وزير الخارجية يلتقي بقيادات وأعضاء الوكالة المصرية للشراكة من أجل التنمية    بعد استهدافه.. كل ما تريد معرفته عن ميناء الحديدة شريان اليمن الحيوي    غدًا انطلاق ملتقى العائلة والصحة نحو حياة أفضل لأبطال الأولمبياد الخاص المصري بالقاهرة    بث مباشر مشاهدة مباراة أرسنال وأتلتيك بلباو يلا شوت في دوري أبطال أوروبا    الأهلي ينهي كافة الترتيبات اللازمة لإنعقاد الجمعية العمومية    بعد إيقاف تشغيلها.. مواعيد آخر قطارات المصيف على خط القاهرة - مطروح    مؤسسة ساويرس للتنمية الاجتماعية "الشريك الداعم للأثر" لمهرجان الجونة السينمائي 2025    تعزيز التعاون بين مصر وبرنامج الأمم المتحدة الإنمائي في القطاع الصحي    خضراوات ملونة تحمي قلبك وتخفض الكوليسترول الضار    سارة سلامة بفستان قصير.. ما سر ارتدائها اللون الأسود؟    خبراء يرجحون تثبيت أسعار الوقود في أكتوبر المقبل    تعرف على عقوبة إتلاف منشآت الكهرباء وفقا للقانون    ورش فنية وعروض تراثية في ختام القافلة الثقافية بقرية البصرة بالعامرية    منتخب مصر للكرة النسائية تحت 20 سنة يختتم تدريباته قبل السفر إلى غينيا الاستوائية    رياض الأطفال بشرق مدينة نصر تستعد لانطلاق العام الدراسي الجديد (صور)    مفتي الجمهورية: الحروب والجهل والتطرف أخطر ما يهدد التراث الديني والإنساني    جامعة قناة السويس تعلن مد فترة التسجيل ببرامج الدراسات العليا حتى 30 سبتمبر    وزير التعليم العالي: استعداد الجامعات الأهلية للعام الدراسي الجديد ب192 برنامجًا وتوسّع في المنح الدراسية    اتحاد المصدرين السودانيين: قطاع التصنيع الغذائى فى السودان يواجه تحديات كبيرة    مدبولي: وعي المواطن خط الدفاع الأول.. وماضون في الخطط التنموية رغم الأزمات    مدرب بيراميدز: لا نخشى أهلي جدة.. وهذا أصعب ما واجهناه أمام أوكلاند سيتي    تشكيل الهلال المتوقع أمام الدحيل في دوري أبطال آسيا    كامل الوزير: مصر أصبحت قاعدة لتصنيع وتصدير المركبات الكهربائية للعالم    تأجيل محاكمة 111 متهما بقضية "طلائع حسم" لجلسة 25 نوفمبر    تجديد حبس المتهم بقتل زوجته بطعنات متفرقة بالشرقية 45 يوما    إصابة سيدة ونفوق 40 رأس ماشية في حريق بقنا    انتبه.. تحديث iOS 26 يضعف بطارية موبايلك الآيفون.. وأبل ترد: أمر طبيعى    صور | جريمة على الطريق العام.. مقتل عامل ونجله في تجدد خصومة ثأرية بقنا    محافظ أسوان يفاجئ أحد المخابز البلدية بكوم أمبو للتأكد من جودة الخبز    تنظيم معسكرات بالتنسيق مع الشباب والرياضة في بني سويف لترسيخ التعامل مع القضية السكانية    البنك الأهلي المصري يحتفل بتخريج دفعة جديدة من الحاصلين على منح دراسية بمدينة زويل    المفوض الأممي لحقوق الإنسان: يجب منع تصدير الأسلحة إلى إسرائيل    التنمية المحلية ومحافظ الأقصر يتسلمان جائزة الآغا خان العالمية للعمارة    ريهام عبد الغفور تفوز بجائزة أفضل ممثلة عربية في مهرجان "همسة"    خارجية السويد: الهجوم العسكرى المكثف على غزة يفاقم الوضع الإنساني الكارثى    هل سمعت عن زواج النفحة؟.. دار الإفتاء توضح الحكم الشرعى    موعد شهر رمضان الكريم وأول أيام الصيام فلكيًا    إطلاق قافلة "زاد العزة" ال38 إلى غزة بحمولة 122 ألف سلة