بوتين: محطة الضبعة ستولد 37 مليار كيلووات سنويًا وتبني صناعة نووية مصرية من الصفر    19 نوفمبر 2025.. الذهب يقفز 100 جنيه بأسواق الصاغة وعيار 21 يسجل 5485 جنيها    محافظ الجيزة يتفقد مشروعات تطوير الطرق بكرداسة و أوسيم و المنيرة الغربية    بروتوكول تعاون بين وزارة الاتصالات والأكاديمية العسكرية المصرية وصندوق تحيا مصر لتنفيذ مبادرة «الرواد الرقميون»    اسعار كرتونه البيض للمستهلك اليوم الأربعاء 19نوفمبر 2025 فى المنيا    إزالة تعديات وإسترداد أراضي أملاك دولة بمساحة 5 قيراط و12 سهما فى الأقصر    تطوير شامل لمنظومة الإطفاء بمطار القاهرة بالتعاون مع البيئة وسلطة الطيران    مجرد كلام.. حماس تعلق على تصريحات وزير إسرائيلي بشأن مسار لدولة فلسطينية    روسيا: أوكرانيا تستخدم صواريخ أتاكمز الأمريكية طويلة المدى مجددا    شقيق إبستين: كان لدى جيفري معلومات قذرة عن ترامب    "السيسي وبوتين".. صداقة متينة وتعزيز الشراكة الاستراتيجية بين مصر وروسيا    أول رد فعل من مصطفى محمد على تصريحات حسام حسن    الأندية المرشحة لجائزة الأفضل في العالم من جلوب سوكر 2025.. ممثل إفريقي وحيد    الأهلي يحصل على موافقة أمنية لحضور 30 ألف مشجع في مواجهة شبيبة القبائل    حقيقة عودة كهربا إلى الأهلي في يناير    الداخلية تحقق مع عنصر جنائي حاول غسل 100 مليون جنيه من تجارة المخدرات    الأرصاد تكشف موعد ذروة ارتفاعات درجات الحرارة وتحذر القاهرة تتجاوز 30 درجة    آدم بكرى بعد تكريمه من حسين فهمى: كل إنسان فلسطينى هو مصرى    حسام حبيب لتامر حسني بعد أزمته الصحية: ربنا يطمن كل حبايبك عليك    جامعة قناة السويس تحتفي بأبطالها المتوجين ببطولة كأس التميز للجمهورية    رئيس الأركان يعود إلى أرض الوطن عقب مشاركته بمعرض دبى الدولى للطيران 2025    ارتفاع عدد مصابي انقلاب سيارة ميكروباص فى قنا إلى 18 شخصا بينهم أطفال    أسطورة ليفربول يكشف مفاجأة عن عقد محمد صلاح مع الريدز    الإسماعيلي يكشف حقيقة طلبه فتح القيد الاستثنائي من فيفا    وزير الري يلتقي عددا من المسؤولين الفرنسيين وممثلي الشركات على هامش مؤتمر "طموح إفريقيا"    عاشور: يقود اجتماعًا موسعًا لتعزيز التوسع في أفرع الجامعات الأجنبية ودعم تدويل التعليم بمصر    بث مباشر.. بدء مراسم وضع هيكل الاحتواء لمفاعل الضبعة النووية    نورا ناجي عن تحويل روايتها بنات الباشا إلى فيلم: من أجمل أيام حياتي    هيئة الرعاية الصحية تُطلق عيادة متخصصة لأمراض الكُلى للأطفال بمركز 30 يونيو الدولي    ما هو فيروس ماربورج وكيف يمكن الوقاية منه؟    الصحة: 5 مستشفيات تحصل على الاعتماد الدولي في مكافحة مقاومة مضادات الميكروبات    حزب الجبهة: متابعة الرئيس للانتخابات تعكس حرص الدولة على الشفافية    الزمالك يستقر على موعد سفر فريق الكرة لجنوب أفريقيا    هشام يكن: أطالب حسام حسن بضم عبد الله السعيد.. وغير مقتنع بمحمد هاني ظهير أيمن    نجاح كبير لمعرض رمسيس وذهب الفراعنة فى طوكيو وتزايد مطالب المد    كارثة طبيعية يُعيد اكتشاف كمال أبو رية بعد 40 عاما من مشواره الفني    