«مستقبل وطن».. أمانة الشباب تناقش الملفات التنظيمية والحزبية مع قيادات المحافظات    تفاصيل حفل توزيع جوائز "صور القاهرة التي التقطها المصورون الأتراك" في السفارة التركية بالقاهرة    200 يوم.. قرار عاجل من التعليم لصرف مكافأة امتحانات صفوف النقل والشهادة الإعدادية 2025 (مستند)    سعر الذهب اليوم الإثنين 28 أبريل محليا وعالميا.. عيار 21 الآن بعد الانخفاض الأخير    فيتنام: زيارة رئيس الوزراء الياباني تفتح مرحلة جديدة في الشراكة الشاملة بين البلدين    محافظ الدقهلية في جولة ليلية:يتفقد مساكن الجلاء ويؤكد على الانتهاء من تشغيل المصاعد وتوصيل الغاز ومستوى النظافة    شارك صحافة من وإلى المواطن    رسميا بعد التحرك الجديد.. سعر الدولار اليوم مقابل الجنيه المصري اليوم الإثنين 28 أبريل 2025    لن نكشف تفاصيل ما فعلناه أو ما سنفعله، الجيش الأمريكي: ضرب 800 هدف حوثي منذ بدء العملية العسكرية    الإمارت ترحب بتوقيع إعلان المبادئ بين الكونغو الديمقراطية ورواندا    استشهاد 14 فلسطينيًا جراء قصف الاحتلال مقهى ومنزلًا وسط وجنوب قطاع غزة    رئيس الشاباك: إفادة نتنياهو المليئة بالمغالطات هدفها إخراج الأمور عن سياقها وتغيير الواقع    'الفجر' تنعى والد الزميلة يارا أحمد    خدم المدينة أكثر من الحكومة، مطالب بتدشين تمثال لمحمد صلاح في ليفربول    في أقل من 15 يومًا | "المتحدة للرياضة" تنجح في تنظيم افتتاح مبهر لبطولة أمم إفريقيا    وزير الرياضة وأبو ريدة يهنئان المنتخب الوطني تحت 20 عامًا بالفوز على جنوب أفريقيا    مواعيد أهم مباريات اليوم الإثنين 28- 4- 2025 في جميع البطولات والقنوات الناقلة    جوميز يرد على أنباء مفاوضات الأهلي: تركيزي بالكامل مع الفتح السعودي    «بدون إذن كولر».. إعلامي يكشف مفاجأة بشأن مشاركة أفشة أمام صن داونز    مأساة في كفر الشيخ| مريض نفسي يطعن والدته حتى الموت    اليوم| استكمال محاكمة نقيب المعلمين بتهمة تقاضي رشوة    بالصور| السيطرة على حريق مخلفات وحشائش بمحطة السكة الحديد بطنطا    بالصور.. السفير التركي يكرم الفائز بأجمل صورة لمعالم القاهرة بحضور 100 مصور تركي    بعد بلال سرور.. تامر حسين يعلن استقالته من جمعية المؤلفين والملحنين المصرية    حالة من الحساسية الزائدة والقلق.. حظ برج القوس اليوم 28 أبريل    امنح نفسك فرصة.. نصائح وحظ برج الدلو اليوم 28 أبريل    أول ظهور لبطل فيلم «الساحر» بعد اعتزاله منذ 2003.. تغير شكله تماما    حقيقة انتشار الجدري المائي بين تلاميذ المدارس.. مستشار الرئيس للصحة يكشف (فيديو)    نيابة أمن الدولة تخلي سبيل أحمد طنطاوي في قضيتي تحريض على التظاهر والإرهاب    إحالة أوراق متهم بقتل تاجر مسن بالشرقية إلى المفتي    إنقاذ طفلة من الغرق في مجرى مائي بالفيوم    إنفوجراف| أرقام استثنائية تزين مسيرة صلاح بعد لقب البريميرليج الثاني في ليفربول    رياضة ½ الليل| فوز فرعوني.. صلاح بطل.. صفقة للأهلي.. أزمة جديدة.. مرموش بالنهائي    دمار وهلع ونزوح كثيف ..