سيناريو الفيلم لا يحمل أي لمحة خاصة ولكنه تركيبي علي طريقة المعادلات سابقة التجهيز · ماذا حدث للفنانة «سلوي خطاب» ممثلة من الطراز الأول لكن لا يوجد دور ولا شخصية تؤديها؟.. ولا يتبقي لفلمها شئ في الذاكرة من أصعب الدقائق التي مرت علي تلك التي كنت أشاهد فيها أحداث فيلم "أيام صعبة" كنت دائماً أتمني أن ينتقل المخرج إلي مشهد آخر لكنه مصر علي أن يظل في نفس المشهد.. أتمني أري كلمة النهاية لكن المخرج راسه وألف سيف أنه لن ينعم علي المشاهدين بقرار الإفراج عنهم.. لحقت بالفيلم قبل أن يلفظ أنفاسه الأخيرة بدار العرض الكائنة بوسط العاصمة حيث تجد نفسك مضطراً لكي تصعد أربعة أدوار علي الأقدام لكي تصل إلي شاشة العرض.. بالطبع صاحب الدار معذور فلديه الأفلام الأكثر جماهيرية يضعها في دور العرض الكائنة بالطابق الأرضي.. والمضطر يركب الصعب!! لم تكن لدي آمال عظيمة متعلقة بالفيلم توقيت العرض يعني أنه فيلم قليل الجاذبية والأبطال ليسوا من نجوم الشباك إنهم ممثلون من الطراز الأول مثل "هشام عبد الحميد" و "سلوي خطاب" لدي كل منهما موهبة لا يستطيع أحد إنكارها لكنهما ليس لديهما جاذبية شباك التذاكر وهي قصة أخري.. "هشام" إذا التقي مع مخرج قادر علي أن يوظف إمكانياته ويلغي شطحاته نصبح بصدد ممثل له دائماً إضافة طازجة تستطيع أن تري ذلك مثلاً مع "سمير سيف" في فيلم "معالي الوزير" وقف أمام "أحمد زكي" ممثلاً عتويلاً.. أيضاً مع نفس المخرج في المسلسل التليفزيوني "أوان الورد".. مع "رأفت الميهي" في "قليل من الحب كثير من العنف".. هشام يحتاج أن يتحرك ويحقق أهدافاً سينمائية لو أنه عثر علي المخرج.. لأنه دائماً بداخل هشام وجهة نظر تفرض نفسها علي من يتعامل معهم.. ر بما كان هو مفتاح الفيلم أقصد حالة "هشام" الدرامية.. لأننا نتعامل مع بطل محوري مثلما شاهدناه في فيلمه الأخير الذي قدمه قبل خمس سنوات "خريف آدم".. أو فيلمه الذي أنتجه "مجرم مع مرتبة الشرف".. حالة "هشام" ومفتاحه وإرادته تفرض نفسها علي الأعمال الفنية لو لم يكن لديه مخرج يستطيع التأثير عليه.. المخرج "فادي فاروق" في أول عمل روائي له لا أدري علي وجه الدقة هل هو الذي اختار "هشام" أم أن "هشام" هو الذي اختاره.. إلا أنني كنت أشاهده كممثل له تواجد ملحوظ رغم أنه ليس هو منتج الفيلم كما أنه ليس أيضاً من بين نجوم الشباك الذين تعودت السينما المصرية علي أن تسمح لهم بالتدخل في كل التفاصيل.. سيناريو الفيلم لا يحمل أي لمحة خاصة ولكنه تركيبي علي طريقة المعادلات سابقة التجهيز.. مذيع أرمل "هشام عبد الحميد" يحب مخرجة أرملة "سلوي خطاب".. الأرمل لديه ابن يحب ابنة المخرجة أي أننا بصدد حالة توافقية الأربعة من حقهم في هذه الحالة أن يعلنوا الزواج في ليلة واحدة وينتهي الفيلم في أعقاب الدقيقة الأولي بعد بدايته ولكن هيهات.. كان ينبغي أن نري بين الحين والآخر مأزق ما يعرقل هذا اليوم المنشود.. منطقة عشوائية تخرجنا من أجواء تلك الأسر السعيدة والتي تترقب لحظة