إحالة 6 مشروعات قوانين للجان النوعية بالبرلمان    تربية رياضية بنها تحصل على المركز الأول في المهرجان الفنى للمسرحية    أسعار الذهب اليوم الاثنين 20-5-2024 (آخر تحديث)    مدبولي يعاين أعمال الحفر من داخل أحد أنفاق المترو    تنفيذ أعمال صيانة ونظافة 1834 عمارة إسكان اجتماعي بأكتوبر الجديدة    أسعار السمك اليوم الاثنين 20-5-2024 في محافظة قنا    وزيرة البيئة: تدوير المخلفات يساعد الدولة على الوفاء بالتزاماتها تجاه التغيرات المناخية    الهلال الأحمر الإيرانى: انتشال جثث الرئيس إبراهيم رئيسي ووزير خارجيته ومرافقيهما من موقع حادث تحطم المروحية    الاثنين 20 مايو 2024.. ارتفاع مؤشرات البورصة فى بداية تعاملات اليوم    تداول 15 ألف طن و818 شاحنة بضائع عامة ومتنوعة بمواني البحر الأحمر    تعيين علي باقري وزيرا للخارجية الإيرانية خلفا لعبد اللهيان    خبير في العلاقات الدولية: إسرائيل تستخدم سلاح الجوع لكسر صمود الشعب الفلسطيني    الأسد: عملنا مع الرئيس الإيراني الراحل لتبقى العلاقات السورية والإيرانية مزدهرة    ماذا نعرف عن وزير خارجية إيران بعد مصرعه على طائرة رئيسي؟    أخبار الأهلي: تحديد مدة غياب علي معلول    ارتياح بين طلاب الشهادة الإعدادية بالشرقية بعد امتحان الإنجليزي (صور)    حرامي ضربه بالنار.. مقتل مواطن داخل منزله فى قنا    في ذكرى وفاته.. سمير غانم «نجم» المتلقى الدولى للكاريكاتير 2024    أتزوج أم أجعل امى تحج؟.. وكيل وزارة الأوقاف يوضح    «رمد بورسعيد» يحصل على الاعتراف الدولي للمستشفيات الخضراء«GGHH»    لمرضى الضغط المرتفع.. احذر هذه الأطعمة خلال الموجة الحارة    8 بطولات في 9 سنوات، مسيرة كلوب مع ليفربول    جامعة بنها تنظم المؤتمر السنوي الثالث لطلاب الدراسات العليا فى مجال العلوم التطبيقية    تقارير تكشف آخر تطورات تجديد خيسوس مع الهلال السعودي    قبل نظر جلسة الاستئناف على حبسه، اعترافات المتسبب في مصرع أشرف عبد الغفور    طريقة عمل العدس بجبة بمكونات بسيطة    السوداني يؤكد تضامن العراق مع إيران بوفاة رئيسها    اليوم.. محاكمة طبيب نساء بتهمة إجراء عمليات إجهاض داخل عيادته    دعاء النبي للتخفيف من الحرارة المرتفعة    تعرف على مواقيت الصلاة اليوم الاثنين 20-5-2024    باكستان تعلن يوما للحداد على الرئيس الإيرانى ووزير خارجيته عقب تحطم المروحية    السيطرة على حريق بمنفذ لبيع اللحوم فى الدقهلية    تفاصيل الحالة المرورية اليوم الإثنين 20 مايو 2024    نجمات العالم في حفل غداء Kering Women in Motion بمهرجان كان (فيديو)    عمر كمال الشناوي: مقارنتي بجدي «ظالمة»    أول صورة لحطام مروحية الرئيس الإيراني    فلسطين.. شهداء وحرجى في سلسلة غارات إسرائيلية على قطاع غزة    ما حكم سرقة الأفكار والإبداع؟.. «الإفتاء» تجيب    محمد عادل إمام يروج لفيلم «اللعب مع العيال»    معوض: نتيجة الذهاب سبب تتويج الزمالك بالكونفدرالية    روقا: وصولنا لنهائي أي بطولة يعني ضرورة.. وسأعود للمشاركة قريبا    خلال أيام.. موعد إعلان نتيجة الصف السادس الابتدائي الترم الثاني (الرابط والخطوات)    تسنيم: انقطاع الاتصالات السلكية واللاسلكية والراديو في منطقة سقوط المروحية    سمير صبري ل قصواء الخلالي: مصر أنفقت 10 تريليونات جنيه على البنية التحتية منذ 2014    الأميرة رشا يسري ل«بين السطور»: دور مصر بشأن السلام في المنطقة يثمنه العالم    دعاء الرياح