يبدو أن هناك أزمة سياسية ودبلوماسية كبيرة في الطريق بين كلا من الصين، من جهة والولاياتالمتحدةالأمريكية، واليابان، من جهة أخري، بعد البيان شديد اللهجة، الذي أصدره الرئيس الأمريكي جون بايدن ورئيس الوزراء الياباني يوشيهيدي سوجا والذي هاجما فيه الصين، وهو ما ردت عليه ببكين ببيان عنيف حذرت فيه الدولتين من التدخل في شئونها الداخلية، مؤكدة معارضتها الحازمة للبيان الأمريكي الياباني حول قضايا تتعلق بالشؤون الداخلية للصين، مشيرة إلي أنها مستعدة للدفاع عن سيادتها وأمنها ومصالحها التنموية. رد فعل الصين جاء علي لسان سفيرها في الولاياتالمتحدةالأمريكية تعليقا على إصدار بايدن ويوشيهيدى بيانا مشتركا، عقب اجتماعهما فى البيت الأبيض، تعهدت الدولتان بموجبه بالعمل معا على "التحديات القادمة من الصين وقضايا مثل بحر الصين الشرقى وبحر الصين الجنوبى وتايوان وهونج كونج وشينجيانغ؛ لضمان مستقبل حر ومفتوح لمنطقة الإندوباسيفيك". واعتبرت السفارة الصينية أن "التعليقات التى أدلت بها الولاياتالمتحدةواليابان تتجاوز نطاق العلاقات الثنائية، وأنها تضر بمصالح طرف ثالث، والتفاهم والثقة المتبادلين للدول الإقليمية وكذلك السلام والاستقرار فى منطقة آسيا المحيط الهاديء، وأن البيان المشترك يعد فى طبيعته تأييدا للأنشطة الانفصالية". وأضافت بيان السفارة الصينية أن "البيان محاولة ضد اتجاه الزمن، ولن تؤدى إلا إلى الإضرار بالمصالح الوطنية لهذين البلدين". وشددت الصين في بيانها الغاضب على أن "القضايا المتعلقة بتايوان وهونج كونج وشينجيانج هى شؤون داخلية بحتة للصين، بينما تتعلق قضايا بحر الصين الشرقى وبحر الصين الجنوبى بسيادة الصين ومصالحها البحرية، وأن هذه الأمور هى مصالح جوهرية للصين ولا تسمح بالتدخل بشأنها". كانت وزارة الخارجية الصينية دعت أمس كلا من اليابانوالولاياتالمتحدة إلى "تفادى الخطوات التى من شأنها التدخل فى شؤون الصين الداخلية وتقويض مصالحها، والامتناع عن تشكيل جبهة تستهدف الصين"، حيث أوضحت الوزارة أن الصين أعربت عن قلقها البالغ لليابان والولاياتالمتحدة إزاء ما وصفته ب "تحركاتهما السلبية"، وأن كلا من العلاقات الصينية - الأمريكية والعلاقات الصينية - اليابانية تقف الآن عند مفترق طرق، وأن العالم يتابع عن كثب الرسائل التى ستبعث بها زيارة رئيس الوزراء اليابانى لواشنطن.