«مستقبل وطن».. أمانة الشباب تناقش الملفات التنظيمية والحزبية مع قيادات المحافظات    تفاصيل حفل توزيع جوائز "صور القاهرة التي التقطها المصورون الأتراك" في السفارة التركية بالقاهرة    200 يوم.. قرار عاجل من التعليم لصرف مكافأة امتحانات صفوف النقل والشهادة الإعدادية 2025 (مستند)    سعر الذهب اليوم الإثنين 28 أبريل محليا وعالميا.. عيار 21 الآن بعد الانخفاض الأخير    فيتنام: زيارة رئيس الوزراء الياباني تفتح مرحلة جديدة في الشراكة الشاملة بين البلدين    محافظ الدقهلية في جولة ليلية:يتفقد مساكن الجلاء ويؤكد على الانتهاء من تشغيل المصاعد وتوصيل الغاز ومستوى النظافة    شارك صحافة من وإلى المواطن    رسميا بعد التحرك الجديد.. سعر الدولار اليوم مقابل الجنيه المصري اليوم الإثنين 28 أبريل 2025    لن نكشف تفاصيل ما فعلناه أو ما سنفعله، الجيش الأمريكي: ضرب 800 هدف حوثي منذ بدء العملية العسكرية    الإمارت ترحب بتوقيع إعلان المبادئ بين الكونغو الديمقراطية ورواندا    استشهاد 14 فلسطينيًا جراء قصف الاحتلال مقهى ومنزلًا وسط وجنوب قطاع غزة    رئيس الشاباك: إفادة نتنياهو المليئة بالمغالطات هدفها إخراج الأمور عن سياقها وتغيير الواقع    'الفجر' تنعى والد الزميلة يارا أحمد    خدم المدينة أكثر من الحكومة، مطالب بتدشين تمثال لمحمد صلاح في ليفربول    في أقل من 15 يومًا | "المتحدة للرياضة" تنجح في تنظيم افتتاح مبهر لبطولة أمم إفريقيا    وزير الرياضة وأبو ريدة يهنئان المنتخب الوطني تحت 20 عامًا بالفوز على جنوب أفريقيا    مواعيد أهم مباريات اليوم الإثنين 28- 4- 2025 في جميع البطولات والقنوات الناقلة    جوميز يرد على أنباء مفاوضات الأهلي: تركيزي بالكامل مع الفتح السعودي    «بدون إذن كولر».. إعلامي يكشف مفاجأة بشأن مشاركة أفشة أمام صن داونز    مأساة في كفر الشيخ| مريض نفسي يطعن والدته حتى الموت    اليوم| استكمال محاكمة نقيب المعلمين بتهمة تقاضي رشوة    بالصور| السيطرة على حريق مخلفات وحشائش بمحطة السكة الحديد بطنطا    بالصور.. السفير التركي يكرم الفائز بأجمل صورة لمعالم القاهرة بحضور 100 مصور تركي    بعد بلال سرور.. تامر حسين يعلن استقالته من جمعية المؤلفين والملحنين المصرية    حالة من الحساسية الزائدة والقلق.. حظ برج القوس اليوم 28 أبريل    امنح نفسك فرصة.. نصائح وحظ برج الدلو اليوم 28 أبريل    أول ظهور لبطل فيلم «الساحر» بعد اعتزاله منذ 2003.. تغير شكله تماما    حقيقة انتشار الجدري المائي بين تلاميذ المدارس.. مستشار الرئيس للصحة يكشف (فيديو)    نيابة أمن الدولة تخلي سبيل أحمد طنطاوي في قضيتي تحريض على التظاهر والإرهاب    إحالة أوراق متهم بقتل تاجر مسن بالشرقية إلى المفتي    إنقاذ طفلة من الغرق في مجرى مائي بالفيوم    إنفوجراف| أرقام استثنائية تزين مسيرة صلاح بعد لقب البريميرليج الثاني في ليفربول    رياضة ½ الليل| فوز فرعوني.. صلاح بطل.. صفقة للأهلي.. أزمة جديدة.. مرموش بالنهائي    دمار وهلع ونزوح كثيف ..