ستظل «مصر» هي الرائدة والواعدة بتاريخها وأصالتها وتراثها وبدورها العروبي الذي لاينكره سوي كل حاقد لايعي ولايقدر دور «أم العرب» والتي صهرتها المحن والتجارب وحافظت علي لغة «القرآن» ولم تبدل لغة العرب وعبر الأزمان لأن هناك من استبدل لغة التعامل الأصيل بلغة «المتفرنجين» وقل يارحمن يارحيم!! ما يحدث في دول الخليج الآن ليس بالحضارة ولكنه الخسارة وخوفي أن يتحول الخليج العربي في غضون سنوات إلي الخليج الأجنبي لأن غالبية الألسنة أجنبية.. فمن يحافظ علي هوية «الخليج» إذا كنا نتباكي الآن ونخشي من المقولة الايرانية التي تصر علي أنه الخليج الفارسي !! فمن يزيل إذن الغمامة الأجنبية عن الرءوس العربية الخليجية.. أرض الاسلام لابد من حمايتها من هيمنة الغربان الأجانب ولا داعي لمقولة التحديث والاستثمار الذي تحول إلي استعمار!! لابد أن يكون خير «العرب» للعرب والأولوية في الاستثمار لابد أن يكون فهمها بالرؤية والاقتدار وحذار من الأعيب كل مستثمر غدار!! هذه كانت مقدمة ملزمة علي هامش حضور فعاليات الملتقي العربي للسياحة في «دبي» والذي شاركت فيه «مصر» بجناح رائع ولكن لابد من محاسبة من وافق علي موقعه الذي لم يكن ملائما علي الاطلاق وعلي الطلاق!! ولكن مايزيل الألم هو التفاني لكي تكون «مصر» في الصورة من خلال حملة عربية جديدة تتبناها هيئة تنشيط السياحة برئاسة المجتهد الصامت «عمرو العزبي» رئيس الهيئة.. حملة بعنوان «مصر بداية الحكاية» وهي دعوة لكل العرب لإعادة اكتشاف الروح المتفردة لمصر.. مصر المتميزة بطبيعتها الساحرة التي تزخر بكل شيء جميل.. شواطئ رائعة ونيل لايوجد له مثيل في العالم وضفاف خضراء وشمس ساطعة وتاريخ وحضارة عريقة وناس طيبين، ولذلك تجدهم مرحبين للضيوف وبدون ملل أو كسوف.. في مصر سياحة متنوعة ومن شمال البلاد إلي أقصاها في الجنوب وتوجد المتنزهات والمنتجعات بسيناء والبحر الأحمر ومرسي علم وشرم الشيخ وحتي الواحات والمزارات وأماكن الاستشفاء والتسوق وبتذوق وحتي لو ذهب السائح إلي «الريف» سيجد الجمال والبساطة والعفوية لأن هذه الأصالة ولأننا لانتعامل في مصر بالتعالي والتكبر والرزالة! والحمد لله بأن الدراسة الميدانية التي نفذتها هيئة تنشيط السياحة مؤخرا أظهرت أن نسبة عالية من العرب «90%» من الذين شاركوا في تلك الدراسة قد زاروا «مصر» علي الأقل مرة واحدة لتفرد «مصرنا» الغالية بالروح التي يشع منها الدفء والألفة والتي يشعر بها الزائر فور وصوله إلي أرض المحروسة التي شهدت مؤخرا التحسن الملحوظ في حركة السياحة الوافدة، حيث بلغ عدد السائحين في الربع الأول من هذا العام 46،3 مليون سائح وبنسبة ازدياد بلغت 29% وارتفعت عائدات قطاع السياحة في الدولة إلي 7،2 مليار دولار وبنسبة 24% في الفترة الممتدة من يناير إلي مارس الماضي، مما يدل علي ازدياد التعافي السياحي نظرا لتحسين الصورة الذهنية عن مصر لدي السائح العربي