بالأسماء.. ننشر نتيجة الشهادة الإعدادية 2024 بمحافظة الوادي الجديد    رئيس جامعة قناة السويس يُكرم مدير عام المعامل بكلية العلوم لبلوغه سن المعاش    محافظ البنك المركزي يترأس الوفد المصري باجتماعات "التنمية الإفريقي" في كينيا    «الإحصاء»: 23.2% انخفاضاً بقيمة العجز في الميزان التجاري خلال مارس    ارتفاع كمية الأقماح الموردة لشون وصوامع الشرقية ل600 ألف طن    الرئاسة المصرية: السيسي ونظيره الصيني يعقدان مباحثات شاملة في بكين    برلماني: مشاركة الرئيس في قمة بكين تساهم في تعزيز العلاقات بين البلدين    «المؤتمر»: اعتراف عدد من الدول الأوروبية بدولة فلسطين خطوة تاريخية    كوريا الشمالية ترسل بالونات محملة ب«نفايات» إلى جارتها الجنوبية    حسين الشحات يوجه رسالة ل شيكابالا بعد إعلانه التدخل لحل أزمة الشيبي    الطلائع يستضيف بورفؤاد في كأس مصر    كريم فؤاد: موسيماني جعلني أمر بفترة سيئ    بسبب خلافات مالية.. مقتل شاب على يد طليق أمه في مشاجرة بالإسماعلية    بنسبة نجاح 95.5 ٪.. محافظ الوادي الجديد يعتمد نتيجة الشهادة الإعدادية    السيطرة على حريق بشاحنة مواد بترولية في السويس    القائمة الكاملة لحفلات النجوم في عيد الأضحى وأماكنها    كل ما تريد معرفته عن حفلات شيرين عبد الوهاب خلال الفترة المقبلة    نقيب الموسيقيين يهنئ رضا بدير بحصوله على جائزة الدولة التقديرية    «حياة كريمة» تطلق قوافل طبية مجانية اليوم في محافظتين.. اعرف الأماكن    للحاصلين على الابتدائية والإعدادية.. موعد سحب ملفات المدارس العسكرية الرياضية    رئيس جهاز 6 أكتوبر يتابع سير العمل بمحطة مياه الشرب وتوسعاتها    مصر للطيران تسير اليوم أولى رحلات الجسر الجوى لنقل حجاج بيت الله الحرام    مصر تثمن دور عمليات حفظ السلام لتعزيز وصون السلم والأمن الدوليين    مصرع مسنة صدمتها سيارة أثناء عبورها الطريق فى البلينا بسوهاج    ضبط سلع غذائية منتهية الصلاحية بالفيوم    الحبس سنة لطبيب بالإسكندرية وغلق عيادته ونزع اللافتات بسبب الإهمال الطبى    وزيرة البيئة: خفض أحمال التلوث بنسبة 25% والوصول إلى المستهدف لعام 2025    وزيرة الهجرة تستقبل أحد أبناء الجالية المصرية في كندا    رئيس جامعة حلوان يتفقد كلية التربية الرياضية بالهرم    دوري المحترفين، القناة يجدد الثقة في أحمد العجوز للموسم الجديد    «السبكي» يستقبل رئيس «صحة النواب» في زيارة تفقدية لمستشفى شرم الشيخ الدولي    جامعة القاهرة: قرار بتعيين وكيل جديد لطب القاهرة والتأكيد على ضرورة زيادة القوافل الطبية    حظك اليوم وتوقعات الأبراج 29 مايو 2024: تحذير ل«الأسد» ومكاسب ل«الجدي»    بعد ترميمه.. "الأعلى للآثار" يفتتح مسجد الطنبغا الماريداني بالدرب الأحمر    الأول من نوعه.. وزير النقل يشهد توقيع مذكرة تفاهم لإنشاء مشروع لتخريد السفن بميناء دمياط    بعد مجزرة المخيم.. بايدن: عملية إسرائيل في رفح الفلسطينية لم تتخط الخطوط الحمراء    توضيح حكومي بشأن تحويل الدعم السلعي إلى نقدي    وزارة الصحة