احتلت تغطيات شؤون الشرق الاوسط والعالم العربي مساحات واسعة وبارزة في الصحف البريطانية الرئيسة، بنسختيها الورقية والالكترونية، وعلى الاخص التطورات المتلاحقة والسريعة في سوريا، لكن ايران والعراق ما زالتا في مشهد تلك التغطيات، وان بدرجة اقل. في صحيفة الاندبندنت نطالع عنوانا يقول: انتهاء الزيارة الروسية حول محادثات السلام، فيما يستمر قصف حمص، وتقول ان زيارة وزير الخارجية الروسية سيرغي لافروف خرجت بالتزامات من بشار الاسد بانهاء القمع الدموي. وتقول الصحيفة ان روسيا وضعت نفسها في وسط جهود دبلوماسية متأرجحة لوضع حد للعنف الدائر هناك، عندما اصر لافروف خلال زيارته لدمشق على ان النظام هناك ملتزم بوقف العنف، فيما يستمر القصف على مدينة حمص المحاصرة. وقال لافروف ان الاسد اكد له الالتزام بفتح حوار مع المعارضة، واجراء استفتاء حول دستور جديد، وتوسيع مهمة المراقبين العرب. وتشير الصحيفة الى انه على الرغم من سماع تعهدات مشابهة خلال الاشهر الاحد عشر هي عمر الانتفاضة السورية، واستمرار العنف وتصاعد وتيرته، اعتبر لافروف الاجتماع مع الاسد مفيدا جدا ، وان الاخير اكد له التزامه بوقف العنف، بصرف النظر عن مصدره . وفي صحيفة الاندبندنت نقرأ عنوانا يقول: بريطانيا تستبعد تماما فكرة العمل العسكري ضد سورية او تسليح المتمردين السوريين. وتقول الصحيفة ان بريطانيا استبعدت تماما تدخلا غربيا في سورية، على الرغم من تزايد حدة القمع ضد المحتجين والمنشقين على النظام من قبل القوات الحكومية. وتقول الصحيفة ان رئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون اجتمع مع اعضاء مجلس الامن الوطني البريطاني، حيث تم الاتفاق على تشديد العقوبات ضد النظام السوري، وتقوية العلاقات مع زعامات المعارضة. وتقول الصحيفة ان لندن ردت بتحفظ على تصريحات لافروف القائلة ان الاسد مستعد لانهاء العنف واجراء استفتاء على الدستور، اذ قال مكتب رئيس الوزراء ان النظام السوري يحكم عليه ليس بناء على ما يقول، بل على افعاله الوحشية . وميدانيا تغطي الصحيفة احداث حمص تغطية مباشرة عن طريق موقعها في الانترنت، حيث خرجت بعنوان يقول: داخل حمص، الاستعداد للاسوأ، معارضو الاسد مصممون مع اطباق الجيش عليهم، وانحسار الآمال لدى الناس في المدينة. وتقول الصحيفة ان مقاتلي المعارضة يستعدون لمحاولة مستميتة لرد ما يعتقد كثيرون انه بداية عملية عسكرية برية واسعة النطاق للسيطرة مجددا على الاحياء التي فقدت قوات الحكومة السيطرة عليها في حمص. وفي نفس الموضوع تخرج صحيفة الغارديان بعنوان يقول: سكان حمص المحاصرين يقولون ان الحصار مذبحة ، فيما يستمر القصف المدفعي، ورصاص القناصة، حيث يخشى هؤلاء ان تكون تلك بداية هجوم قاتل ومدمر عليهم. وتنقل الصحيفة عن شهود داخل المدينة قولهم ان حمص تتعرض الى قصف متواصل بالمدفعية والدبابات والصواريخ التي تسقط عليهم كل بضعة دقائق، الى جانب طائرات الهليوكوبتر والطائرات الحربية التي تحوم فوقهم. وتنسب الى هؤلاء قولهم ان دبابات الجيش السوري طوقت الاحياء التي تسيطر عليها المعارضة استعدادا لما يرون انه هجوم مميت ونهائي من القوات الحكومية. وفي عنوان آخر ضمن نفس التغطية تنقل الصحيفة عن لافروف قوله ان الازمة في سورية بحاجة الى حل عربي، وان منظمة اليونسيف للطفولة التابعة للامم المتحدة تقول ان احداث حمص اسفرت حتى الآن عن مقتل 400 طفل واعتقال 400 آخرين. وفي مقال تحريري في الفاينانشنال تايمز تحت عنوان: ارادة الاممالمتحدة يجب ان لا تضعف في المسألة السورية، تقول الصحيفة ان المئات قتلوا في سورية منذ استخدمت موسكو وبكين الفيتو لافشال مبادرة عربية تدعو الاسد للتخلي عن السلطة. وتشير الى ان القتلى ليسوا فقط من المقاتلين، بل العديد من المدنيين، وان هؤلاء الناس كانوا سيقتلون على اي حال، لكن موتهم، وموت آخرين لاحقا، يجعل من الفيتو الروسي والصيني امرا لا يحتمل. وتضيف الصحيفة قائلة ان موسكو، وبكين بدرجة اقل، بررتا موقفهما جزئيا بما حدث في ليبيا، حيث امتنعتا عن التصويت في شأن ليبيا بعد ان حصلتا على تأكيدات بأن الهدف من القرار حول