«مستقبل وطن».. أمانة الشباب تناقش الملفات التنظيمية والحزبية مع قيادات المحافظات    تفاصيل حفل توزيع جوائز "صور القاهرة التي التقطها المصورون الأتراك" في السفارة التركية بالقاهرة    200 يوم.. قرار عاجل من التعليم لصرف مكافأة امتحانات صفوف النقل والشهادة الإعدادية 2025 (مستند)    سعر الذهب اليوم الإثنين 28 أبريل محليا وعالميا.. عيار 21 الآن بعد الانخفاض الأخير    فيتنام: زيارة رئيس الوزراء الياباني تفتح مرحلة جديدة في الشراكة الشاملة بين البلدين    محافظ الدقهلية في جولة ليلية:يتفقد مساكن الجلاء ويؤكد على الانتهاء من تشغيل المصاعد وتوصيل الغاز ومستوى النظافة    شارك صحافة من وإلى المواطن    رسميا بعد التحرك الجديد.. سعر الدولار اليوم مقابل الجنيه المصري اليوم الإثنين 28 أبريل 2025    لن نكشف تفاصيل ما فعلناه أو ما سنفعله، الجيش الأمريكي: ضرب 800 هدف حوثي منذ بدء العملية العسكرية    الإمارت ترحب بتوقيع إعلان المبادئ بين الكونغو الديمقراطية ورواندا    استشهاد 14 فلسطينيًا جراء قصف الاحتلال مقهى ومنزلًا وسط وجنوب قطاع غزة    رئيس الشاباك: إفادة نتنياهو المليئة بالمغالطات هدفها إخراج الأمور عن سياقها وتغيير الواقع    'الفجر' تنعى والد الزميلة يارا أحمد    خدم المدينة أكثر من الحكومة، مطالب بتدشين تمثال لمحمد صلاح في ليفربول    في أقل من 15 يومًا | "المتحدة للرياضة" تنجح في تنظيم افتتاح مبهر لبطولة أمم إفريقيا    وزير الرياضة وأبو ريدة يهنئان المنتخب الوطني تحت 20 عامًا بالفوز على جنوب أفريقيا    مواعيد أهم مباريات اليوم الإثنين 28- 4- 2025 في جميع البطولات والقنوات الناقلة    جوميز يرد على أنباء مفاوضات الأهلي: تركيزي بالكامل مع الفتح السعودي    «بدون إذن كولر».. إعلامي يكشف مفاجأة بشأن مشاركة أفشة أمام صن داونز    مأساة في كفر الشيخ| مريض نفسي يطعن والدته حتى الموت    اليوم| استكمال محاكمة نقيب المعلمين بتهمة تقاضي رشوة    بالصور| السيطرة على حريق مخلفات وحشائش بمحطة السكة الحديد بطنطا    بالصور.. السفير التركي يكرم الفائز بأجمل صورة لمعالم القاهرة بحضور 100 مصور تركي    بعد بلال سرور.. تامر حسين يعلن استقالته من جمعية المؤلفين والملحنين المصرية    حالة من الحساسية الزائدة والقلق.. حظ برج القوس اليوم 28 أبريل    امنح نفسك فرصة.. نصائح وحظ برج الدلو اليوم 28 أبريل    أول ظهور لبطل فيلم «الساحر» بعد اعتزاله منذ 2003.. تغير شكله تماما    حقيقة انتشار الجدري المائي بين تلاميذ المدارس.. مستشار الرئيس للصحة يكشف (فيديو)    نيابة أمن الدولة تخلي سبيل أحمد طنطاوي في قضيتي تحريض على التظاهر والإرهاب    إحالة أوراق متهم بقتل تاجر مسن بالشرقية إلى المفتي    إنقاذ طفلة من الغرق في مجرى مائي بالفيوم    إنفوجراف| أرقام استثنائية تزين مسيرة صلاح بعد لقب البريميرليج الثاني في ليفربول    رياضة ½ الليل| فوز فرعوني.. صلاح بطل.. صفقة للأهلي.. أزمة جديدة.. مرموش بالنهائي    دمار وهلع ونزوح كثيف ..