"هآرتس": تركيا تحارب العمال الكردستاني بأسلحة إسرائيلية الجيش التركي يواجه مسلحي حزب العمال الكردستاني القدسالمحتلة: رغم إعلان تركيا تجميد العديد من الصفقات العسكرية مع إسرائيل على خلفية الهجوم على سفينة "مرمرة" التركية نهاية مايو/أيار الماضي ، كشفت صحيفة "هآرتس" العبرية الأحد أن الجيش التركي يقاتل متمردي حزب العمال الكردستاني بأسلحة إسرائيلية. وأدعت الصحيفة "إن تدهور العلاقات الاسرائيلية التركية لم يمنع الجيش التركي من الاستمرار في استخدام تكنولوجيا الجيش الاسرائيلي من طائرات بدون طيار وأسلحة أخرى في ضرب حزب العمل الكردستاني شمال العراق". وأضافت "الحكومة التركية قررت ترك مسألة التعاون العسكري مع إسرائيل للمؤسسات الدفاعية ومنها ما هو تابع للحكومة أو لشركات أخرى خاصة". وزعمت الصحيفة العبرية أن "هناك خلاف بين بعض أعضاء الحكومة ووزارة الخارجية حول استمرار التصعيد ضد إسرائيل، لأن وزير الخارجية أحمد داوود أوجلو يرفض معاقبة إسرائيل". تورط إسرائيل على الجانب الأخر ، اتهمت مصادر تركية إسرائيل بالوقوف وراء تجدد العمليات العسكرية وزيادة حدة التوتر على الحدود التركية العراقية التي ارتفعت منذ شهر مارس/ آذار هذا العام. وقال موقع "القضية المركزية " العبري إن مصادر بالجيش التركي تعتقد إن إسرائيل تقوم بدعم بعض الأحزاب الكردية بالسلاح ودفعتها لتجديد نشاطها العسكري. وكان متحدث باسم حزب العمال الكردستاني هدد السبت بنقل عملياته العسكرية الى "جميع المدن" التركية اذا واصلت انقرة هجماتها على مقراته. وقال أحمد دنيز "قمنا بتوزيع عناصرنا على جميع المناطق التركية وهم موجودون هناك حاليا واذا واصلت انقرة الهجمات ضدنا فسوف نعمم نشاطاتنا العسكرية في جميع المدن التركية لاننا مضطرون الى الدفاع عن انفسنا". ودعا دنيز انقرة الى "حل القضية الكردية في تركيا بالطرق السلمية. لذا، نكررها مرة اخرى، ان هذه المسألة لن تعالج الا بالطرق السلمية والديمقراطية وقلنا مرارا وتكرارا ان العمليات العسكرية لن تعالج المشكلة". وكان دنيز قال ان "قوة عسكرية تركية تضم حوالى 80 عنصرا دخلت مساء الجمعة الاراضي العراقية وفي الثانية فجرا قامت قواتنا بضربها وقتلت منهم نحو 20 شخصا واستولت على كمية كبيرة من الذخيرة". واعلن الجيش التركي ان الطيران قصف مواقع للأكراد في شمال العراق بعد هجوم على مركز عسكري على الحدود اسفر عن مقتل 11 جنديا تركيا وجرح 14 آخرين تبناه حزب العمال الكردستاني. وندد رئيس الوزراء رجب طيب اردوجان بالهجوم "الجبان" مؤكدا انه لن يزعزع تصميم البلاد على التصدي للمتمردين الاكراد "حتى النهاية" فتركيا "مستعدة لدفع الثمن" الضروري "للقضاء" على حزب العمال الكردستاني. واستهدف الهجوم الذي شنه المتمردون مركزا للدرك قريبا من سمدينلي في اقصى جنوب شرق تركيا على الحدود العراقية. واكد الجيش مقتل 12 متمردا حين ردت قواته باسناد مروحي. وكان قائد أمني تركي أعلن الجمعة مقتل 130 مسلحا كرديا على الاقل في تركيا منذ مارس/آذار الماضي وخلال غارة جوية على معسكرات لحزب العمال الكردستاني في شمال العراق، مشيرا الى مقتل 43 من عناصر قوات الامن ايضا. مباحثات سرية إلى ذلك ، زعمت مصادر إسرائيلية أن مكتب رئيس الوزراء التركي رجب طيب أردوجان يدير مباحثات سرية مع شخصيات إسرائيلية عالية المستوى لتجاوز أزمة العلاقات بين تركيا إسرائيل . وأوضحت المصادر أن المباحثات تنطلق على أرضية أن تركيا لا يمكن أن تضحي بعلاقاتها الاستراتيجية مع إسرائيل باعتبارها مدخلاً مهماً انضمامها إلى الاتحاد الأوروبي مثلما هو الحال في دخولها حلف الأطلسي من قبل. وادعت المصادر : "إن تركيا تسعى جاهدة وتفعل كل ما يمكن فعله لتتحول إلى دولة غربية وتنضم إلى عضوية الاتحاد الأوروبي، ومن متطلبات ذلك تعزيز علاقاتها مع إسرائيل، التي ينظر إليها على أنها مفتاح بوابة الغرب في الشرق الأوسط". وأضافت المصادر ذاتها: "عندما عامل الغرب تركيا بخشونة وظل يماطل لسنوات في قبول طلب انضمامها إلى الاتحاد الأوروبي، جعلها تفكر في وسيلة للضغط عليه بالتوجه نحو العالم العربي". تجميد الاتفاقيات وكانت تركيا قد قررت الخميس تجميد 16 اتفاقًا مع الحكومة الإسرائيلية يشتمل على خطة لامتلاك 1000 دبابة "مركفاه -3" بقيمة 5 مليار دولار، وخطة لتحديث دبابات "قيصري" التركية بقيمة 50 مليون دولار، إضافة على مشروع آخر لتحديث 54 طائرة "فانتوم" بقيمة 632.5 مليون دولار، وتحديث طائرات أخرى بقيمة 75 مليون دولار. ويشمل التجميد أيضا صفقة بقيمة 1.5 مليار دولار لامتلاك صواريخ، وتحديث دبابات بقيمة 575 مليون دولار ، فضلا عن مشروع مشترك لتطوير صواريخ جو – جو "بوباي" بقيمة 500 مليون دولار، ومشروع آخر لإنتاج صواريخ "دليلة" بقيمة 150 مليون دولار. وجمدت تركيا أيضا خططًا للتعاون في ما يسمى ب"الحرب على الإرهاب"، ودورات إرشاد لطيارين أتراك في "إسرائيل"، ومناورات مشتركة في المنطقة ومع دول أخرى. وكان سلاح الجو التركي قرر الاثنين الماضي أيضا إلغاء صفقة بحجم 180 مليون دولار عقدها مع الصناعات الجوية الإسرائيلية وشركة إيلبيت لتصنيع 6 طائرات بدون طيار .