سيارة الوطن تبدو الآن طائشة مندفعة نحو صخر يسد الطريق. فالسائق تبين أنه بعيد عنك أعمى فى عينه ويعانى ظلاما عقليا دامسا ويشكو من شلل رباعى وكُساح دماغى نادر.. وربنا يستر. فخامة «الذراع الرئاسية» للست، رأيناه يقفز فى الفراغ بخفة وتهور يحسد عليهما هربًا من أزمة الجمعية التأسيسية التعيسة المشوهة التى فبركت دستورا لمصر فى ظلام كهوف تورا بورا، ويلوذ بمصيبة أبشع وأشد هى إعلانه الدستورى السلطانى الديكتاتورى المنيل بستين نيلة، فلما وجد فخامته أن الأرض التى هبط عليها تشتعل من حوله ويلتهب أديمها تحت أقدامه، قفز بالخفة والتهور نفسيهما قفزة عالية ثانية فى فضاء العبث، فإذا به يستقر فى قلب «حلة الطبيخ» الدستورى المسموم الذى طبخته الست جماعته للمصريين تحت بير السلم.. إذن حذار فالقفزة الثالثة قد تكون إلى هاوية الجحيم شخصيا.. وشكرا للست على فيض الغشم والغباوة التاريخية. حصار قطعان الفاشيين وفلول الإجرام و«الجاهلية» الجديدة (معذرة، «الجاهلية العتيقة» جدا) لمبنى المحكمة الدستورية العليا منذ أن انتهت مليونية أوتوبيسات الأستاذ «أبو لهب» مساء السبت حتى صباح أمس، ومنع هيئة المحكمة من الانعقاد بالبلطجة والإرهاب وقلة الأدب، هذا الحصار الإجرامى وتلك العربدة والانفلات غير المسبوقين دليل جديد (يضاف إلى مليون دليل آخر على الأقل) يثبت لكل أعمى فى عين أهله حقيقة أن المدام عصابة «القط الأسود» التى تحكمنا الآن بالعافية، اتجننت رسمى خلاص، كما أن الوهم ركبها وسكنت الهلاوس عقلها الفارغ حتى باتت تظن أن بمقدورها إتمام عملية خطف مصر دولة ومجتمعا وشعبا باستخدام سلاح «البشلة» ومطاوى «قرن الغزال».. هل فى مستشفى العباسية متسع للعصابة كلها، أم سنضطر إلى نقل بعضهم إلى «الخانكة»؟! تلك السيدة الفاضلة الغلبانة التى جرجروها من بلدتها البائسة البعيدة وشحنوها فى واحدة من بحر حافلات «مليونية أبى لهب» فاستمتعت برؤية سور حديقة حيوان الجيزة لأول مرة فى حياتها، قبل أن تبدأ تنفيذ «شغلانة» إطلاق زغرودة مجلجلة كلما صعد أمير من أمراء الظلام إلى منصة الخطابة والتخريف وبث آيات الجهالة والسفالة فى جموع إخوانها الغلابة المجلوبين مثلها من مراعى الفقر والبؤس.. هذه السيدة الطيبة التى أظهرت براعة فى فن إبداع الزغاريد (أم ديل طويل)، لست أعرف إن كانوا يدربونها الآن على فنون الرقع بالصوت الحيانى ولطم الخدود وشق الجيوب، استعدادا للجنازة الحارة (بينما الميت كلب) الآتية قريبا إن شاء الله، ومن دون مقاطعة. طباخو السم الدستورى الهارى، الذين شاركوا بهمة ونشاط فى حفلة «دسترة» العدوان على حقوق وحريات المصريين التى قادها معالى المستشار حسام الغريانى طوال ساعات ليل الخميس حتى نهار الجمعة الماضى، هؤلاء على رغم اللهوجة والسربعة الشديدة لم ينس بعضهم ولا فى دس بنود ونصوص وعبارات شاذة ومشمومة لا غاية ولا هدف لها إلا التنكيل والانتقام «دستوريا» من أشخاص بعينهم.. ويقال إن أحدهم، بعدما تلقى اتصالا هاتفيا محمولا من الست مراته، انزوى فى جانب قصى من قاعة الحفل وافتكس قاعدة دستورية تسمح ببهدلة وتشريد الأستاذ سيد جارهم، لماذا؟ لأن المدام بتاعته لا تكف عن نشر غسيلها المبلول وغير المعصور جيدا فوق بلكونة الأستاذ الدستورى الخطير جدا.. يشفى الكلاب ويضركم.. آمين يا رب