقسمة، والدولة تنهار، الا ان تصرفات الجماعة أدت الى تفاقم الأوضاع، ورغم ان بعض شكواها من حقد المعارضة ومقاومة أجهزة الدولة مشروعة، الا ان الإخوان يسيطرون على الرئاسة، بما يمنحهم الوسائل والمسئوليات التي لا يمتلكها أطراف أخرى . وقد أبدى الاخوان رغبة في نشر طرق الاستبداد كما فعل الرئيس السابق مبارك وليس الإصلاح، مما أدى في بعض الأحيان الى تعميق الممارسات الاستبدادية، ومن بين ذلك الاسراع في الدستور الجديد وتعيين نائب عام جديد عىل عكس القانون الذى استند اليه القضاه المعرضون . كما ان نواب الإخوان في مجلس الشعب سيضعون قيود جديدة على المنظمات المدنية المستقلة، وانصارهم ذهبوا الى المحاكم لمضايقة معارضيهم وفي بعض الأحيان نزلوا لمواجهة المعارضين بعنف في الشوارع . وأشار الخبيران في الوقت نفسه، أن مصر تشهد مشكلات اقتصادية كبيرة، فإما تتوصل الحكومة الى اتفاق مع صندوق النقد الدولي وتضطر إلى فرض إجراءات تقشفية، أو تفشل في الوصول الى الاتفاق وتواجه عجزاً مالياً كبيرا قدى يؤدى الى تدمير الدولة . وطالب «كاروثرز وبراون» بضرورة ألا تكون الرسالة الأمريكية لمرسي بعد ذلك «نحن معك، واحترس من بعض التفاصيل» لكن ينبغي على مسئولي الادارة الامريكية ان يخبروا المسئولين المصريين «اننا نشعر بقلق بالغ بشأن الانتهاكات التي تقع بحق المبادئ السياسية والقانونية الرئيسية، ولا يمكن ان نكون الشريك الذي تريدونه أو الشريك الذي تحتاج إليه مصر لو قمتم بتقويض التطلعات الديموقراطية للمصريين» .