تعرف على أهم أحكام الصلاة على الكرسي في المسجد    مقتل 6 عناصر شديدى الخطورة وضبط مخدرات ب105 ملايين جنيه فى ضربة أمنية    مصرع 3 شباب في تصادم مروع بالشرقية    الصحة تغلق 11 مركزًا غير مرخص لعلاج الإدمان بحدائق الأهرام    إقبال واسع على قافلة جامعة قنا الطبية بالوحدة الصحية بسفاجا    بريطانيا تطلق استراتيجية جديدة لصحة الرجال ومواجهة الانتحار والإدمان    صيانة عاجلة لقضبان السكة الحديد بشبرا الخيمة بعد تداول فيديوهات تُظهر تلفًا    منال عوض تترأس الاجتماع ال23 لصندوق حماية البيئة وتستعرض موازنة 2026 وخطط دعم المشروعات البيئية    حريق هائل يلتهم أكثر من 170 مبنى جنوب غرب اليابان وإجلاء 180 شخصا    ندوات تدريبية لتصحيح المفاهيم وحل المشكلات السلوكية للطلاب بمدارس سيناء    أبناء القبائل: دعم كامل لقواتنا المسلحة    إطلاق أول برنامج دولي معتمد لتأهيل مسؤولي التسويق العقاري في مصر    جيمس يشارك لأول مرة هذا الموسم ويقود ليكرز للفوز أمام جاز    «اليعسوب» يعرض لأول مرة في الشرق الأوسط ضمن مهرجان القاهرة السينمائي.. اليوم    7 آلاف سنة على الرصيف!    مواقيت الصلاه اليوم الأربعاء 19نوفمبر 2025 فى المنيا    شهر جمادي الثاني وسر تسميته بهذا الاسم.. تعرف عليه    دينا محمد صبري: كنت أريد لعب كرة القدم منذ صغري.. وكان حلم والدي أن أكون مهندسة    حبس المتهمين في واقعة إصابة طبيب بطلق ناري في قنا    آسر نجل الراحل محمد صبري: أعشق الزمالك.. وأتمنى أن أرى شقيقتي رولا أفضل مذيعة    داعية: حديث "اغتنم خمسًا قبل خمس" رسالة ربانية لإدارة العمر والوقت(فيديو)    مواقيت الصلاه اليوم الثلاثاء 18نوفمبر 2025 فى المنيا....اعرف صلاتك    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



بن عاشور :علي المثقف أن يقاوم خطر التقوقع و نفي الحاضر
نشر في الأهرام اليومي يوم 05 - 12 - 2010

هل يمكن أن تتحول مفردات الماضي لأدوات تصنع المستقبل وتحدد خطط واقعية لمواجهة التحديات الآنية و التغلب علي المعوقات التي تعرقل مسيرة التطور؟. سؤال فرضه عنوان المؤتمرالدولي الأول الذي عقده معهد المخطوطات العربية يوم الأربعاء تحت رعاية د‏.‏ محمد العزيز بن عاشور المدير العام للمنظمة العربية للتربية والثقافة والعلوم تحت عنوان‏,‏ نحو خطة شاملة للتراث الفكري العربي‏-‏ مستقبل التراث‏-‏ و ناقش علي مدي يومين محاور وظيفة التراث ومفهومه وإشكالياته ووظيفته وعلاقته بالهوية والآخر والحداثة وتداخلاته مع قضايا الهوية والآخر والحداثة‏.‏
وحول هذه الموضوعات وحول العلاقة بين التراث واكتشاف أبعاد الهوية الوطنية ووضع سيناريوهات واقعية لمواجهة إشكاليات الواقع اليومي للمواطن العربي ومشكلات اللغة والترجمة وغياب التراكم الثقافي وحالة النزوع للعودة للوراء في مجتمعاتنا العربية والتحديات التي يواجهها الشباب العربي والدور الذي تلعبه الأليكسو للتصدي لهذه القضابا كان لنا حوار مع المدير العام للمنظمة العربية للتربية والثقافة د‏.‏ محمد العزيز بن عاشور‏.‏
