حزب العدل والمساواة يعقد اجتماعًا لاستطلاع الآراء بشأن الترشح الفردي لمجلس الشيوخ    جولد مان ساكس تتوقع قفزة هائلة بأسعار الذهب.. سيصل 4000 دولار للأونصة    النائب محمد سليمان: قانون ملكية الدولة ليس وسيلة للخصخصة بل تعظيم عوائد ثروات أملاكها    المشاط: 4 تريليونات دولار سنويا حجم الفجوة التمويلية اللازمة لتحقيق أهداف التنمية المستدامة    قرارات إزالة لمخالفات بناء وتعديات بالقاهرة وبورسعيد والساحل الشمالي    الحرس الثوري الإيراني يؤكد مقتل 7 من كبار قادة قوة الجوفضائية    صحيفة "إسرائيل هيوم": رئيس قبرص يقول إنه سينقل رسالة لنتنياهو من الرئيس الإيراني    محمد يوسف يطمئن على إمام عاشور في المستشفى    محافظ الشرقية يتابع سير امتحانات شهادة الثانوية الأزهرية بمعهد الزقازيق الديني    محافظ بورسعيد يتفقد غرفة عمليات الثانوية العامة لمتابعة انتظام الامتحانات في يومها الأول    وصول جثمان نجل الموسيقار صلاح الشرنوبي لمسجد عمر مكرم    خمسة جوائز لقرية قرب الجنة من جوائز الفيلم النمساوي بڤيينا    شكوك حول مشاركة محمد فضل شاكر بحفل ختام مهرجان موازين.. أواخر يونيو    100 ألف جنيه مكافأة.. إطلاق موعد جوائز "للمبدعين الشباب" بمكتبة الإسكندرية    فوز طلاب فنون جميلة حلوان بالمركز الأول في مسابقة دولية مع جامعة ممفيس الأمريكية    محمد صلاح يحتفل بعيد ميلاده ال33 ب "تورتة صغيرة"    "برغوث بلا أنياب".. ميسي يفشل في فك عقدة الأهلي.. ما القصة؟    أسعار البيض اليوم الأحد بالأسواق (موقع رسمي)    رئيس مجلس النواب يحيل قرارات جمهورية ومشروعات قوانين للجان النوعية    الداخلية تضبط 6 ملايين جنيه من تجار العملة    رئيس النواب يفتتح الجلسة العامة لمناقشة مشروع الموازنة العامة للدولة    اتحاد المهن الطبية يعلن صرف "معاش يونيو".. ودراسة زيادته    طهران تؤكد استمرار الهجمات على إسرائيل وتصفها ب"الرد المشروع"    قتل نائبة وأصاب ثانيا.. مسلح يستهدف نواب أمريكا وقائمة اغتيالات تثير المخاوف    يسري جبر يوضح تفسير الرؤيا في تعذيب العصاة    المؤتمر السنوي لمعهد البحوث الطبية يناقش الحد من تزايد الولادة القيصرية    لأول مرة عالميًا.. استخدام تقنية جديدة للكشف عن فقر الدم المنجلي بطب القاهرة    ضبط 59804 مخالفة مرورية خلال 24 ساعة في حملات مكثفة على الطرق والمحاور    حميد الشاعري يعود.. طرح برومو أغنيته المنتظرة «ده بجد ولا بيتهيألي»    «الزناتي» يفتتح أول دورة تدريبية في الأمن السيبراني للمعلمين    جامعة القاهرة تنظم أول ورشة عمل لمنسقي الذكاء الاصطناعى بكليات الجامعة ومعاهدها    ضبط أكثر من 5 أطنان دقيق في حملات ضد التلاعب بأسعار الخبز    محافظ أسيوط يشهد فعاليات اليوم العلمي الأول للتوعية بمرض الديمنشيا    تحرير 146 مخالفة للمحلات لعدم الالتزام بقرار ترشيد استهلاك الكهرباء    البابا تواضروس يترأس قداس الأحد في العلمين    السجن المشدد 7 سنوات لمتهم بتعاطى المخدرات في قنا    الأنبا إيلاريون أسقفا لإيبارشية البحيرة وتوابعها    «أمي منعتني من الشارع وجابتلي أول