تكشف المضاعفات الخطرة للولادات القيصرية غير المبررة.. انفوجراف    الرئيس الإسرائيلي خلال زيارة إلى المناطق الشمالية: الحرب ستنتهي وسيعود سكان الشمال إلى منازلهم    متظاهرون مؤيدون لفلسطين يحاولون اقتحام سفارة إسرائيل في المكسيك (فيديو)    لهذا السبب.. مي نور الشريف تتصدر تريند "جوجل" في السعودية    الخارجية الروسية تعلق على تصريح رئيس الدبلوماسية الأوروبية حول شرعية ضرب أراضيها    أفضل دعاء الرزق وقضاء الديون.. اللهم ارزقني حلالًا طيبًا    تعرف على مواقيت الصلاة اليوم الأربعاء 29-5-2024    محمد فاضل بعد حصوله على جائزة النيل: «أشعر بالفخر وشكرًا لوزارة الثقافة»    صلاة الفجر من مسجد الكبير المتعال فى بورسعيد.. فيديو وصور    وظائف السعودية 2024.. أمانة مكة تعلن حاجتها لعمالة في 3 تخصصات (التفاصيل والشروط)    حج 2024| هل يجوز حلق المحرِم لنفسه أو لغيره بعد انتهاء المناسك؟    حج 2024| ما الفرق بين نيابة الرجل ونيابة المرأة في الحج؟    مواقيت الصلاة اليوم الأربعاء 29 مايو في محافظات مصر    «كان زمانه أسطورة».. نجم الزمالك السابق: لو كنت مكان رمضان صبحي ما رحلت عن الأهلي    نصف شهر.. تعرف على الأجازات الرسمية خلال يونيو المقبل    بلاتر: كل دول العالم كانت سعيدة بتواجدي في رئاسة فيفا    وزير الصحة التونسي يؤكد حرص بلاده على التوصل لإنشاء معاهدة دولية للتأهب للجوائح الصحية    رئيس رابطة الأنديةل قصواء: استكمال دوري كورونا تسبب في عدم انتظام مواعيد الدوري المصري حتى الآن    المدير التنفيذي للأهلي: الخطيب لم ينفذ البرنامج الطبي الخاصة به بسبب نهائي إفريقيا    اليوم.. محاكمة المضيفة المتهمة بقتل ابنتها في التجمع الخامس    أحمد دياب: فوز الأهلى والزمالك بالبطولات الأفريقية سيعود بالخير على المنتخب    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



تهديدات باللجوء لأمريكا للإطاحة بالأجداد التسعة من المؤسسات الصحفية .. ودعوة لمصالحة شاملة بين الإسلاميين والعلمانيين .. وغالي يواصل قذائفه ويصف الجنزوري بأنه معقد وديكتاتوري .. وتحذيرات من تحول المصريين لكائنات منقرضة
نشر في المصريون يوم 21 - 06 - 2005

ردود فعل استقالة إبراهيم سعدة من رئاسة مؤسسة أخبار اليوم ، مازالت تحتل مكانا بارزا في صحف القاهرة ، التي شهدت اليوم تعليقات حادة ذهب معظمها للهجوم على الحكومة وقيادات المؤسسات الصحفية في آن واحد ، باعتبارهما يتحملان المسئولية عن التدهور الذي أصاب تلك المؤسسات ، بل أن البعض رأي ساخرا أن إطاحة هذه القيادات ربما يحتاج لتدخل أمريكي ، بينما اتخذ البعض من الاستقالة مدخلا لانتقاد حالة الجمود التي أصابت كافة مفاصل الحياة السياسية في البلاد . وفي المقابل ، فان صحف اليوم حملت دعوة لمصالحة شاملة بين التيارات الإسلامية والعلمانية من أجل مواجهة اللحظة الحرجة التي تواجهها البلاد ، في ظل تحذيرات من أنه ما لم تشهد البلاد عملية إصلاح شاملة ، فلربما تحول المصريون إلى " كائنات منقرضة" . كما واصلت صحيفة