قصف صهيونى عنيف على الضاحية الجنوبية لبيروت    نتنياهو يواصل عدوانه على غزة: إقامة دولة فلسطينية هي فكرة "عبثية"    أهم أخبار العالم والعرب حتى منتصف الليل.. غارات أمريكية تستهدف مديرية بصنعاء وأخرى بعمران.. استشهاد 9 فلسطينيين في قصف للاحتلال على خان يونس ومدينة غزة.. نتنياهو: 7 أكتوبر أعظم فشل استخباراتى فى تاريخ إسرائيل    29 مايو، موعد عرض فيلم ريستارت بجميع دور العرض داخل مصر وخارجها    الملحن مدين يشارك ليلى أحمد زاهر وهشام جمال فرحتهما بحفل زفافهما    خبير لإكسترا نيوز: صندوق النقد الدولى خفّض توقعاته لنمو الاقتصاد الأمريكى    «عبث فكري يهدد العقول».. سعاد صالح ترد على سعد الدين الهلالي بسبب المواريث (فيديو)    اليوم| جنايات الزقازيق تستكمل محاكمة المتهم بقتل شقيقه ونجليه بالشرقية    نائب «القومي للمرأة» تستعرض المحاور الاستراتيجية لتمكين المرأة المصرية 2023    محافظ القليوبية يبحث مع رئيس شركة جنوب الدلتا للكهرباء دعم وتطوير البنية التحتية    خطوات استخراج رقم جلوس الثانوية العامة 2025 من مواقع الوزارة بالتفصيل    البترول: 3 فئات لتكلفة توصيل الغاز الطبيعي للمنازل.. وإحداها تُدفَع كاملة    نجاح فريق طبي في استئصال طحال متضخم يزن 2 كجم من مريضة بمستشفى أسيوط العام    حقوق عين شمس تستضيف مؤتمر "صياغة العقود وآثارها على التحكيم" مايو المقبل    "بيت الزكاة والصدقات": وصول حملة دعم حفظة القرآن الكريم للقرى الأكثر احتياجًا بأسوان    علي جمعة: تعظيم النبي صلى الله عليه وسلم أمرٌ إلهي.. وما عظّمنا محمدًا إلا بأمر من الله    تكريم وقسم وكلمة الخريجين.. «طب بنها» تحتفل بتخريج الدفعة السابعة والثلاثين (صور)    صحة الدقهلية تناقش بروتوكول التحويل للحالات الطارئة بين مستشفيات المحافظة    الإفتاء تحسم الجدل حول مسألة سفر المرأة للحج بدون محرم    ماذا يحدث للجسم عند تناول تفاحة خضراء يوميًا؟    هيئة كبار العلماء السعودية: من حج بدون تصريح «آثم»    كارثة صحية أم توفير.. معايير إعادة استخدام زيت الطهي    سعر الحديد اليوم الأحد 27 -4-2025.. الطن ب40 ألف جنيه    خلال جلسة اليوم .. المحكمة التأديبية تقرر وقف طبيبة كفر الدوار عن العمل 6 أشهر وخصم نصف المرتب    البابا تواضروس يصلي قداس «أحد توما» في كنيسة أبو سيفين ببولندا    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



لأول مرة في عيد ميلاده رقم «109»«عبد الوهاب» في وصلة صراحة!
حكايات فنية يكتبها: طارق الشناوي
نشر في صوت الأمة يوم 20 - 03 - 2010

· "نجاة" هي أقرب الأصوات التي تنتمي إلي مدرسة وإحساس "عبد الوهاب"..
· وكان رأيه فيها أنها "صوت تخاف أن تلمسه حتي لا ينكسر"!