قصف صهيونى عنيف على الضاحية الجنوبية لبيروت    نتنياهو يواصل عدوانه على غزة: إقامة دولة فلسطينية هي فكرة "عبثية"    أهم أخبار العالم والعرب حتى منتصف الليل.. غارات أمريكية تستهدف مديرية بصنعاء وأخرى بعمران.. استشهاد 9 فلسطينيين في قصف للاحتلال على خان يونس ومدينة غزة.. نتنياهو: 7 أكتوبر أعظم فشل استخباراتى فى تاريخ إسرائيل    29 مايو، موعد عرض فيلم ريستارت بجميع دور العرض داخل مصر وخارجها    الملحن مدين يشارك ليلى أحمد زاهر وهشام جمال فرحتهما بحفل زفافهما    خبير لإكسترا نيوز: صندوق النقد الدولى خفّض توقعاته لنمو الاقتصاد الأمريكى    «عبث فكري يهدد العقول».. سعاد صالح ترد على سعد الدين الهلالي بسبب المواريث (فيديو)    اليوم| جنايات الزقازيق تستكمل محاكمة المتهم بقتل شقيقه ونجليه بالشرقية    نائب «القومي للمرأة» تستعرض المحاور الاستراتيجية لتمكين المرأة المصرية 2023    محافظ القليوبية يبحث مع رئيس شركة جنوب الدلتا للكهرباء دعم وتطوير البنية التحتية    خطوات استخراج رقم جلوس الثانوية العامة 2025 من مواقع الوزارة بالتفصيل    البترول: 3 فئات لتكلفة توصيل الغاز الطبيعي للمنازل.. وإحداها تُدفَع كاملة    نجاح فريق طبي في استئصال طحال متضخم يزن 2 كجم من مريضة بمستشفى أسيوط العام    حقوق عين شمس تستضيف مؤتمر "صياغة العقود وآثارها على التحكيم" مايو المقبل    "بيت الزكاة والصدقات": وصول حملة دعم حفظة القرآن الكريم للقرى الأكثر احتياجًا بأسوان    علي جمعة: تعظيم النبي صلى الله عليه وسلم أمرٌ إلهي.. وما عظّمنا محمدًا إلا بأمر من الله    تكريم وقسم وكلمة الخريجين.. «طب بنها» تحتفل بتخريج الدفعة السابعة والثلاثين (صور)    صحة الدقهلية تناقش بروتوكول التحويل للحالات الطارئة بين مستشفيات المحافظة    الإفتاء تحسم الجدل حول مسألة سفر المرأة للحج بدون محرم    ماذا يحدث للجسم عند تناول تفاحة خضراء يوميًا؟    هيئة كبار العلماء السعودية: من حج بدون تصريح «آثم»    كارثة صحية أم توفير.. معايير إعادة استخدام زيت الطهي    سعر الحديد اليوم الأحد 27 -4-2025.. الطن ب40 ألف جنيه    خلال جلسة اليوم .. المحكمة التأديبية تقرر وقف طبيبة كفر الدوار عن العمل 6 أشهر وخصم نصف المرتب    البابا تواضروس يصلي قداس «أحد توما» في كنيسة أبو سيفين ببولندا    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



هجوم عنيف على عصابة الأربعة التي تحاصر الرئيس .. ومقرب من جمال مبارك يقترح استيراد تجربة الإصلاح من المكسيك .. وغالي يواصل رحلة كشف الأسرار داخل قصر الرئاسة .. تحذير من تكرار مهزلة الاستفتاء خلال انتخابات الرئاسة
نشر في المصريون يوم 20 - 06 - 2005

استمرت صحف القاهرة اليوم في رصد ردود الفعل على الاستقالة التي تقدم بها إبراهيم سعدة من رئاسة مؤسسة أخبار اليوم ، وكان لافتا للنظر أن معظم تلك الردود ذهبت للتشكيك في جدية تلك الاستقالة واعتبرتها وسيلة للضغط على الحكومة لإغلاق ملف التغييرات في الصحف القومية ، بينما رأى البعض الآخر في الاستقالة "نوبة شجاعة متأخرة" من سعدة ، في مواجهة سياسية الإذلال التي اتبعها النظام في الفترة الأخيرة مع قيادات الصحف القومية. وواصلت صحف اليوم أيضا ، كيل الاتهامات للحكومة والحزب الوطني ، حيث تزايدت حدة الأصوات التي تؤكد أن دفة القيادة في البلاد باتت حائرة وضائعة بين عدة أجنحة متصارعة داخل مؤسسة الحكم ، بل أن البعض تحدث عمن