بالرغم من التوترات السياسية الأخيرة بين أنقرة وتل أبيب، فإن تركيا امتنعت حتي الآن عن تجميد الصفقات العسكرية مع إسرائيل بشكل رسمي بل إنها تواصل استخدام طائرات بدون طيار إسرائيلية الصنع لتعقب عناصر حزب العمال الكردستاني الذي تصنفه ضمن المنظمات الإرهابية. وذكرت صحيفة "هاآرتس" الإسرائيلية أمس أن اللهجة الحادة التي يتحدث بها رجب طيب أردوغان رئيس الوزراء التركي لم تفض إلي تجميد للصفقات العسكرية مع إسرائيل أو حتي تمنع الجيش التركي من استخدام التكنولوجيا الإسرائيلية ضد المتمردين الأكراد داخل العراق. ونقلت الصحيفة الاسرائيلية عن مصادر تركية قولها ان أنقرة لم تقرر بعد المضي قدما في هذه الخطوة، مشيرة في هذا الصدد الي مناقشة إحدي اللجان الحكومية للقضية الأسبوع الماضي وقرارها إحالة الأمر إلي منظومة الدفاع التركية للبت فيه والمعروف أن كثيرًا من الشركات التركية العاملة في مجال الدفاع هي اما حكومية أو نصف حكومية ونصف خاصة. من جانبهم، بعث دبلوماسيون أتراك برسالة احتجاجية لأردوغان بشأن سياسته الخارجية التي وصفوها ب"المغامرة" واتباعه لغة غير رسمية في تعامله مع السفراء، متسائلين ان كان يسعي لاقامة امبراطورية عثمانية رغم أن السياسة الخارجية ليست مجالا للشجاعة أو المغامرة. كانت تركيا قد أعلنت أنها قتلت نحو 130 ناشطا كرديا في شهر مايو الماضي في العراق، واصفة ذلك بالإنجاز في محاربة الارهاب قبل أن يتزايد عدد قتلاها من الجنود ويصل إلي 12 خلال يومين بعد مقتل جندي واصابة آخر في هجوم لمجموعة أكراد علي وحدة عسكرية في شرق البلاد. وذكرت مصادر عسكرية أمس أن عناصر المنظمة هاجموا الوحدة العسكرية التي تقع في ضواحي بلدة باللو بمحافظة إلازغ في ساعة متأخرة الليلة قبل الماضية وفروا هاربين. في السياق نفسه، شككت تقارير صحفية تركية بشأن تعاون أمريكا في المعلومات المخابراتية حول تحركات العناصر الكردية في شمال العراق وبالقرب من الحدود مع تركيا في إطار آلية التعاون الثلاثي التركي الأمريكي العراقي لمكافحة نشاط المنظمة. وتساءلت كبري الصحف التركية أمس عن احتمالات تضليل الجانب الأمريكي لأنقرة بشأن تحركات عناصر المنظمة، قائلة إن طائرات هيرون التابعة للقوات الجوية التركية رصدت تسلل عناصر من شمال العراق إلي داخل تركيا وعندما عرضت هذه المعلومات المخابراتية علي الجانب الأمريكي، أكد أنها ليست تحركات لعناصر تابعة لحزب العمال الكردستاني، وإنما لمجموعة من المهربين عبر الحدود. من جانبه، هدد متحدث باسم حزب العمال الكردستاني المحظور أمس بنقل عملياته العسكرية إلي "جميع المدن" التركية إذا واصلت انقرة هجماتها علي مقراته، داعيا في الوقت ذاته الي حل سلمي للمسألة الكردية.