مستحب ومستجاب.. «اللهم إني أسألك خيرها»    قبل إغلاقها.. منح دراسية في الخارج للطلاب المصريين في اليابان وألمانيا 2024    لبيب: نملك جهاز فني على مستوى عال.. ونعمل مخلصين لإسعاد جماهير الزمالك    الشماريخ تعرض 6 لاعبين بالزمالك للمساءلة القانونية عقب نهائي الكونفدرالية    اليوم.. علي معلول يخضع لعملية جراحية في وتر أكيليس    استشهاد رائد الحوسبة العربية الحاج "صادق الشرقاوي "بمعتقله نتيجة القتل الطبي    استعدادات عيد الأضحى في قطر 2024: تواريخ الإجازة وتقاليد الاحتفال    مصدر أمني يكشف حقيقة حدوث سرقات بالمطارات المصرية    الإعلامية ريهام عياد تعلن طلاقها    نقيب الأطباء: قانون إدارة المنشآت الصحية يتيح الاستغناء عن 75% من العاملين    حتى يكون لها ظهير صناعي.. "تعليم النواب" توصي بعدم إنشاء أي جامعات تكنولوجية جديدة    أيمن محسب: قانون إدارة المنشآت الصحية لن يمس حقوق منتفعى التأمين الصحى الشامل    تقديم الخدمات الطبية ل1528مواطناً بقافلة مجانية بقلين فى كفر الشيخ    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



اتهام كوندوليزا رايس بالسعي لتلميع صورة الإخوان .. وهجوم عنيف على مصطفى الفقي ووصفه بأنه سلطوي يرتدي ثوب المثقف .. ومطالبة سعدة بتقديم كشف حساب عما أنجزه خلال ربع قرن بأخبار اليوم .. وتأكيدات بأن " البانجو هو الحل " للهروب من مصائب الحكومة
نشر في المصريون يوم 25 - 06 - 2005

فيما بدأت حدة الجدل السياسي بمصر في الهدوء ، واصلت صحف القاهرة اليوم التعليق على الملفات التي تم فتحها في الأيام الماضية ، حيث مازالت تتوالى ردود الفعل على الاستقالة التي تقدم بها إبراهيم سعدة من رئاسة أخبار اليوم ، وإن كان معظمها قد هاجم خطوة سعدة باعتبارها متأخرة للغاية ، فضلا عن كونها هروبا من سفينة النظام التي أوشكت على الغرق . وكان لرجال السلطة والمقربين من الرئيس مبارك نصيبهم أيضا من الانتقادات ، حيث تعرض الدكتور مصطفى الفقي سكرتير الرئيس للمعلومات سابقا ، لهجوم عنيف باعتباره أحد المشتاقين لكراسي السلطة ، وتزامن هذا الهجوم مع آخر استهدف البطانة المحيطة بالرئيس لكونها تمنع عنه المعلومات الحقيقية . وننتقل إلى التفاصيل حيث المزيد من الرؤى والتعليقات . ونبدأ جولتنا اليوم من صحيفة " المصري اليوم " ، إذ شن حمدي رزق هجوما عنيفا على الدكتور مصطفى الفقي ، بوصفه أحد المشتاقين لكراسي السلطة ، قائلا " عندما بلغ الدكتور مصطفى الفقي الستين جاء إلى "البيت بيتك" مثل أي مثقف وطني معترفا بأخطائه عازما على مرحلة جديدة عنوانها "الصدق مع النفس" وصدقناه ، لكن مع زفة الاستفتاء كشف هذا المثقف في حالة حوار عن وجهه الذي أراه حقيقيا في التخديم على السلطة وتبرير أخطائها في حقنا وتأطير عشوائيتها في حكمنا وأدلجة غبائها في مواجهتنا وأصبح الدكتور مثل "رجل ع المعاش" لم يجد ما يشغله سياسيا فأمسك بجردل بويه وأخذ يبيض وجه النظام الذي أذل أعناق الرجال. يقينا الدكتور مصطفى لديه سوابق مناصبيه لم يشف من أعراضها حتى الآن وهي مناصب رفيعة أتاحت له القرب من الرئيس لكنه ظل حريصا على وصاله مع المثقفين والظهور في ثياب السلطوي المثقف أو المتنور في بلاط السلطة ولأن القلب له واحد موش أتنين سقط الدكتور في فخ لا بحبه ولا قادر على بعده. أقصد حب النظام وكلما هلت مواسم التغيير والتبديل والإعلان عن الوظائف الخالية نسي الدكتور وصال المثقفين وأندفع للحسابات السياسية لأجل الحبيب