· كان لديه تحفظ علي "عبدالحليم" في السنوات الأخيرة لأنه أخل بآداب المسرح حيث كان دائماً ما يلغي المسافة بين المطرب والجمهور
المجاملة هي "محمد عبد الوهاب".. كان الموسيقار الكبير مجاملاً لأبعد الحدود لا يجرؤ أن يقول رأيه الحقيقي.. جرب "عبد الوهاب" أن يقول الصراحة مرة في مطلع الخمسينيات عندما سؤل عن "سيد درويش" فقال رأياً كانت نتيجته أن أقام "محمد البحر" الابن الأكبر لسيد درويش دعوي قضائية ولم ينج "عبد الوهاب" من التهديد بشبح السجن، إلا بعد أن تاب وأناب واعتذر علناً وعلي رءوس الأشهاد، كان "عبد الوهاب" قد تحدث عن المخدرات وذكر أن "سيد درويش" سقط بسبب تعاطيه جرعة زائدة، ورغم أن هذه القصة كانت متداولة في الحياة الفنية وعلي صفحات الجرائد، إلا أنها غير موثقة ولهذا أدت بعبد الوهاب إلي المساءلة القضائية!!
وظل "عبد الوهاب" حريصاً علي المجاملة حتي آخر أيامه إلي درجة أن الكاتب الكبير "أنيس منصور" روي أكثر من مرة أن الشاعر الكبير "مأمون الشناوي" اصطحبه إلي بيت "عبد الوهاب" لكي يستمع إلي صوته ويحدد بعدها مصيره في الاستمرار بالغناء، إلا أنه فوجئ بأن "عبدالوهاب" يقول الله.. أعد لصوت قبيح جداً لامرأة كانت تغني أمامه فقررا ألا يسمع صوته للأستاذ أو لغيره الأستاذ بعد ذلك.. إلا أن "عبد الوهاب" قال رأيه الحقيقي كاملاً إلا في جلسات خاصة نادرة وأمام أصدقاء قليلين جداً.. كان يثق في أن أحدهم لن يبوح بما قاله في أي وقت.. من هؤلاء الموسيقار "حلمي بكر" الذي يكشف لأول مرة ما تضمه شرائط سجلها لعبد الوهاب يقول فيها رأيه الصريح في عدد كبير من الأصوات والملحنين القدامي، كما يدلي لأول مرة أيضاً- وعلي مسئوليته - بشهادته عما سمعه من "عبدالوهاب" عن أصوات أخري لا يزال الكثير منها يمارس الفن علي الساحة الغنائية!!
وكما يقول "حلمي" شارحاً قصة الشرائط التي سجلها للموسيقار الراحل.. كان يأتي إلي بيتي ويتكلم علي راحته وكنت أدير جهاز الكاسيت لإحساسي بأن كل ما يقوله شهادة للتاريخ ويوماً قال لي "يا سلام يا واد يا حلمي لو انت بتسجل الكلام ده".. واعتقد "حلمي" أن "عبد الوهاب" استطاع أن يكتشف أنه يسجل له هذه اللقاءات وأنه يفجر بالونه اختبار فقال له "نعم أسجلها يا أستاذ" فقال عبد الوهاب "يا ريتك لم تقل لي.. الآن أقول لك أوقف التسجيل"!!
واستجاب "حلمي" لطلب "عبد الوهاب" ولكنه ظل محتفظاً بالأشرطة التي سجلها في الأدراج وأيضاً بكلمات "عبد الوهاب" في ذاكرته.. ولأن لهذه التسجيلات والآراء خصوصيتها ولأن "عبدالوهاب" لم يقصد لها الذيوع والانتشار علي لسانه ولأن بعضها ربما يصدم بصراحته بعض الفنانين أو ورثتهم ومعجبيهم.. ولأنها في الوقت نفسه لابد أن تقدم للناس لأنها تحمل توقيع "عبدالوهاب" وخبرته وذخيرة وتجارب السنين لكل هذه - الأناهات - السابقة واللاحقة فقد اتفقت مع "حلمي بكر" علي أن نطبق علي آراء "عبد الوهاب" القاعدة الشرعية ونعلنها في مناسبة عيد ميلاده رقم 109 القاعدة هي "ما لا يدرك كله لا يترك كله"، ولهذا سوف نقدم ما يمكن أن يصل للناس بأكثر ما يمكن من الصراحة وبأكثر ما يمكن أيضاً من اللياقة!!