غذائية    برشلونة يحدد ملعب يوهان كرويف لمواجهة خيتافي في الجولة الخامسة من الليجا    ندوة توعوية حول أهداف التأمين الصحى الشامل ورعاية العمالة غير المنتظمة بالإسماعيلية    محافظ المنيا: ندعم كافة مبادرات الصحة العامة لتحسين جودة الرعاية الطبية    11 طريقة لتقليل الشهية وخسارة الوزن بشكل طبيعي دون أدوية    أستاذ فقه: الشكر عبادة عظيمة تغيب عن كثير من الناس بسبب الانشغال بالمفقود    وزير الأوقاف لمصراوي: أتأثر كثيرا ب د. علي جمعة.. والرسول قدوتي منذ الصِغر    وزير الكهرباء: الاستخدامات السلمية للطاقة الذرية حقٌ أصيل لجميع الدول    السكك الحديدية: إيقاف تشغيل القطارات الصيفية بين القاهرة ومرسى مطروح    99.1% هندسة بترول السويس و97.5% هندسة أسيوط بتنسيق الثانوي الصناعي 5 سنوات    أمين الإفتاء: الكلاب طاهرة وغسل الإناء الذي ولغ فيه أمر تعبدي    ميرتس يسعى لكسب ثقة قطاع الأعمال ويعد ب«خريف إصلاحات» لإعادة التنافسية لألمانيا    وزير التعليم: المناهج الجديدة متناسبة مع عقلية الطالب.. ولأول مرة هذا العام اشترك المعلمون في وضع المناهج    الإفتاء تحذر من صور متعددة للكذب يغفل عنها كثير من الناس    ترامب يستبعد شن إسرائيل المزيد من الضربات على قطر    ترامب يعلن مقتل 3 أشخاص باستهداف سفينة مخدرات من فنزويلا    «سويلم» لمجموعة البنك الدولي: «سياسات حديثة لمنظومة الري»    تعرف على برجك اليوم 2025/9/16.. «العذراء»: ركّز على عالمك العاطفى .. و«الدلو»: عقلك المبدع يبحث دومًا عن الجديد    إبراهيم صلاح: فيريرا كسب ثقة جماهير الزمالك بعد التوقف    "تم عقد اجتماع مع أحدهما".. مدرب البرتغال السابق يدخل دائرة اهتمامات الأهلي مع أورس فيشر    الدكتور محمد على إبراهيم أستاذ الاقتصاد بالأكاديمية العربية للنقل البحري ل«المصري اليوم»: سياسات الصندوق جوهرها الخفض الخبيث للعملة وبيع الأصول العامة بأسعار رخيصة (الحلقة الخامسة)    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



عمار الشريعى : نعيش عصر التجاعيد الموسيقية
نشر في الشروق الجديد يوم 10 - 02 - 2009

الحوار مع الموسيقار عمار الشرعى له دائما إيقاعه المختلف، لأنه يحمل إلى جانب فكره الموسيقى المتميز ثقافة ومعرفة فى شتى مناحى الحياة، وهو لديه قاعدة معلومات ضخمة تجعله يتحدث فى كل الاتجاهات بنفس الحرفية التى يصيغ بها ألحانه.
عمار الشريعى ينتمى عمليا لجيل الوسط من الملحنين، لكن نغمه الطموح جعله ينتمى إلى جيل الكبار، أهم ما فى عمار الشريعى أنه عندما ينشغل عن الموسيقى يكون انشغاله متعلقا بما يهدف لتطويرها، وخلق نغمات، وجمل لحنية جديدة، وهو أبرز من طوع التكنولوجيا لخدمة الموسيقى العربية بما لا يفقدها شرقيتها، وعروبتها.
والجميل فى شخصية هذا الفنان الكبير أن أى قضية تثار تجعلنا نلجأ إليه دون تحفظ أو تفكير لأنه يمتلك الرأى، والفلسفة المقنعة. لذلك اعتبرناه، وكذلك كل الموسيقيين فى الوطن العربى عميد العائلة الموسيقية.
عند الإعداد للحوار معه كانت هناك قضايا كثيرة مثارة بداخلى حول رأيه فى عمرو دياب، الذى أعلنه فى برنامج «الحلم»، واتجاهه للتلحين لنانسى عجرم رغم أنه لم يكن مقتنعا بها فى بداية مشوارها.. وقضايا أخرى كثيرة.. تحدث فيها..