ليبيا هدف الى حقن الدماء وليس الى تغيير النظام. وتؤكد الصحيفة ان القرار حول سورية ربما وصل الى نقطة تغيير النظام بدعوته الى تشكيل حكومة انتقالية، وهو ما قبلت به موسكو من خلال حوارها مع المعارضة. وترى الصحيفة ان على المجتمع الدولي تكثيف الضغوط مع غياب قرار من الاممالمتحدة، فاغلاق السفارات غير كاف، ومن الممكن تشديد وتوسيع العقوبات الاقتصادية، كما يجب تطبيق العقوبات الحالية تطبيقا كاملا من قبل الغرب والجامعة العربية. وتعتقد الصحيفة ان هناك حاجة الى خطة ذات صدقية للتحرك في حال تعمقت الازمة وتعقدت اكثر من حالها الآن. وتقول ان هناك اسئلة لا بد من الاجابة عليها، ومنها تقديم السلاح للمعارضين المتمردين ام لا، وفتح ممرات للمساعدات الانسانية ام لا، وكيفية مساعدة المعارضة المتفككة لايجاد ارضية مشتركة للعمل سويا وتقديم المعارضين انفسهم بديلا موثوقا ومعتمدا عليه. وتقول الصحيفة ان الضغوط يجب ان تمارس ايضا على روسيا والصين لجعلهما تدركان اين تقع مصالحهما البعيدة الامد، وان الفشل في استصدار قرار دولي يجب ان لا يضعف الارادة الدولية لوقف القتل في سوريا. وفي الشأن العراقي خرجت صحيفة الاندبندنت بعنوان يقول: النواب السنة ينهون مقاطعتهم لحكومة المالكي، وترى ان عودة وزراء قائمة العراقية الى مناصبهم في حكومة رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي، سيعيد شيئا من الاستقرار السياسي لهذا البلد الذي مزقته الحروب. وتنقل الصحيفة عن ميسون الدملوجي، المتحدثة باسم العراقية التي يتزعمها اياد علاوي، قولها ان وزراء القائمة حضروا آخر اجتماع للحكومة، وان القرار اعتبر مبادرة ثانية لحسن النية من القائمة لدعم جهود تخفيف التوترات الطائفية. وحول العراق ايضا نقرأ في الغارديان موضوعا تحت عنوان: الكشف عن حالة موت في طائرة هليوكوبتر عسكرية بريطانية يرشد الى معتقل عراقي سري في الصحراء، وهو ما يثير اسئلة حول قانونية وشرعية العمليات العسكرية الامريكية والبريطانية في هذا البلد. وتورد الصحيفة تفاصيل حول موت سجين عراقي اثناء نقله بطائرة هليوكوبتر بريطانية في ابريل/نيسان من عام 2003 في الصحراء الغربية العراقية، وهو واحد من مجموعة من المحتجزين كانوا تحت حراسة جنود عراقيين، حيث زعم انه ضرب حتى الموت على يد جنود بريطانيين. وتقول الصحيفة ان وزارة الدفاع البريطانية بذلت جهودا كبير لابقاء الحادث سرا، وناورت وراوغت كثيرا لتجنب الاجابة الى اسئلة حول الحادث، وان الفاعلين المزعومين لم يواجهوا تهما او عقوبات، وان باقي المحتجزين نقلوا الى سجن سري، وهو ما اثار تساؤلات حول قانونية تلك العمليات التي كانت تتم بتنسيق عال مع القوات الامريكية. كما حفلت صحيفة الديلي تلغراف بتغطيات واسعة حول سوريا، ومنها نفي المعارضة الموافقة على وساطة روسية، لكنها غطت ايضا الشأن الايراني تحت عنوان: البرلمان الايراني يستدعي الرئيس محمود احمدي نجاد للاستجواب، وهو اول اجراء يتخذه مجلس الشوري الايراني لرئيس الدولة منذ قيام الثورة الاسلامية في ايران قبل نحو 33 عاما. وخرجت الصحيفة بعنوان آخر حول الداعية الاسلامي ابو قتادة يقول: ال بي بي سي تقول لصحفييها لا تسموا ابو قتادة متطرفا او متشددا، بل قولوا اصوليا . وتقول الصحيفة انه من اجل تفادي اصدار حكم تقييمي عليه قررت ادارة التحرير في بي بي سي ان يشار الى ابي قتادة بوصف اصولي وليس متشددا او متطرفا . كما تزعم الصحيفة ان قرارات ادارة بي بي سي طلبت من الصحفيين عدم استخدام صور يظهر فيها الداعية وهو بدين. يشار الى ان القضاء البريطاني كان أمر بالافراج عن ابي قتادة، الذي وصف بأنه الذراع اليمنى لأسامة بن لادن في اوروبا، من السجن في بريطانيا، وهو ما اثار غضب وزراء ونواب من البرلمان. وترى الصحيفة ان ما زاد من الجدل تصريحات وزير العدل البريطاني كينيث كلارك التي قال فيها ان ابا قتادة لم يقترف اي جريمة وان اطلاق سراحه لا علاقة له بالمحكمة الاوروبية لحقوق الانسان. وكانت محكمة بريطانية قد اعتبرت الرجل شخصا خطرا جدا ، بل ان محاميه اعترف بانه يشكل خطرا كبيرا على الامن الوطني البريطاني.