كان "عبد الوهاب" يقول "إن الغناء هو أم كلثوم وأم كلثوم هي الغناء"، ولكنه علي المقابل مثلاً لم يكن يعتز كثيراً بصوت وألحان "فريد الأطرش".. كان يري أن "فريد" لا يخلص لصوته وألحانه بقدر ما يخلص لسهراته الخاصة.
وللتوضيح - وهذا الرأي من عندي - فإن "فريد" لم يكن يتعاطي إطلاقاً الخمور ولا السجائر ولكن كانت نقطة ضعفه التي لم يستطع أن يتغلب عليها هي السهرات الخاصة وما ينفقه فيها، ولهذا باع في سنواته الأخيرة العمارة الضخمة التي كان يمتلكها في القاهرة علي النيل بجوار الشيراتون والتي يطلق عليها الناس حتي الآن اسم "عمارة فريد الأطرش".
"نجاة" هي أقرب الأصوات التي تنتمي إلي مدرسة وإحساس "عبد الوهاب".. بينما قال عنها "كامل الشناوي" إنها الضوء المسموع.. كان رأي "عبد الوهاب" الصريح فيها أنها "صوت تخاف أن تلمسه حتي لا ينكسر"!!
الصوت الثاني الذي ينتمي إلي مدرسة "عبد الوهاب" هو "عبدالحليم حافظ" إنه تلميذه النجيب وشريكه بعد ذلك في "صوت الفن".. كان يقول عنه علناً إنه قادر علي أن يصل إلي عمق الإحساس بأقل قدر من المعاناة.
كان هذا هو رأيه المعلن ولكن "عبدالوهاب" - كما يقول حلمي بكر - كان لديه تحفظ علي "عبدالحليم" في السنوات الأخيرة لأنه أخل بآداب المسرح، حيث كان دائماً يلغي المسافة بين المطرب والجمهور ويجري حواراً بينه وبين الناس في الصالة.. وقد أدرك الخطأ الذي ارتكبه في حفلته الأخيرة التي قدم فيها "قارئة الفنجان" وكان انفعاله علي الجمهور في الحفل الذي أذاعه التليفزيون علي الهواء هو رغبة منه في أن يعيد آداب المسرح مرة أخري!!
ولعبد الوهاب رأي فني أكثر دقة في "عبدالحليم" وهو أنه كان حذراً في التعامل والانتقال بين المقامات الموسيقية.. يقترب منها برفق ونعومة، ولكنك تشعر عندما تستمع إليه بأنه هكذا ينبغي أن تتعامل مع المقامات!!
وقبل أن نترك "عبد الحليم" يفجر "حلمي" مفاجأة وهي أن "عبدالحليم" - حسبما قال عبدالوهاب - لم تكن لديه رغبة جادة في غناء "من غير ليه" وأن "عبد الوهاب" كان متأكداً من أن "عبد الحليم" لن يغني هذا اللحن لأنه اعتبره لحناً "وهابياً" أكثر منه "حليمياً".. ويكشف "حلمي بكر" أن التسجيل الذي طبع قبل نحو 12 عاماً لبروفة "من غير ليه" التي جمعتهما معاً وحذفت منها بعض كلمات الاحتجاج من "عبدالحليم" والغضب علي الاحتجاج من "عبد الوهاب"!!
"محرم فؤاد" يقول عنه "عبدالوهاب" لو أنه امتلك الذكاء لكان من الممكن أن يصبح منافساً لعبد الحليم.. الغريب - وهذا رأي كاتب هذه السطور - أن الموسيقار "محمود الشريف" قال لي نفس الرأي مع كلمات مباشرة وأكثر حدة تدلل علي افتقار "محرم" في التعامل بذكاء مع الحياة الفنية.. يتابع "حلمي بكر" فقد أعجب "عبد الوهاب" بصوت "ماهر العطار" ولكن كان يري أن "ماهر" لم يكن جاداً في مشواره الغنائي.. أما "محمد عبدالمطلب" والذي بدأ مشواره الفني "كورس" في تخت "عبد الوهاب" نهاية العشرينيات من القرن الماضي فلقد كان "عبد الوهاب" شديد الإعجاب بصوته وقال عنه "ربنا خلق صوته جواه علم رغم أنه لا يعلم أن بداخله كل هذا العلم"!!