قصف صهيونى عنيف على الضاحية الجنوبية لبيروت    نتنياهو يواصل عدوانه على غزة: إقامة دولة فلسطينية هي فكرة "عبثية"    أهم أخبار العالم والعرب حتى منتصف الليل.. غارات أمريكية تستهدف مديرية بصنعاء وأخرى بعمران.. استشهاد 9 فلسطينيين في قصف للاحتلال على خان يونس ومدينة غزة.. نتنياهو: 7 أكتوبر أعظم فشل استخباراتى فى تاريخ إسرائيل    29 مايو، موعد عرض فيلم ريستارت بجميع دور العرض داخل مصر وخارجها    الملحن مدين يشارك ليلى أحمد زاهر وهشام جمال فرحتهما بحفل زفافهما    خبير لإكسترا نيوز: صندوق النقد الدولى خفّض توقعاته لنمو الاقتصاد الأمريكى    «عبث فكري يهدد العقول».. سعاد صالح ترد على سعد الدين الهلالي بسبب المواريث (فيديو)    اليوم| جنايات الزقازيق تستكمل محاكمة المتهم بقتل شقيقه ونجليه بالشرقية    نائب «القومي للمرأة» تستعرض المحاور الاستراتيجية لتمكين المرأة المصرية 2023    محافظ القليوبية يبحث مع رئيس شركة جنوب الدلتا للكهرباء دعم وتطوير البنية التحتية    خطوات استخراج رقم جلوس الثانوية العامة 2025 من مواقع الوزارة بالتفصيل    البترول: 3 فئات لتكلفة توصيل الغاز الطبيعي للمنازل.. وإحداها تُدفَع كاملة    نجاح فريق طبي في استئصال طحال متضخم يزن 2 كجم من مريضة بمستشفى أسيوط العام    حقوق عين شمس تستضيف مؤتمر "صياغة العقود وآثارها على التحكيم" مايو المقبل    "بيت الزكاة والصدقات": وصول حملة دعم حفظة القرآن الكريم للقرى الأكثر احتياجًا بأسوان    علي جمعة: تعظيم النبي صلى الله عليه وسلم أمرٌ إلهي.. وما عظّمنا محمدًا إلا بأمر من الله    تكريم وقسم وكلمة الخريجين.. «طب بنها» تحتفل بتخريج الدفعة السابعة والثلاثين (صور)    صحة الدقهلية تناقش بروتوكول التحويل للحالات الطارئة بين مستشفيات المحافظة    الإفتاء تحسم الجدل حول مسألة سفر المرأة للحج بدون محرم    ماذا يحدث للجسم عند تناول تفاحة خضراء يوميًا؟    هيئة كبار العلماء السعودية: من حج بدون تصريح «آثم»    كارثة صحية أم توفير.. معايير إعادة استخدام زيت الطهي    سعر الحديد اليوم الأحد 27 -4-2025.. الطن ب40 ألف جنيه    خلال جلسة اليوم .. المحكمة التأديبية تقرر وقف طبيبة كفر الدوار عن العمل 6 أشهر وخصم نصف المرتب    البابا تواضروس يصلي قداس «أحد توما» في كنيسة أبو سيفين ببولندا    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



عمار الشريعى : نعيش عصر التجاعيد الموسيقية
نشر في الشروق الجديد يوم 10 - 02 - 2009

الحوار مع الموسيقار عمار الشرعى له دائما إيقاعه المختلف، لأنه يحمل إلى جانب فكره الموسيقى المتميز ثقافة ومعرفة فى شتى مناحى الحياة، وهو لديه قاعدة معلومات ضخمة تجعله يتحدث فى كل الاتجاهات بنفس الحرفية التى يصيغ بها ألحانه.
عمار الشريعى ينتمى عمليا لجيل الوسط من الملحنين، لكن نغمه الطموح جعله ينتمى إلى جيل الكبار، أهم ما فى عمار الشريعى أنه عندما ينشغل عن الموسيقى يكون انشغاله متعلقا بما يهدف لتطويرها، وخلق نغمات، وجمل لحنية جديدة، وهو أبرز من طوع التكنولوجيا لخدمة الموسيقى العربية بما لا يفقدها شرقيتها، وعروبتها.
والجميل فى شخصية هذا الفنان الكبير أن أى قضية تثار تجعلنا نلجأ إليه دون تحفظ أو تفكير لأنه يمتلك الرأى، والفلسفة المقنعة. لذلك اعتبرناه، وكذلك كل الموسيقيين فى الوطن العربى عميد العائلة الموسيقية.