في البداية كان السؤال حول كيفية اسهام مفردات من الماضي كالمخطوطات في الاندماج في الحضارة المعاصرة وحل إشكالية الأصالة والذي أجاب عنه قائلا‏:‏ ترات المخطوط في عالمنا العربي هو جزء هام جدا من تراثنا العام الثقافي العربي الإسلامي ولايخفي علينا منزلة اللغة في بناء الذات العربية‏,‏ وتراث المخطوط يتصل اتصالا عضويا باللغة‏.‏ ثم المخطوط العربي يصون الذاكرة العربية في شتي العلوم‏,‏ سواء كانت العلوم اللغوية أو الدينية أو العلوم التطبيقية‏,‏ فتراثنا العلمي موجود بصفة أساسية في المخطوطات باعتبار أن حضارتنا الإسلامية العربية ازدهرت في عهد كانت فيه الطباعة غير معروفة‏,‏ وبالتالي فقد اعتمد الأجداد علي الخطاطين وعلي الخط‏.‏ كما أننا حضارة الكتاب بالأساس‏,‏ وبالتالي فللتراث أهمية قصوي‏,‏ ولكن إذا تحدثنا عن المخطوط من هذا المنطلق فقط يبدو المخطوط وكأنه كيان جامد لكنه في الحقيقة واقع وليس فقط حلما‏,‏ فهذا التراث حي بما يحتوي عليه من مادة ومن جمال لأن التراث ليس فقط المضمون وإنما أيضا الشكل‏,‏ علي مستوي التزويق والزخارف‏,‏ واستعمال الورق وأشكال الخط والأحبار‏,‏ وإبراز هذه القدرات وتقديم هذه المهارات بطريقة حية شيقة تربط بين التراث كماض وكمهارة شيقة وبين الحاضر‏,‏ تستقطب اهتمام الشباب وكل الفئات‏,‏ فيشعرون بالحياة السالفة والناس التي قامت بهدا الإنجاز وبالحراك الذي أدي لظهور هذا المخطوط‏.‏ وعن علاقة المخطوط باعادة إكشاف الذات وقراءة التاريخ من منظور مختلف كان سؤالي الذي أجاب عنه معالي د‏.‏ بن عاشور بقوله تماما ولقد استحضرت الآن بعض المخطوطات المتعلقة بالموسيقي‏,‏ فالبعض يتصور أن المخطوط يقتصر علي العلوم الدقيقة ولكن هناك مخطوطات في الفنون من علماء أعلام مثل كتاب القاضي التيفاشي‏(‏التونسي الأصل‏/‏مصري الإقامة‏)‏ الذي كان من كبار علماء الدين في القرن الثالث عشر للميلاد والذي يعرض لفنون الرقص والموسيقي وبه نوتات موسيقية‏,‏ فعندما يدرك شبابنا أهتمام علماء فطاحل بالفنون وعصرية الفكر في مخطوط أو كتاب عن بشار بن برد مثلا يجد حافزا للدخول في معترك الفنون ويتلاشي الشعور بالانقطاع عن ماضيهم أو خيانة التراث‏,‏ وبالتالي يجد الشاب نفسه قادرا علي الإضافة لإبداعات العصر والتعمق في الفنون والعلوم ويجد نفسه وفيا لتراث الأجداد وفنونهم‏.‏ علي أقل تقدير أقول إن تراث المخطوط قادر من خلال هذه الاختصاصات أن يكتشف الشاب حقيقة الذات والانتماء للحضارة العربية وأن بيتعد عن النظرة الدونية لذاتنا وهويتنا وأن الأصالة تكمن في الجرأة والإضافة للعصر والوسطية والانفتاح علي الآخر والتسامح‏,‏ وهي السمات والقيم التي ميزت تراثنا العربي في كافة أشكاله وبفضلها وصلت حضارتنا لأوجها‏.‏
وحول كيفية جمع وحفظ وتحقيق الثروة الطائلة المتناثرة في البلاد العربية والتي تقدر بملايين المخطوطات و الدور الذي تضطلع به المنظمة العربية للتربية والثقافة والعلوم سألته‏,‏ فأجاب قائلا‏.