تدوير المخلفات إحدي الوسائل التي يمكن بها التخلص الآمن من المخلفات, وتحويلها إلي مواد يمكن استخدامها في العديد من المنتجات, وتوفير الآلآف من فرص العمل , وتشغيل الأيدي العاملة, وتنشيط حركة الاقتصاد, لكن هناك الكثير من العقبات التي تحول دون تحقيق هذا الهدف, ومن بينها وضع شروط معقدة أمام المستثمرين للحصول علي قروض لمشروعات تدوير المخلفات, تصل الي15 شرطا! هذا ما كشفت عنه مناقشات عقدها المنتدي المصري الأول للمعنيين بإدارة المخلفات الصلبة بحضور كل من وزيري البيئة السابق والحالي ومحافظ القاهرة ومنسق البرنامج الوطني للمعونة الألمانية, وممثل بنك التعمير الالماني و150 شخصية من العلماء وأساتذة الجامعات والباحثين في شئون البيئة والمخلفات والجمعيات الأهلية المعنية والشركات العاملة في قطاع تدوير المخلفات والمسئولين عن المخلفات بوزارة البيئة بجميع المحافظات. وأدار ورش العمل عدد من أساتذة التنمية البشرية. الروح والرؤية في إحدي جلسات العمل قام أحمد سعيد مدير البرنامج الوطني لإدارة المخلفات بتعريف البرنامج الذي يهدف إلي إعادة هيكلة منظومة المخلفات علي المستوي المركزي ورسم السياسات العامة والاستراتيجية والقوانين والتشريعات وآليات التمويل لقطاع منظومة المخلفات. وقال إن البرنامج يستهدف4 محافظات هي كفر الشيخ وقنا وأسيوط والغربية. وأنه استطاع صنع الروح والرؤية اللازمتين للنهوض بإدارة المخلفات. وأوضح د.أمين الخيال رئيس الإدارة المركزية للمخلفات بوزارة البيئة أن عملية فصل المخلفات من المنبع إلي جزئين عضوي وغير عضوي سوف توفر كثيرا من التكاليف التي تنفق لإدارة ومعالجة المخلفات, التي تتطلب نحو3 مليارات جنيه سنويا. وقال الدكتور عطوة حسين رئيس الإدارة المركزية لحماية وتحسين البيئة بوزارة الدولة لشئون البيئة إنه لابد من تعظيم دور المجتمع المدني والمؤسسات من خلال لجنة وزارية مشتركة بين وزارة المالية والتخطيط والتنمية المحلية والإسكان والصحة وليس وزارة البيئة فقط. تغيير الثقافة د. حسين أباظة خبير التنمية المستدامة كشف من جهته عن أن ثلث غذاء العالم يتحول إلي مخلفات, وأن مصر من أكثر الدول مخالفة لأنماط الاستهلاك, وبالتالي لابد من تغيير ثقافة المجتمع لعدم إهدار الغذاء وتخفيض الاستهلاك لتوفير تكاليف الغذاء والحد من النفقات التي يحتاجها التخلص من النفايات. وأكدت المهندسة هالة أحمدين مدير عام الجمعيات الاهلية بجهاز شئون البيئة أن وحدة الجمعيات بالجهاز مستعدة للتعاون مع كل الجمعيات الأهلية لاتباع سياسة الفصل من المنبع, مضيفة أن طنا واحدا من القمامة يوفر7 فرص عمل في مجالات الجمع والفرز والتدوير. وأوضح المهندس أكرم الدقاق- مدير عام بشئون البيئة بالدقهلية- أنه لابد من أن تحتضن المؤسسات الكبري المؤسسات الصغيرة, وتدربها علي العمل, مؤكدا أنه لابد من توفير الأراضي للعاملين في مجال المخلفات, وتسهيل إجراءات العقود وتغيير بعض القوانين لأنه يوجد الآن15 شرطا للحصول علي قرض لمصنع تدوير مخلفات. عقود.. وجهود الدكتور وليد درويش مدير إدارة التنمية بالصندوق الاجتماعي للتنمية قال إن الصندوق وقع عقودا مع50 جمعية تعمل في المخلفات الصلبة من مجموع90 جمعية علي مستوي15 محافظة, وكل جمعية أخذت مليون جنيه بشرط تخصيص80% من المبلغ كمرتبات وأجور لأن المشروع الذي يمنحه البنك الدولي يحمل اسم البرنامج العاجل للتشغيل كثيف العمالة وهدفه تشغيل أكبر عدد ممكن لتحسين الاقتصاد. وعن الجهد في مجال تأهيل الشباب للتعامل مع المخلفات الصلبة, يقول هشام عصام الدين- من جهاز التدريب بجمعية مصر الخير- إن الجمعية قامت بتدريب40 متدربا لمدة3 شهور نظريا وشهرين عمليا, وذلك خمسة أيام في الأسبوع لمدة8 ساعات يوميا, واختير خمسة منهم, وقدمت إليهم الدعم لإنشاء مشروعات خاصة لتدوير المخلفات, وهو ما يمكن أن يساعد في تكوين قاعدة فنية من كوادر المتخصصين في صناعة التدوير, حسبما قال.