عند الإعداد للحوار معه كانت هناك قضايا كثيرة مثارة بداخلى حول رأيه فى عمرو دياب، الذى أعلنه فى برنامج «الحلم»، واتجاهه للتلحين لنانسى عجرم رغم أنه لم يكن مقتنعا بها فى بداية مشوارها.. وقضايا أخرى كثيرة.. تحدث فيها..
بدأت الحوار برأيه الذى أعلنه فى عمرو دياب، والذى أغضب الكثير من نجوم الغناء خاصة الذين يتمتعون بمقومات غنائية كبيرة، والذى قال فيه إن عمرو دياب هو نجم العصر.. رغم أنه ليس الأفضل بين الأصوات الموجودة؟ فأجاب:
قلت إن عمرو نجم جيله، وليس نجم العصر، وأعتقد أن هذا الكلام مسجل فى البرنامج التليفزيونى. وأى إنسان يستطيع العودة إليه، ومشاهدته.
وما المواصفات التى وجدتها فى عمرو ولم تجدها فى جيله؟
عمرو لديه كل مواصفات النجم الاستعراضى، فهو يمتلك «كبشة» من كل لون من ألوان الفنون.. هو مغنٍ فى حدود إمكاناته، فالمطلوب منه ليس غناء «نهج البردة»، كما أنه يمتلك طلة، و«كاريزما» مرعبة، وهو واعٍ، ومتحرك وذكى، كما أنه وهب كل حياته لفنه.
كيف توصلت إلى هذه المقومات؟
منذ عدة سنوات كنت أعد إحدى الحفلات الرسمية، وكان عمرو من بين الأصوات التى طلبوا مشاركتها، وجدت عمرو يحضر كل جلسات التلحين رغم أنه واحد من بين أكثر من عشرة أصوات مشاركة، وكان يصمم على حضور الجلسات التى لا تخصه، والجميل أنه طلب منى أن يتجاوز الجزء الخاص به الثلاث دقائق، رغم أن كل المشاركين كانوا يشترطون شيئا واحدا، وهو ألا يقل زمن الكوبليه الخاص به عن أى زميل آخر.
فى رأيك لماذا طلب ذلك؟
لأنه يريد البصمة، وليس الكم الزمنى. هنا أيقنت مدى ذكائه، واكتشفت أن هذا الولد لا يشغله سوى فنه، لذلك يجب ألا ننظر له على أنه مغنٍ، لكنه مؤسسة والدليل أنه ما زال يبيع رغم ما يحدث فى سوق الغناء، وهذا سببه أن الناس تريد أن تقتنى شيئا منه.
هل ترى أن تامر حسنى يهدد شعبية عمرو؟
تامر ليس له علاقة بعمرو، فهو محبوب من الشباب، والمراهقين وله شعبية طاغية بينهم.
ماذا عن رأيك فى تامر كموسيقى؟
تامر موسيقى شاطر، لكننى لا أعلم ما السر فى أن أغلب أغانيه تحمل إيحاءات مثل «أحلى حاجة فيكى.. طيبة قلبك».. وأعتقد أنه ليس فى حاجة لذلك، فهو يستطيع أن يكون مركز إشعاع مختلف، ويستطيع تقديم أغانٍ جيدة.
وكملحن؟
ألحانه جيدة، وهو ممكن يكون صوت زمانه. خاصة أنه عازف شاطر، ونقلاته على الجيتار مقامياً تقول إنه فنان فاهم.
أعلم أنك تعد ألحانا لنانسى عجرم رغم رفضك لصوتها عند بداية ظهورها؟
فى البداية كان لى ملاحظات عليها، عندما ظهرت اقتنعت أن سكة الغناء واسعة، وتحتمل وجود من يغنى، ومن لا يستطيع، ووجدت أن نانسى تجاوزت حدودها عندما غنت أعمال الكبار خلال حضورى مهرجانا كانت تشارك فيه، بدأت بالغناء «أخاصمك آه» قلت دى لطيفة، وبعد «شوية» وجدتها تغنى «يا واد يا تقيل» قلت «ليه كده بس» سيبوا الناس اللى رحلوا فى حالهم. ثم غنت إحدى أغانى شريفة فاضل، وقتها شعرت أن هناك اعتداء علىّ لأنى أعتز بشريفة فاضل، وبعد دقائق وجدتها تغنى «سيرة الحب»، وفى هذه اللحظة لم أتمالك نفسى، وانفعلت بشدة، وقلت لها ربما بصوت مسموع «معلش» يا نانسى وخرجت أثناء غنائها كنوع من الاحتجاج، وخرجت وأنا أكرهها تماما.