‏ في حضارتنا العربية الإسلامية بل في سلوكنا الحضاري والاجتماعي نزعة إالي صيانة المخطوطات باعتبار أن كتابنا الجوهري القرآن الكريم‏,‏ ولقد اهتمت الحضارة العربية بالعلم ومن يتصل بهذا العلم بالتالي حتي بين الأشخاص البعيدين عن الدوائر الثقافية نجد احتراما للكتاب‏,‏ واليوم هناك وعي شامل لدي صناع القرار بأهمية التراث وتخصص الحكومات العربية اعتمادات هذا الغرض أعتقد الآن أن هناك رسالة سياسية للحفاظ علي التراث وهناك أعمال جليلة في المغرب ودول الخليج وفي بعض الدول التي تبدو إمكانياتها ضعيفة مثل موريتانيا‏.‏ ولاننسي بعض المكتبات الخاصة التي تحفظ رصيدا مهما جدا من المخطوطات والتي بدأ البعض يهديها للمكتبات الوطنية أو يسمح بعرضها فيها‏,‏ وفي رأيي هذا دليل علي وجود وعي بأهمية التراث المخطوط وقد امتد هذا الاهتمام ليصل لرجال الأعمال قاطعته قأئلة اهتمام من منظور القيمة المعنوية للمخطوط أم لقيمته المادية؟ فقال لا شك أن الحفاظ علي التراث يمر عبر شئ من الاهتمام بالقيمة المادية ولكنها ليست القناة الوحيدة‏,‏ هنالك قنوات أخري مثل الاهتمام بالذات‏.‏ وعن خطة المنظمة لحفظ هذا التراث كان السؤال‏,‏ فأجاب هناك استراتيجية جديدة تستند إلي ضرورة إبراز دور التراث كمخزون حضاري وكذلك أداة لإدماج الشباب ومجتمعاتنا في حضارة اليوم ولنا برنامج في جمع شمل رجال التراث والمتخصصين حتي تكون داخل المنظمة حوافز وتشجيعات علي شكل جوائز وعقد ندوات وأنشطة من شأنها جمع أهل الاختصاص وتبادل الرأي والأفكار علي مستوي الدول العربية وتعريف غيرنا بهذا التراث عبر المعارض مثلا وهنا يسرني أن أبلغلك أن اللغة العربية ضيف الشرف في معرض اللغات في باريس في فبراير المقبل‏,‏ ولدينا جناح في المعرض للتعربف باللغة العربية تراثا ولغة حية‏.‏
وعن دور المنظمة العربية للثقافة والعلوم في إنقاذ اللغة العربية والعلاقة بين اللغات المحلية واللغة العربية المكتوبة كان السؤال‏,‏ فقال اللغة العربية تعاني من مشاكل عديدة متأتية من أنفسنا‏,‏ فنحن نعيش اليوم في عالم مفتوح والتأثيرات ليست داخلية فقط بل أيضا خارجية‏,‏ ولابد أن نتحمل مسئوليتنا ولا نكتفي بالتشكي من التغيرات والتقلبات العالمية‏.‏ اللغة العربية نفسها لابد أن تبتعد عن فخ التقوقع أو أن تصبح عمل الإختصاصيين أو لغة جامدة تثير القلق عندما تدخل عليها مصطلحات جديدة‏.‏ينبغي أن نصون اللغة العربية ولكن ليس من الكلمات الدخيلة‏,‏ فكل لغة حية ينبغي لها تستقطب وتتجدد وكان هذا شأن اللغة العربية يوما ما‏..‏ المشكلة ليست في الكلمات الدخيلة ولكن في عدم احترام خصوصية اللغة وقواعد النحو والصرف والتراكيب وعبقرية اللغة وخصوصيتها‏.‏ المطلوب أن نجد حل للموقف المتشدد الرافض بحجة صيانة اللغة الراقية والابتعاد عن خطر الذوبان في اللغات الأجنبية وأن يتم احترام خصوصية لغتنا في تراكيبها وقواعدها اللغوية والنحوية‏.‏ والحل يكمن في تنفيذ خطة واسعة النطاق أنيطت بعهدة المنظمة‏,‏ هي خطة النهوض باللغة العربية نحو مجتمع المعرفة‏,‏ وأن تشعر المواطن العربي أن الدخول للعصر ليس بمثابة الخيانة بل أنه الأصالة الحقيقية‏,‏ وأن يكون استخدام اللغة العربية مواكبا للعصر بإدخال مصطلحات جديدة وأن نعرب وأن نستخدم لغتنا العربية في شتي المجالات وأن ننفتح علي اللغات الأجنبية وأن نطور اللغة لتكون أداة لنقل معارفنا‏,‏ أنا لا أخشي علي اللغة العربية فهي مصانة لأنها لغة القرآن الكربم ولكن لابد أن ننظر إلي هذه اللغة من خلال الأوضاع في العالم اليوم وأن نصل لحل‏,‏ كان قائما في السابق‏,‏ لمشكلة اللغات المحلية التي كان يتحدث بها أجدادنا وأمهاتنا بكل فصاحة دون اللجوء لكلمات وتراكيب دخيلة‏,‏ لابد أن نعيد هذا الوضع القائم علي علاقة متوازنة بين اللغة العربية الفصحي واللغات المحلية التي هي تنتمي انتماء مطلقا للتراث‏.