بدأت الحوار برأيه الذى أعلنه فى عمرو دياب، والذى أغضب الكثير من نجوم الغناء خاصة الذين يتمتعون بمقومات غنائية كبيرة، والذى قال فيه إن عمرو دياب هو نجم العصر.. رغم أنه ليس الأفضل بين الأصوات الموجودة؟ فأجاب:
قلت إن عمرو نجم جيله، وليس نجم العصر، وأعتقد أن هذا الكلام مسجل فى البرنامج التليفزيونى. وأى إنسان يستطيع العودة إليه، ومشاهدته.
وما المواصفات التى وجدتها فى عمرو ولم تجدها فى جيله؟
عمرو لديه كل مواصفات النجم الاستعراضى، فهو يمتلك «كبشة» من كل لون من ألوان الفنون.. هو مغنٍ فى حدود إمكاناته، فالمطلوب منه ليس غناء «نهج البردة»، كما أنه يمتلك طلة، و«كاريزما» مرعبة، وهو واعٍ، ومتحرك وذكى، كما أنه وهب كل حياته لفنه.
كيف توصلت إلى هذه المقومات؟
منذ عدة سنوات كنت أعد إحدى الحفلات الرسمية، وكان عمرو من بين الأصوات التى طلبوا مشاركتها، وجدت عمرو يحضر كل جلسات التلحين رغم أنه واحد من بين أكثر من عشرة أصوات مشاركة، وكان يصمم على حضور الجلسات التى لا تخصه، والجميل أنه طلب منى أن يتجاوز الجزء الخاص به الثلاث دقائق، رغم أن كل المشاركين كانوا يشترطون شيئا واحدا، وهو ألا يقل زمن الكوبليه الخاص به عن أى زميل آخر.
فى رأيك لماذا طلب ذلك؟
لأنه يريد البصمة، وليس الكم الزمنى. هنا أيقنت مدى ذكائه، واكتشفت أن هذا الولد لا يشغله سوى فنه، لذلك يجب ألا ننظر له على أنه مغنٍ، لكنه مؤسسة والدليل أنه ما زال يبيع رغم ما يحدث فى سوق الغناء، وهذا سببه أن الناس تريد أن تقتنى شيئا منه.
هل ترى أن تامر حسنى يهدد شعبية عمرو؟
تامر ليس له علاقة بعمرو، فهو محبوب من الشباب، والمراهقين وله شعبية طاغية بينهم.
ماذا عن رأيك فى تامر كموسيقى؟
تامر موسيقى شاطر، لكننى لا أعلم ما السر فى أن أغلب أغانيه تحمل إيحاءات مثل «أحلى حاجة فيكى.. طيبة قلبك».. وأعتقد أنه ليس فى حاجة لذلك، فهو يستطيع أن يكون مركز إشعاع مختلف، ويستطيع تقديم أغانٍ جيدة.
وكملحن؟
ألحانه جيدة، وهو ممكن يكون صوت زمانه. خاصة أنه عازف شاطر، ونقلاته على الجيتار مقامياً تقول إنه فنان فاهم.
أعلم أنك تعد ألحانا لنانسى عجرم رغم رفضك لصوتها عند بداية ظهورها؟
فى البداية كان لى ملاحظات عليها، عندما ظهرت اقتنعت أن سكة الغناء واسعة، وتحتمل وجود من يغنى، ومن لا يستطيع، ووجدت أن نانسى تجاوزت حدودها عندما غنت أعمال الكبار خلال حضورى مهرجانا كانت تشارك فيه، بدأت بالغناء «أخاصمك آه» قلت دى لطيفة، وبعد «شوية» وجدتها تغنى «يا واد يا تقيل» قلت «ليه كده بس» سيبوا الناس اللى رحلوا فى حالهم. ثم غنت إحدى أغانى شريفة فاضل، وقتها شعرت أن هناك اعتداء علىّ لأنى أعتز بشريفة فاضل، وبعد دقائق وجدتها تغنى «سيرة الحب»، وفى هذه اللحظة لم أتمالك نفسى، وانفعلت بشدة، وقلت لها ربما بصوت مسموع «معلش» يا نانسى وخرجت أثناء غنائها كنوع من الاحتجاج، وخرجت وأنا أكرهها تماما.
