الرئيس: لا ينبغي تقسيم سوريا بعد الحرب الأهلية.. وحل القضية الفلسطينية يمكن أن يغير وجه المنطقة قال الرئيس عبد الفتاح السيسي، إن دول منطقة الشرق الأوسط في حاجة إلى التعاون لهزيمة التهديدات الإرهابية المتفاقمة التي أدت إلى "حرب شرسة" في مصر، وتسببت في تعرض بعض الدول لخطر "الانزلاق إلى الفشل". وأكد السيسي في حوار له مع وكالة "أسوشيتد برس" الأمريكية، أن سوريا لا ينبغي أن تكون مقسمة بعد الحرب الأهلية، كما أن الجيش المصري يجب أن يكون مترابطًا من أجل هزيمة الإرهابيين في سيناء والصحراء الغربية. وأشار أيضا إلى ضرورة تجديد الجهود لحل القضية الفلسطينية وتوسيع عملية السلام بين مصر وإسرائيل لتشمل المزيد من الدول العربية. وعن حل القضية الفلسطينية، أوضح الرئيس إنه يمكن أن يغير وجه المنطقة ويحدث تحسنًا كبيرًا في الأوضاع، قائلا: "أنا متفائل وأقول إن هناك فرصة كبيرة". وقال السيسي، الذي أصدر عفوًا رئاسيًا عن 100 من المسجونين قبل عدة أيام من بينهم صحفيين بقناة الجزيرة الإنجليزية، إنه مستعد لإصدار عفو رئاسي للصحفيين الآخرين الذين حوكموا وأُدينوا غيابيا، مشيرًا إلى أنه سيعمل فقط وفق صلاحياته كرئيس، ويحترم استقلال سلطة القضاء في مصر. وأضاف "تأكدوا من أننا حريصون دائما على حل القضايا والمشاكل، وخصوصا تلك التي تتعلق بالصحفيين والإعلاميين". وتحدث الرئيس السيسي عن الأمن القومي الذي اعتبره من أهم أولوياته، قائلا "بإلقاء نظرة على الخريطة وتحديد البلدان التي تعاني من الفشل. هناك زيادة في الجماعات المتطرفة. وهناك مشكلة اللاجئين التي تتدفق إلى أوروبا. بوضع كل ذلك في الاعتبار، يمكننا الشعور بمدى صعوبة وتعقيد هذا التحدي". وأضاف الرئيس "لا أريد أن أقول أننا تأخرنا في القيام بما يجب علينا القيام به، ولكن هزيمة التهديد تتطلب الكثير من الجهد، وليس فقط الكثير من الجهد، الأمر ينطوي أيضا على التفاهم والتعاون من كل بلد لاستعادة البلدان التي تتجه نحو دائرة الفشل". وفي هذا السياق، أشار الرئيس المصري إلى ما وصفه بأنه "تحسين" العلاقات مع الولاياتالمتحدة، مشيرا إلى أن العلاقات الاستراتيجية مستقرة. وأضاف "العامان الماضيان كانا بمثابة اختبار حقيقي لقوة وتحمل العلاقات مع الولاياتالمتحدة". وأكد الرئيس أن الحكومة المصرية ليست طرفا في المشكلة مع الإخوان المسلمين، وأن "المشكلة الحقيقية هي بين الشعب المصري والإخوان المسلمين"، مشيرا إلى أن الجماعة تركت انطباعا سيئا للغاية عند المصريين لدرجة جعلتهم غير قادرين على الصفح والنسيان. وجدد الرئيس التأكيد على أن الجيش المصري "كان دائما عاملا من عوامل الاستقرار" وينبغي تعزيزه لأنه يواجه "حربا شرسة ضد الإرهاب والتطرف"، مشيرا إلى أن زيادة القدرة العسكرية للجيش المصري تعني تحقيق توازن استراتيجي للمنطقة. وعن الحرب الأهلية الدائرة في سوريا، قال الرئيس "نحن حريصون جدا أن تبقى سوري أمة ودولة واحدة وأن لا يتهم تقسيمها إلى دويلات أصغر". وحذر من أن انهيار سوريا يعني أن الأسلحة والمعدات ستقع في أيدي "الإرهابيين". وإذا حدث ذلك فإن الخطر لن يضر فقط سوريا بل سيتمتد إلى جيرانها و"سوف تشكل تهديدا خطيرا لبقية دول المنطقة".