من عينة القول بأن الرئيس مبارك زعيم تاريخي ". وعلق رزق على ذلك ساخرا " ولأنه ليس على المريض حرج أذكر الدكتور بأن هتلر كان زعيما تاريخيا أيضا وكذا كان موسوليني وستالين وبن جوريون لكنهم في الدرك الأسفل من كتب التاريخ ونحن لا ننتظر منك وصفا يذهب برئيسنا إلى هذا الدرك خليه كما هو على قدنا وبلاش حكاية تاريخي لأن آخرتها وحشة. لا تثريب على الدكتور مصطفى إن كشف عن حبه للرئيس فالقلب له أحكام لكن ما يعنينا حقيقة أن ما جرى من الفقي في تجلية وتوقيته سيتكرر من آخرين وبالتلقين خاصة أن موسم المناصب الخالية على الأبواب ومتوافر في "مولات" الحكومة وظائف من كل نوع وزارات سيادية وعادية ووزارات دولة ومحافظات كبيرة وصغيرة ومؤسسات صحفية جنوبية وشمالية وتعيينات برلمانية عشر مقاعد "بلكون ولوج" وهي وظائف تخصص عادة لنوعية من المضروبين بالسلطة فصاروا دراويش في تكاياها. عذر هؤلاء أنها مناصب بالتعيين وما أدراك ما التعيين والثمن المدفوع من مياه الوجوه التي تراق تحت أقدام نظام لا يرى بنظاراته سوى المشوهين الشائهين الملفقين الواهمين الموهومين العاملين على المناصب منذ نعومة الأظافر " . ونبقى مع نموذج من أصحاب " مناصب التعيين" وثمنها المدفوع من مياه الوجوه التي تراق تحت أقدام النظام ، إذ هاجم سمير رجب رئيس تحرير صحيفة الجمهورية " الحكومية ، حركة كفايه ، مستخدما منطقا ما أنزل الله به من سلطان ، حيث تساءل رجب قائلا " لعل الذين يطلقون علي أنفسهم اسم "جماعة كفاية".. قد تلقوا درساً عملياً أحسب أنهم بعده سوف يدركون أن السياسة ليست لعبة.. وأن أي فرد أو مجموعة أفراد إذا قبلوا علي أنفسهم أن يكونوا أدوات رخيصة في أيادي الآخرين.. فسوف يتساقطون خزايا.. كسيفي البال في أسرع وقت..! هذه الجماعة التي ترفع شعار التغيير في مصر لا يتعدى أفرادها المائتين مهما هللوا. مهما تعالت صيحاتهم.. لم تكن تتوقع عندما نظمت مظاهرة في روض الفرج أن الذين سيخرجون إليهم هذه المرة هم أبناء شعب مصر "الحقيقيون".. الذين يدركون بحق أين تكون مصلحتهم. ومصلحة وطنهم.. والذين يرفضون بكل إباء وإصرار أن يتعرض أمنهم. واستقرارهم للخطر.. وأيضا الذين يدافعون بجسارة وقوة عن الإنجازات التي حققوها بأياديهم ". وأضاف رجب " لم يتصور أعضاء الجماعة إياها عندما وقفوا في الشارع رافعين لافتات الغش والتدليس أن الشرطة لن تحوطهم. ولن تطاردهم.. لذا فقد وقفوا يتلفتون يميناً ويساراً وعندما أدركوا أن "الطريق أمان" بدأوا يطلقون الهتافات.. التي تعكس أول ما تعكس غلاً وحقداً ليس من شيمة المصريين بحال من الأحوال. الموقف بتلك الصورة لم يعجب "أبناء البلد" الجالسين علي مقاهي روض الفرج والمتواجدين في الشارع لقضاء حوائجهم والذين تعودوا علي أن يعيشوا حياتهم في دعة وسكون.. فما كان منهم إلا أن واجهوا مروجي الضلال والبهتان بهتافات نابعة من القلب تأييداً للرئيس مبارك الذي يقود "ثورة جديدة" من الإصلاح بالحكمة. والاتزان. والتروي. كل ذلك حدث.. دون تدخل جندي شرطة أمن مركزي واحد.. وبغير أي تنظيم من جانب الحزب الوطني.. يعني الناس خرجوا في تلقائية. وعفوية معربين عن تقديرهم. وإعزازهم "للقائد" الذي يصنع بهم ومعهم تاريخ الحاضر. والمستقبل " . وعجيب والله أمر رجب وزملائه من أصحاب " مناصب التعيين" ، فإذا خرجت كفايه في مظاهرات بالعشرات فهم قلة مأجورة ، وإذا خرج الإخوان بعشرات الآلاف ، فهم مهيجون يريدون بث الفوضى والاضطراب ، فماذا تفعل المعارضة ؟ . وإذا كان من تصدى لكفاية هذه المرة هم أبناء مصر الحقيقيون ، فهذا اعتراف من رجب بان من تصدوا للمظاهرات السابقة كانوا من المرتزقة المأجورين . واصلت صحف القاهرة نشر ردود الفعل تجاه استقالة إبراهيم سعدة - أحد "الأجداد التسعة" حسب وصف حمدي زرق بصحيفة "المصري اليوم" - من أخبار اليوم ، إذ أوضح نبيل عمر في صحيفة " الفجر " المستقلة انه تصور " أن الأستاذ إبراهيم سعدة وهو يستقيل على صفحات الجريدة أمام الرأي العام الذي بات طرفا فيها سوف يقدم لقرائه وجمهوره كشف حساب السنوات الست والعشرين كم كان توزيع أخبار اليوم حين تسلم رئاسة التحرير ما هو رقم توزيعها الآن ، كم أرباحا جنتها في تلك السنوات ، كم نجما صحفيا كان بها وكيف كبر العدد وتضخم ، من هم كتاب اليوميات الذين اكتشفهم ومنحهم الفرصة ليلمعوا ، من هم كتاب الأعمدة الجدد ، كم سبقا صحفيا صنعته الجريدة في ربع قرن ، ثم يقدم كشف حساب آخر عن فترة توليه رئاسة مجلس الإدارة خلفا للأستاذ سعيد سنبل كم إصدارا جديدا إضافة إلى المؤسسة، كم أرقام توزيع هذه الإصدارات وأرقام أرباحها ، وهكذا حتى يبين للرأي العام الذي قرر أن يحتكم إليه قيمة ما عمله خلال 26 سنة يبرر بها بقاؤه معنويا على الأقل فتعرف الناس إجابة السؤال الحائر لماذا تمسكت به الدولة في منصبه بالمخالفة للقانون؟! . وأضاف عمر " حاول الأستاذ سعدة أن يقنعنا أن بقاءهم في مناصبهم كل هذه المدد الطويلة التي تتجاوز الأشغال الناعمة المؤبدة كان غصبا عنهم وليس برضاهم حتى لو سبق لواحد منهم أو لأثنين على أكثر تقدير التقدم بالاستقالة فالذي يريد أن يمشي لن يمنعه أحد ومن يريد أن يعتزل لا يمكن أن يجبره المدرب على اللعب وأحيانا تكون الاستقالة مثل طلب زوجة عاشقة الطلاق من زوجها وهي تسعى أن يتمسك بها أكثر وأكثر!. وعدم الاستقالة ليس عيبا ولا جريرة تحاسب عليها هذه القيادات ولو معنويا فليست هي التي اختارت البقاء ضد القانون فمن هو في مصر الآن الذي يترك منصبا ذا نفوذ وجاه وفلوس وسلطة؟! ". واستمر عمر في انتقاداته قائلا " حكاية إفناء العمر في المهنة التي وصف بها الأستاذ سعدة القيادات الصحفية لا محل لها من الإعراب (..) وهي تذكرنا بلاعبي الكرة حين يصرحون للصحف أنهم يلعبون حبا في جماهير النادي أو خدمة للوطن وهم يكسبون الملايين كل عام ، ما أحلى هذا النوع من الفناء ، وطبعا لم ينالوا جزاء سمينار كما كتب البعض معايرا الدولة ، لكن لو كانت القيادات الصحفية تعمل متطوعة أو بمقابل ضعيف مثل موظفي الحكومة فإنها بالقطع تستحق أن توصف ب"إفناء العمر في المهنة"! " . ونبقى في صحيفة "الفجر" ، حيث حاول وائل عبد الفتاح تفسير استقالة سعدة ، وغيره من أعضاء لجنة السياسات بالحزب الوطني الحاكم ، واصفا الأمر بأنه " موسم القفز من سفينة السلطة " ، وقال عبد الفتاح " بالتأكيد هناك أشياء كثيرة تغيرت وانقطعت شعرة أمل في التغيير من الداخل أو لعبة التوازن بين أجنحة السلطة ، وهذا ما جعل إبراهيم سعدة يبحث عن بطولة فردية ، وأسامة الغزالي حرب يتمرد على تعليمات الحزب ويرفض تعديلات المادة 76 في مجلس الشورى ، هذه قفزة من سفينة السلطة في لحظة مرتبكة ". ومضى قائلا " إبراهيم سعدة في مقال سيدخل تاريخ الصحافة لم يكن سوى واحد من مماليك السلطة الذين حاولوا الهروب من مذبحة عواجيز الصحافة. خاف إبراهيم سعدة من المفرمة وساعدته الطبيعة الشخصية في اكتشاف طريقة الاحتجاج. هو مملوك مميز بعيد عن صخب الحياة الاجتماعية