وماذا بعد ذلك؟
شعرت أننى كنت متسرعا، وقلت ربما لم يكن لدى البنت أغانٍ خاصة لذلك لجأت إلى أعمال غيرها.
ومتى شعرت أنها صوت جيد؟
فى مهرجان القاهرة للأغنية سمعت واحدة بتغنى سألت عنها. قالوا إنها نانسى عجرم واندهشت. لأننى شعرت أنها مطربة جيدة.
هل تعتقد أنها حاولت تحسين صوتها؟
بالفعل فهى المطربة الوحيدة التى شاهدتها تهتم بذلك، وأشعر الآن أن نانسى الأولى ليست هى الحالية. لذلك بمجرد أن حدثتنى فى هذه الليلة بضرورة أن يكون هناك تعاون، وجدت نفسى أسعى لعمل شىء جيد لها.
كيف تعاملت مع صوتها؟
ليس المطلوب منى أن أتعامل مع نانسى على أنها تستطيع أداء أصعب الألحان، لكنها صوت لطيف يحتاج أغانى رقيقة، وغناء بسيطا مع بعض الزخارف الغنائية السهلة، وهى تذكرنى بشادية مع كثير من الاختلاف.
بما أننا نستعرض الأسماء المطروحة على الساحة البعض يرى أن صوتا مثل أنغام ينهار؟
أنغام طول عمرى وأنا أقول إنها تربت فى أحضان الكبار، ولم أكن أتمنى أن تكون حقل تجارب لأن سكتها معروفة. ومطربة تستطيع غناء العفاريت. والغناء مثل الملابس، يجب أن يختار الصوت ما يليق عليه.
وما الذى جعلها تذهب إلى الشكل الذى يغنيه الآخرون، إليسا ونانسى وعمرو دياب؟
أنغام انبهرت ببعض الأشكال الموسيقية الموجودة، وهى لا تعمل دائما مع الملحنين الذين يستوعبون صوتها، فهى تختار تجريبيين أكثر منهم ملحنين، وأنا أرى أنها أفضل مع والدها محمد على سليمان أو أمير عبدالمجيد لأن أعمالهما «عربى»، وهى تحتاج إلى مثل هذه النوعية من الألحان، وفى كل الأحوال علينا أن نحترم رغبتها فى التغيير، وعلينا أن نسامحها لأنها مطربة كبيرة.
لكن هذا التجريب استغرق وقتا طويلا من حياتها الفنية؟
هى فى تحدٍ مع الكل، ودخلت فى منطقة غريبة عليها، ولم تجلس مع نفسها لكى تقيّم ما تؤديه.
عودتك لتلحين الأغانى التى تطرح فى سوق الكاسيت كانت من خلال ألبوم على الحجار.. هل كان هو صاحب فكرة العودة؟
عندما طلب منى على تلحين الأغنيتين لم يكن أمامى إلا القبول، لكن فى حقيقة الأمر السبب فى عودتى لهذه النوعية من الأغانى هو بهاء الدين محمد بسبب إلحاحه الشديد، وتقديم عروض حقيقية. لذلك أغلب الأعمال التى لحنتها من كلماته.
لكن الإلحاح وحده لا يكفى أعتقد أنك كنت تريد ذلك، ولو على الأقل من الناحية النفسية؟
لا أنكر ذلك، وكنت أشعر أن بداخلى شيئا ناقصا.
آخر عمل قدمته فى سوق الكاسيت كان للطيفة عام 1999 وهو ألبوم بعنوان «الغنوة» لماذا ابتعدت كل هذا الوقت؟
لأن كل العروض التى كانت مطروحة تستطيع أن تقول إنها «مشروطة».
كيف؟
كل مطرب يريد الأغنية شبيهة بأغنية أخرى، واعتبرت أن ذلك حجر على فنى. وليس بالضرورة أن ما لدىّ هو الأفضل، لكن على الصوت أن يحترم فنى، وعليه أن يرفض أو يقبل بعد ذلك، وهذا الأمر كان جديدا علىّ. لأننى عندما كنت ألحن قبل ذلك كنت أعرض الأغنية. ومن حق المطرب إبداء رأيه دون حجر.