وماذا بعد ذلك؟
شعرت أننى كنت متسرعا، وقلت ربما لم يكن لدى البنت أغانٍ خاصة لذلك لجأت إلى أعمال غيرها.
ومتى شعرت أنها صوت جيد؟
فى مهرجان القاهرة للأغنية سمعت واحدة بتغنى سألت عنها. قالوا إنها نانسى عجرم واندهشت. لأننى شعرت أنها مطربة جيدة.
هل تعتقد أنها حاولت تحسين صوتها؟
بالفعل فهى المطربة الوحيدة التى شاهدتها تهتم بذلك، وأشعر الآن أن نانسى الأولى ليست هى الحالية. لذلك بمجرد أن حدثتنى فى هذه الليلة بضرورة أن يكون هناك تعاون، وجدت نفسى أسعى لعمل شىء جيد لها.
كيف تعاملت مع صوتها؟
ليس المطلوب منى أن أتعامل مع نانسى على أنها تستطيع أداء أصعب الألحان، لكنها صوت لطيف يحتاج أغانى رقيقة، وغناء بسيطا مع بعض الزخارف الغنائية السهلة، وهى تذكرنى بشادية مع كثير من الاختلاف.
بما أننا نستعرض الأسماء المطروحة على الساحة البعض يرى أن صوتا مثل أنغام ينهار؟
أنغام طول عمرى وأنا أقول إنها تربت فى أحضان الكبار، ولم أكن أتمنى أن تكون حقل تجارب لأن سكتها معروفة. ومطربة تستطيع غناء العفاريت. والغناء مثل الملابس، يجب أن يختار الصوت ما يليق عليه.
وما الذى جعلها تذهب إلى الشكل الذى يغنيه الآخرون، إليسا ونانسى وعمرو دياب؟
أنغام انبهرت ببعض الأشكال الموسيقية الموجودة، وهى لا تعمل دائما مع الملحنين الذين يستوعبون صوتها، فهى تختار تجريبيين أكثر منهم ملحنين، وأنا أرى أنها أفضل مع والدها محمد على سليمان أو أمير عبدالمجيد لأن أعمالهما «عربى»، وهى تحتاج إلى مثل هذه النوعية من الألحان، وفى كل الأحوال علينا أن نحترم رغبتها فى التغيير، وعلينا أن نسامحها لأنها مطربة كبيرة.
لكن هذا التجريب استغرق وقتا طويلا من حياتها الفنية؟
هى فى تحدٍ مع الكل، ودخلت فى منطقة غريبة عليها، ولم تجلس مع نفسها لكى تقيّم ما تؤديه.
عودتك لتلحين الأغانى التى تطرح فى سوق الكاسيت كانت من خلال ألبوم على الحجار.. هل كان هو صاحب فكرة العودة؟
عندما طلب منى على تلحين الأغنيتين لم يكن أمامى إلا القبول، لكن فى حقيقة الأمر السبب فى عودتى لهذه النوعية من الأغانى هو بهاء الدين محمد بسبب إلحاحه الشديد، وتقديم عروض حقيقية. لذلك أغلب الأعمال التى لحنتها من كلماته.
لكن الإلحاح وحده لا يكفى أعتقد أنك كنت تريد ذلك، ولو على الأقل من الناحية النفسية؟
لا أنكر ذلك، وكنت أشعر أن بداخلى شيئا ناقصا.
آخر عمل قدمته فى سوق الكاسيت كان للطيفة عام 1999 وهو ألبوم بعنوان «الغنوة» لماذا ابتعدت كل هذا الوقت؟
لأن كل العروض التى كانت مطروحة تستطيع أن تقول إنها «مشروطة».
كيف؟
كل مطرب يريد الأغنية شبيهة بأغنية أخرى، واعتبرت أن ذلك حجر على فنى. وليس بالضرورة أن ما لدىّ هو الأفضل، لكن على الصوت أن يحترم فنى، وعليه أن يرفض أو يقبل بعد ذلك، وهذا الأمر كان جديدا علىّ. لأننى عندما كنت ألحن قبل ذلك كنت أعرض الأغنية. ومن حق المطرب إبداء رأيه دون حجر.
