المواطنون الشرفاء، هم فئة قديمة قدم التاريخ نفسه، لهم مرجعياتهم الفكرية، وثقافتهم، وتفسيراتهم، وتحليلاتهم للأمور الجارية، وسلوكياتهم التى دائما ما يشكرها لهم الحاكم، تماما كما شكر المجلس العسكرى لهم قتلهم الشهيد محمد محسن فى العباسية. المواطنون الشرفاء دوما لهم منطق يردون به على كل أباطيل المواطنين المندسين من أمثالنا، فإن قلت لهم: لقد شكركم المجلس على قتل نفس بريئة، أجابوا بثقة وقوة: وهو إيه اللى وداه العباسية؟ صحيح.. مالها شبرا؟ المطرية؟ السيدة؟ مدد يا امّ العواجز.. إشمعنى العباسية يعنى؟ حتلاعبنى بالأحياء حالاعبك، كما ورد عن المواطن الشريف عمرو مصطفى. للمواطن الشريف قاموس خاص، له أصول وقواعد، وهو عادة ما يستمده من الإعلام الحكومى كرافد أساسى، وغالبا ما يتم تطويره عبر سائقى المواصلات، وربات البيوت، ومترددات على مراكز التجميل. هاكم: الاستشيكرار «الاستقرار سابقا»، منكم لله خربتوا البلد، عجلة الإنتاج، الحال واقف، الناس كرهت الثورة، التحريض/ التسخين، مصر مستهدفة، كرامة مصر، سمعة مصر، أصابع خارجية، رمز مصر، الأمن والأمان...إلخ. الحقيقة أن قلة من المندسين من أمثالنا يفهمون هذه المصطلحات العميقة، وقد نحتاج إلى إعادة تعريف المصطلحات الآنف ذكرها علّنا نجد جسرا من التواصل البناء. بداية، من هم المواطنون الشرفاء؟ هم: الذين رددوا، بحكمة، المطلب النافذ وقت الحرب على غزة: «اقفلوا المعبر». ييجى واحد يقول لى: طب ما المعبر كان مقفول، بيحكوا فى المحكى ليه؟ أقول له إن من سمات المواطنين الشرفاء التوكيد على المؤكد حتى يتم الترسيخ للمبادئ البناءة التى تخدم مصالح الوطن، ومنها غلق معبر رفح على الأطفال الرضع والنساء المحترقين بالفوسفور، ومخالفة كل القوانين والأعراف الدولية التى تحتم على الدول المحيطة ببؤر الصراع فتح الحدود لاستقبال اللاجئين من المدنيين المنكوبين. هم: أبطال معركة الجزائر على أثر غزوة أم درمان، دفاعا عن كرامة مصر التى أهينت بعد خسرانها مباراة كرة القدم، وفشلها فى الصعود إلى كأس العالم، بل، وتطاول الجمهور الجزائرى على أكبر سارقين فى تاريخ مصر: علاء وجمال مبارك. هم: أصحاب المعلومة واسعة الانتشار، التى تؤكد أن «قناة (الجزيرة) لها أجندة... وبتكره مصر»، وبذلك فإن قناة «الجزيرة» هى أول قناة فضائية تمتلك مشاعر إنسانية، وحين تتساءل عن مصدر معلوماتهم يجيبون بكل ثقة: معروفة دى. هم: الكورال الذى لم ينفك يردد أغنيته الممجوجة طوال ال18 يوما، فى أثناء اعتصام خلع المخلوع: روحوا بقى.. عايزين إيه تانى؟ حال البلد واقف.. روحوا بقى.. روحوا بقى.. روحوا بقى.. حتى روحنا لهم مبارك، فنزلوا إلى الشوارع يوم 11 فبراير ليحتفلوا معنا ب«النصر» هاتفين: «ارفع راسك فوووووق إنت مصرى». ثم عادوا إلى صفوف الكورال: مش مبارك مشى خلاص؟ عايزين تمشوا شفيق ليه؟ شفيق محترم.. شفيق محترم.. شفيق محترم.. حتى ذهب شفيق، فاحتفلوا ونزلوا مليونية تنصيب عصام شرف رئيسا للوزراء، ثم تراجعوا إلى صفوف الكورال: إدوا فرصة لشرف.. إدوا فرصة لشرف.. إدوا فرصة لشرف... حتى أضاع شرف كل الفرص، فانتقلوا إلى الكوبليه الذى يليه: مش إنتو اللى جبتو شرف؟ مش إنتو اللى جبتوا شرف؟ مش إنتو اللى جبتو شرف؟ هم أصحاب الأغنية الشهيرة التى انتشرت كالنار فى الهشيم فى أثناء اعتصام 8 يوليو: منكم لله خربتوالبلد.. منكم لله خربتوا البلد.. منكم لله خربتوا البلد... حتى نتج عن اعتصام يوليو علانية محاكمة مبارك، فاحتفلوا، وسبحوا، وحوقلوا، عاتشى جدا، ولا كإن اللى جاب لهم علانية المحاكمات دول كانوا بيتشتموا من شوية وخربوا البلد. هم: من يشتكون ليل نهار من غياب الشرطة، يا عم ما الشرطة أهى مالية الشارع.. فيجيبون: لكنهم لا يقومون بعملهم.. منكم لله خربتو البلد! وهل ذنبنا أن الشرطة تملأ الشوارع ولا تقوم بعملها؟ أيوه.. ما انتو ضربتوها! إحنا اللى ضربناها؟! ثم تكتب إحدى ربات البيوت التى عملت كاتبة بالمصادفة فى عمودها أنها ذهبت إلى قسم الشرطة ووجدت أن معاملة الشرطة اختلفت تماما، وأنهم اهتموا ببلاغها على غير العادة، وفى نفس ذات الوقت تخبرنا بأنها لعنت الثورة أمام ضابط الشرطة الذى لم يكن ليهتم ببلاغها لولا تلك الملعونة التى خربت البلد. وأخيرا... هم من وقفوا يضربون كفا بكف تعجبا من هؤلاء المخابيل الذين يعتصمون أمام سفارة الكيان الصهيونى: منكم لله حتدخلونا فى حرب.. منكم لله حتدخلونا فى حرب.. منكم لله حتدخلونا فى حرب، وهم ذاتهم الذين صفقوا لأحمد الشحات، وهتفوا تاااانى: «ارفع راسك فووووق إنت مصرى».. أعزائى المواطنين الشرفاء: إنتو ولا ليكم تلاتين لازمة فى الحياة.. اللهم إلا قتلكم محمد محسن.