عندما ظهر "هاني شاكر" في مطلع السبعينيات كان "عبدالوهاب" يترقب هذا الصوت الذي توقع له الكثيرون أنه المنافس الوحيد لعبد الحليم حتي إن "أم كلثوم" أوصت عليه الملحن "خالد الأمير" وطلبت منه أن يمنحه لحناً بلا أجر فقدم له الأغنية التي حققت له الشهرة ووضعته علي الخريطة الغنائية "كده برضو يا قمر".. وبعد أن استمع "عبد الوهاب" إلي صوته قال عنه "صوت حلو ولكن الترل زايد عنده شوية".. "الترل" الذي يقصده "عبد الوهاب" هو مصطلح يستخدمه الموسيقيون ويعني "الزغردة" أو اللمعان في أداء بعض الكلمات.. ويقول "حلمي بكر" إن "هاني" بعدها تخلص من ذلك ،ولهذا لم يمانع "عبدالوهاب" في أن يسمح له في حياته بغناء "من غير ليه"!!
أما "محمد ثروت" فهو الوحيد من جيله الذي كان له النصيب الأكبر من ألحان "عبدالوهاب" وكان يقول عنه "الولد ده إحساسه عالي".. ويقول "حلمي بكر" إن عبد الوهاب شاهد "ثروت" لأول مرة في منزله في نهاية السبعينيات وطلب "ثروت" أن يغني أمام "عبدالوهاب" ولكن "حلمي" قال له "لما تقعد مع الكبار تسمع ولا تتكلم" ولا تغني!!
وكان "ثروت" قادراً علي أن يقرب المسافات بينه وبين "عبدالوهاب" في الحفلات واللقاءات.. وظل" علي تودده مع "عبدالوهاب" حتي رحيله!!
"علي الحجار" أيضاً استوقف "عبدالوهاب" وقال عنه "صوت حلو" ولكن العلاقات بينهما شهدت توتراً بعد تصريحات قالها "عبدالوهاب" وأغضبت «الحجار» حيث إن "عبد الوهاب" عندما تقرر تكريمه في لندن بعد حصوله علي الأسطوانة البلاتينية رشحوا "علي الحجار" للغناء فقال لهم من هو "علي الحجار"!!
أما "إيهاب توفيق" فقد كان آخر صوت تعرف عليه "عبد الوهاب" وقال عنه إنه صوت جيد وأمين وحاسس بالمقام.. كان "عبد الوهاب" هو رئيس لجنة التحكيم التي شكلتها مجلة "أكتوبر" في عام 86 وحصل "إيهاب توفيق" علي جائزة أفضل صوت.
"ليلي مراد" هي معشوقة "عبدالوهاب" كصوت ويقول عنها "عندما تسمعها تشعر بأنك تغني معها وتغني لك وتغني لها ومشكلتها أنها ظهرت في عصر "أم كلثوم".
"شهرزاد" كان يحترم صوتها لأنها تغني فقط في مساحتها الصوتية وبأسلوبها.. "سعاد محمد" التي تعتبرها "أم كلثوم" أفضل صوت غنائي كان "عبد الوهاب" يراها تسبح فقط في المياه الصوتية لأم كلثوم!!
"شادية" في رأيه هي "أحلي صوت يغني للمراهقات".. "سميرة سعيد" ذكاء يغني.. "عزيزة جلال" صوت مريح تغني حلو.. "عليا التونسية" تقول أجمل ما في المقام الموسيقي.. "ياسمين الخيام" كان يعجبه في صوتها تأثرها بأسلوب المشايخ.. أما "لطيفة" وهذا الرأي لم يذكره "حلمي" ولكن روت هذه الحكاية "لطيفة" في حياة "عبد الوهاب" فلقد قال عنها عندما جاءت للقاهرة لتدرس في معهد الموسيقي "بخري صوتك"؟!.