لكن الغياب طال كثيرا؟
فى مجال واحد من الأغنية. لكننى وجدت أن وضع الموسيقى التصويرية أفضل لأن المسئول عن العمل لا يفرض شروطا. ولأن الدراما حالة إنسانية، تعبر عنها موسيقيا. وكل موسيقى حر فى إبداء وجهة نظره فى رصد هذا الانفعال.
فى الماضى كنت تشترط تلحين الألبوم كاملا الآن لحنت لعلى أغنيتين فقط، وهناك مثلهما لنانسى، وواحدة لشيرين لماذا تنازلت؟
الوضع الآن تغير. زمان كان المطرب يقبل يدك لكى تلحن له أغنية أو اثنتين، وكانت الأغنية فكر ملحن، ورؤيته تسود. وكان المستمع يقتنى العمل من أجل عمار أو محمد على سليمان أو حلمى بكر. الآن المستمع يحب المطرب، وللحقيقة فالصوت الآن هو الذى يسوق العمل. فى الماضى كان الملحن.
ليس هذا هو التنازل الوحيد الذى لاحظته. حيث وجدت أن هناك موزعين موسيقيين لأعمالك، وهو ما لم يحدث فى الماضى؟
 التوزيع الموسيقى يحتاج إلى صحة. والآن أصبح من الصعب علىّ التوزيع وحضور بروفات المطرب، وفى نفس الوقت العمل فى الدراما. لذلك قررت أن أخفف المجهود وأعتمد على موزعين موسيقيين ممن أثق فيهم، مثلما حدث مع شيرين، حيث وزع الأغنية محمد مصطفى وهو ابنى وأنا تلميذ لوالده مصطفى عبدالحميد، ومع على الحجار كان أشرف محروس «كومبو» وأنا وترى.
إذن هذا ليس له علاقة برغبتك فى مواكبة العصر عن طريق الاعتماد على موزعين موسيقيين لهم تجارب شابة؟
أنا أمتلك مثلهم لغة العصر. عندى «حلل» وجيتارات، لكن كما قلت الصحة.
هل أنت متفائل بالحالة الغنائية حاليا؟
بالقطع غير متفائل بالمرة.
لماذا؟
لأن الأغنية أصبحت الآن مرئية والدليل أن أغلى مؤلف، وملحن يحصل على 30 ألف جنيه، والمخرج يحصل على 250 ألفا.
وكيف نخرج من هذه الأزمة؟
يجب أن تتضافر كل أجهزة الدولة، لكن ما فائدة أن الإذاعة تنتج، والتليفزيون لا يعرض أو يصور. يجب أن تعود هيبة الدولة، ويكون هناك تكامل.. صوت القاهرة تنتج وتصور، والتليفزيون يعرض والإذاعة تذيع، التليفزيون المصرى يجب ألا يقارن نفسه بالفضائيات الغنائية.
هل أنت مع عودة اللجان المقيّمة للأصوات؟
 يجب أن تأخذ دورا فعالا، الكل الآن يقول من حقى أغنى، نعم من حق كل مواطن يغنى لكن من حقنا أن نحسن الاختيار.
هل تعتقد أن جيل الوسط فقد سيطرته على سوق الغناء؟
لابد أن نتفق على أن هناك توفيقا، وعدم توفيق، ويجب أن يبذل كل واحد منا مجهودا كبيرا مثلا هانى شاكر ما زالت له شعبية كبيرة عند الشباب.
وأرى أن على الحجار ومحمد الحلو ليسا متواجدين بقدر موهبتهما الضخمة، ولابد أن يكونا فى منطقة أخرى، وهذه الأسماء الكبيرة يجب أن نقف بجوارهم، وأنا شخصيا عندما لحنت لعلى لم أناقشه فى الأمور المالية، لأنه واجبى تجاه صديق، وفنان كبير، وهذا ما سأفعله مع الحلو إذا طلب.
لكن يجب أن تكون هناك مساندة من الدولة خاصة التليفزيون ولو بإنتاج «أغانى سينجل» يعرضها لمواجهة ما نشاهده الآن؟
أنا معك وأتمنى أن يجد هذا الكلام صدى لدى وزارة الإعلام.
لماذا لا تتبنى هذاالمشروع.. ويصبح مشروعا قوميا؟
أتمنى ذلك، وأنا موجود إذا طلب منى سوف أشارك فيه.