‏ إذا أردنا أن تكون ذاتنا متكاملة بكل مكوناتها لابد أن نصون تراثنا المحلي والأقليمي بما في ذلك اللغات المحلية وهذا لا يكرس للانفصال إذا ما إنطلقنا من الاعتزاز بالذات وإعطاء شبابنا الصور الواضحة عن ماضينا وتراثنا وأن يكون شبابنا مطلعا علي تاريخنا إطلاعا متزنا موضوعيا‏,‏ وأن تكون النظرة متزنة للماضي والحاضر كي لا نقع في خطر التطرف والانغلاق أو الانسلاخ‏,‏ بمعني لا إفراط ولا تفريط وعن علاقة المنظمة بمجامع اللغة العربية ودورها في إصدار المعاجم والموسوعات كان سؤالي الذي أجاب عنه قائلا لنا صلات مع المجامع وسنسعي لجمع شمل المتخصصين من عرب وغير العرب‏,‏ لابد أن ننفتح علي العالم وأن نستفيد من تجارب الآخرين‏.‏ من ناحية أخري المنظمة تقوم بدور إبجابي في إنشاء المعاجم وبخاصة الفنية ونحن الآن بصدد إصدار معجم تقني لصناعة السيارات بأربع لغات وقد أصدرنا قبل سنوات معجما ميسرا للشباب بعنوان المعجم الحديث للغة العربية وسنسعي إلي إصدار معجم عربي علي مستويين أحدهما ميسر ليكون بين يدي الشباب‏.‏ من جانب آخر تسعي المنظمة لترغيب شبابنا في الآداب العربية من خلال المناهج التربوية والمرصد العربي للتربية‏,‏ وبالتالي فعملية التنسيق بين المنظمة والوزارات أمر ضروري لنتجاوز مستوي التوصيات ولتصبح مشروعاتنا لتطوير التعليم قابلة للتنفيذ‏,‏ فنحن نضع بين يدي الحكومات السيناريوهات القابلة للتنفيذ وهناك وعي كامل لدي كل الدول العربية بضرورة إنقاذ التعليم‏.‏
وعن جهود المنظمة في قضية التعريب والترجمة وندرة الترجمات في التخصصات العلمية الدقيقة كان السؤال الذي أجاب عنه قائلا الشئ الذي يبعث الأمل أن النخبة العربية تطلع علي هذه المعارف بلغاتها الأصلية‏,‏ وهذا يخفف شيئا من حدة الرهان لكن المشكلة الأساسية تكمن في الجانب الأخر وهو نقل إبداعاتنا وتراثنا من العربية للغات الأجنبية‏.‏الأليكسو في هذا المجال لها برامج علي شكل ورشات تدريبية لغير الناطقين باللغة العربية في الخرطوم وفي الرباط ودمشق ولدينا جائزة ابن خلدون سنجور التي تقدم سنويا وتمنح بالتبادل لعمل في العلوم الإنسانية تتم ترجمته للفرنسية وآخر بالفرنسية يترجم للعربية ونعطي سنويا منحا للطلبة الأجانب الذين يتعلمون العربية لحثهم علي تعلم اللغة العربية‏,‏ بالاضافة لمراكز الترجمة في تونس والقاهرة وبيروت‏.‏