جيتار».. هاني عادل يستعيد ذكريات الطفولة    «فين بن شرقي؟».. شوبير يثير الجدل بشأن غياب نجم الأهلي أمام إنتر ميامي    الأردن يعلن إعادة فتح مجاله الجوي بعد إجراء تقييم للمخاطر    اعتماد النظام الأساسى لاتحاد شركات التأمين المصرية    أشرف داري: الحظ حرمنا من الفوز على إنتر ميامي    معهد وايزمان جنوب تل أبيب: تضرر عدد من منشآتنا جراء قصف إيرانى ليلة أمس    محافظ أسيوط يفتتح وحدتي فصل مشتقات الدم والأشعة المقطعية بمستشفى الإيمان العام    تهديدات ترامب: سنرد بأقصى قوة إذا تعرضت مصالح أمريكا لهجوم من إيران    توافد طلاب الدقهلية لدخول اللجان وانطلاق ماراثون الثانوية العامة.. فيديو    تعرف على أسعار الدواجن اليوم الأحد الموافق 15-6-2025 فى سوهاج    حظك اليوم الأحد 15 يونيو وتوقعات الأبراج    وكيل الأزهر يشكِّل لجنة عاجلة لفحص شكاوى طلاب العلمي من امتحان الفيزياء    متى تبدأ السنة الهجرية؟ هذا موعد أول أيام شهر محرم 1447 هجريًا    الغارات الإسرائيلية على طهران تستهدف مستودعا للنفط    مجدي الجلاد: الدولة المصرية واجهت كل الاختبارات والتحديات الكبيرة بحكمة شديدة    اليوم.. الأزهر الشريف يفتح باب التقديم "لمسابقة السنة النبوية"    أصل التقويم الهجري.. لماذا بدأ من الهجرة النبوية؟    لافتة أبو تريكة تظهر في مدرجات ملعب مباراة الأهلي وإنتر ميامي (صورة)    تعرف على مواقيت الصلاة اليوم الاحد 15-6-2025 في محافظة قنا    هاني رمزي: خبرات لاعبي الأهلي كلمة السر أمام إنتر ميامي    موعد مباراة الأهلي وإنتر ميامي والقنوات الناقلة    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



بن عاشور :علي المثقف أن يقاوم خطر التقوقع و نفي الحاضر
نشر في الأهرام اليومي يوم 05 - 12 - 2010

هل يمكن أن تتحول مفردات الماضي لأدوات تصنع المستقبل وتحدد خطط واقعية لمواجهة التحديات الآنية و التغلب علي المعوقات التي تعرقل مسيرة التطور؟. سؤال فرضه عنوان المؤتمرالدولي الأول الذي عقده معهد المخطوطات العربية يوم الأربعاء تحت رعاية د‏.‏ محمد العزيز بن عاشور المدير العام للمنظمة العربية للتربية والثقافة والعلوم تحت عنوان‏,‏ نحو خطة شاملة للتراث الفكري العربي‏-‏ مستقبل التراث‏-‏ و ناقش علي مدي يومين محاور وظيفة التراث ومفهومه وإشكالياته ووظيفته وعلاقته بالهوية والآخر والحداثة وتداخلاته مع قضايا الهوية والآخر والحداثة‏.‏
وحول هذه الموضوعات وحول العلاقة بين التراث واكتشاف أبعاد الهوية الوطنية ووضع سيناريوهات واقعية لمواجهة إشكاليات الواقع اليومي للمواطن العربي ومشكلات اللغة والترجمة وغياب التراكم الثقافي وحالة النزوع للعودة للوراء في مجتمعاتنا العربية والتحديات التي يواجهها الشباب العربي والدور الذي تلعبه الأليكسو للتصدي لهذه القضابا كان لنا حوار مع المدير العام للمنظمة العربية للتربية والثقافة د‏.‏ محمد العزيز بن عاشور‏.‏
