فيما تترقب الأوساط الصحفية بيانا لمجلس الشورى متوقع صدوره اليوم للرد على استقالة إبراهيم سعدة رئيس مجلس إدارة ورئيس تحرير أخبار اليوم .. وما ورد من تفاصيل أخرى جاءت بمقاله الذي تضمن هذه الاستقالة . أكدت المعلومات أن الاستقالة التي تقدم بها سعدة لم تكن إلا محاولة للتعتيم على المخالفات المالية وملفات الفساد الساخنة الضخمة ؛ التي كشف عنها اجتماع الجمعية العمومية لمؤسسة أخبار اليوم يوم الخميس الماضي .. ففي مفاجأة غير متوقعة لإبراهيم سعده وعدد من قيادات المؤسسة ، وقف الصحفي محمد أبو ذكري ليكشف أنه إذا كان قبل أعوام قد تم بيع أرض الكورنيش التي كانت محافظة القاهرة قد خصصتها للمؤسسة بسعر خاص لإقامة مشروع كبير عليها تابع للمؤسسة إلى حسين صبور رئيس نادى الصيد وأقام عليها المركز التجاري أركاديا وبأسعار غير معلنة ولم يطلع عليها أحد من أعضاء الجمعية العمومية ، فإن قطعة أرض أخرى مملوكة للمؤسسة خاصة بالمطابع الأميرية وبجوار منطقة ألماظة على مقربة من المطار قد تم بيعها سرا بمبلغ 23 مليون جنية ، في الوقت الذي يتردد أن قيمتها أعلى من ذلك بكثير ، وما أن انتهى أبو ذكرى من تفجير هذه المفاجأة ، حتى وقفت تهاني إبراهيم إحدى قيادات أخبار اليوم لتعلن تضامنها مع أبو ذكري وتتشدد في المطالبة بمعرفة السعر الذي تم به بيع الأرض والجهة التي قامت بالشراء . وأمام ضغوط وصياح أعضاء الجمعية العمومية وهتافاتهم المنددة بسياسات الفساد المنتشرة داخل المؤسسة ، اضطر جلال دويدار رئيس تحرير الأخبار ، والذي كان يتولى إدارة الاجتماع ، لإعلان أن الأرض تم بيعها لشركة مصرية وبأعلى سعر ، ومع ارتفاع حدة المناقشات توالت الانتقادات والمزيد من المفاجآت حيث كشف الصحفي محمد عبد الحافظ عن أن أرقام الموازنة العامة للمؤسسة مليئة بالمتناقضات والمخالفات ، كذلك أشار أبو ذكرى مرة أخرى إلى عدم تنفيذ مشروع مبنى أخبار اليوم بشارع الصحافة رغم وجود الأموال المخصصة لذلك . المصادر المقربة من إبراهيم سعده أكدت أن قرار كتابة المقال وإعلان الاستقالة تم اتخاذه عقب ظهر الجمعة وبعد أن شعر سعدة بإهانة شديدة لما تعرض له من انتقادات واتهامات أثناء انعقاد الجمعية العمومية ، ورأى أن هذا هو الوقت المناسب للهروب من هذه الاتهامات وعدم مواجهة نتائج لا يعرف بالضبط مداها . من جانب أخر ، عاشت المؤسسات الصحفية حالة من الجدل والتساؤلات عن المصير الذي يمكن أن ينتظر سعده ورؤساء التحرير الذين أصبحوا جميعا على المعاش وفى وضع غير قانوني ، وقد توقع الصحفيون أن بكتابة سعده هذا المقال ، فإنما يعلن وبوضوح عن أن التغييرات الصحفية ستكون في الغالب خلال هذا الأسبوع .. كما أكد عدد من المراقبين أن استقالة رئيس تحرير أخبار اليوم ليست بطولة ولا شجاعة ، وإنما هي محاولة فاشلة للقفز من سفينة النظام ، لشعوره أن النظام يتربص به وبما يتردد عن مخالفات جسيمة شهدتها المؤسسة منذ توليه المسئولية وحتى الآن ، الأمر الذي جعل هذه الاستقالة مجرد حفظ لماء الوجه فقط . كان إبراهيم سعده قد حضر إلى مكتبه صباح أمس السبت ، وانصرف عقب ساعة من حضوره إلى مجلس الشورى لتقديم استقالته بشكل رسمي ، وكما تردد فقد استقبله صفوت الشريف لمدة دقائق معبرا عن استنكاره لما ورد في المقال .