علاقات دولية متوترة ربما تصل إلي الحظر الاقتصادي، ومؤتمرات، وخطابات بعضها يهدد وبعضها يناشد، وفرق من المفتشين الدوليين تحمل حقائبها ومعداتها وخرائطها للغوص في قلب البلاد التي يجب عليها الاستسلام ونزع كافة ملابسها لإظهار حسن النوايا، والسماح بتفتيش كل شبر منها بما فيها القصور الرئاسية، سيناريوهات طرحت نفسها علي الساحة المصرية عقب صدور تقرير الوكالة الدولية للطاقة الذرية بعثورها علي يورانيوم عالي التخصيب بالقرب من مفاعل أنشاص شمال شرق القاهرة.وكان دبلوماسي بالوكالة الدولية للطاقة الذرية ومقرها العاصمة النمساوية «فيينا» صرح أن مفتشي الوكالة عثروا علي آثار يورانيوم مخصب في منطقة انشاص شمال شرق القاهرة حيث يوجد المفاعل النووي السلمي تلي ذلك هجوماً شرساً علي مصر داخل الكنيست الإسرائيلي حيث طالب «إريه الداد» من كتلة الاتحاد الوطني اليميني بضرورة تحرك الولاياتالمتحدةالأمريكية لتفكيك البرامج النووية في كل من إيران وباكستان ومصر بدلاً من مطالبة إسرائيل بالانضمام إلي معاهدة حظر انتشار الأسلحة النووية.. ما سبق يطرح تساؤلاً هاماً هل ستنجح محاولات إسرائيل في إثارة أزمة دولية بين أمريكا ومصر ودفع الوكالة الدولية إلي تفتيش كل شبر بالبلاد وصولا إلي قصر العروبة للبحث عن اليورانيوم المخصب مثلما حدث في القصور الرئاسية بالعراق من قبل؟!والسؤال الأهم: هل تملك مصر بالفعل يورانيوم مخصب صالح لتصنيع أسلحة نووية؟الدكتور محمد القللي رئيس هيئة الطاقة الذرية أكد أنها المرة الأولي التي يعثر فيها مفتشو الوكالة الدولية علي يورانيوم مشيراً إلي أن مفتشي الوكالة دخلوا البلاد في 20 ابريل 2008 وتفقدوا عدة أماكن منها منطقة مفاعل انشاص وكانوا يحصلون علي عينات من كل منطقة للكشف عن محتوياتها.وتابع: أعدت وكالة الطاقة الذرية تقريراً حول زيارتها لمصر ولم يتم الكشف عنه حتي الآن.وقال رئيس هيئة الطاقة الذرية ان الهيئة ردت علي استفسار الهيئة الدولية بأن اليورانيوم المخصب ربما يكون دخل البلاد من خلال حاويات تحمل نظائر مشعة تستخدم في الأغراض العلمية والطبية.د. محمد عزت رئيس جهاز الأمان النووي الأسبق أكدً عدم وجود تخصيب يورانيوم في مصر منذ الستينيات إلا في مفاعل انشاص الروسي الذي أجريت فيه تجارب منذ فترة طويلة وأنه حتي الآن لا توجد أدلة دامغة وإلا اتخذت اجراءات حازمة ضدنا.وحول أسباب تفجير الخبر في هذا التوقيت يري د. عزت أن الساحة الدولية تموج بالآثار السيئة للنشاط الصهيوني السياسي الدولي الذي يحاول الإفلات من التوقيع علي معاهدة منع الانشار النووي، كما أن إسرائيل تستخدم حلفاءها للهجوم علي الدول المعادية وعلي رأسها مصر وفي الاجتماع الأخير الخاص بمراجعة معاهدة عدم الانتشار طالبت مصر بضرورة التدخل الدولي لاجبار إسرائيل علي التوقيع لذلك يبحث العدو في الأوراق القديمة لإثارة أزمة ضدها.اللواء طلعت مسلم الخبير الاستراتيجي يثير نقطة هامة حول نسبة اليورانيوم التي تعتبر مخصبة من عدمه ففي الأبحاث العلمية قد ترتفع نسبة التخصيب من 7 إلي 235 وهنا يكون يورانيوم مخصباً ولكن لا يدل ذلك علي استخدامه عسكرياً.