أعدت صحيفة الجارديان البريطانية، تقريرًا حول حوار بشار الأسد مع إذاعة أخبار بي بي سي، قالت فيه أن الأسد لم يقدم جديد حول الأوضاع المأساوية التي تعيشها بلاده، حيث ظهر رجلًا ساخرًا واثقًا من نفسه. وأشارت الصحيفة في تقريرها الذي جاء تحت عنوان "الصورة التي رسمها الرئيس السوري بشار الأسد في مقابلة بي بي سي يجب ألا تصرف انتباهنا عن أكاذيب مجرم حرب"، إلى أن الأزمة السورية تدخل عامها الرابع وقد بدأت بثورة سلمية كبيرة ضد الأسد حيث استخدم الدبابات والقناصه في قتل المتظاهرين مما حولها إلى حرب أهلية. وأوضحت الصحيفة أن الحرب الأهلية أدت لقتل 210 ألف شخص، ونزوح 1\3 عدد السكان إلى المناطق المجاورة ولجوء 3 ملايين شخص واعتقال وتعذيب عشرات الآلاف حتى الموت، مشيرة إلى أنه بالرغم من كل ذلك لم يبد الأسد أي تعاطق مع الشعب الذي يقتل على يديه وجيشه، فضلا عن تدمير مدن بأكملها مثل حلب. ورأت الصحيفة أنه يريد أن يشعر نفسه بأنه قادر على مناقشة القضايا السياسية الاقليمية كأي رئيس اقليمي، ولكنه جزءاً من المشكلة في سوريا وليس الحل. في ذات السياق قالت صحيفة "الديلي تليجراف"، البريطانية، في افتتاحيتها التي جاءت تحت عنوان "الأسد عدو تنظيم الدولة الإسلامية، إلا أنه ليس حليف الغرب"، أن مقابلة الأسد مع البي بي سي، تؤكد فشل السياسات الغربية، حيث لايزال الأسد يعتلي كرسي الرئاسة ولا توجد أي علامات على اقصاءه. ورأت الصحيفة أن نفي الأسد مسؤليته عن دوره في تدهور الأوضاع في سوريا أو الاعتراف بالدور المروع الذي يقوم به جيشه، هو "إهانة لأجهزة استخباراتنا"، كما أن نفي استخدام جيشه للبراميل المتفجرة ضد المدنين أمر "فاضح". ولفتت الصحيفة إلى أن الرئيس الامريكي باراك أوباما، ورئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون، دائما ما يؤكدون أن الأسد لن يكون أبدًا جزءًا من مستقبل سوريا، مشيرة إلى أن ظهور داعش أجبر الغرب للتعاون مع الأسد للتخلص من تهديدها. ونوهت الصحيفة إلى أن الانهيار البطيء للاقتصاد السوري سيعمل على انهيار نظام الأسد قريبًا، ولكن بالرغم من ذلك حوار الأسد مع البي بي سي يؤكد على ثقته من نفسه.