وعن دور الأليسكو في حماية التراث المادي والشفاهي في المناطق المحتلة أو تلك التي تتعرض لعمليات عسكرية كان السؤال‏,‏ فأجاب بقوله نعم السؤال‏,‏ فالأمثلة التي تفضلت بذكرها دليل ساطع علي أهمية التراث في صيانة الذات‏,‏ التراث ليس فقط بعد حيوي للذات وإنما صار له بعدا استراتيجيا حقيقي‏,‏ ناهيك ما قامت به اسرائيل من محاولة طمس التراث العربي الفلسطيني ومحاولة إدراجه في قائمة مزعومة تسمي قائمة التراث الإسرائيلي‏,‏ هنا أود أن أهنئ أنفسنا للنجاح الذي تحقق في المجلس التنفيذي لليونسكو برفض طلب اسرائيل إدراج المعالم الموجودة في الأراضي المحتلة كتراث اسرائيلي بفضل جهود كل الدول العربية والمنظمة العربية للتربية والثقافة والعلوم ولقد تصدت المنظمة منذ سنوات لمحاولة إسرائيل وضع القدس علي قائمة التراث الإسرائيلي‏.‏ التراث يطبيعة الأمر صار اليوم سلاحا خطيرا يهدد الذات وشرعية النضال‏,‏ إذن لابد أن نصون تراثنا‏.‏ السيناريوهات المطروحة التصدي لكل محاولات وضع تراثنا علي قوائم مزعومة‏,‏ فمحاولات الاعتداء علي التراث أو طمسه لاتقل أهمية أو خطورة عن أشكال الانتهاكات الأخري‏.‏ ولابد أن توجد جملة من الحوافز لصيانة تراثنا‏.‏ وفي عام‏2011‏ سيكون لنا في المنظمة كيان مختص بالتراث ولدي تصور أن يكون للأليكسو جائزة لصيانة التراث وترميمه وإحيائه
وعن دور المنظمة في تفعيل فكرة توظيف الثقافة في عمليات التنمية المستدامة‏,‏ قال الذي تحدثنا فيه كله متصل بالتنمية باعتبار أن صيانة التراث له انعكاساته علي المجتمع ككل وعلي الحياة الاقتصادية‏,‏ ثم الثقافة بصفة عامة تسهم في وعي المجتمع بضرورة حماية المحيط والانفتاح علي العالم‏.‏
وعن تحديد موعد القمة الثقافية قال الاستعداد للقمة الثقافية لا يقل أهمية عن القمة نفسها لأن المسألة تتطلب الإستعداد‏,‏ فالقمة تهم المثقفين وأصحاب القرار‏,‏ واراها فرصة لتبادل الأراء مع المثقفين والاستشارة قلت أو رأب الصدع بين الجانبين‏!!‏ فقال من خلال تجربتي السياسية المتواضعة لا أري أن هنالك فجوة بين المثقفين وأصحاب القرار السياسي‏,‏ أحيانا يقع مشكل لعدم الاتصال‏,‏ فإذا تحقق الاتصال تتيسر الأمور‏.‏ فالقضية الأساسية الآن أن نصل لعلاقة متوازنة مع الذات لننظر للماضي باتزان وموضوعية وللحاضر بقدر من العقلانية وأن نعمل علي إحياء قيم الوسطية والتسامح والتعايش والانفتاح علي الآخر‏,‏ وهي في الواقع قيم إسلامية‏.‏ علي المثقف أن يقاوم خطر التقوقع و نفي الحاضر ونزوع مجتمعاتنا للعودة للوراء والتحفز ضد كل ما هو غير إسلامي أو عربي والسعي أن تعيش مجتمعاتنا في القرن الحادي والعشرين حياة القرن الثالث عشر الميلادي‏,‏ وهو الخطر الذي حذر منه رجال الإصلاح في القرن التاسع عشر‏.‏ رغم أنني وعدت د‏.‏ بن عاشور أن يكون سؤالي السابق هوالأخير إلا أن إجابته دفعتني لأن أسأله عن غياب التراكم الثقافي‏,‏ فقال في تصوري أن السبب الاستعمار‏,‏ فالمواقف التنويرية خشيت أن تكون ذريعة للاستعمار فتراجعت‏,‏ ولكننا والحمد لله تجاوزنا الإستعمار‏,‏ والأمر الثاني تأسيس اسرائيل‏,‏ فمادام الشعب الفلسطيني لم يتحصل علي حل عادل يبقي خطر التقوقع ماثلا في مجتمعاتنا‏.‏ فمادامت القضية قائمة يظل التخوف من الدخول أشواط عديدة في الحداثة المنسوبة للغرب خشية تعزيز الوجود الأجنبي‏,‏ المصيبة ليست فقط علي شعب أو أمة بل علي فكر ووجود حضاري‏.‏
[email protected]


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.