قام مركز جرهارت للعطاء الاجتماعي والمشاركة المدنية بالجامعة الأمريكية بالقاهرة بالتعاون مع مؤسسة شارلز ستيورد مووت في الولايات المتحددة بإطلاق تقرير "العطاء الإجتماعي الأهلي... لماذا؟" حيث يعد العطاء الإجتماعي الأهلي من أهم الوسائل التي تساعد المجتمعات الفقيرة والصغيرة على النهوض بهذ المجتمعات، وقد إعتاد المصريون ممارسة العطاء الإجتماعي الأهلي، وقد ظهر ذلك واضحا من خلال التجمعات الشعبية التي تكونت في أعقاب ثورة الخامس والعشرين من يناير 2011، وقد أكد ممثل مؤسسة مووت للعمل الخيري خلال الورشة على أن من أهم أسباب نجاح مثل هذه التجارب هي أنها منظمة بشكل جيد ومبنية على التضامن المجتمعي وحشد الموارد المحلية ويتم اختيار قيادتها من داخل المجتمع المحلي كما أن جميع أفراد المجتمع يندمجون في مثل هذه التكوينات سواء بأموالهم أو بمجهوداتهم، كما أشار أيضا إلى أن الثقة بين أفراد المجتمع من أهم العوامل التي تؤدي إلى نجاح هذه النماذج. وتم خلال ورشة العمل التعرض إلى أبرز التجارب المصرية في هذا المجال، وهما تجربة قرية كفر وهب حيث تم تصنيف هذه القرية وفقا لمنظمة اليونسكو كأفضل قرية على مستوى العالم، وقد تفضل المهندس فيصل وهب عمدة القرية بشرح مفصل لجميع الإنجازات التي تمت في القرية، كما تعرض لحجم الجهد المبذول من المجتمع المدني ومدى تعاون الحكومة مع المجتمع المدني إلى أن تمكنت القرية من الوصول إلى المصاف العالمية، وقد أشار المهندس فيصل إلى أن الجهد المبذول للوصل بالقرية إلى هذا المستوى هو في المقام الأول يعود إلى إصرار سكان القرية في النهوض بمستوى معيشتهم ثم التعاون الحكومي واستجابة الحكومة لمتطلبات القرية، ومن بين أهم الإنجازات التي تم تحقيقها على أرض الواقع هي أنشاء كبري على أحد الترع لربط جبمع أجزاء القرية ببعضها، كما تم أيضا إنشاء مكتب للبريد وكذلك مركز للشباب، أما بالنسبة لتحسين الشكل الجمالي للقرية تم جمع الأموال من الأهالي وزراعه الأشجار أمام جميع المباني والبيوت وذلك على نفقة الأهالي وتولى شباب القرية عملية زراعة هذه الأشجار، ومن خلال الجهود الذاتية أيضا تم شراء سيارة لجمع القمامة، وفي نهاية كلمته أشار إلى أن عملية النهوض في القرية بدأت بالجهود الذاتية دون إنتظار الحكومة، وان الحكومة عندما تجد جدية وأصرار من الأهالي على التطوير تقوم بمساعدتهم. وعلى صعيد أخر تم التعرض إلى تجربة جميعة روح الشباب لخدمة البيئة بمنطقة منشية ناصر حيث تعرض الأستاذ يوسف فريد إلى تجربة الجمعية في تحسين الظروف المعيشية لجامعي المخلفات ودمجهم في القطاع الرسمي، حيث تشير الإحصائيات إلى أن 165 ألف أسرة تمتهن جمع القمامة، كما أن الورش الخاصة بإعادة تدوير المخلفات هي ورش غير مرخصة، وتمثلت أهم أهداف المشروع في دمج العاملين في هذه المهنة في القطاع الرسمي وبناء قدرات العاملين بها بحيث يتمكنوا من إنشاء شركات ورسم خطط العمل وتقديم عروض فنية تمكنهم من دخول المناقصات الحكومية، كما تهدف الجمعية إلى تحسين وتطوير واستخراج التراخيص لورش إعادة التدوير، ومن أهم الإنجازات التي حققتها الجمعية على أرض الواقع هو تخصيص الحكومة لمنطقة صناعية خاصة بورش ومصانع إعادة تدوير المخلفات، كما قام عمال النظافة بإنشاء 65 شركة نظافة بشكل رسمي، ويتم إنشاء نقابة عامة لعمال النظافة، وتم أيضا بالتعاون مع بعض الشركات الأجنبية بإنشاء مدرسة لتعليم أطفال الأسر التي تعمل في جمع المخلفات بحيث تكون المناهج والنشاطات متعلقة بطبيعة المهن التي تمارسها هذه الأسر ومن ضمن الأنشطة التي يمارسها هؤلاء الأطفال هي جمع العبوات الفارغة لبعض المنتجات ويتم تجميعها في المدرسة وأعطاء عائد مادي للأطفال لتجنب تسربهم من التعليم، أما العائد الذي يعود على الشركة هو تجنب الغش التجاري من خلال استغلال العبوات الفارغة وإعادة تعبئتها بمنتجات أقل كفاءة. وفي النهاية تم التأكيد على أن الثقة بين جامعي المخلفات والجمعية وكذلك السعي الدائم والأصرار هما من أهم عوامل النجاح لهذه التجربة.