يلعب دوره في برج معزول في أعلى دور بمبنى أخبار اليوم لا أحد يراه بل يسمعون تعليماته ، يحجز دورا مميزا في لعبة الدفاع عن السلطة ، يلعب ضد رؤساء وأجهزة مخابرات ، ادوار خاصة تجعل منه طرفا في لعبة السلطة وصراعها ، لا مجرد مشارك عادي في الخدمة العمومية للنظام السياسي. (..) لم يخرج إبراهيم سعدة من جلده ولا تمرد لصالح مهنة الصحافة بل حافظ على موقعه في ظل العاصفة. وحاول الهروب سالما من حرب الأجنحة. رسم إبراهيم سعدة صورة الضحية ولم يلتفت إلى أنه لم يطلب شيئا كبيرا للبلد أو للمهنة بل كان مطلبا صغيرا أن يخرج من برجه مكفول الكرامة. وهنا كان مكرم محمد أحمد أكثر جرأة ، قال لسنا "شخشيخة" وكأنه يتمرد على أوضاع الخدمة ، تحركت فيه أحاسيس مهنة الصحافة دافع عن حرية الصحفي خارج خدمة السلطة بينما تحرك إبراهيم سعدة بدافع جرحه الشخصي والفارق كبير " . وانتقل عبد الفتاح لاستعراض هارب آخر من سفينة النظام ، معتبر أن " الدكتور أسامة الغزالي حرب لم يقفز من سفينة السلطة فقط لكنه أحدث ارتجاجا في عقل النظام. ينتمي الدكتور أسامة الغزالي إلى مركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية وهو من أهم أماكن صناعة عقل النظام وذلك منذ نشأته في عهد محمد حسنين هيكل بمعاونة الدكتور بطرس غالي. ربما يكون قد حدث تغير في المركز وانتقل من لعب دور عقل النظام إلى عقل المجتمع لكن نجومه شكلوا الجانب الواعي من عقل النظام ، الجانب الذي يحاول وضع الخطوط ورسم الأطر ، ولأننا في مرحلة الغرائز لا العقل .. غريزة الدفاع عن الموقع .. هكذا تمرد العقل واهتز بعيدا عن التعليمات المباشرة . الدكتور أسامة كان في التركيبة التي دخلت لجنة السياسات أي لم يكتف بموقع الباحث أو الكاتب بل قرر الدخول إلى الملعب السياسة وهي فكرة ليست جديدة عليه تماما لكنها هذه المرة كانت بالقرب من السلطة بينما فيما سبق كانت التجربة مع تنظيمات على هامش السلطة " . واعتبر عبد الفتاح أن " القفز من السفينة هنا له جانب أخلاقي ربما الأدق تبرئة ذمة .. كما حدث في حكاية الدكتور يحيى الجمل والمهندس حسب الله الكفراوي الأول كان قريبا من الرئاسة ، مستشار تقريبا في أول سنوات حكم مبارك والثاني وزير لفترة طويلة في حكومات مبارك ، كلاهما يقول الآن لا . الدكتور يحيى الجمل صعد هجومه في اتجاه يبعد الرئيس عن الصراع الدائر وقال مثلا في حواره مع العربي قبل أسبوع " الشعب المصري يرفض الإكراه والإملاء المسألة أن فيها إملاء والكلام الذي يتردد وبصراحة في الشارع أن الرئيس مبارك نفسه اعتقد أنه غير موافق على مسألة التوريث هذه ولكن السيدة حرم الرئيس هي التي تضغط في هذا الاتجاه " . نوبة صراحة أصابت المهندس الكفراوي لكنه لم يكملها ربما لأن الشائعات تربطه بجبهة إنقاذ مصر في الخارج وهو ما يضعف موقفه في مواجهة الرئيس مبارك إلى أين ستقودهم نوبة الصراحة؟ وإلى أين تسير سفينة النظام؟ . هذا هو سؤال الأيام القادمة ". على العموم ، نترك النظام وسفينته التي أوشكت على الغرق ، ونعود لمظاهرة "كفاية" الأخيرة ، حيث اعتبر صلاح عيسى في صحيفة " الوفد" المعارضة أن " ما حدث مساء يوم الأربعاء الماضي، ظاهرة سياسية بالغة
