لم تكتف الدوحة بشراء مساحات في الصحف العالمية إما للدفاع عن تنظيم الحمدين، أو توجيه مواد إعلامية تحريضية ضد دول الرباعي العربي، بل أيضا سعت لشراء صحفيين غربيين، حاولت استخدامهم بشتى الطرق لنشر مضامين إعلامية تبرر سياسات الدوحة التحريضية، وتحاول بث الشائعات ضد دول المنطقة. أزمة قطر مع الرباعي العربي بعد إعلان الرباعي العربي الداعي لمكافحة الإرهاب، مقاطعة قطر، وعكف تنظيم الحمدين على تخصيص ميزانية ضخمة لشراء أسهم في صحف عالمية، فخلال الأشهر الماضية أكدت المعارضة القطرية، أن تنظيم الحمدين اشترى 10% من أسهم جريدة نيويورك تايمز الأمريكية، مما يخدم أهداف النظام القطري في محاولة خلق رأي عام عالمي مؤيد لسياساته الداعمة للإرهاب، وهي نفس سياسة جماعة الإخوان في شراء مساحات في الصحف العالمية للدفاع عن قياداتها والتحريض ضد الدولة المصرية.
مؤخرا عكف النظام القطري على شراء الصحفيين الأجانب، وذلك تزامنا مع مرور عام على إعلان الباعي العربي مقاطعة قطر، فلم تكتف الدوحة، بإعلامها فقط وعلى رأسه قناه الجزيرة القطرية، في بث الفتن والشائعات، بل أيضا تطور الأمر إلى استقدام صحفيين أجانب للكتابة في صحفهم عن قطر، ومحاولة الدفاع عنها، ودفع الدول الغربية على اتخاذ مواقف مساندة لها. شراء قطر لصحفيين أجانب الكاتب السعودي، عبد العزيز الخميس، سلط الضوء على شراء تنظيم الحمدين، حيث أكد في تغريدة له عبر حسابه الشخصي على "تويتر"، أن إعلام تنظيم الحمدين، أرشي صحفي غربي، لينشر ما تريده ثم خذه منه مرة أخرى، ونشروه عبر إعلامهم وقاموا بتسليط الضوء على كتاباته واعتبروه مصدرًا صادقًا وأمينًا، متابعا: بعدها شغل مرتزقتك ليستعملوه في وسائل التواصل الاجتماعي، فمن كثر ما استخدم "الحمدين" ذلك صار الموضوع ممل ومكشوف للرأى العام، فهذه سياسة شراء الصحفيين الأجانب.
وأضاف الكاتب السعودي في تغريدته: كالعادة لا تنجح الجزيرة إلا في الكذب، قالوا لنا أنهم سيكشفون ما يسمونه اختراق وكالة الأنباء القطرية، ولم يقدموا دليلا أو معلومة موثقة، وقالوا سابقا إن الإمارات فعلت ذلك، واليوم غيروا وقالوا السعودية، باقي البحرين ومصر.
فشل قناة الجزيرة سياسة قطر في شراء صحفيين أجانب لخدمة النظام القطري، يؤكد بما لا يدع مجالا للشك فشل قناة الجزيرة، وخطتها في تفتيت المنطقة العربية، ,خدمة أجندة قطر، في ظل الأزمة الراهنة التي تلاحق الفضائية القطرية، وتقليص عدد العاملين لدينها، وكذلك انفضحا كذبها أمام الرأي العام العربي، ودعمها للشخصيات الإرهابية وترويجها لفيديوهات الإرهابيين.
أسباب عديدة دفعت النظام القطري للجوء إلى هذا الأسلوب، بعد مرور عام على الأزمة القطرية، فبعد هذه المدة الكبيرة من المقاطعة لم تحقق الدوحة أي انتصار في أزمتها، بل زادت عزلتها بفعل السياسات التي يتبعها تميم بن حمد، وبالتالي سعى النظام القطري لإيجاد مخرج لتبرير سياساته على الأقل على مستوى الرأي العام الغربي، فاستغل أمواله في شراء ذمم بعض الصحفيين الأجانب للدفاع عنه.
في هذا السياق، أكد محمد حامد، الباحث في شؤون العلاقات الدولية، أن النظام القطري منذ إعلان المقاطعة العربية له، عكف على تمويل صحف غربية، وشراء مقالات وصحفيين أجانب لكتابة تقرير تدافع عنه، وتشويه بعض الأنظمة العربية عامة والخليجية خاصة، وتنشر الشائعات ضد بعض تلك الدول.
الباحث في شؤون العلاقات الدولية، أضاف في تصريحات ل"صوت الأمة"، أن النظام القطري بعد مرور عام من استخدام كافة الأساليب التشويه والنحريض، وجد نفسه أنه لم يحقق أي تقدم يذكر، لذا وجدت من شراء صحفيين أجانب للدفاع عنها وسيلة لمواجهة أزمتها، وهذه سياسة ليست بجديدة على الدوحة.
في الإطار ذاته، أكد هشام النجار، الباحث الإسلامي، أن لجوء النظام القطري إلى هذا الأسلوب معروف منذ وقت طويل، حيث دأبت الدوحة على شراء لإعلاميين وصحافيين غربيين لنشر مواد موجهة لصالح سياساتها وكون هؤلاء ثروات طائلة من وراء تلك الصفقات المشبوهة على حساب الحقيقة ومصالح الدول.
والباحث الإسلامي، طالب في تصريحات ل"صوت الأمة" بمحاكمة هؤلاء الصحفيين والإعلاميين لدى سلطات بلادهم لأن ما يكتبونه ليس نابعا من حقائق موثقة على الأرض أو جهد تحليلي دقيق، إنما من تلفيق قطري لتزييف الحقائق ومواصلة دعمها للارهاب في العالم.