المصري اليوم عرضها لكتاب بطرس غالي الجديد ، حيث استعرضت في حلقة اليوم ما تضمنه الكاتب عن تفاصيل علاقة غالي بابن أخيه يوسف بطرس غالي وزير المالية ، وعلاقة العم وابن أخيه بكواليس الحكم في مصر . وفي التفاصيل المزيد من الرؤى والتحليلات نبدأ جولة اليوم من صحيفة " المصري اليوم" المستقلة ، وردود الفعل حول استقالة إبراهيم سعدة ، إذ شن حمدي رزق هجوما عنيفا على تصريحات صفوت الشريف رئيس مجلس الشورى حول بقاء قيادات المؤسسات الصحفية في أماكنها حتى إشعار آخر ، قائلا " رغم أنني ضد التدخل الأمريكي في شئون مصر الداخلية إجمالا وتفصيلا فإنني في هذه المرة فكرت بشدة في اللجوء إلى واشنطن بطلب التدخل السريع لتحريرنا من احتلال رؤساء التحرير . فأمريكا الدولة الوحيدة القادر على كسر روءس وعظام هؤلاء بعد أن عجزت الدولة المصرية بقدها وقديدها وعظم تضحياتها في إنهاء سطوة الاحتلال وتنفيذ خارطة الطريق الصحفية وبات على الجماعة الصحفية أن تنفذ انسحابا أحادي الجانب من المؤسسات وتتركها لهم خرابا ينعق فيه البوم والحدادي والغربان . أقول قولي هذا بعد كلام صفوت الشريف رئيس مجلس الشورى وبياناته المكتوبة والمرئية في مسألة التغييرات الصحفية ، التي تعني ببساطة أن نشرب – نحن الجماعة الصحفية – من البحر وأن الأجداد التسعة مستمرون وعلى قلبها لطالون . معني كلام صفوت الشريف أننا كم مهم ، لا وزن لنا ولا قيمة لرغباته في التغيير ، صحيح أنهم يتعاملون مع مجمل الشعب المصري بتلك السياسة الخرقاء ، لكن لم أكن أتصور أن يبلغ بهم الصلف إلى هذا الحد من اعتبار الجماعة الصحفية قطيعا من النعاج يساق بالعصا ويجهز طويل اللسان منهم للذبح في أعياد التغيير " . ومضى رزق مضيفا " ومعني كلام صفوت أن الأستاذ إبراهيم سعدة طلع واعر قوي وكبير ، وعارف من أين يضغط على النظام وكيف يرعب الدولة التي تخاف متختشيش وكيف يضرب المربوط فيخاف السايب وكيف يؤلب الأجنحة على بعضها ويلعب في الحلقة الضيقة ، وفي السكة يلزق الدكتور عزيز صدقي قلمين لإثبات الأهلية في اللزق وانه مستعد لممارسة مهمة اللزق لكل الجماعة الوطنية وها هو البرهان ، لزق الجماعة الوطنية على قفاها ، وكل صحفي عليه بعد الآن أن ينظر خلفه في الظلام أحسن يطلع له إبراهيم سعدة من ورا أخبار اليوم . ومعني كلام صفوف أن هؤلاء الأجداد يشكلون ثروة قومية ، أما نحن فالعشرة بقرش والعدد في الليمون وللي مش عاجبه يشرب من الترعة أو البحر باعتبارنا في المصيف والأفضل أن نذهب كلنا للتصييف ونترك تلك الهبات الإلهية تمارس دورها الطليعي في خدمة النظام والشهر على راحته وتجهز الرئيس لزفة المبايعة الخامسة ، وبعدين عندهم حق ، وقالها الأستاذ طيب الذكر إبراهيم نافع إشمعنى رؤساء التحرير ، ما الدولة كلها شايبة جت على الصغيرين الحلوين دول ، وإذا كان صاحب التصريحات اللوذعية صفوت باشا الشريف فوق سن المعاش بحوالي مائة سنة . يا جماعة الخير .. رؤساء التحير لسه صغار مشبعوش من الدنيا وعاوزين يكونوا نفسهم ويدخلوا دنيا " . ونبقى أيضا مع ردود فعل استقالة سعدة ، لكن بنبرة أقل حدة مما جاءت في مقال رزق ، حيث رأى سليمان جودة في نفس الصحيفة أن " مقال الكاتب الأستاذ إبراهيم سعدة استطاع أن ينقل أزمة المؤسسات الصحفية القومية من الهامس إلى برواز الصورة ومن أطراف المشهد إلى عمق الاهتمام وربما كان الشيء الأهم الذي ينطق به المقال هو أن التغيير لم يعد نوعا من الترف ولا أصبح لنا فيه اختيار ولا بد أن نسارع بإجرائه قبل أن يأتي يوم تقوم به نيابة عنا السماء ، إذ نحن تكاسلنا عنه وتجاهلناه وأسقطناه من قائمة الاولويات " . وأضاف " وإذا كان صفوت الشريف قد صرح بالأمس بوصفه رئيسا لمجلس الشورى وهو الجهة المالكة لهذه المؤسسات ، بان قياداتها باقية في مواقعها إلى أن يحين التغيير في الوقت المناسب وإذا كانت الصحف وهي تنشر الخبر قد وضعت عبارة " الوقت المناسب" بين أقواس فلا نعرف في حقيقة الأمر متى يأتي هذا الوقت ومتى يكون مناسبا ولكن الذي نعرفه ومنيل إليه أكثر أن الحكومة ربما تجد نفسها في هذه اللحظة أمام خيارين لا ثالث لهما: إما التسريع بإجراء التغيير بين قيادات المؤسسات بشكل متعجل ودون تآن أو دراسة .. وإما تدفع بمشروع قانون قديم إلى مجلس الشعب يقضي باعتبار المؤسسات الصحفية مؤسسات خاصة تخضع لقانون العمل الذي ينظم القطاع الخاص وليس الحكومة ، وبالتالي ينتقي شرط سن المعاش وتخضع التغييرات الصحفية وهي بلا شك ضرورية وحتمية لمعيار المواءمة والتوقيتات المناسبة بعيدا عن حالة الارتباك الحالية . ملف التغيير في الصحافة ، لم يعد من الملفات التي يجوز أن توضع على الرف أو في الأدراج أو أن تتراجع في قائمة الاولويات لأنه تأخر طويلا " . ونتحول إلى صحيفة "الوفد" المعارضة ، حيث استغل جمال بدوي استقالة سعدة ، ليعلق من خلالها على الأوضاع الحالية في مصر ، قائلا " جاءت استقالة الأستاذ إبراهيم سعدة من "أخبار اليوم" بمثابة تفجير جديد يضاف إلي سلسلة التفجيرات التي يشهدها المجتمع المصري في الآونة الأخيرة، وتراها في الشارع في شكل مظاهرات احتجاج، وتسمعها في القطار والأتوبيس والمقهى والنادي في شكل صرخات علنية، وتقرأها في الصحف، وتشاهدها علي الفضائيات.. الكل يشكو من الجمود وبقاء الحال علي ما هو عليه تحت دعوى الاستقرار، والكل يئن ويتوجع من استطالة الحركة الوحيدة المسموح له بأدائها، وهي حركة " محلك سر" التي أدت إلي تيبس العضلات، وضمور الشرايين، واحتقان الأعصاب ". وحذر بدوي من أن " الجمود هو أشد ما يصيب المجتمع باليأس والقنوط، لأنه يسد منافذ الحيوية والإبداع ، ويخنق المواهب، ويخلق قشرة عازلة سميكة تمنع شرايين الاتصال بين الحاكم والمحكومين، وتحول بين الحاكم وبين الرؤية الدقيقة لحركة المجتمع في القاع وعلي كافة المستويات. ولا يري الحاكم إلا ما يراه الوسطاء، وغالبا ما تكون رؤيتهم مغايرة للواقع. وتكون النتيجة بناء أحكام، ورسم سياسات وتوجهات علي معلومات مغلوطة. انظر إلي التداخلات التي صاحبت تعديل المادة (76) من الدستور، تجد أنهم انحرفوا بها عن الغرض من التعديل، وأفرغوها من مضمونها، وانتهوا إلي تكريس حكم الحزب