الأهمية، تستحق التوقف أمامها باعتبارها علامة فارقة في التطور الديمقراطي في مصر، وتتطلب الإشادة بكل الأطراف التي شاركت فيها. ففي منطقة دوران شبرا سارت مظاهرتان سياسيتان متضادتان، عارضت إحداهما وهي التي نظمتها الحركة المصرية للتغيير »كفاية« ترشيح الرئيس مبارك لفترة خامسة، وأيدت الثانية ونظمها أعضاء الحزب الوطني من المنطقة وسارت علي الجانب الآخر من الطريق، هذا الترشيح.. وفي الوقت نفسه، وقف مئات من أسر المعتقلين علي سلالم نقابة الصحفيين يرفعون لافتات تطالب بالإفراج عن ذويهم.. وكان ما لفت نظر وكالات الأنباء ومندوبي الفضائيات في الحالتين، أن حشود الأمن المركزي، التي تعودت أن تحاصر المتظاهرين لتمنعهم من السير من مكان تجمعهم، قد اختفت تماما، علي نحو أثار ريبة المتظاهرين أنفسهم، بأنهم قد يتعرضون لكمين.. وهو ما لم يحدث ". وأَضاف عيسى " الذي لفت نظري فضلا عن ذلك فهو أن المتظاهرين، الذين كانوا قد حددوا لأنفسهم مسارا محددا، ما كادوا يصلون إليه، حتى تفرقوا بهدوء.. وخلال ذلك، وعلي الرغم من غياب الشرطة، لم يقذف أحد طوبة علي أية منشأة عامة أو خاصة، ولم يصدر عن أحد من المتظاهرين لفظ بذئ، واكتفي الفرقاء المتظاهرون، بالتعبير عن آرائهم بشكل منظم وسلمي ومحترم.. يليق حقاً بالوطن.. وما حدث، هو في الغالب تعبير عن سياسة جديدة قررت الحكومة والحزب الحاكم التعامل بمقتضاها مع المسيرات السلمية، وهي سياسة تستحق التحية والتقدير والتشجيع علي الرغم من أنها جاءت متأخرة، وبعد أخطاء أشاعت التوتر السياسي في البلاد، وأسمعتنا جميعاً ما نكره! ويبقي بعد ذلك ألا يكون ما حدث هو »بيضة الديك«، وأن تسعي كل الأطراف لممارسة حقوقها من دون أي عدوان علي حقوق الآخرين (..) ويبقي كذلك أن يقنن حق التظاهر السلمي، بما يؤدي إلي تنظيمه، دون المساس بأصل الحق، حتى لا يظل رهينا لمزاج الحزب الحاكم، يسمح به حين يشاء، ويصادره حين يريد " . نتحول إلى صحيفة "الأهرام" الحكومية ، حيث حاول طارق حسن تلمس الأسباب التي دعت كوندوليزا رايس خلال زيارتها الأخيرة للقاهرة لعدم مقابلة أيا من أعضاء جماعة الإخوان المسلمين ، قائلا " سألوا وزيرة الخارجية الأمريكية كوندوليزا رايس عن سبب عدم دعوتها لزعماء حركتي كفاية والإخوان المسلمين للاجتماعات التي عقدتها بالقاهرة مع بعض الشخصيات المصرية غير الحكومية‏,‏ فقالت إنها تحترم القوانين المصرية‏,‏ بينما قال الإخواني المعروف الدكتور محمود جامع إن كوندوليزا لو قابلت أحدا من الأخوان لاتهموه بالخيانة العظمي‏.‏ وأعتقد أن الدكتور جامع محق وكوندوليزا مخادعة لأنها تدرك جيدا أن من قابلتهم بالقاهرة أحرقتهم شعبيا وسياسيا وأضعفت مكانتهم في عيون مواطنيهم‏,‏ وأن من لم تقابلهم لديهم الفرصة في التلميع الشعبي والوطني‏.‏ وأعرف وتعرفون شخصيات محسوبة علي أمريكا حرصت علي عدم مقابلة كوندوليزا بالقاهرة حتى لا تتعرض للحرق أكثر مما احترقت فعلا‏..‏ وأعرف وتعرفون أن أمريكا لا تحترم قوانين البلاد الأخرى بالدرجة الكافية وقد قابل مسئولوها معارضين من بلاد أخري بغض النظر عما تفرضه القوانين في هذا المجال "‏.‏ ورأى حسن " أن السؤال هو‏:‏ هل استهدفت كوندوليزا بشكل غير مباشر تلميع من لم تقابلهم؟‏..‏ والإجابة عندي أن هذه أصبحت نتيجة واضحة‏,‏ ولكن لماذا تريد كوندوليزا ذلك علي الرغم من معارضة من لم تقابلهم للسياسة الأمريكية قبل نظام الحكم في مصر؟ . لست قائلا إن أمريكا حريصة علي المعارضين لذواتهم أو لأجل خاطر عيونهم‏,‏ أو أن من لم تقابلهم أصحاب اتفاق سري مع الولايات المتحدة‏..‏ أبدا فالغالبية هم من الوطنيين الأجلاء‏.