يمكن تسميتهم ب " عصابة الأربعة " ، التي تفرض دائرة من الحصار علي الرئيس . وفي المقابل ، فان البعض الآخر رأى أن الحزب الوطني قادرا على قيادة البلاد نحو الإصلاح ، شرط قيامه بتغييرات واسعة تشمل الإطاحة بالسياسيين داخل الحزب واستبدالهم بآخرين من " التكنوقراط" . وفي التفاصيل المزيد من الرؤى والتحليلات . نبدأ جولتنا اليوم من صحيفة " الأسبوع " المستقلة ، حيث خصص رئيس تحريرها مصطفى بكري مقاله للتعليق على استقالة سعدة من أخبار اليوم ، قائلا " الاستقالة التي كتبها إبراهيم سعدة، هي سبة في جبين النظام، وتعبير عن أزمته الراهنة التي لم تعد تلهمه القدرة حتى علي اتخاذ القرار. إبراهيم سعدة القي بالقفاز في وجه الجميع، قال لهم بعلو الصوت: أنتم أناس لا تعرفون إلا أنفسكم، تتعمدون إهانتنا والإساءة إلينا.. وتركتمونا فريسة لكل من هب ودب، ورفضتم أن تطلقوا علينا رصاصة الرحمة. إنها ليست بطولة من إبراهيم سعدة، لو كان بطلا لفعلها منذ وقت طويل، فهو واحد من هؤلاء الذين روجوا لهم، ولم يتردد في الإساءة إلي الكثيرين أحياء وأمواتا.. لكنها وبالمقياس المجرد هي خطوة شجاعة وجريئة، رفض فيها إبراهيم سعدة سياسة الإذلال التي يتعمد النظام أن يتعامل بها حتى مع أخلص الرجال المقربين إليه " . وأضاف " كنا نظن أن رؤساء مجالس إدارات ورؤساء تحرير الصحف القومية هم الأكثر قربا للنظام، فقد حملوا الراية وراحوا يقاتلون بلا عقل كل من ينتقد الأوضاع السلبية في البلاد، فساهموا في تزييف الوعي وقتل النخوة وإهانة الرموز، والاعتداء علي الثوابت والقيم .. لكن يبدو أنه ليس هناك عزيز علي هذا النظام، انه يتنكر لرجاله المقربين، ويدفع بهم إلي الهاوية وكأنهم أجرموا في حقه، فهو لا يعاملهم سوي بلغة الازدراء. حدث هذا مع شخصيات كثيرة، خدمت النظام في أعلي المواقع، دافعت عنه، أخلصت له، لكن فجأة وجدوا أنفسهم خارج دائرة المقربين. انه نظام لا يرتاح إلا إلي خمسة أو ستة من المقربين وهؤلاء والحق يقال تحولوا إلي غيلان ومراكز قوي تعبث بكل شيء وتسيء إلي ما تبقي علي أرض هذا البلد، ان كان هناك شيء قد تبقي " . وكشف بكري النقاب عن أن " د. زكريا عزمي رئيس ديوان رئيس الجمهورية قام منذ أكثر من عشرة أيام بإبلاغ رؤساء مجالس الإدارات ورؤساء التحرير بأن عهدهم قد انتهي، شكرهم باسم الرئيس علي مجهوداتهم والسنوات التي قضوها في خدمة النظام والتي تصل إلي أكثر من 24 عاما لغالبيتهم. لملم رؤساء مجالس الإدارات ورؤساء التحرير أوراقهم، وبعضهم جاء بسيارات شحن كبري لتنقل ما خف وزنه وغلا ثمنه وودعوا أنصارهم إن كان لهم أنصار بالدموع الساخنة ونظروا خلفهم بحسرة ومضوا إلي بيوتهم ومشروعاتهم، وملايينهم. وبعد يوم أو اثنين قيل لهم: معلش، عودوا مجددا، لأن الدولة فشلت في اختيار بدائل، انتظروا لحين العثور علي شوية بدائل حلوين ومزغططين" . وشدد على " أن القضية لا يجب اختصارها في استقالة إبراهيم سعدة بهذه الطريقة الفضائحية المفاجئة، لكن المسألة بالأساس هي هذا العجز الذي يعيشه النظام، الذي تتحكم فيه أربعة مراكز قوي أساسية معروفة بالاسم فتشله عن الحركة، وتخيفه من التغيير وتجعله دوما أسيرا لها.. هذه الأسماء الأربعة تفرض دائرة من الحصار علي الرئيس، تربط مصيرها بمصيره، وهي