في البداية كان السؤال حول كيفية اسهام مفردات من الماضي كالمخطوطات في الاندماج في الحضارة المعاصرة وحل إشكالية الأصالة والذي أجاب عنه قائلا‏:‏ ترات المخطوط في عالمنا العربي هو جزء هام جدا من تراثنا العام الثقافي العربي الإسلامي ولايخفي علينا منزلة اللغة في بناء الذات العربية‏,‏ وتراث المخطوط يتصل اتصالا عضويا باللغة‏.‏ ثم المخطوط العربي يصون الذاكرة العربية في شتي العلوم‏,‏ سواء كانت العلوم اللغوية أو الدينية أو العلوم التطبيقية‏,‏ فتراثنا العلمي موجود بصفة أساسية في المخطوطات باعتبار أن حضارتنا الإسلامية العربية ازدهرت في عهد كانت فيه الطباعة غير معروفة‏,‏ وبالتالي فقد اعتمد الأجداد علي الخطاطين وعلي الخط‏.‏ كما أننا حضارة الكتاب بالأساس‏,‏ وبالتالي فللتراث أهمية قصوي‏,‏ ولكن إذا تحدثنا عن المخطوط من هذا المنطلق فقط يبدو المخطوط وكأنه كيان جامد لكنه في الحقيقة واقع وليس فقط حلما‏,‏ فهذا التراث حي بما يحتوي عليه من مادة ومن جمال لأن التراث ليس فقط المضمون وإنما أيضا الشكل‏,‏ علي مستوي التزويق والزخارف‏,‏ واستعمال الورق وأشكال الخط والأحبار‏,‏ وإبراز هذه القدرات وتقديم هذه المهارات بطريقة حية شيقة تربط بين التراث كماض وكمهارة شيقة وبين الحاضر‏,‏ تستقطب اهتمام الشباب وكل الفئات‏,‏ فيشعرون بالحياة السالفة والناس التي قامت بهدا الإنجاز وبالحراك الذي أدي لظهور هذا المخطوط‏.‏ وعن علاقة المخطوط باعادة إكشاف الذات وقراءة التاريخ من منظور مختلف كان سؤالي الذي أجاب عنه معالي د‏.‏ بن عاشور بقوله تماما ولقد استحضرت الآن بعض المخطوطات المتعلقة بالموسيقي‏,‏ فالبعض يتصور أن المخطوط يقتصر علي العلوم الدقيقة ولكن هناك مخطوطات في الفنون من علماء أعلام مثل كتاب القاضي التيفاشي‏(‏التونسي الأصل‏/‏مصري الإقامة‏)‏ الذي كان من كبار علماء الدين في القرن الثالث عشر للميلاد والذي يعرض لفنون الرقص والموسيقي وبه نوتات موسيقية‏,‏ فعندما يدرك شبابنا أهتمام علماء فطاحل بالفنون وعصرية الفكر في مخطوط أو كتاب عن بشار بن برد مثلا يجد حافزا للدخول في معترك الفنون ويتلاشي الشعور بالانقطاع عن ماضيهم أو خيانة التراث‏,‏ وبالتالي يجد الشاب نفسه قادرا علي الإضافة لإبداعات العصر والتعمق في الفنون والعلوم ويجد نفسه وفيا لتراث الأجداد وفنونهم‏.‏ علي أقل تقدير أقول إن تراث المخطوط قادر من خلال هذه الاختصاصات أن يكتشف الشاب حقيقة الذات والانتماء للحضارة العربية وأن بيتعد عن النظرة الدونية لذاتنا وهويتنا وأن الأصالة تكمن في الجرأة والإضافة للعصر والوسطية والانفتاح علي الآخر والتسامح‏,‏ وهي السمات والقيم التي ميزت تراثنا العربي في كافة أشكاله وبفضلها وصلت حضارتنا لأوجها‏.‏
وحول كيفية جمع وحفظ وتحقيق الثروة الطائلة المتناثرة في البلاد العربية والتي تقدر بملايين المخطوطات و الدور الذي تضطلع به المنظمة العربية للتربية والثقافة والعلوم سألته‏,‏ فأجاب قائلا‏.‏ في حضارتنا العربية الإسلامية بل في سلوكنا الحضاري والاجتماعي نزعة إالي صيانة المخطوطات باعتبار أن كتابنا الجوهري القرآن الكريم‏,‏ ولقد اهتمت الحضارة العربية بالعلم ومن يتصل بهذا العلم بالتالي حتي بين الأشخاص البعيدين عن الدوائر الثقافية نجد احتراما للكتاب‏,‏ واليوم هناك وعي شامل لدي صناع القرار بأهمية التراث وتخصص الحكومات العربية اعتمادات هذا الغرض أعتقد الآن أن هناك رسالة سياسية للحفاظ علي التراث وهناك أعمال جليلة في المغرب ودول الخليج وفي بعض الدول التي تبدو إمكانياتها ضعيفة مثل موريتانيا‏.