الهروب الجماعي لطلاب الثانوية العامة من المدارس، ظاهرة جديدة مثلت صداعًا في رأس نواب لجنة التعليم بالبرلمان بسبب عدم قدرة النواب على حلها، خاصة وأن الحل الذي يراه أعضاء اللجنة لتلك الظاهرة لا يمكن تنفيذه بين يوم وليلة، ولكنه تكمن صعوبته في كونه مرتبط بإصلاح المنظومة التعليمية بكاملها. بداية الأزمة البداية كانت عند تقديم النائب زكريا محيي الدين، بطلب إحاطة. كشف فيه عن وجود العديد من فصول مدارس الثانوية العامة خاوية بلا طلاب، الأمر الذي يستدعي حل تلك الأزمة سريعا قبل أن يزداد لعدم حضور الطلاب بكاملهم للمدارس واعتمادهم فقط على الدروس الخصوصية والمراكز التعليمية، ما جعل لجنة التعليم بمجلس النواب تطلب استدعاء الوزير لمعرفة خطته في مواجهة هذه الظاهرة. تحايل وقال النائب سمير غطاس، عضو لجنة التعليم بمجلس النواب، إن اللجنة تعلم أن أزمة هروب الطلاب من المدارس لن يتم حلها طالما أنه لم يتم حل المنظومة التعليمية بكاملها. وأضاف في تصريح خاص ل «صوت الأمة»، أن الطلاب صاروا يفضلون المذاكرة في المنازل معتمدين في ذلك على الدروس الخصوصية والمراكز التعليمية، بالإضافة إلى أن المدرسين أنفسهم أصبحوا غير مهتمين بالتعليم داخل المدارس، ما جعل تلك المدارس لا قيمة لها، وبالتالي أصبح الطالب لا يذهب إليها. وتابع أنه رغم أن هناك مدة محددة لغياب الطلاب عن المدارس يتبعها الفصل في حال تجاوز الطالب تلك المدة، إلا أن الطلاب يتحايلون على هذا الأمر بتقديم الشهادات المرضية التي تمحي أيام الغياب، وهناك طلاب آخرين لا يهتمون بذلك ويؤدون الامتحانات «منازل» بعد فصلهم، وبالتالي منوا العقاب. وكشف «غطاس» عن توصيات اللجنة لوزارة التعليم في ذلك الشأن بضرورة ألا يتم اعتماد نتائج الامتحانات على الامتحان الذي يؤديه الطلبة نهاية العام، ولكن يحتسب ضمنه أيضا الالتزام بحضور الطلبة في المدارس. زيارات مفاجئة وقالت النائبة ماجدة نصر، عضو لجنة التعليم بمجلس النواب، إن أزمة هروب الطلاب من المدارس لوحظت أكثر في مدارس الثانوي، ولم يتم كشفها في مدارس الإعدادي حتى الآن، مشيرة إلى نسبة الغياب من المدارس عالية جدا. وتابعت «نصر»، في تصريح خاص ل«صوت الأمة»، أن لجنة التعليم بالبرلمان قررت أن تواجه تلك الأزمة بتنظيم زيارات مفاجئة إلى المدارس للوقوف على المشكلة وإيجاد حلول لها.