مصممة علي أن تبقيه مقيد اليدين إلي أبد الدهر، فإذا أطلق لنفسه عنان التغيير فهم أول من سيطالهم هذا التغيير، لذلك دائما ما يشعرونه بأن التغيير ليس في صالحه ولا في صالح مصر.. هؤلاء هم الذين افسدوا كل شيء علي أرض الوطن، أيديهم تمتد لتؤذي كل من يشكل خطرا عليهم، صراعاتهم هي صراعات علي المصالح، ولغتهم هي لغة التهديد لكل من يتجرأ أن يقول لا، وإذا رأوا أن الرئيس قد أعطي اهتماما لهذا الشخص أو ذاك سعوا إلي تشويهه والإساءة إليه، وتقديم التقارير الكاذبة عن عدائه للنظام " . ومضى بكري مضيفا " ولكن يبقي السؤال لماذا لا يتخلص الرئيس منهم؟ ألا يعلم بما يرتكبون من جرائم في حق هذا الوطن؟ إلي متي الصمت عليهم؟ لقد خربوا كل شيء، وأشاعوا الفساد في كل المرافق، وتحولت مصر علي أيديهم إلي وطن طارد لأهله، وتسببوا في تراجع الانتماء وسيادة ثقافة غريبة تكاد تعصف بكل القيم التي ظلت تحكم المجتمع علي مدي قرون من الزمن. إن القضية أصبحت جد خطيرة، والمشكلة الأساسية أن النظام يتعامل مع صرخاتنا وكأننا مجموعة من المخبولين الذين لا يجب أن يعتد بكلامهم.. وانه هو الأقدر علي معرفة الأمور، وأن أحدا لن يستطيع أن يلوي ذراعه ". ونبقى في نفس الموضوع ، لكن ننتقل إلى صحيفة "المصري اليوم" المستقلة حيث اعتبر مجدي مهنا ، أن " الحقيقة الوحيدة التي اعترف بها في مقال الأستاذ إبراهيم سعدة رئيس تحرير صحيفة أخبار اليوم والذي كتبه بصيغة الجمع وبلسان القيادات الصحفية مجتمعة وكأن هناك اتفاقا ضمنيا بينهم ، هي قوله : إن الوضع حاليا داخل المؤسسات الصحفية القومية بالغ الخطورة أما بقية المقال فهو محاولة ناجحة من وجهة نظري لمرافعة طويلة قام بها الأستاذ سعدة للدفاع عن تلك القيادات التي تربعت على عرش الصحافة 25 عما وأكثر وعن الأوضاع المتردية داخل هذه المؤسسات والإبقاء عليها ، والتي وصفها بأنها بالغة الخطورة ". وأضاف مهنا " أما الأسباب الحقيقية وراء ها التردي في المؤسسات فهي راجعة إلى الطريقة التي تدار بها تلك المؤسسات والتي تحولت بالفعل إلى عزب خاصة وإلى إمبراطورية داخل الدولة على حد تعبير صفوت الشريف نفسه ، فلا وجود لمجالس إدارات ولا لجمعيات عمومية في بعض المؤسسات ولا احترام لقوانين ولوائح في الكثير منها . وعلى الرغم من كل هذا التردي فالحساب لا يأتي أبدا والدولة غائبة والمالك مبسوط كده ولا يمارس دوره في هذه الملكية الغائب " . وأوضح مهنا أن " هذه هي القضية التي يجب مناقشتها وليس الدخول في معركة وهمية حول القيادات الصحفية وهل قامت بدورها أم لا ؟ فالطبيعي أن تدافع القيادات عن نفسها والطبيعي أن يدافع عنها المستفيدون من استمرارها . يا للهول !! 26 عاما ولا يزال البعض من القيادات الصحفية أو الجميع يرغب في البقاء ، لا أصدق أن قيادة صحفية واحدة جادة في تقديم استقالتها ، وإنما هي تستخدم هذا السلاح للضغط على الدولة وعلى الحكومة للاستمرار على رأس تلك المؤسسات الفاشلة " . نترك سعدة واستقالته ، وننتقل إلى مجلة " الأهرام العربي " الحكومية ، حيث أبدى عاطف حزين إعجابه ، وتحفظه في الوقت نفسه ، على وصف السيناريست أسامة أنور عكاشة للأوضاع التي تشهدها البلاد حاليا بان " مصر فكت الجبس " ، قائلا " يا سيدي الفاضل‏,‏ مصر لم تصل بعد إلي مرحلة فك الجبس‏,‏ وإذا كنت لا تصدقني اقرأ ملف المونديال الذي حصلنا فيه علي صفر‏,‏ اقرأ مضابط مجلس الشعب لتصطدم بنواب الكيف‏,‏ ونواب القروض‏,‏ ونواب التجنيد ونواب الجنسيات المزدوجة‏,‏ ونواب سميحة‏,‏ مجلس به كل هذه العورات هو نفسه المجلس الذي يشرع ويراقب ويوافق علي تعديل المادة‏76‏ من الدستور‏!.