‏ ولاننسي بعض المكتبات الخاصة التي تحفظ رصيدا مهما جدا من المخطوطات والتي بدأ البعض يهديها للمكتبات الوطنية أو يسمح بعرضها فيها‏,‏ وفي رأيي هذا دليل علي وجود وعي بأهمية التراث المخطوط وقد امتد هذا الاهتمام ليصل لرجال الأعمال قاطعته قأئلة اهتمام من منظور القيمة المعنوية للمخطوط أم لقيمته المادية؟ فقال لا شك أن الحفاظ علي التراث يمر عبر شئ من الاهتمام بالقيمة المادية ولكنها ليست القناة الوحيدة‏,‏ هنالك قنوات أخري مثل الاهتمام بالذات‏.‏ وعن خطة المنظمة لحفظ هذا التراث كان السؤال‏,‏ فأجاب هناك استراتيجية جديدة تستند إلي ضرورة إبراز دور التراث كمخزون حضاري وكذلك أداة لإدماج الشباب ومجتمعاتنا في حضارة اليوم ولنا برنامج في جمع شمل رجال التراث والمتخصصين حتي تكون داخل المنظمة حوافز وتشجيعات علي شكل جوائز وعقد ندوات وأنشطة من شأنها جمع أهل الاختصاص وتبادل الرأي والأفكار علي مستوي الدول العربية وتعريف غيرنا بهذا التراث عبر المعارض مثلا وهنا يسرني أن أبلغلك أن اللغة العربية ضيف الشرف في معرض اللغات في باريس في فبراير المقبل‏,‏ ولدينا جناح في المعرض للتعربف باللغة العربية تراثا ولغة حية‏.‏
وعن دور المنظمة العربية للثقافة والعلوم في إنقاذ اللغة العربية والعلاقة بين اللغات المحلية واللغة العربية المكتوبة كان السؤال‏,‏ فقال اللغة العربية تعاني من مشاكل عديدة متأتية من أنفسنا‏,‏ فنحن نعيش اليوم في عالم مفتوح والتأثيرات ليست داخلية فقط بل أيضا خارجية‏,‏ ولابد أن نتحمل مسئوليتنا ولا نكتفي بالتشكي من التغيرات والتقلبات العالمية‏.‏ اللغة العربية نفسها لابد أن تبتعد عن فخ التقوقع أو أن تصبح عمل الإختصاصيين أو لغة جامدة تثير القلق عندما تدخل عليها مصطلحات جديدة‏.‏ينبغي أن نصون اللغة العربية ولكن ليس من الكلمات الدخيلة‏,‏ فكل لغة حية ينبغي لها تستقطب وتتجدد وكان هذا شأن اللغة العربية يوما ما‏..‏ المشكلة ليست في الكلمات الدخيلة ولكن في عدم احترام خصوصية اللغة وقواعد النحو والصرف والتراكيب وعبقرية اللغة وخصوصيتها‏.‏ المطلوب أن نجد حل للموقف المتشدد الرافض بحجة صيانة اللغة الراقية والابتعاد عن خطر الذوبان في اللغات الأجنبية وأن يتم احترام خصوصية لغتنا في تراكيبها وقواعدها اللغوية والنحوية‏.‏ والحل يكمن في تنفيذ خطة واسعة النطاق أنيطت بعهدة المنظمة‏,‏ هي خطة النهوض باللغة العربية نحو مجتمع المعرفة‏,‏ وأن تشعر المواطن العربي أن الدخول للعصر ليس بمثابة الخيانة بل أنه الأصالة الحقيقية‏,‏ وأن يكون استخدام اللغة العربية مواكبا للعصر بإدخال مصطلحات جديدة وأن نعرب وأن نستخدم لغتنا العربية في شتي المجالات وأن ننفتح علي اللغات الأجنبية وأن نطور اللغة لتكون أداة لنقل معارفنا‏,‏ أنا لا أخشي علي اللغة العربية فهي مصانة لأنها لغة القرآن الكربم ولكن لابد أن ننظر إلي هذه اللغة من خلال الأوضاع في العالم اليوم وأن نصل لحل‏,‏ كان قائما في السابق‏,‏ لمشكلة اللغات المحلية التي كان يتحدث بها أجدادنا وأمهاتنا بكل فصاحة دون اللجوء لكلمات وتراكيب دخيلة‏,‏ لابد أن نعيد هذا الوضع القائم علي علاقة متوازنة بين اللغة العربية الفصحي واللغات المحلية التي هي تنتمي انتماء مطلقا للتراث‏.