لكن الغياب طال كثيرا؟
فى مجال واحد من الأغنية. لكننى وجدت أن وضع الموسيقى التصويرية أفضل لأن المسئول عن العمل لا يفرض شروطا. ولأن الدراما حالة إنسانية، تعبر عنها موسيقيا. وكل موسيقى حر فى إبداء وجهة نظره فى رصد هذا الانفعال.
فى الماضى كنت تشترط تلحين الألبوم كاملا الآن لحنت لعلى أغنيتين فقط، وهناك مثلهما لنانسى، وواحدة لشيرين لماذا تنازلت؟
الوضع الآن تغير. زمان كان المطرب يقبل يدك لكى تلحن له أغنية أو اثنتين، وكانت الأغنية فكر ملحن، ورؤيته تسود. وكان المستمع يقتنى العمل من أجل عمار أو محمد على سليمان أو حلمى بكر. الآن المستمع يحب المطرب، وللحقيقة فالصوت الآن هو الذى يسوق العمل. فى الماضى كان الملحن.
ليس هذا هو التنازل الوحيد الذى لاحظته. حيث وجدت أن هناك موزعين موسيقيين لأعمالك، وهو ما لم يحدث فى الماضى؟
 التوزيع الموسيقى يحتاج إلى صحة. والآن أصبح من الصعب علىّ التوزيع وحضور بروفات المطرب، وفى نفس الوقت العمل فى الدراما. لذلك قررت أن أخفف المجهود وأعتمد على موزعين موسيقيين ممن أثق فيهم، مثلما حدث مع شيرين، حيث وزع الأغنية محمد مصطفى وهو ابنى وأنا تلميذ لوالده مصطفى عبدالحميد، ومع على الحجار كان أشرف محروس «كومبو» وأنا وترى.
إذن هذا ليس له علاقة برغبتك فى مواكبة العصر عن طريق الاعتماد على موزعين موسيقيين لهم تجارب شابة؟
أنا أمتلك مثلهم لغة العصر. عندى «حلل» وجيتارات، لكن كما قلت الصحة.
هل أنت متفائل بالحالة الغنائية حاليا؟
بالقطع غير متفائل بالمرة.
لماذا؟
لأن الأغنية أصبحت الآن مرئية والدليل أن أغلى مؤلف، وملحن يحصل على 30 ألف جنيه، والمخرج يحصل على 250 ألفا.
وكيف نخرج من هذه الأزمة؟
يجب أن تتضافر كل أجهزة الدولة، لكن ما فائدة أن الإذاعة تنتج، والتليفزيون لا يعرض أو يصور. يجب أن تعود هيبة الدولة، ويكون هناك تكامل.. صوت القاهرة تنتج وتصور، والتليفزيون يعرض والإذاعة تذيع، التليفزيون المصرى يجب ألا يقارن نفسه بالفضائيات الغنائية.
هل أنت مع عودة اللجان المقيّمة للأصوات؟
 يجب أن تأخذ دورا فعالا، الكل الآن يقول من حقى أغنى، نعم من حق كل مواطن يغنى لكن من حقنا أن نحسن الاختيار.
هل تعتقد أن جيل الوسط فقد سيطرته على سوق الغناء؟
لابد أن نتفق على أن هناك توفيقا، وعدم توفيق، ويجب أن يبذل كل واحد منا مجهودا كبيرا مثلا هانى شاكر ما زالت له شعبية كبيرة عند الشباب.
وأرى أن على الحجار ومحمد الحلو ليسا متواجدين بقدر موهبتهما الضخمة، ولابد أن يكونا فى منطقة أخرى، وهذه الأسماء الكبيرة يجب أن نقف بجوارهم، وأنا شخصيا عندما لحنت لعلى لم أناقشه فى الأمور المالية، لأنه واجبى تجاه صديق، وفنان كبير، وهذا ما سأفعله مع الحلو إذا طلب.
لكن يجب أن تكون هناك مساندة من الدولة خاصة التليفزيون ولو بإنتاج «أغانى سينجل» يعرضها لمواجهة ما نشاهده الآن؟
أنا معك وأتمنى أن يجد هذا الكلام صدى لدى وزارة الإعلام.
لماذا لا تتبنى هذاالمشروع.. ويصبح مشروعا قوميا؟
أتمنى ذلك، وأنا موجود إذا طلب منى سوف أشارك فيه.