‏ ماذا تسمي بلدا يتقدم بملف لتنظيم كأس العالم وملاعبه غير جاهزة لتنظيم كأس الأمم الإفريقية؟ هل هذه ما يسمونها البجاحة أم أن الوصف الأقرب هو الغفلة ، الغفلة عما يجري بين أيدينا وعن يميننا وعن شمالنا وخلف ظهرانينا‏ ".‏ وأضاف حزين " المحنة يا سيد أسامة أنك لا تعرف من هو المسئول لأن الحكاية أصبحت مشاعا‏,‏ وحين تتوه المسئولية بين خمسين قبيلة‏,‏ فهذا هو المناخ الملائم للهبيشة وأنصاف المواهب وكدابين الزفة‏,‏ وبلطجية الانتخابات‏,‏ المناخ الملائم للخمس وبسه وفضة المعداوي‏,‏ والمناخ الملائم لحافظ اللص الذي يستحل أموال شقيقه شوقي ليفوز بالشهد فلا يتبقى لنا نحن أبناء شوقي إلا الدموع‏.‏ لن تفك مصر الجبس إلا إذا زرعت أكلها‏,‏ ولن تلتئم عظامنا إلا إذا استغنينا عن المعونات التي ندفع مقابلها من ذواتنا وكرامتنا أضعاف قيمتها‏,‏ ولن نبدأ مرحلة النقاهة إلا إذا اتخذنا من الشفافية منهجا لنا‏,‏ وعرفنا أين ذهبت أموال الخصخصة؟ وعرفنا المسئول عن إهدار ثروتنا في مشروعات فاشلة لم تتم من شرق التفريعة إلي توشكي؟ وعرفنا المسئول عن فشل مشروعات أراضي الخريجين وتحويلها إلي خرابات تنعق فيها البوم؟ نريد أحدا يحل لنا فزورة شعب قوامه سبعين مليونا‏,‏ أغلبهم صامتون وبعضهم يهتفون ويصفقون رغم أن المجبراتي الذي بيده شفاء عظامنا فص ملح وداب " . ويبدو أن البحث عن المجبراتي ، الذي اعتبر حزين أنه فص ملح وداب ، لم يدم طويلا ، حيث رأي عبد المنعم سعيد في مقاله اليوم بصحيفة " الأهرام " الحكومية أنه يوجد في المكسيك ، إذ اعتبر سعيد أنه " ‏ لا يوجد شك لدي كثيرين أن التحول الديمقراطي في مصر سوف يكتمل‏,‏ ليس فقط بقدر التطورات التي تجري خارج الحزب الوطني الديمقراطي وحوله في الشارع‏,‏ وفي الأحزاب وباقي مؤسسات المجتمع المدني‏,‏ ولكن أيضا بقدر التحولات التي تجري في داخله وتغير من طبيعته كذراع للسلطة السياسية والبيروقراطية في العموم‏,‏ وتحوله إلي طرف فاعل في التفاعل السياسي الذي يجري في البلاد ويستهدف التغيير والوصول إلي مجتمع ديمقراطي كامل الأركان‏.‏ وإذا حدث ذلك فإن امكانات تكوين توافق سياسي علي قضايا الإصلاح والديمقراطية بين نخبة سياسية واسعة داخل الحزب وخارجه سوف يكون ممكنا‏,‏ وساعتها ربما يمكن اختصار الكثير من الزمن والآلام التي يفرزها الانتظار والجمود والعجز عن اتخاذ قرارات جذرية في الوقت المناسب‏ ".‏ وأضاف سعيد ، الذي يعد أحد الأعضاء البارزين في لحنة السياسات بالحزب الوطني ، " الحقيقة أن إجراء مراجعة لتوجهات الحزب الوطني ليس فقط واجبا علي ضوء ما استقر من فكر جديد في الحزب‏,‏ بل إنه واجب أيضا علي ضوء ما تمور به البلاد من أفكار سياسية بدأت تتخطي بمراحل ما كان مطروحا خلال المرحلة التي سبقت تعديل المادة‏76‏ من الدستور‏,‏ وتأخذها نحو آفاق التغيير الشامل لتقاليد سياسية ودستورية تجمدت أفاقها ولم يعد ممكنا استمرارها‏.