‏ إذا أردنا أن تكون ذاتنا متكاملة بكل مكوناتها لابد أن نصون تراثنا المحلي والأقليمي بما في ذلك اللغات المحلية وهذا لا يكرس للانفصال إذا ما إنطلقنا من الاعتزاز بالذات وإعطاء شبابنا الصور الواضحة عن ماضينا وتراثنا وأن يكون شبابنا مطلعا علي تاريخنا إطلاعا متزنا موضوعيا‏,‏ وأن تكون النظرة متزنة للماضي والحاضر كي لا نقع في خطر التطرف والانغلاق أو الانسلاخ‏,‏ بمعني لا إفراط ولا تفريط وعن علاقة المنظمة بمجامع اللغة العربية ودورها في إصدار المعاجم والموسوعات كان سؤالي الذي أجاب عنه قائلا لنا صلات مع المجامع وسنسعي لجمع شمل المتخصصين من عرب وغير العرب‏,‏ لابد أن ننفتح علي العالم وأن نستفيد من تجارب الآخرين‏.‏ من ناحية أخري المنظمة تقوم بدور إبجابي في إنشاء المعاجم وبخاصة الفنية ونحن الآن بصدد إصدار معجم تقني لصناعة السيارات بأربع لغات وقد أصدرنا قبل سنوات معجما ميسرا للشباب بعنوان المعجم الحديث للغة العربية وسنسعي إلي إصدار معجم عربي علي مستويين أحدهما ميسر ليكون بين يدي الشباب‏.‏ من جانب آخر تسعي المنظمة لترغيب شبابنا في الآداب العربية من خلال المناهج التربوية والمرصد العربي للتربية‏,‏ وبالتالي فعملية التنسيق بين المنظمة والوزارات أمر ضروري لنتجاوز مستوي التوصيات ولتصبح مشروعاتنا لتطوير التعليم قابلة للتنفيذ‏,‏ فنحن نضع بين يدي الحكومات السيناريوهات القابلة للتنفيذ وهناك وعي كامل لدي كل الدول العربية بضرورة إنقاذ التعليم‏.‏
وعن جهود المنظمة في قضية التعريب والترجمة وندرة الترجمات في التخصصات العلمية الدقيقة كان السؤال الذي أجاب عنه قائلا الشئ الذي يبعث الأمل أن النخبة العربية تطلع علي هذه المعارف بلغاتها الأصلية‏,‏ وهذا يخفف شيئا من حدة الرهان لكن المشكلة الأساسية تكمن في الجانب الأخر وهو نقل إبداعاتنا وتراثنا من العربية للغات الأجنبية‏.‏الأليكسو في هذا المجال لها برامج علي شكل ورشات تدريبية لغير الناطقين باللغة العربية في الخرطوم وفي الرباط ودمشق ولدينا جائزة ابن خلدون سنجور التي تقدم سنويا وتمنح بالتبادل لعمل في العلوم الإنسانية تتم ترجمته للفرنسية وآخر بالفرنسية يترجم للعربية ونعطي سنويا منحا للطلبة الأجانب الذين يتعلمون العربية لحثهم علي تعلم اللغة العربية‏,‏ بالاضافة لمراكز الترجمة في تونس والقاهرة وبيروت‏.‏
