«الدين لله والوطن للجميع» جملة قالها مايكل زكريا عبدالمسيح لضابط في قسم شرطة الساحل رداً علي قوله «انت مسيحي.. انت بتاع شنودة.. ابقي خلي شنودة ينفعك ويحميك مني» بعد أن صفعه علي وجهه في الشارع. مضمون ما سبق جاء في بلاغ تقدم به مايكل للنائب العام برقم 5189 لسنة 2009 عرائض النائب العام، وآخر لمديرية أمن القاهرة برقم 505 لسنة 2009. بدأت تفاصيل الواقعة أثناء سير مايكل زكريا الطالب بالفرقة الثالثة في معهد الحاسب الآلي في الشارع عندما استوقفه الضابط طالباً منه ابراز تحقيق الشخصية، فطلب منه الاطلاع علي هويته خاصة أنه يرتدي زياً مدنياً، لكن الضابط اعترض واعتدي عليه بالضرب مما دفع مايكل إلي الاشتباك معه ليستولي الضابط علي بطاقته الشخصية ويعرف منها عنوانه واسمه قبل أن يقول له «انت مسيحي انت بتاع شنودة، ابقي خلي شنودة يحميك مني». انصرف الطالب وبعد ثلاثة أيام فوجئ أهله بخطف الضابط لنجلهم في سيارة خاصة أثناء سيره مع صديقيه «رامي موريس وبيتر يوسف» واتجه به إلي القسم بينما أسرع صديقاه لابلاغ أسرته التي هرولت إلي القسم، حيث ادعي مسئولوه أنه كان موجوداً وتم صرفه قبل أن تعلم الأسرة أنه كان موجوداً داخل القسم يتم تعذيبه وضربه بكافة الوسائل الشرعية وغير الشرعية بل ومنعوا المحامين من مقابلة رئيس المباحث للاستفسار عنه رافضين ادخال الأطعمة والمشروبات له خوفاً من افتضاح وقائع التعذيب الواضحة علي جسده. وأضاف محامي الطالب بعد يومين من التعذيب والإهانة تم عرضه علي نيابة العمرانية بتهمة سرقة سيارة تم تلفيقها له تأديباً لجرأته في الحفاظ علي حقوقه كما قبضوا علي زميله بيتر الذي توجه للسؤال عنه ليتم عرضهما معاً علي النيابة وفتش معاون المباحث منزل مايكل زكريا بدون إذن من النيابة ثم حرر محضرا لاحقا للمحضر الأصلي ادعي فيه انه شاهد السيارة قادمة بطريق عكس الاتجاه يقودها مايكل قبل القبض عليه. الغريب - كما أكدوا في بلاغهم - انه لا يوجد شاهد رؤية واحد كما أن صاحب السيارة لم يتهم أحدا، وعندما سألوه في المحضر هل سرق مايكل السيارة أجاب بالنفي، بل وأكد بأنه شاهد مايكل عندما ذهب إلي القسم وبعد ساعتين ثم جاءت السيارة. وأكد المحامي وجود شهود نفي وهما صديقاه اللذان شاهدا السيارة تخطفه من منطقة الخلفاوي علاوة علي الشاهد الثاني محمود الدسوقي والذي أكد أن سائق السيارة ساعة القبض عليها كان شخصا آخر غير مايكل زكريا. الأغرب أن المباحث رفضت الاستماع لشاهدي النفي وقالوا لهما إن هناك خلافاً شخصياً بين الضابط ومايكل، والأشد غرابة أن من قام بعمل التحريات هو محرر المحضر، حتي أنه كتب في التحريات ما ورد في محضره خوفاً من وجود تناقض لتقرر النيابة بناء عليها حبس المتهمين أربعة أيام. بل إن الضابط أجبر مايكل علي التوقيع علي اعتراف كما قام بتصويرهما بخلفية خارجية توحي بوجوده خارج القسم فضلا عن الشتائم والألفاظ الخارجة خاصة الشتائم المتعلقة بالديانة، حيث ادعي محامي مايكل أن الضابط يضطهد المسيحيين علانية وهو ما قد يشعل نار الفتنة الطائفية في مصر. وطالب المدعي بالتحقيق مع الضابط المتهم مع اثبات التعذيب الذي تعرض له الطالبان، خاصة انه اعتدي عليهما لمدة يومين متتاليين مع تكبيلهما واكراههما للتوقيع علي اعتراف بسرقة السيارة.