سعادة أكبر تتم علي يد المأذون.. حادث قتل مروع يتعرض له ابن المذيع عندما كان بصحبة ابنة المخرجة التي أدت دورها "راندا البحيري".. كانت هناك معركة أمام كل من الكاتب والمخرج وهي كيف يتم ملأ زمن الفيلم بأحداث ثم هناك مشكلة أكبر ضباط الشرطة قدم الفيلم ضابطين "محسن منصور" رتبة أكبر "عقيد" و "محمد نجاتي" أصغر برتبة "نقيب".. "محسن" نموذج للضابط المريض بالسادية يتلذذ بتعذيب الناس بينما "نجاتي" لديه قلب شاعر في عز الجريمة التي راح ضحيتها ابن "هشام عبد الحميد" وبعد محاولة لاغتصاب "راند البحيري" نري الدماء تتناثر عليها في تلك اللحظة بدأت ومضات الحب تسكن قلب "نجاتي"!! الضابط الشرير يلقي جزاءه ويدخل إلي السجن والضابط الحبيب يلقي أيضا جزاءه ويترقي إلي رتبة أعلي رغم أننا نراه أحياناً شريراً في تعامله مع المشبوهين فهو بين الحين والآخر يمارس أيضاً العنف وأحياناً يبدو طيباً يتصدي لعنف الضابط الآخر.. أغلب الظن أن المخرج ترك بطليه كل منهما يري الشخصية كما يحلو له ويضيف إليها أيضاً ما يحلو له.. دائماً كل شيء له ذيل درامي فإذا كان "باسم سمرة" هو الشرير الذي يلقي مصيره ويتم شنقه باعتباره القاتل فإننا هنا نكتشف أنه شرير لكنه ليس القاتل.. ثم تذهب كل الاحتمالات لقاتل آخر يلقي أيضاً جزاءه بفقدانه كل أجهزته التناسلية في جريمة بشعة ثم نصل للنهاية عندما يصبح الشخص الثالث البعيد تماماً عن الشبهات هو القاتل الحقيقي وتتعدد الاحتمالات ولا نعثر علي الشخص وفي اللحظة الأخيرة يتم إنقاذ "راندا" بطلقة رصاص من "محمد نجاتي" ونسأل والمؤكد أن هذا هو السؤال الذي كرره أيضاً "هشام" أين أنا ولهذا نراه في مسرح الجريمة قبل نهاية أحداث الفيلم يبدأ في الرقص التعبيري لعدة دقائق ليؤكد للجميع أنه البطل وليس "نجاتي" كما قد يظن البعض وفي نفس الوقت لا تدري ما هو دور المخرج في كل ما يجري.. سيناريو "محسن يوسف" والذي أعتقد أنه أيضاً تجربته الأولي لا يدري ماذا يفعل يريد أن يصل كل شيء للنهاية السعيدة حتي "راندا" نطمئن عليها بعد أن منحت السلسلة التي ترتديها علي صدرها وبها صورة حبيبها المقتول إلي "هشام" الذي يقول لها أن عليها أن تتذكر حبيبها بعقلها.. ويتأكد من استقرارها العاطفي والنفسي.. ماذا حدث للفنانة "سلوي خطاب" ممثلة من الطراز الأول لكن لا يوجد دور ولا شخصية تؤديها لا شيء في السيناريو.. شاهدت سلوي متألقة في أفلام مثل "عفاريت الأسفلت" لأسامة فوزي "كونشرتو درب سعادة" أسماء البكري ثم كان آخر عهدها بالسينما مع "الساحر" لرضوان الكاشف قبل 7 أعوام.. ربما لهذه الأسباب وافقت علي أن تؤدي الدور الذي هو في الحقيقة لا دور!! ما الذي ننتظره من مخرج جديد بدأ أولي خطواته؟ ننتظر بالطبع أن يفرض سيطرته علي العمل الفني وعلي النجوم لأن الإخراج ليس حرفة فقط إنه قبل ذلك وأهم من كل ذلك وجهة نظر يريد المخرج أن يقدمها لجمهوره وهذا هو تحديداً ما افتقدته في هذا الفيلم الذي كان من فرط ثقله تجري ثوانيه في ساعات من الملل!!