وعن دور الأليسكو في حماية التراث المادي والشفاهي في المناطق المحتلة أو تلك التي تتعرض لعمليات عسكرية كان السؤال‏,‏ فأجاب بقوله نعم السؤال‏,‏ فالأمثلة التي تفضلت بذكرها دليل ساطع علي أهمية التراث في صيانة الذات‏,‏ التراث ليس فقط بعد حيوي للذات وإنما صار له بعدا استراتيجيا حقيقي‏,‏ ناهيك ما قامت به اسرائيل من محاولة طمس التراث العربي الفلسطيني ومحاولة إدراجه في قائمة مزعومة تسمي قائمة التراث الإسرائيلي‏,‏ هنا أود أن أهنئ أنفسنا للنجاح الذي تحقق في المجلس التنفيذي لليونسكو برفض طلب اسرائيل إدراج المعالم الموجودة في الأراضي المحتلة كتراث اسرائيلي بفضل جهود كل الدول العربية والمنظمة العربية للتربية والثقافة والعلوم ولقد تصدت المنظمة منذ سنوات لمحاولة إسرائيل وضع القدس علي قائمة التراث الإسرائيلي‏.‏ التراث يطبيعة الأمر صار اليوم سلاحا خطيرا يهدد الذات وشرعية النضال‏,‏ إذن لابد أن نصون تراثنا‏.‏ السيناريوهات المطروحة التصدي لكل محاولات وضع تراثنا علي قوائم مزعومة‏,‏ فمحاولات الاعتداء علي التراث أو طمسه لاتقل أهمية أو خطورة عن أشكال الانتهاكات الأخري‏.‏ ولابد أن توجد جملة من الحوافز لصيانة تراثنا‏.‏ وفي عام‏2011‏ سيكون لنا في المنظمة كيان مختص بالتراث ولدي تصور أن يكون للأليكسو جائزة لصيانة التراث وترميمه وإحيائه
وعن دور المنظمة في تفعيل فكرة توظيف الثقافة في عمليات التنمية المستدامة‏,‏ قال الذي تحدثنا فيه كله متصل بالتنمية باعتبار أن صيانة التراث له انعكاساته علي المجتمع ككل وعلي الحياة الاقتصادية‏,‏ ثم الثقافة بصفة عامة تسهم في وعي المجتمع بضرورة حماية المحيط والانفتاح علي العالم‏.‏
وعن تحديد موعد القمة الثقافية قال الاستعداد للقمة الثقافية لا يقل أهمية عن القمة نفسها لأن المسألة تتطلب الإستعداد‏,‏ فالقمة تهم المثقفين وأصحاب القرار‏,‏ واراها فرصة لتبادل الأراء مع المثقفين والاستشارة قلت أو رأب الصدع بين الجانبين‏!!‏ فقال من خلال تجربتي السياسية المتواضعة لا أري أن هنالك فجوة بين المثقفين وأصحاب القرار السياسي‏,‏ أحيانا يقع مشكل لعدم الاتصال‏,‏ فإذا تحقق الاتصال تتيسر الأمور‏.‏ فالقضية الأساسية الآن أن نصل لعلاقة متوازنة مع الذات لننظر للماضي باتزان وموضوعية وللحاضر بقدر من العقلانية وأن نعمل علي إحياء قيم الوسطية والتسامح والتعايش والانفتاح علي الآخر‏,‏ وهي في الواقع قيم إسلامية‏.‏ علي المثقف أن يقاوم خطر التقوقع و نفي الحاضر ونزوع مجتمعاتنا للعودة للوراء والتحفز ضد كل ما هو غير إسلامي أو عربي والسعي أن تعيش مجتمعاتنا في القرن الحادي والعشرين حياة القرن الثالث عشر الميلادي‏,‏ وهو الخطر الذي حذر منه رجال الإصلاح في القرن التاسع عشر‏.‏ رغم أنني وعدت د‏.‏ بن عاشور أن يكون سؤالي السابق هوالأخير إلا أن إجابته دفعتني لأن أسأله عن غياب التراكم الثقافي‏,‏ فقال في تصوري أن السبب الاستعمار‏,‏ فالمواقف التنويرية خشيت أن تكون ذريعة للاستعمار فتراجعت‏,‏ ولكننا والحمد لله تجاوزنا الإستعمار‏,‏ والأمر الثاني تأسيس اسرائيل‏,‏ فمادام الشعب الفلسطيني لم يتحصل علي حل عادل يبقي خطر التقوقع ماثلا في مجتمعاتنا‏.‏ فمادامت القضية قائمة يظل التخوف من الدخول أشواط عديدة في الحداثة المنسوبة للغرب خشية تعزيز الوجود الأجنبي‏,‏ المصيبة ليست فقط علي شعب أو أمة بل علي فكر ووجود حضاري‏.‏
[email protected]


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.