الواحد بطرق وأساليب وتحايلات قانونية لا تخفي علي ذوي البصائر، وتجعل من التغيير أملا مستحيل التحقيق، حتى يبقي الحال علي ما هو عليه، ويبقي الشعب في مربع محلك سر ". ورأى بدوي أن " الذين فعلوا ذلك أهملوا رؤية الواقع الذي يعيشه الآن شعب مصر، غرّتهم الأقاويل عن شعبنا بأنه وديع، ومسالم، وغير متقلب المزاج، ويستندون في ذلك إلي ثوابت الجغرافيا التي جعلت من أرضنا سهلا منبسطا خاليا من الجبال والقفار والكهوف التي تشجع سكانها علي التمرد والعنف، ولكنهم تجاهلوا حقائق التاريخ التي تشهد علي أن هذا الشعب قد يصبر علي الجوع والفقر، ولكنه في لحظة ما يفيض به الكيل، وتنقطع به حبال الصبر، فينقلب إلي مارد، وكتب التاريخ البعيدة عن أيدي التلاميذ حافلة بهذه الثورات في كافة العهود والعصور، لا تستثني منها عهدا ولا عصرا (..) وقد احترقت القاهرة ذات يوم مشئوم بفعل شرارات أشعلها الخونة والعملاء، وشارك فيها دهماء ولصوص مع وطنيين متحمسين، لأن في ساعة الكرب العظيم تختلط الأمور، وتضيع الحقيقة في غمرة الفوضي، ويصيح كل عاقل: أُنج سعد فقد هلك سعيد ". وحتى لا يقع الحريق الذي يحذر منه بدوي ، فان فهمي هويدي دعا في صحيفة الأهرام إلى "حلف فضول" جديد بين التيارين الإسلامي والعلماني في مصر ، مشيرا إلى "أن خبرة الواقع دلت علي أن الخلاف العلماني الإسلامي أصبح المعوق الرئيسي المعطل للإجماع الوطني (و) مسئولية اللحظة التاريخية الراهنة التي نمر بها تفرض علي الجميع أن يرتفعوا فوق حساباتهم ومراراتهم‏,‏ وان يسارعوا إلي رأب ذلك الصدع الخطير‏,‏ وإذا لم يفعلوها الآن وليس غدا‏,‏ فلن يغفر لهم ذلك في الدنيا والآخرة‏!‏" . وأضاف " والمتابع لتحركات الشارع المصري لا يفوته أن يلاحظ إن المشاركين في تلك التحركات يظلون في حدود المئات‏,‏ حين لا يشارك فيها التيار الإسلامي ولكن ذلك العدد يتحول إلي ألوف في وجود عناصر ذلك التيار‏,‏ ولعلي لا أبالغ إذ قلت ان تلك التحركات تظل نخبوية بصورة نسبية حتى إذا شارك فيها التيار الإسلامي فإنها تتحول إلي محيط جماهيري واسع‏.‏ فيما كتبت قبلا تساءلت عن مصير تلك التجمعات وبالتالي مصير الحملة الشعبية السلمية الداعية إلي التغيير‏,‏ ودعوت إلي وضع ما سميته بخريطة طريق للعمل الوطني يشترك في وضع فقراتها ممثلون عن التجمعات الوطنية الجديدة‏,‏ تتحدد فيها الاولويات والمطالب والأهداف وتعرض لاحقا علي مؤتمر للقوي السياسية المصرية لإقرارها‏,‏ لكن تنفيذ الخريطة ليس في سهولة عرضها‏,‏ لأسباب عدة من بينها أن لم يكن في مقدمتها ذلك الفصام النكد بين التيارين المعسكرين أن شئت الدقة العلماني والإسلامي‏.‏ ومن بين الدلالات المهمة والمباشرة لحجم الحضور في التحركات الأخيرة التي شهدها الشارع المصري أن الرسالة تكون أعلي وأقوي تأثيرا حين يشارك التيار الإسلامي ، أما حين يغيب لسبب أو آخر‏,‏ فالعكس صحيح تماما‏,‏ الأمر الذي يكسب تلك المشاركة أهمية خاصة‏,‏ حتى من باب البراجماتية أو الانتهازية السياسية‏.