والتركيز علي تنوع المنتج السياحي المصري واستقطاب السائحين من ذوي الدخل الأعلي واستقطاب فئات جديدة بالتركيز ايضا علي سياحة الاستشفاء والتوجه إلي المنتجعات الفاخرة بالبحر الأحمر ثم ما أحلي السهر في اجواء القاهرة ليلا.. ثم أن الحياة المصرية مستمرة ومتدفقة علي مدار ال24 ساعة وفي أي وقت يستطيع السائح أن يذهب إلي أي مكان وهذه ميزة لاتوجد في أغلب دول العالم.. فلا غلق لمولات من الساعة العاشرة أو الحادية عشر مساء ولا غلق للمحلات واماكن الحفلات بل يستطيع السائح أن يرتاد أي مكان.. لا جمود ولا قيود حتي لو جلس علي مقهي في أي حي وليكن مقهي في خان الخليلي أو منطقة الحسين ومدد .. مدد ياسيدنا الحسين.. أنا لن اتحدث عن عظمة الاماكن الاثرية كالهرم ومنطقة ابو الهول ولا عن قاهرة المعز بمبانيها الرائعة والشامخة.. يكفي لو مشيت في زقاق أو حارة ستشم رائحة التاريخ وتستمتع بعبقه ومن يتفقد منطقة «بيت القاضي» والسكرية وحتي باب الشعرية سيشعر بالحنين لتراث عامر ولو طل حتي علي منطقة باب الفتوح لأن القاهرة وجهها ليس بالعابس ولكنه صبوح.. ومصر لن يستطيع أحد أن ينكر أو ينفي بأنها كانت وستظل لبدايات وقصص وحكايات غيرت مجري التاريخ وستظل هي مصدر الإلهام رغم أنف من يحاول نفي ذلك بأقوال أو أفعال كما يفعل البهلوان.. عموما شاركت «مصر» في مهرجان «دبي» السياحي العربي بجناح شاركت فيه شركات سياحية مصرية عديدة ومنها شركتنا الوطنية «مصر للسياحة» والعتاب المرير لمسئولي السياحة في «دبي» الذين تجاهلوا وضع ومكانة «مصر» ولاحظت ولاحظ غيري ذلك! ومن الواجب أن تكون لنا وقفة لأن كرامة ومكانة «مصر» لاتسمح لها بالتسول لقدوم سائح وليكن هناك قرار حاسم وحازم للموافقة علي سفر أي قافلة سياحية قبل التأكد من الترحيب بالقدوم بدلا من السفر في اجواء الضباب والغيوم إلي أي دولة عربية أو خليجية لأن هناك من يرحب بالمشاركة الأجنبية وعلي حساب الدول العربية! ودليلي أنه كان من الأولي أن يكون موقع مصر من خلال جناحها التي شاركت به في معرض «دبي » في مقدمة المعرض ولكن معرض «دبي» بدأ بدول شرق آسيا وتلاهما دول أوروبا ثم الدول العربية.. فمن الأولي يامسئولي معرض «دبي» لأن عنوان المعرض هو الملتقي العربي للسياحة العربية.. والذي تحول وللأسف إلي الملتقي العربي للسياحة الأجنبية!! ثم هناك من يتباهون ببناء المباني والابراج الشاهقة وأقول إن مصر ومنذ 7 آلاف من الاعوام التي مضت نحتت أكبر معبد في العالم وهو معبد ابوسمبل» داخل مساحة صخرية علي الضفة الغربية للنيل وقدم واحدة من أقدام رمسيس الثاني بارتفاع عمارة وبهذا المعبد.. معجزة وتتمثل في تعامد الشمس في موعدين مختارين ومحددين في كل عام وقبل عملية بدء النحت.. وتعامد الشمس يتم يومي 21 فبراير و21 أكتوبر وهما عيد ميلاد وجلوس رمسيس الثاني علي العرش ولذلك ستظل «مصر» علي عرش التاريخ القديم والحديث وبدون تدليس!