رغم الغموض الذي يحيط بالعلاقات الرسمية بين تركيا وإسرائيل، يواصل ميزان التبادل التجاري بين البلدين الارتفاع الى ارقام غير مسبوقة، وبينما يهاجم الرئيس التركي رجب طيب أرودغان أو وزير الخارجية التركي مولود جاويش أوغلو السياسة الإسرائيلية تجاه الفلسطينيين، تتواصل وتيرة الانتعاش الاقتصادي المتبادل. في مثل هذا اليوم 31 مايو 2010، وقعت مجزرة أسطول الحرية عندما اعتدت القوات الإسرائيلية على نشطاء سلام على متن سفينة "مافي مرمرة" التي تحمل 581 متضامنًا من حركة غزة - معظمهم من الأتراك - داخل المياه الدولية، وقد وصفت الحادثة بأنها مجزرة وجريمة وإرهاب دولة، خاصة بعدما نتج عنها مقتل 8 أتراك وأمريكي. في أعقاب الحادث، أطلق رجب طيب أردوغان رئيس الوزراء التركي وقتها تصريحات رنانة وهدد بقطع العلاقات مع إسرائيل، وهو الأمر الذي أدى لتأييد وتهليل الكثير من الجماهير العربية له، ولكن بعد مرور نحو 5 سنوات على المجزرة، لا تزال الروابط التركية الإسرائيلية على أشدها من خلال عدة مؤشرات: أولا: الميزان التجاري بين إسرائيل وتركيا ارتفع بنسبة 25% خلال العامين الأخيرين 2014 و2015، بحسب ما ورد على لسان القنصل الإسرائيلي في إسطنبول، شاي كوهين الذي أكد أن إسرائيل أصبحت شريكا تجاريا قويا لتركيا في المنطقة. ثانيا: ظهرت الاتفاقيات العسكرية السرية بين أنقرة وتل أبيب إلى النور عام 1996 بتوقيع الاتفاقية الأمنية العسكرية التى اعتبرت مخالفه للقانون، لأنها وقعت دون موافقة لجنة الشؤون الخارجية للبرلمان التركى، ومع ذلك استمرت حتى يومنا هذا. ثالثا: حتى الآن لا تزال عقود التسلح تمثل صلب التعاون العسكرى بين أنقرة وإسرائيل بل تضاعفت عما كانت عام 2006 وتحولت إلى شراكة استراتيجية منحت شركات الأسلحة الإسرائيلية عقودا معلنة وسرية لتطوير الدبابات M60 وتحديث المقاتلات «إف-16» و«إف-5» وبيع طائرات دون طيار. رابعا: من إجمالى الحركة التجارية بين البلدين كانت عقود الأسلحة تمثل ما بين 65٪ و72٪، وبينما وصل التعاون العسكرى فى العام 2012 بين تركيا وإسرائيل إلى 2.5 مليار دولار فإن الاتفاقيات الموقعة التى لم تلغ حتى الآن ترفع الرقم إلى 4.5 مليار دولار. خامسا: التعاون العسكرى التركى والإسرائيلى لا يزال قائما ومتطورا خصوصا فى مجال تحديث طائرة «F-4» فانتوم تركيا وطائرات «F-5» بتكلفة 900 مليون دولار وتطوير 170 من دبابات «M60AI» لتركيا بتكلفة 500 مليون دولار، وصواريخ «بوب آى» (250 ميلا)، ومجموعة «دليلة» صواريخ «كروز – بوب – II».