اتصلت بي صديقتي زوجة الدبلوماسي المخضرم و هي شديدة الدبلوماسية أيضاً يوم تولي الدكتور" أحمد زكي بدر وزارة التربية والتعليم، تحثني علي الاستمرار في انتقاد وزارة التعليم بعد خروج الوزير السابق الدكتور يسري الجمل! تعجبت لأنها خرجت عن المألوف وسألتها: لما و لم يعمل الرجل حتي الآن؟! قالت: إذن أنت لا تعرفينه إنه يتسم بالحدة والعنف. وقد هشموا القلل القناوي خلفه حين خروجه من جامعة عين شمس! سعادتهم كانت غامرة ليس له بل لرحيله قلت و لم أكن متابعة جيدة له إنه المناسب لهذه المرحلة لن يعيد التعليم إلي عهده السابق سوي الشدة والحزم للطالب والمدرس أيضاً، بينما وخلال الأيام القليلة التي تولي فيها د. بدر تابعت وابلاً من أخبار العنف والقتل المستمر والمتتالي في المدارس أشفقت علي الرجل الذي لم يتعد توليه المنصب إلا شهورا قليلة ثم فتحت الإنترنت أبحث تطورات الموقف التربوي والتعليمي مؤخراً كي تصيبني صدمة عصبية أحتاج معها الذهاب في غيبوبة، تمنيت ألا أكمل ما قرأت! صرح معالي الوزير بأنه يطالب بإعادة الضرب للمدارس حتي تعود للمعلم هيبته! يرسخ العنف غير المبرر والقسوة.. في أيام قليلة حصد الناس ما زرعه الوزير الجديد.. ففي مدرسة الشيخ علي الإبتدائية بكفر الزيات غربية أجبر مدرس طلاب الفصل علي رشق زملائهم ورجمهم بالحجارة لساعة كاملة.. أطفال في عمر البراءة والزهور يتم رجمهم في مدارس 2010 ، أخشي أن نشهد قريباً بالمدارس وأد الطالبات!! وفي مدرسة أحمد زكي الإبتدائية بكوم امبو أسوان ضربت مدرسة تلميذا في السابعة من عمره لتصيبه بكدمات في أنحاء جسمه ولا أتصور كيف استطاعت هذه الكائن غير الآدمي أن تنهال علي جسد طفل نحيل بهذه الوحشية والإجرام ؟! أما في الدقهلية فتم دفن جثة الطالب محمد المتولي بالصف الثاني الثانوي بعد أن قتله بلطجي داخل المدرسة و لم يكن المتولي مشاغباً لكنه من المثاليين ُخلقاً وعلماً.. عبارات الوزير غير منطقية وغير إنسانية.. أما هيبة المدرس التي يبحث عنها تعود حين يتوقف عن ابتزاز الطلبة والتحكم في مصائرهم مع حرمان التلميذ من الحديث مع المعلم أي تجاهله تجاهلا تاما عند الخطأ.. العنف لن يولد إلا عنفاً، حيث تتسم هذه المرحلة العمرية بالتمرد إلي جانب تكوين الشخصية.. كنت أتصور أن يعلن وزير التعليم الجديد عودة الأنشطة الرياضية وإبراز المواهب الموسيقية والغنائية والتمثيلية والرسم والزخرفة وزراعة فناء المدرسة وتأليف القصص والأشعار مع تحفيزهم بالمسابقات الدورية وخلق روح قتالية تحكمها المنافسة الشريفة، وليس عيباً عودة الأخصائي الاجتماعي للطالب و المعلم أيضاً.. كل الشعب المصري يحتاج حواراً مستمراً مع متخصصي علم الاجتماع ولنبدأ بالتربية والتعليم. حنان خواسك