أحس دائما أننى أسمع أصواتا تهددنى بالقتل لا يسمعها إلا أنا، هل لا أصدق نفسى أم أكذب الآخرين؟ تهاجمنى هذه الأصوات فى أوقات محددة وظروف ضاغطة.. بدأ تركيزى فى عملى يتدهور وبدأت علاقاتى الاجتماعية تتفكك.. ماذا أفعل؟ يجيب د. طارق أسعد، أستاذ الطب النفسى، مدير وحدة القياسات الفسيولوجية ومعمل النوم، جامعة عين شمس، قائلا: الأخ الفاضل، ما تشكو منه يسمى فى الطب النفسى «الهلاوس»، وهى نوع من اضطرابات الإدراك التى يستقبل الشخص فيها عن طريق الحواس المختلفة أشياء لا يوجد مؤثر خارجى لها، ففى الهلاوس السمعية يسمع أصواتا لا يسمعها الآخرون، وفى الهلاوس البصرية يرى أشخاصا أو صورا لا يستطيع غيره رؤيتها، ويسبب هذا نوعا من الصدام بينه وبين الآخرين حيث يتهمونه بالغرابة أو الجنون، ويتعجب هو كيف أنهم لا يصدقونه ويتهمهم بمحاولة تضليله! هناك أسباب كثيرة للهلاوس منها ما هو عضوى مثل بعض أنواع الصرع البؤرى خاصة التى تصيب الفص الصدغى من الدماغ، ومنها ما هو نفسى مثل الفصام والاضطرابات الذهنية والاضطرابات الوجدانية، وهناك أيضا ما يعرف باسم «الهلاوس الكاذبة» وهى تختلف عن «الهلاوس الحقيقية» فى كون المرء مستبصرا تماما بعدم واقعيتها وربما يشعر بها داخل رأسه أكثر منها من خلال حواسه، وهذه تحدث فى الاضطرابات العصبية مثل الوسواس القهرى والقلق وبعض اضطرابات النوم. يرجع التفسير العلمى لهذه الهلاوس إلى وجود خلل كيميائى ببعض الموصلات العصبية فى المخ ولا غرابة فى ذلك فنحن نرى ونسمع عن طريق مراكز السمع والإبصار بالمخ وما الأذن أو العين إلا أدوات نقل فقط، والدليل على ذلك أننا أثناء الأحلام نسمع ونرى ما لا وجود له، فكيف يتم ذلك؟ الواقع أنه يتم نتيجة لاستثارة مراكز الإدراك بالمخ دون وجود أى استثارة للحواس وما يحدث فى الهلاوس يشبه ذلك إلى حد ما ولكن فى حالة اليقظة. أخى الكريم، من الواضح أن قدرتك على التكيف بدأت تتأثر كثيرا بسبب هذه الأعراض ولذا أنصحك بضرورة الذهاب إلى طبيب نفسى فى أقرب وقت للوقوف على التشخيص وإعطاء العلاج المناسب ولا تتردد فالعلاج ممكن وميسور بإذن الله والتأخر ربما يؤدى إلى تفاقم الحالة لا قدر الله. أرسلوا أسئلتكم واستفساراتكم إلى: Tabebak. elkhas@elwatannews. com