‏ وهنا يجب تأكيد أن وجود حزب كبير مهيمن لأسباب تاريخية ومرتبط بالسلطة السياسية والبيروقراطية لفترة زمنية طويلة‏,‏ ليس حالة فريدة تخص المحروسة وحدها‏,‏ بل إنها حالة شائعة في العالم‏,‏ وفي كثير من الأحيان كان هذا الحزب هو الذي قاد عملية التغيير الديمقراطي والتقدم إلي الأمام‏ ".‏ وبعد أن استعرض سعيد مراحل عملية الإصلاح التي قادها الحزب الحاكم في المكسيك ، توصل لعدة نتائج أبرزها انه " وحتى تلحق المكسيك بهذا العالم الجديد كان لابد لحزبها القائد أن يخوض عملية إصلاح داخلي بدأت بالتخلص من السياسيين بولوتيكوس واللجوء إلي جماعة التكنوقراط تكينيكوس من الواعين بحقائق التنمية والمحاربين للفساد والإقطاع السياسي‏.‏ هذا النوع من الانشقاق الداخلي لم يكن سهلا‏,‏ ودفع الحزب ثمنه غاليا في انتخابات عام‏1988,‏ التي أفقدت الحزب سيطرة وهيمنة علي المجالس النيابية والتشريعية استمرت علي مدي أكثر من نصف قرن سابق‏ " . ومضى مضيفا " أن التغيير والإصلاح ممكن في حزب مهيمن وله تركيبة قريبة من تلك المتاحة للحزب الوطني الديمقراطي‏.‏ والدرس الأهم من ذلك هو انه وفقا لتقاليد بعض البلاد وثقافتها السياسية‏,‏ فإن مهمة الإصلاح بكل ما فيها من آمال وآلام لا تتحقق ما لم يتم الاقتناع بها والخروج معها إلي الرأي العام‏,‏ من خلال هذا الحزب الكبير‏,‏ ولولا الإصلاحات التي جاءت علي الحزب خلال التسعينيات من خلال جماعة التكنوقراط‏,‏ ومعه نوع جديد من السياسيين غير الشعبويين المعتمدين علي التجربة العالمية في النماء والتقدم‏,‏ لما حدثت
التغيرات الايجابية في البنية الاقتصادية والاجتماعية المكسيكية‏,‏ ولما كانت المكسيك قادرة علي رفض سياسة الولايات المتحدة في العراق‏,‏ وهي الدولة الفيل علي حدودها الشمالية‏.‏ أمر من هذا يحتاجه الحزب الوطني الديمقراطي بشدة‏,‏ ولديه الآن نقطة بداية خاصة بالقوانين المؤسسة للعبة السياسية في البلاد‏,‏ فكلما كانت هذه القوانين قائمة علي النزاهة والحيدة واستبعاد أشكال التدخل الحكومي المباشرة وغير المباشرة‏,‏ فإن إصلاح الحزب والوطن سوف يكون ممكنا " .‏ ورغم هذا التفاؤل الذي أبداه سعيد تجاه عملية الإصلاح داخل الحزب الوطني ، فان أحمد عبد الحفيظ رصد في صحيفة "الأهرام" أيضا ، عددا من المآخذ على تحركات الحزب في الفترة الأخيرة ، منها " محاولة الحزب الوطني الالتفاف علي مطالب المعارضة كما تجسدها الأحزاب الثلاثة الكبرى والقوي الشعبية في البلاد‏,‏ وذلك من خلال تضييع الوقت في اجتماعات لا طائل من ورائها علي أحزاب هامشية بغية الإيحاء باستمرار حوار وطني حقيقي‏.‏ إن الأحزاب الهامشية موجودة في كل نظام سياسي وديمقراطي‏,‏ ولا يمكن المطالبة بمنعها أو مصادرتها ولكن قيام الفاعل الرئيسي في النظام السياسي بتضييع الوقت والجهد مع هذه الأحزاب هو عمل غير مسبوق في تاريخ أي بلد ديمقراطي حيث يضن الفاعلون الرئيسيون بوقتهم وجهدهم في غير الأعمال المثمرة وهو ما كان يجب علي الحزب الوطني أن يسلكه‏,‏ بحيث يعطي وقته وجهده المهدر مع الأحزاب الهامشية إلي عمل يرجي منه النفع الفعلي‏,‏ ويتمثل في الإلحاح علي استمرار الحوار مع الأحزاب وقوي المعارضة الرئيسية وبذل كل الجهود للقاء معها حتى ولو في النصف من الطريق الذي يشغله الحزب الوطني‏.