بعيداً عن المطربين فإن "عبدالوهاب" كانت له آراء خاصة صريحة في كثير من كبار الملحنين فهو يقول عن "سيد درويش" مثلاً إبداعاته الفنية لا يمكن إغفالها ولكنه تأثر كثيراً بالمدرسة الإيطالية من حيث بنائه الموسيقي!!
"محمد القصبجي" قال عنه "اتولد قبل ما يتولد" أي أنه سابق لعصره.. "محمد فوزي" أجرأ من تعامل مع الموسيقي الشرقية وكان "عبد الوهاب" شديد الإعجاب بلحن «فوزي» "أنا قلبي خالي ولا انشغل بك" وقال عن "فوزي" إنه بسيط إلي درجة التعقيد!!
"محمود الشريف" كان "عبدالوهاب" يحبه ويحترمه وأيضاً يخشاه ويقول عنه "لو أتيحت له الفرصة لمزيد من التعلم الموسيقي لأصبح أعظم ملحن في العالم العربي" وكان "عبدالوهاب" معجباً بأغنية "محمود الشريف" التي لحنها لليلي مراد "من بعيد يا حبيبي بسلم".. "زكريا أحمد" يحمل ريشة ساخرة في ألحانه وكأنه فنان كاريكاتير بالموسيقي.. وقد برع في تلحين الشطرة الغنائية وليس الحرف أو الكلمة كما كان يلحن من سبقوه.
"أحمد صدقي" ده مش عالم آثار ده عالم تلحين.. ملحوظة: كان "صدقي" فناناً تشكيلياً له تماثيل منحوتة ودارساً للآثار.
"كمال الطويل" صاحب الجملة الشيك ولكنه يزهق بسرعة.. نفسي يلحن وهو قاعد.. "محمد الموجي" سلة ممتلئة بالفاكهة المشكلة الطازجة ولكن أحياناً تجد بعض الثمرات المعطوبة.. ليته يتخلص منها.. "بليغ حمدي" جعل الجملة الموسيقية سهلة إلي درجة أن الناس بدلاً من أن تسمعها بأذنها تسمعها بأي حاجة تانية".. "سيد مكاوي" لم يكن "عبدالوهاب" من المعجبين بأسلوبه.. "منير مراد" جمله شيك تصل للناس بالإيقاع.. وأخيراً فإن "عبد الوهاب" كان يري "عمار الشريعي" موسيقي شاطر!!
أما رأيه في "حلمي بكر" فإن "حلمي" يتحرج من أن يذكر ما قاله عنه وسجله ولكنه يقول.. سبق لبابا شارو "محمد محمود شعبان" أن قال في برنامج تليفزيوني منذ عامين بأنه سأل "عبد الوهاب" عمن يطلق عليه تعبير "ملحن" فقال له اثنان فقط "محمود الشريف" وحلمي بكر!! أما آخر جملة قالها "عبد الوهاب" لحلمي بكر وتلخص رأيه في حالة جمهور الغناء الآن فهي "كان فيه مستمع ومات.. الله يرحمه"!!