رشحت لعمل أوبرا مصرية لماذا توقف المشروع؟
بالفعل طلب منى فاروق حسنى ذلك، وجهزت الفكرة مع سيد حجاب ومحفوظ عبدالرحمن، وكانت فكرة عبقرية لكن يبدو أن الوزير فاروق حسنى لم يستحسنها.
هل كانت فكرة سياسية؟
كانت حول فكرة الست والهانم، والحكاية الشهيرة التى ربطت بين السيدة أم كلثوم والسيدة جيهان السادات، وعلاقة الفن بالسلطة، ورشحت للغناء أنغام لكن بعد ذلك انفرط العقد.
لكن شريف محيى الدين قدم أوبرا «ميرامار» عن رواية نجيب محفوظ؟
نعم قدمها لكن لى وجهة نظر أخرى فى الأوبرا المصرية، يجب أن تعتمد على المقامات العربية، نتفق من الجلدة للجلدة موسيقيا، لكن نحن لنا طريقة غناء من حقنا أن نقدمها، فالمقامات العربية فيها ثراء غير موجود فى الموسيقى الغربية.
لماذا توقف مشروع تقديم أعمالك الموسيقية على خشبة المسرح الكبير مع الأوركسترا؟
اللوم يقع علىّ، لأن الصديق عبدالمنعم كامل ألح علىّ كثيرا واستجاب لكل مطالبى، وبالفعل طرح الحفل للجمهور أكثر من مرة وحقق مبيعات كبيرة، لكننى فى كل مرة أتخوف وأتراجع.
لكنك ظهرت على المسرح كثيرا فى بداية المشوار مع الأصدقاء؟
أنا اتربيت على المسرح، لكن كتر البعاد عنه جعلنى أتخوف.
وما الداعى للخوف؟
أخشى أن أذهب يوم الحفل وأجد نصف المسرح فقط ممتلئا، وفى هذه الحالة سوف أموت، واعتقد أن عمر خيرت عوضنا جميعا. وبصراحة أنا حظى قليل فى الحفلات الحية.
لماذ تقول ذلك؟
خلال حفل مهرجان عمان قدمت كونشيرتو مع العود، وتدربت 6 شهور على العود. وفجأة خلال الحفل سقط أحد مفاتيح العود، وتخوفت من إيقاف الأوركسترا خجلا، واضطررت للعزف على هذا الوضع طوال الحفل وبصراحة الواحد قلبه ضعيف.
ماذا عن مهرجان الموسيقى العربية الذى تنظمه الأوبرا؟
أنا مع أى تجمع للموسيقى والغناء العربى، لكن هناك نقاط ضعف فى هذا المهرجان، الأولى نوعية المطربين، يجب أن ندعو الأصوات الكبيرة الموهوبة، الشىء الثانى نوعية الأغانى المقدمة يجب أن تنتمى للتراث لأن المهرجان معنٍ بذلك، ولا أجد مبررا منطقيا لدعوة أصوات تغنى الأعمال التى تعرضها الفضائيات الآن، وإلا عليهم تغيير مسمى المهرجان، وبالمناسبة أنا لست ضد مروان خورى، لكن ما يقدمه لا يتناسب مع دور، وهدف، وفكر المهرجان، كما أن تكريم كل من هب ودب أمر غير مقبول يجب أن يكون التكريم عزيزا، وللرموز الذين صنعوا نقلة فى تاريخ الأغنية ولهم تأثير واضح.
لو عرض عليك إدارة المهرجان؟
سوف أفكر كثيرا لأن المهمة ثقيلة، وأنا بطبعى عندما أدير مهرجانا كهذا لا أقبل أنصاف الحلول.
الأوضاع الموسيقية فى مصر هل تتشابه مع أوضاعها الأخرى؟
اعتقد أن هناك تشابها كبيرا بين أوجاع الناس، والوضع الموسيقى، التكوين العضوى للوجه المصرى لا يمكن فصله عن شكل وجهها الاقتصادى، ساعات نجد أشياء جيدة مثل بطولة أفريقيا أو أغنية حلوة، لكننا نعيش عصر التجاعيد الموسيقية، التى تشبه العبارة الغارقة، والناس التى هربت بأموالنا للخارج للأسف جسد البلد تعبان وبالتالى وجه الناس تعبان والفصل بين غنائنا ووجه مصر شىء صعب يربطهما سويا.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.