‏ ورأى عبد الحفيظ أنه يلحق بما سبق " حملة الهجوم العنيفة التي شنها الحزب علي تحالف أحزاب المعارضة الرئيسية‏ ،‏ وعلي قرارها بمقاطعة الاستفتاء الأخير علي تعديل المادة‏76‏ من الدستور‏,‏ برغم أن التحالف بين أحزاب متعددة هو أحد أبرز آليات الفعل الديمقراطي‏,‏ كما أن موقف المقاطعة هو موقف سياسي إيجابي وفاعل وحافل بالدلالات وآلية ديمقراطية حقيقية مثل موقف المشاركة بالضبط ".‏ يبدو أن نصيب الحزب الوطني من الانتقادات كان ضخما ، إذ اعتبر أحمد بكير في صحيفة " الوفد " المعارضة أنه " لا يجب أن يتعامل الحزب الوطني مع الانتخابات الرئاسية كما تعامل بغباء مع الاستفتاء علي تعديل الدستور.. ويجب أن يعي عباقرة هذا الحزب أن انتخابات رئيس الدولة ليست أبداً انتخابات رئيس الحزب الوطني. لقد مارست قيادات الحزب الوطني الحاكم والمتحكم كل الألاعيب والملاعيب، واستخدم كل قدراته الفجة في ممارسة هوايته التي يحترفها لتزوير الاستفتاء، فكانت النتيجة مأزقاً كبيراً لذلك الحزب.. فلن يستطيع الحزب الوطني بكل ما أوتي من قوة وإمكانات أن يدفع المواطنين للخروج يوم انتخابات رئيس مصر بأعداد تضاهي الأعداد التي تم تزويرها في الاستفتاء.. وهذه إشكالية الحزب الوطني الآن: هل سيدفع الناس للخروج بأعداد تقارب 18 مليون ناخب وأعتقد أنه غير قادر أبداً علي ذلك.. أم سيلجأ مرة أخري للتزوير؟ وهو وإن كان قادراً فمن سيوافق علي ذلك؟! . الناس في مصر رأوا بأنفسهم ما حدث في هذا اليوم. وهم قانعون أنه لا إصلاح في ظل هؤلاء القابعين في مواقعهم منذ قرابة نصف قرن من الزمان " . وأضاف بكير " أربأ بمصر أن يرأسها ويعلو قمتها شخص يجئ بالتزوير، حتى وإن كان الشعب يريده رئيساً لهذا البلد.. أربأ بمصر أن تعود مرة أخري علي أيدي أصحاب الفكر القديم إلي عهود مضت انتهكت فيها كرامة المواطن، وزورت فيها إرادته واغتيلت مشيئته.. ولعل أسوأ دعاية لرئيس هم هؤلاء المزورون المعروفون، والذين لا تخطئهم الإشارة وللأسف فإن معظمهم محسوبون علي الرئيس مبارك الذي سيخوض الانتخابات القادمة مرشحاً لرئاسة مصر. لذلك أطالب الرئيس وهو في بداية عهد جديد بأن يترك لهؤلاء حزبهم ويستقيل من رئاسة هذا الحزب لينتخبه الشعب رئيساً لمصر وكل المصريين " . نبقى مع الرئيس مبارك ، ولكن نتحول إلى صحيفة "المصري اليوم" ، والحلقة الثالثة من عرض الكتاب الجديد للدكتور بطرس غالي الأمين العام السابق للأمم المتحدة ، الذي يحمل عنوان " بانتظار بدر البدور" ، حيث كان لافتا للنظر أن غالي أبدى جرأة غير معتادة من دبلوماسي عتيق عرف عنه تحفظه الشديد ، خاصة في الفقرات التي تعرض فيها للرئيس مبارك . ونلاحظ أن الصحيفة اعتمدت في عرضها على الدمج بين ما تقتبسه من الكتاب من جهة ، وتعليقها على هذا الاقتباس من جهة أخرى ، وغالبا ما طغي تعليق الصحيفة على النصوص المقتبسة ، وأوضحت الصحيفة " غالي يقول : إن فكرة انشغال الشارع المصري بالشائعات والتكهنات تروق مبارك ، وهذا يؤكد الكثير مما يقوله عامة الناس أيضا فالرئيس مغرم بالتشويق والمفاجآت ، وهو أسلوب لا يبدو عرضيا ، ولكنه متأصلا كأسلوب خاص في صناعة القرار في ربع القرن الماضي في مصر ، مما يحتاج إلى دراسات خاصة قد تساعد مذكرات غالي وغيره من رجال