‏ بسبب من ذلك زعمت ان غياب التيار الإسلامي أو تغييبه يضعف من الاحتشاد الوطني المطلوب في اللحظة الراهنة‏,‏ بل ويحول دون بلوغ المسيرة غاياتها المنشودة‏.‏ وأوضح هويدي " أن الفصام وما يستصحبه من إقصاء له ضرره بالمصلحة الوطنية العليا‏,‏ (لذا ) فان السؤال الذي لابد ان يطرحه كل وطني غيور هو‏:‏ لماذا وصلت الأمور إلي ذلك الحد؟ وآلا توجد أرضية للتفاهم المشترك بين فضلاء الجانبين؟ . الأمر ليس سهلا ولا هو مستحيل‏,‏ إذ لاشك أن ثمة خلاف بين الطرفين في الفلسفة والمرجعية والمقاصد النهائية‏,‏ لكن من قال إن هذه هي القضايا الملحة المطروحة في الوقت الراهن‏,‏ وأليس من الترف المستنكر أن يواجه الوطن والأمة تلك القائمة الطويلة من التحديات والمخاطر التي تهدد المصير والوجود‏,‏ من الاحتلال والتركيع إلي احتكار السلطة والفساد مرورا بالأمية والتخلف الاقتصادي‏,‏ ثم تنصرف النخبة عن ذلك كله‏,‏ لكي تتعارك حول الفلسفة والمرجعية والمقاصد‏".‏ وشدد على ضرورة " تحري وتوظيف مصادر القوة لدي الجانبين‏,‏ وليس مصادر الضعف‏.‏ قوة الطاقة الإيمانية عند الإسلاميين التي تمثل ذخيرة مهمة لمشروع النهضة‏,‏ وقوة الدفاع عن الحرية وحقوق الإنسان عند المعتدلين من العلمانيين‏,‏ التي تمثل أهم حصانات ودفاعات مشروع النهضة‏,‏ ذلك أن وضع اليد علي مصادر القوة وحده هو الذي يوفر فرصة مواتية للتكامل في جهود الإصلاح والتغيير التي تمهد للنهضة المرجوة‏.‏ وإذا أردنا أن نتصارح أكثر فان الإسلاميين يجب عليهم أن يكفوا عن اتهام العلمانيين علي إطلاقهم في اعتقادهم أو في ولائهم الوطني‏,‏ وعلي العلمانيين أن يكفوا عن مطالبة الإسلاميين بالتنازل عن جزء من اعتقادهم عن طريق الإلحاح الدائم علي ما يسمونه عدم تسييس الدين‏.‏ اذ صار من العبث المطالبة بإجراء مثل ذلك الخصم‏,‏ ناهيك عن أن عملية الفصل أصبحت مستحيلة‏,‏ وبات السؤال المهم الذي يطرحه العقلاء هو‏:‏ كيف تدار العلاقة بين ما هو ديني وسياسي؟ وإذا كان توجيه ذلك المطلب من العبث بمكان‏,‏ فان تجاهل مخاوف وقلق قطاع عريض من العلمانيين من كثرة ترديد شعار الإسلام هو الحل يعد موقفا
عبثيا بدوره اتفق في ذلك مع ما دعا إليه المستشار البشري في مطالبته الإسلاميين بألا يكون خطابهم مقصورا علي الدعوة إلي مطلق الإسلام فقط ، وإنما عليهم أن يترجموا تلك الدعوة إلي تحرير الأوطان والنهوض السياسي والاقتصادي الاجتماعي المستقل‏,‏ وإشاعة الديمقراطية وضمان المساواة بين متعددي الأديان من المواطنين‏,‏ لكي تتخلل الدعوة الإسلامية مطالب الناس‏,‏ وتستجيب لحاجاتهم فضلا عن ضروراتهم‏ ".‏ وفي مقابل هذا الحل ، فان نبيل عمر طرح في صحيفة "الأهرام " أيضا حلا مغايرا ، " هو إصلاح شامل في النظام العام الذي يشكله الدستور‏,‏ إصلاح يقوم علي توسيع الحريات العامة وتكافؤ الفرص وسيادة القانون والتعليم الواحد الكفء لكل المواطنين‏,‏ لكي ننتج إنسانا مختلفا قادرا علي التفكير والنقد والإبداع والعمل والجدية والالتزام‏!‏ . وهذا لا يعني أننا لا نعمل ولا نحدث بعض التغيير‏,‏ لكننا نعمل أقل مما يجب فلا يكفينا إنتاج عملنا‏,‏ ونحدث تغييرا أقل من سرعة العصر الذي نعيش فيه فيتقدم علينا الآخرون‏!