تحتفل العاصمة الفرنسية هذه الأيام بذكرى مرور مائة وعشرين عامًا على تقديم أول عرض سينمائي للجمهور في فرنسا عام 1895، ويقام الاحتفال في قصر المعارض والاحتفالات التاريخي المهيب، في شارع الشانزلزيه، الذي يحمل اسم "القصر الكبير". ونظرًا لأن المباني الخاصة أو السينمات لم تكن عرفت بعد، تم العرض - الذي دعيت له العديد من الشخصيات الاجتماعية والسياسية المهمة آنذاك - بمعرفة الأخوين لوميير، في كازينو يحمل اسم "جراند كافييه"، يقع في شارع "بوليار كابوشين". وتم تقديم فيلم قصير بعنوان "رش البستاني بالماء"، من إخراج لويس لوميير، ولم يكن فيلمًا بالمعنى المتعارف عليه الآن، فقط دقيقة وبضع ثوان، لكنه كان أول فيلم خيالي أو روائي وليس تسجيلي، وتدور قصته حول بستاني يروي حوض زرع بخرطوم، ثم يطأ صبي الخرطوم، فينقطع تدفق المياه، ثم يحرر الخرطوم عندما يحدق البستاني فيه، فيبتل وجه البستاني بالماء. يذكر أن الأخوين، أوجست ولويس لوميير، كانا أول من فكر في استغلال اختراع كاميرا السينما كأداة تجارية ناجحة مستقبليًّا على المدى البعيد. وبعد ذلك العرض الأول بفترة قصيرة لفيلم "رش البستاني بالماء"، انتشرت عروض السينما في الكازينوهات، وصارت تسمى عروض النيكولوديون، نظرًا لأن رسم الدخول لها كان عملة نقدية مقدارها "نيكل" واحد، وكانت تعرض في تلك الأماكن عدة أفلام، عشرة على الأكثر، وراء بعضها، لأن الأفلام كانت قصيرة لا يتجاوز زمن عرضها الدقيقة أو أكثر قليلاً. وهذه الاحتفالية تحمل اسم "لوميير! اختراع السينما"، سوف تستمر فعالياتها في القصر الكبير حتى الرابع عشر من يونيو القبل، بحيث يمكن للزوار الاطلاع على العديد من الأفلام التي قام معهد لوميير في ليون بترميمها وصيانتها، إلى جانب مشاهدة العديد من الأجهزة القديمة التي سبقت اختراع آلة السينماتوجراف، مثل الكينتوسكوب، والزيوتروب وغيرها من الآلات، ولقطات وأشرطة قديمة صُوِّرَت في بلدان مختلفة.