‏ ولكني أقول إن مثل هذه الرسالة الأمريكية الخبيثة يمكن أن تقود لتحركات سياسية تدفع بالفوضى السياسية والاجتماعية داخل مصر ورهن الوضع المصري بكل أطيافه وأطرافه وقواه تحت وطأة مثل هذه الفوضي اتساقا مع المرامي الأمريكية الاستراتيجية في المنطقة والعالم التي تسعي لتحصيل المصالح الأمريكية بالفوضى ومن كل الأطراف سواء كانت ذات تعاقدات رسمية معها أو متحالفة أو مناهضة لها‏ ".‏ وشدد حسن على أنه " لا ينبغي أن يغفل معارضو أمريكا عن الإلمام الذكي والواعي لمرامي تحركاتها السياسية حتى لا يتقاطع شارع المعارضين مع شارع السياسة الأمريكية‏,‏ كما أن سعي الجماعة الوطنية المصرية من أجل الديمقراطية الحقة يقتضي الحرص الدائم والمتكرر علي إخراج العامل الأجنبي بكل صوره المباشرة وغير المباشرة من الساحة السياسية المصرية‏,‏ والمهم في هذا المجال ألا يحاول البعض منا بناء مكانته السياسية بيننا علي أساس معارضة أمريكا‏,‏ أو التحالف معها‏,‏ وأن يكون بناء هذه المكانة علي أساس الجهد المبذول في قضايا المصلحة الوطنية الحقيقية " . يبدو أن الهدوء الذي يشهده المسرح السياسي حاليا ، قد منح البعض فرصة للاستجمام بعيدا عن هموم السياسة ، حيث عاد سليمان جودة للهجوم مجددا على مشروع توشكي ، قائلا " أعلن الدكتور محمود أبو زيد وزير الري في الأهرام أمس أن العمل لم يتوقف في أي موقع من المواقع بمشروع توشكي وأنه يسير وفق برامجه الزمنية وأنه سيتم التوسع في مدينة توشكي الجديدة ليصل عدد سكانها إلى ما يعادل سكان ثلاث محافظات كبرى. ومن الواضح أن الوزير يرد على شخص أو جهة قالت أن العمل في المشروع توقف أو أنه متعثر. وليس هناك مشروع أحيط بالصخب منذ نشأته مثل مشروع توشكي ومع ذلك مضت الحكومة في طريقها تعمل فيه وتنفذ برامجه دون أن تلتفت إلى اعتراض واحد من الاعتراضات التي ثارت حوله وهي كثيرة ومن رجال علم ومتخصصين وليست من هواة أو مغرضين ". وأوضح جودة أن الخلاف " لم يكن في أي وقت حول قيمة المشروع في حد ذاته أو حول وزنه أو مستقبله أو قدرته على أن يكون ممتلئا بالفرص ولكن الخلاف كان دائما حول أولويته في برامج العمل الوطني وعما إذا كانت هناك مشروعات أخرى كانت أحق بأن تتقدم عليه وأن ينتظر هو إلى أن يأتي توقيته المناسب وأن يأخذ أولويته الطبيعية دون تعسف! . وقد كان يكفي أن يعترض عالم حجم الدكتور رشدي سعيد أستاذ الجيولوجيا الكبير على المشروع لكي تتوقف الحكومة وتتحسس خطواتها وتدرس الكلام الذي ظل الدكتور سعيد يردده حتى إصابة اليأس فلاذ بالسكوت وهو في غاية الإحباط " . وتساءل جودة " ولا أعرف كيف يقول الوزير الري إن مدينة توشكي الجديدة سوف تضم من السكان ما يعادل سكان ثلاث محافظات كبرى فالدكتور أبو زيد عالم كبير قبل أن يكون وزيرا ويعرف جيدا أن إنشاء مجتمعات جديدة لا يكون بالطلمبات العملاقة ولا بمحطات الرفع الهائلة ولا بشيء من هذا القبيل ويعرف أيضا أن المجتمعات تتشكل لأسباب أخرى! . الوزير يعرف ويدرك جيدا أن الناس تسكن حيث تجد المدرسة والمستشفى وحيث المقهى "وسوق التلات" وحيث البقال والنجار والحداد وحيث "الداية" التي تولد النساء وحيث الطقس العام الذي لا يمكن للإنسان أن يعيش بدونه وأكاد أقول حيث "الغرزة" التي يسهر فيها بعض الشباب ". وفي مقابل هذه التساؤلات الحائرة ، فإن إبراهيم درويش رأى في صحيفة الأهرام الحكومية أن " البانجو هو الحل " ، باعتبار أن " ما يحدث حولنا يجعل ثلاثة سجائر لف أو حتى اثنتين فقط صمام أمان يحول دون تشريف أي مواطن عاقل مبني الخانكة بالعباسية إن كانت لا تزال هناك حتى يغيب عن الوعي ولا يدري ما يدور حوله‏!!