‏ . لكن الإصلاح ليس سهلا في ظل نخبة تمسك بأسنانها لإبقاء الأوضاع علي ما هي عليه‏,‏ فدوام سلطانها مرهون بهذا الواقع كما هو‏!‏ . ودون هذا الإصلاح الشامل‏..‏ ليس أمامنا سوي التحول إلي كائنات منقرضة‏!‏ " . ونختم جولة اليوم ، بمقتطفات من العرض الذي تقدمه صحيفة " المصري اليوم " للكتاب الجديد للدكتور بطرس غالي الأمين العام السابق للأمم المتحدة ، حيث استعرضت الصحيفة ما ورد بالكتاب عن علاقة غالي بابن أخيه يوسف بطرس غالي وزير المالية الحالي ، وتقول الصحيفة " غالي الذي يطلق عليه مبارك مشجعا لقب " بطرس الأكبر" يصف بنفسه الدور السياسي لعائلته فيقول : عائلتي تتمسك بالسلطة منذ أجيال .. لقد انتخبت أمينا عاما للفرانكفونية بينما ابن أخي يوسف يشغل وزارة الاقتصاد المصري انطلاقا من ذلك لا اعتقد أن بوسعي ترك السلطة لأنها أصبحت بالنسبة لي نوعا من المخدر إن لدى مفهوما أوسع للسلطة .. أدرك جيدا أن السلطة يمكن أن تكون مثل نشر المقالات والمشاركة في الندوات ولكن لابد لي من أن أقرا بان للسلطة السياسية نكهة خاصة ، وهي تقريبا أشبه بنوع من المشروبات الروحية ، نسبة الكحول فيها خمسون درجة ويحرق الحلق ويحول دون تذوقك الطعام اللذيذ المتمثل في السلطة الثقافية " . وأضافت الصحيفة " في موضع آخر يفاخر بيوسف ويغمز ضد مؤسسات الحكم فيقول : يوسف لا يغلب حين يتعلق الأمر بالأرقام والإحصاءات ولكن من الواضح أن قليلا ما يهتم بمكائد القصور مع أنها الخلفية التي تستند إليها السلطة السياسية . كما أنه يتحدث بشأنه مع رئيس الوزراء كمال الجنزوري ، ومن الواضح أنه لا يستجيب لوساطة غالي فيصفه قائلا : إنه رجل معقد وميال إلى الإمساك بكل نشاطات البلد .. علاقته بابن أخي ليست على ما يرام .. اتفقت مع يوسف على أن ينضم إلينا خلال اللقاء في محاولة مني لتحسين العلاقات ، لست مقتنعا بان اللقاء الثلاثي قد ساهم في تحسين وضع يوسف " . ويستمر غالي في الحديث عن ابن شقيقه قائلا " لم يتمكن من التخلص من هذه الثقة المفرطة الشائعة لدي التكنوقراطيين ، ينقصه حسن التواصل والمبادرة العفوية التي تجعل التكنوقراطي سياسيا أو تحجب أحيانا البعد التكنوقراطي في شخصية رجل السياسة ، وهذا ما أكسبه أعداء أكثر من الأصدقاء ، بدءا برئيس الوزراء كمال الجنزوري ، الذي لا يفوت مناسبة لمعارضة مشاريعه (..) أراه اليوم مشغول البال يساوره الشك فأقول له : انتظر التغيير الحكومي المقبل ، حينها سيكون الوقت مناسبا للتفكير بوضوح ، ولكن إذا كان في نيتك ترك السياسة ، يجلن أن يتم ذلك قبل نهاية العام ، وبموافقة الرئيس حسني مبارك ، فكلما تأخرت كلما أصبح من الأصعب عليك إيجاد موقع في القطاع الخاص ، لان الشركات متعددة الجنسيات تفتش أكثر فأكثر عن موظفين قياديين شبابا . يبدو أن الوزير الشاب يفضل السلطة على المال ، ولا أظنه سيترك الحكومة على الرغم من العداوة التي يكنها له الجنزوري " .

انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.
مواضيع ذات صلة