لست أدري إذا كان وزير الإسكان السابق دكتور إبراهيم سليمان شخصية مثيرة للجدل أم أن الأكثر جدلاً هم صمام الأمان الذين يقفون خلفه بكل هذه القوة والإصرار علي إبقائه، قررت في البداية الكتابة عن الشفافية المطلقة حين ذهبت بأحلامي إلي حساب الملكين الذي ينتظر إبراهيم سليمان وما فعله بأراضي مصر وحرمان المواطنين من أهم أحلامهم بيت لكل مواطن. وذهبت بأحلامي بعيداً وقت توليه وزارة الإسكان وتحويلها إلي سوبر ماركت كبير فتح أبوابه أمام السادة رجال الأعمال المشاهير وكبار المسئولين وابتعد تماما عن المواطن البسيط! ربما هي مشيئة الله أن يعيش الشعب المصري في معاناة دائمة، كابوس إسمه الفساد، لكن الحمد لله ترك الوزارة وحصل علي وسام الجمهورية منحه الرئيس مبارك وساماً غالياً ولا يعلم أحد حتي هذه اللحظة سبب منحه وسام الجمهورية لكنه كان يردد أنه يخبر أنكل حسني تطورات موضوع ما أو صفقة ما أو حديثه عن إنجاز ما إلا أنه أراد تأكيد أن الرئيس مبارك بالنسبة له هو «أنكل حسني» وبالرغم مما عرفناه عن الرئيس وبغضه للوسايط أو مساندة الفساد إلا أن دكتور إبراهيم سليمان دائم وضع كلمة أنكل تسبق إسم الرئيس، وبعدها حصل علي رئاسة شركة خدمات البترول ذات الراتب الشهري الضخم! والآن في محاولة إنقاذ الوزير السابق تتجه الجمعية العمومية لتثبيت سليمان من خلالها رسمياً.. الأمر الذي آثار حفيظة المصريين ما هو السر في تدليل الوزير السابق؟ هل يملك الخاتم الشهير يفتح به الأبواب إذا أغلقت؟ ومن المتستر علي خبايا سليمان ومن يعينه علي البقاء بالرغم من كشف متوالي لأخطائه؟ حتماً ستظهر الأيام سر استخدام سليمان وصف أنكل حسني، لكن إذا اكتشف الشعب المصري أنه كان مغيب عن حقائق كبيرة سيكون غضبه شديد ولعل مشهد رأيته الإسبوع الماضي في شوارع القاهرة يعلن عن نوعية مواطني الشارع المصري الآن، ولم يكن الأمر يتعلق بوزير أخطأ أو مسئول فاسد يجد من يرتب له أوراقه إلي أبعد مدي متحدياً كل القوانين لكن الشارع المصري خرج فرحا مبتهجاً بفوز فريقه الوطني، فرحة، فوز، لكن أساليب التعبير اختلفت تماما، السعادة الغامرة تخطت كل الحدود، أصبحت مدمرة وقد عانيتها أنا تحديداً صعد الشباب علي ظهر سيارتي بلا مبالاة عن من بداخلها نساء؟ وأطفال؟ وجوه لم أري ملامحها في حياتي! دمروا السيارة لكن أحدثوا لدي إفاقة عن أحلام كثيرة، هذه الفئة إذا فاض بها الكيل لن تري ولن تسمع ومؤكد لن تتكلم، ليست معنية بالكلام لكن فقط ستغزو الشوارع لن تفرق بين محترم أو غيره، لن تهتم بمن حولها أو في مواجهتها، الشارع اختلف، إذن علي السادة حماة الوزير السابق تجنب ثورة الشعب المصري والفساد الذي انتشر بلا رفق، الشعب يشعر بلا مبالاة واضحة لم تعد تختبئ أو تستحي، حاسبوا الوزير السابق إبراهيم سليمان ومن يسانده. حنان خواسك