السلطة على وضع أسس وتقاليد لمدرسة مصرية تتجنب هذا الغموض وتقترب من الوضوح والشفافية . إشارة أخرى إلى طريقة تعامل الرئيس مع رجاله ومع القضايا الساخنة في البلاد يورها غالي عرضا بدون تفصيلات ، لكن الجو الإجمالي الذي صاغ به الملاحظة وطريقة قطع الحوار " بشدة " توحي باللاديمقراطية ، ويتخلص المشهد الذي سجله غالي تحت تاريخ 25 نوفمبر 1998 في باريس في نقاش حاد دار حول وضع الأقباط في مصر ، أثناء العشاء الذي أقيم على شرف الرئيس مبارك وزوجته في السفارة المصرية بباريس ، لكن الرئيس سريعا ما يبدي امتعاضه ، كما يقول غالي ، الذي يضيف : بالنسبة إليه الأقباط والمسلمون هم أولا مصريون .. غير أن وزير الخارجية عمرو موسى يلفت إلى أنه في بعض المدن الصغيرة في صعيد مصر توجد حالات تمييز بين الطائفتين يعارضه الرئيس مبارك بشدة ، بالنسبة إليه لا يوجد أي تمييز " . وتعلق الصحيفة قائلة " هكذا يرى الرئيس مبارك قضية الوحدة الوطنية بأنها منتهية دون الحاجة للخوض في أسباب وهذا جانب آخر يكشف عن طريقة التفكير والتعامل مع القضايا الحساسة .. الجانب الآخر الأكثر تعبيرا عن الحال .. حدث في 4 يناير 1999 عندما استقبل الرئيس مبارك بطرس غالي بعد جولة آسيوية طويلة شملت فيتنام ولاوس وكمبوديا ، وأهدى غالي للرئيس أثناء الاستقبال نسخة من الكتاب الذي صدر لتكريمه في جزئين كبيرين ، وفوجئ غالي بالرئيس يسأله : هل أنت من كتب كل هذا ؟ . فيشرح غالي له انها مساهمات قام بها أصدقاء وزملاء من أنحاء العالم ، وأن بعض الدراسات تتناول مؤلفاته .. بعد هذا التقديم مضي الحوار إلى موضوعات أخرى ، وأظهر الرئيس اهتماما بانتخاب المدير العام الجدي لليونسكو ، وتساءل : لماذا لا يتقدم فيدريكو مايور بترشيح نفسه ؟ الغريب أن الرئيس مبارك يسأل عن ذلك في الوقت الذي كان الدكتور إسماعيل سراج الدين نائب مدير البنك الدولي حينذاك قد أعلن عن ترشيح نفسه وحاول بجهود فردية أن ينال أي حظوظ من الدعم على المستوى الدولي تساعده في فرص النجاح أو خوض معركة قوية , لكن يبدو أن مصر لم تكن تهتم بهذا الأمر .. المهم أن غالي أجاب ببساطة عن سؤال الرئيس قائلا : إن مايور لا يمكنه ترشيح نفسه ، لان ميثاق اليونسكو لا يسمح إلا بولايتين ، تخيلوا ماذا قال الرئيس مبارك ؟ . لقد قال لغالي متسائلا : ولماذا لا يسعى إلى تعديل الميثاق ؟ . يرد غالي بهدوء : أظن انه لن ينال موافقة الدول الأعضاء . ونظن أن فلسفة التمديد والتجديد وتعديل الدساتير والمواثيق والقوانين بما يناسب الأفراد ليست حالة طارئة في ذهن الرئيس ، ولكنها ركن أساسي في طريقة التفكير حتى أنه يراها أمرا طبيعيا حتى لفيدريكو مايور ولو على حساب مواطنه سراج الدين " . ونختم جولة اليوم ب " نصف كلمة " من صحيفة "الأخبار" الحكومية ، مع الكاتب الكبير احمد رجب ، والتي جاء فيها " ردا علي استفسارات: إنني عارضت مقاطعة استفتاء 25 مايو من المنظور السياسي ولكني مثلكم لم أفهم الذين قالوا إن مقاطعة الاستفتاء حرام، ومثلكم أيضا أري لا مجال لإقحام الدين في ذلك، وقد يدعو هذا إلي سؤال: هل حرام أم حلال انتهاك حرمة الموتى وإخراجهم من القبور ليدلوا بأصواتهم في اللجان الانتخابية؟؟ " .

انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.