رشحت لعمل أوبرا مصرية لماذا توقف المشروع؟
بالفعل طلب منى فاروق حسنى ذلك، وجهزت الفكرة مع سيد حجاب ومحفوظ عبدالرحمن، وكانت فكرة عبقرية لكن يبدو أن الوزير فاروق حسنى لم يستحسنها.
هل كانت فكرة سياسية؟
كانت حول فكرة الست والهانم، والحكاية الشهيرة التى ربطت بين السيدة أم كلثوم والسيدة جيهان السادات، وعلاقة الفن بالسلطة، ورشحت للغناء أنغام لكن بعد ذلك انفرط العقد.
لكن شريف محيى الدين قدم أوبرا «ميرامار» عن رواية نجيب محفوظ؟
نعم قدمها لكن لى وجهة نظر أخرى فى الأوبرا المصرية، يجب أن تعتمد على المقامات العربية، نتفق من الجلدة للجلدة موسيقيا، لكن نحن لنا طريقة غناء من حقنا أن نقدمها، فالمقامات العربية فيها ثراء غير موجود فى الموسيقى الغربية.
لماذا توقف مشروع تقديم أعمالك الموسيقية على خشبة المسرح الكبير مع الأوركسترا؟
اللوم يقع علىّ، لأن الصديق عبدالمنعم كامل ألح علىّ كثيرا واستجاب لكل مطالبى، وبالفعل طرح الحفل للجمهور أكثر من مرة وحقق مبيعات كبيرة، لكننى فى كل مرة أتخوف وأتراجع.
لكنك ظهرت على المسرح كثيرا فى بداية المشوار مع الأصدقاء؟
أنا اتربيت على المسرح، لكن كتر البعاد عنه جعلنى أتخوف.
وما الداعى للخوف؟
أخشى أن أذهب يوم الحفل وأجد نصف المسرح فقط ممتلئا، وفى هذه الحالة سوف أموت، واعتقد أن عمر خيرت عوضنا جميعا. وبصراحة أنا حظى قليل فى الحفلات الحية.
لماذ تقول ذلك؟
خلال حفل مهرجان عمان قدمت كونشيرتو مع العود، وتدربت 6 شهور على العود. وفجأة خلال الحفل سقط أحد مفاتيح العود، وتخوفت من إيقاف الأوركسترا خجلا، واضطررت للعزف على هذا الوضع طوال الحفل وبصراحة الواحد قلبه ضعيف.
ماذا عن مهرجان الموسيقى العربية الذى تنظمه الأوبرا؟
أنا مع أى تجمع للموسيقى والغناء العربى، لكن هناك نقاط ضعف فى هذا المهرجان، الأولى نوعية المطربين، يجب أن ندعو الأصوات الكبيرة الموهوبة، الشىء الثانى نوعية الأغانى المقدمة يجب أن تنتمى للتراث لأن المهرجان معنٍ بذلك، ولا أجد مبررا منطقيا لدعوة أصوات تغنى الأعمال التى تعرضها الفضائيات الآن، وإلا عليهم تغيير مسمى المهرجان، وبالمناسبة أنا لست ضد مروان خورى، لكن ما يقدمه لا يتناسب مع دور، وهدف، وفكر المهرجان، كما أن تكريم كل من هب ودب أمر غير مقبول يجب أن يكون التكريم عزيزا، وللرموز الذين صنعوا نقلة فى تاريخ الأغنية ولهم تأثير واضح.
لو عرض عليك إدارة المهرجان؟
سوف أفكر كثيرا لأن المهمة ثقيلة، وأنا بطبعى عندما أدير مهرجانا كهذا لا أقبل أنصاف الحلول.
الأوضاع الموسيقية فى مصر هل تتشابه مع أوضاعها الأخرى؟
اعتقد أن هناك تشابها كبيرا بين أوجاع الناس، والوضع الموسيقى، التكوين العضوى للوجه المصرى لا يمكن فصله عن شكل وجهها الاقتصادى، ساعات نجد أشياء جيدة مثل بطولة أفريقيا أو أغنية حلوة، لكننا نعيش عصر التجاعيد الموسيقية، التى تشبه العبارة الغارقة، والناس التى هربت بأموالنا للخارج للأسف جسد البلد تعبان وبالتالى وجه الناس تعبان والفصل بين غنائنا ووجه مصر شىء صعب يربطهما سويا.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.