********
قبل الفاصل
قالت له "لا يا سيد" التي قالت هي المذيعة "هناء السمري" و "سيد" هو زميلنا الكاتب الصحفي اللامع "سيد علي" في برنامج "48 ساعة".. عتب "سيد علي" علي موقف الدولة من تأبين شيخ الأزهر "محمد سيد طنطاوي" ورأي "سيد" وله الحق أن الدولة الرسمية لم تقدم ما يليق بالشيخ وقال حتي ولو كان البعض يعتبر "سيد طنطاوي" يعبر عن النظام فإن هذا لا يعني هذا التجاهل الرسمي والشعبي.. وكعادتها بدأت "هناء" بعد أن قالت عبارتها الشهيرة "لا يا سيد" ولكنها أكدت أنه لو كان الرئيس "حسني مبارك" بيننا الآن ولا يعالج في ألمانيا لتغير الأمر تماماً.. وأن غياب الرئيس هو الذي أدي إلي كل ما حدث وأن الرئيس بيده كل شيء فهو الذي يقدر الأشخاص ويضع قواعد العدل والنظام وغيابه يؤدي بالضرورة إلي غياب الحياة عن مصر.. هل حقيقي الرئيس غائب عما يجري في مصر وتفويض رئيس الوزراء بالرئاسة لا يعني أن الرجل يملك أي صلاحية حقيقية.
أدت وفاة الشيخ "طنطاوي" إلي موقف شائك للدولة فهي أولاً تدرك أن الرئيس أجري عملية صعبة في ألمانيا وأنه تماثل للشفاء فهل تحزن مصر لغياب "طنطاوي" عن الحياة، وهذا يؤدي إلي تلوين الجو العام المصري بمسحة حزينة في هذا التوقيت تحديداً ليس مطلوب الحزن فهو فأل سيئ وليس أيضاً مطلوب إعلان الفرح قبل عودة الرئيس إلي أرض الوطن.. وهكذا لعب التوقيت دور البطولة وضربت أخماسا في أسداس، لم تدرك الدولة ماذا تفعل.. عندما كان الرئيس قبل 6سنوات يجري عملية جراحية في ألمانيا توقفت الحياة في مصر وتصادف أنه موعد عيد الإعلاميين وأقيم في مصر في غياب الرئيس فاعتبر علي المستوي السياسي أنه خطأ جسيم أقدم عليه وزير الإعلام المصري وقتها "صفوت الشريف" وبعد عدة أسابيع غادر الشريف وزارة الإعلام إلي مجلس الشوري!!
لا أتصور أن الدولة بعيدة عن هيمنة الرئيس وما جري مع الشيخ "طنطاوي" هو قراءة واجتهاد.. الرئيس لم يغب عما يجري في مصر ولكن كان المطلوب في هذا التوقيت هو أن نعيش في أجواء اللاحزن واللافرح إلي حين عودة الرئيس سالماً في هذه الحالة يعم الفرح البلاد!!
قرأت الحوار الذي أدلي به لجريدة "الشروق" عماد الغول مخرج "البيت بيتك" سابقاً "مصر النهارده" حالياً.. قال "الغول" التطوير الذي أحدثته في البرنامج يتحقق من خلال الأدوار التي يلعبها المذيعون وأضاف قائلاً "محمود سعد" يؤدي دور نصير الغلابة و "مني الشرقاوي" تؤدي دور نصيرة المرأة و "خيري رمضان" دور المشاغب و "تامر أمين" في دور واحد عنده فكرة.. إذا كان مخرج البرنامج يؤكد أن المذيعين يؤدون أدوارا ألا يعني هذا أننا بصدد الجزء الثاني من تمثيلية "البيت بيتك"!!
الخبير الكروي الإنجليزي "جونثان ويلسون" قال معقباً علي هزيمة مصر أمام الفريق البريطاني أننا نلعب بطريقة كروية قديمة وهي 3/5/2 ولهذا انهزمنا أمام الفريق البريطاني 3 مقابل واحد مع الرأفة.. يبدو أننا أيضاً في السياسة لا نزال نلعب بنفس الطريقة القديمة 6تمديد أم واحد توريث؟!
للكاتب الروائي الكبير "تولستوي" مقولة عظيمة هي «إذا استطعت ألا تكتب فلا تكتب» أي أن الفنان عليه أن يقتصد دائماً في إبداعه ويترك أفكاره الفنية تنبض وتنمو بداخله حتي تخرج رغماً عنه.. أكثر من مبدع أراه يسرف كثيراً فيما يقدمه للناس ويخرج قبل أوانه مثل "......" ملحناً و "......" مخرجاً!


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.