على الرغم من حالة الترقب التي تشهدها البلاد بعد الحكم بالإعدام على الرئيس المعزول محمد مرسي وقيادات إخوانية أخرى في القضية المعروفة إعلاميًا باسم "التخابر"، إلا أن الحكومة اختارت أن تتجاهل التهديدات تيسيرًا على المواطنين، وتعيد فتح محطة مترو السادات، التي ظلت مغلقة منذ فض اعتصامي رابعة العدوية والنهضة، 18 أغسطس 2013، أي مضى على غلقها نحو عامين متواصلين. رافقت "التحرير" وزير النقل والمواصلات، المهندس هاني ضاحي، خلال جولته بمترو الأنفاق، في اليوم الأول لإعادة تشغيل المحطة، بدءً من استقلاله لقطار المترو من "السادات" وصولًا إلى محطة مترو أرض المعارض بالخط الثالث، حيث قضينا معه نحو 25 دقيقة، تحاورنا خلالها عن قرار غلق المحطة، والهدف من ورائه، والإجراءات الأمنية التي تم اتخاذها لتأمين الركاب، وكشف ضاحي عن رأى رئيس الجمهورية عبد الفتاح السيسي في غلق المحطة، وتعليماته "الواضحة" بفتح المحطة أمام الركاب للتيسير على المواطنيين. - في البداية، المحطة ظلت مغلقة قرابة العامين.. لماذا؟ بالفعل مر على غلقها أكثر من 600 يوم "غصب عننا"، فكان الأمر متزامنًا مع فض اعتصامي الإخوان في رابعة والنهضة، وعقب الفض قررت الجهات الأمنية إغلاق المحطة لدواع أمنية؛ وللحفاظ على أرواح المواطنيين بسبب أعمال التخريب والعنف التي شهدتها مصر في هذا التوقيت من قبل أنصار الجماعة. - لماذا فشلت في فتح المحطة على مدار عام.. وبالتحديد منذ توليك مسئولية الوزارة في 17 يونيو 2014؟ الحمد لله.. فأنا لا أعرف الفشل منذ اشتغالي بعملي التنفيذي على مدار 20 سنة، وبعد مرور عام على قدومي للوزارة أنجزنا الكثير والكثير بفضل توجيهات الرئيس ورئيس الوزراء، إبراهيم محلب، ولا تنسى أني فور تكليفي بمهام الوزارة وبعد الاتفاق مع الجهات الأمنية، اتخذت قرارًا بإعادة فتح محطة الجيزة بعد غلقها قرابة عام ونصف العام. - بالفعل حدث ذلك، لكنك لم تتخذ قرار مماثل بإعادة فتح محطة السادات؟ محطة السادات ذات طبيعة خاصة، باعتبارها من المحطات المهمة، فهي المحطة التبادلية الوحيدة بعد محطة مترو الشهداء، لذلك كان قرار إعادة فتحها حساس خصوصًا بعد انتشار العمليات الإرهابية بالقاهرة، وعدد من المحافظات الأخرى، فقرار فتح المحطة كان يتوجب أن تشارك فيه كافة الجهات المسئولة من "النقل والداخلية ومجلس الوزراء"، وهذا هو سبب التأخير. - لكنك وعدت بفتح المحطة في أكثر من مناسبة ولم تفٍ بوعدك؟ "إزاي ما وفتش بوعدي، وأنت بتعمل معايا حوار داخل أحد القطارات التي انطلقت من محطة السادات الآن". - أقصد أنك صرحت مرارًا بفتحها بدءًا من العام الدراسي الحالي وقبل ذلك مع بدء العام الجديد ولم تفعل؟ يعلم الله أني كنت صادق فيما أقول، وكنت عازم النية على ذلك بعد الرجوع لكافة الجهات المسئولة، إلا أن الظروف الأمنية حتمت علينا التأجيل، فمصلحة الوطن والمواطن فوق كل اعتبار. - قرار إعادة فتح المحطة.. هل هو قرار النقل أم الداخلية؟ أن صح القول، فهو قرار الجميع ولا يمكن أن تنفرد به جهة محددة، فمجلس الوزراء و"النقل" و"الداخلية" وجهات عليا شاركت في اتخاذ القرار، وبناءً عليه تم إعادة فتح المحطة أمام جمهور الركاب قبل رمضان للتيسير على المواطنين. - هل كانت هناك توجيهات من الرئيس بخصوص التيسير على المواطنين وضرورة فتح المحطة؟ بالطبع، الرئيس السيسي كان يتابع شخصيًا موضوع محطة السادات وكأنه يشعر بمعاناة الركاب اليومية، وكان لا يخلو أي لقاء يجمعنا به من التحدث عن كيفية إعادة فتحها لتخفيف معاناة الركاب، إلا أنه كان يؤكد على أن الحفاظ على حياة المواطنيين أهم بكثير. - كيف اتخذتم قرار إعادة فتح المحطة؟ عقدنا عدة اجتماعات تنسيقيه بين وزارتي النقل والداخلية، وبعد التأكد من تحقيق كل الإجراءات الخاصة بشروط الحماية المدنية والخاصة بأنظمة الحريق وتأمين بوابات الدخول والخروج بأجهزة الإكسراي والبوابات الإكترونية وكاميرات المراقبة، واتفقنا على إعادة فتحها أمام الجمهور أمس الأربعاء. - ما الإجراءات الاحترازية التي اتخذتموها لتأمين حياة الركاب قبل فتح المحطة؟ تم تركيب 5 أجهزة "إكسراي" للكشف عن المفرقعات والمعادن بخمسة مداخل بالمحطة، واثنين بمجمع التحرير، وواحد بمدخل المتحف المصري وآخر بعمر مكرم وواحد بالجامعة الأمريكية. - وماذا عن كاميرات المراقبة؟ تم تركيب 102 كاميرا مراقبة بأعلى جودة وتقنية لمراقبة الخط الأول والثاني وكافة الممرات والأرصفة والمداخل والمخارج بالمحطة، مع تسجيل الأحداث خلال 24 ساعة وربطها بغرفة التحكم المركزي برمسيس. - هل من وسائل تأمينية أخرى داخل المحطة؟ بالطبع، فقد تم تركيب نظام إنذار حريق بالخط الأول والثاني، وتركيب نظام حريق مائي وتركيب بوابات إلكترونية للكشف عن المعادن - كم بلغت التكلفة الإجمالية لتلك الأجهزة والكاميرات؟ تم رصد مليونين و500 ألف جنيه، للإنفاق على كافة أجهزة الأنذار ومكافحة والحرائق والكاميرات وأجهزة الإكسراي، ولم ننفق فقط سوى 2 مليون جنيه، ووفرنا نصف مليون. - كيف ستواجه أعطال السلالم الكهربائية المتكررة وكذلك ماكينات التذاكر؟ "أنا عينت المهندس خالد صبرة مخصوص لهذا السؤال، وهو العضو المنتدب للشركة المسئول عن الصيانة والتشغيل، وقريبًا لن ترى أعطالًا، لا في التشغيل ولا في الصيانة". - وماذا عن القطارات المكيفة التي ستدخل الخدمة قريبًا؟ غدًا الجمعة، سيتم تشغيل أول قطار مكيف بالخط الأول "المرج حلوان"، ضمن صفقة ال20 قطارًا المكيفة الجديدة القادمة من كوريا الجنوبية، بعد الاطئنان على كافة الاختبارات النهائية للصيانة والتشغيل. - هل من خطة معينة للقضاء على ظاهرة الباعة الجائلين أمام مداخل ومخارج محطات المترو؟ الإدارة العامة لشرطة النقل والمواصلات تقوم بدورها على أكمل وجه في هذا الصدد، وتنظم حملات موسعة وبشكل يومي لإزالة كافة الإشغالات أمام المحطات، وقد اتفقنا مع اللواء السيد جاد الحق، مساعد وزير الداخلية لشرطة النقل والمواصلات، على حسم هذا الملف والقضاء على ظاهرة الباعة الجائلين أمام محطات المترو. - بعد إعادة فتح محطة السادات وتشغيل القطارات الجديدة المكيفة بالخط الأول.. هل هناك نية لرفع سعر التذكرة؟ أعتقد أنك شاهدت بنفسك رد فعل الركاب بعد إعادة تشغيل المحطة ورضاهم عن نوعية الخدمة المقدمة لهم فى المترو، ومنهم من طالبنا برفع سعر التذكر، وسنبحث طلب المواطنين. - "يعني هترفعوا سعر التذكرة ولا لا"؟ حاليًا ليست هناك نية لرفع سعر التذكرة، والتذكرة ستظل بجنيه واحد، ونحن نسعى حاليًا لإنشاء شركات لإدارة خطوط المترو. - سؤال أخير، قبل أن تصبح وزيرًا للنقل.. كم مرة ركبت قطار المترو؟ "أنا ركبت المترو 4 مرات قبل كده ، منهم مرتين لما عربيتي عطلت، وبعد ما توليت الوزارة بقيت أركبه بشكل شبه يومي".