‏ . إن صح ما ذكره الدكتور محمود أبو زيد وزير الموارد المائية ولا أعتقد في غير ذلك فهو مسئول حكومي يقدر قيمة ما ينطق به فإننا نكون أمام جريمة واضحة إذ قال أمام نادي روتاري الجيزة أن نحو‏107‏ آلاف مواطن بينهم 17‏ ألف طفل دون الخامسة يلقون حتفهم سنويا بسبب تلوث مياه النيل التي تعد المصدر الرئيسي بل الوحيد للشرب في مصر‏!!‏ . علي نقيض ما قاله الدكتور أبو زيد خرج علينا الدكتور محمد إبراهيم سليمان وزير الإسكان وهو أيضا مسئول حكومي يعي ما يقوله بتأكيدات بأن مياه الشرب المنتجة في جميع المحافظات مطابقة للاشتراطات الصحية العالمية وتخضع لمتابعة وتحليل دوري علي مدي‏24‏ ساعة‏!!‏ " . وأضاف درويش " نحن أمام تناقض حاد في أقوال وزيرين مسئولين في الدولة‏..‏ وباعتبارنا مواطنين صالحين نصدق كل ما تقوله لنا حكومتنا فإنني أعلن أن كلا الوزيرين علي حق فربما كان الدكتور أبو زيد يقصد أن هناك‏107‏ آلاف مواطن يموتون سنويا غرقي في المياه الملوثة وليس نتيجة شربها وهنا نصدق كلام الدكتور سليمان بأن مياه الشرب سليمة‏100%‏ وأنها بعيدة عن التلوث بمياه الصرف الصحي أو الزراعي المذاب فيها مبيدات زراعية مسرطنة نجح لوبي وزارة الزراعة في استيرادها من الخارج‏!!‏ أو الحيوانات النافقة التي اعتاد المواطنون إلقاءها في النيل‏!‏ ولأن المياه التي اعتدنا شربها وفقا لتأكيدات وزير الإسكان ليست بالسم الهاري فإن عشرات الآلاف المنتظمين في طوابير أمام معهد السرطان والمستشفيات العامة والخاصة ليسوا مرضي بالفشل الكلوي أو السرطان بل هم مواطنون أصحاء اعتقدوا أنهم واقفون أمام جمعيات تعاونية أو طوابير العيش‏..‏ وبعد كده حد يقول لي بانجو إيه؟‏!!‏ " . ونختتم جولة اليوم مع أنيس منصور في صحيفة الأهرام ، حيث أورد في عموده واقعة تاريخية حول علاقة الرؤساء في مصر بمستشاريهم، وهو ما يصب مغزاه في قلب الجدل السياسي الدائر حاليا ، وقال أنيس " المرحوم شوقي عبد الناصر شقيق الرئيس عبد الناصر كان صديقا‏,‏ التقينا كثيرا وتكلمنا‏,‏ ولم يخف ضيقه بالأوضاع وبالناس حول الرئيس‏,‏ وهو لا يستطيع أن يصارح الرئيس‏,‏ فكتب له خطابا طويلا قال كل ما في نفسه وفي نفوس الناس‏,‏ ودخل مستشفي القوات المسلحة‏,‏ وكان الرئيس في طريقه إلي العلاج في سخالطوبو بروسيا‏,‏ وذهب لزيارة شقيقه‏,‏ وكان شوقي في غاية الفزع خوفا من أن يفاتحه الرئيس في الذي كتبه‏,‏ ولكن الرئيس لم يفعل‏,‏ وليس إشفاقا علي أخيه‏,‏ ولكن لأنه لا يعلم بالخطاب‏,‏ فقد حجزه سكرتيره الخاص محمد أحمد‏!‏ . وكان الكثيرون حول الرئيس مثل شوقي عبد الناصر لا تأتيهم الشجاعة في أن يقولوا للرئيس ما لا يجب‏.‏ وعندما تصل حالة مصر إلي هذه الدرجة من التعمية والعماء‏,‏ فقل علي الدنيا السلام‏!‏ . وأوضح منصور أنه " حتى في أيام الرئيس السادات‏,‏ لقد طلبت مني السيدة جيهان السادات أن أنقل للرئيس أخبارا صحيحة غير الأخبار الكاذبة التي نقلت إليه في إحدي القضايا‏,‏ واندهشت وقلت لها‏:‏ حضرتك أقرب‏!‏ قالت‏:‏ أقرب لكن أنت تجلس معه أطول‏!‏ وقلت‏:‏ يا ريس هناك اجتهاد‏..‏ فهذه الأخبار مبالغ فيها جدا‏.‏ وبسرعة كان رده‏:‏ اجتهاد؟ الله أنت قابلت جيهان‏..‏ أيوه يا ريس‏..‏ وغضب الرئيس ولكني قلت‏..‏ إنها نفس المأساة عندما تقوي الحاشية‏..‏ البطانة‏..‏ وتتعالي أسوار غليظة وسحب كثيفة تحجب كل شيء عن الرئيس " .‏

انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.
مواضيع ذات صلة