فيما رفض أحدهما التعليق على المشاورات التى خاضها من أجل توحيد التحالفات الانتخابية، والتى انفردت «صوت الامة» بنشرها، وأكدتها كل التحالفات الانتخابية، وفضل الآخر القبوع خلف الكواليس، انتظاراً للحظة المناسبة التى يجدد فيها الكرة ويعود لتحقيق هدف زعامة البرلمان المقبل كانت هناك حرب باردة بين الدكتور «كمال الجنزورى «رئيس الوزراء الأسبق ومستشار الرئيس للشئون الاقتصادية، و«عمرو موسى» رئيس لجنة الخمسين لتعديل الدستور السابق، على زعامة التحالف الموحد، والذى يمثله حتى الآن، تحالف «تحيا مصر الشعبى»، الذى أسسه السفير «محمد العرابى «وزير الخارجية الأسبق، بمشاركة خمسين شخصية من رموز السياسية والفن والرياضة بعد أيام من بدء مفاوضات «الجنزورى» مع القوى المدنية لتوحيدهم فى ائتلاف واحد يكون ظهرًا سياسيًا للرئيس ضد محاولة اى تيار يحاول عرقلته عبر بوابة البرلمان. الحرب التى دق طبولها «موسى» بعدما أحس بسحب «الجنزورى» البساط من تحته، واقترابه من تنفيذ فكرته بتوحيد القوى المدنية، اتخذ من لقائه بقادة الأحزاب التى لم تتلق دعوة «الجنزورى» قبولاً لديها لها، محذراً من التحالف مع «الجنزورى» حتى لا يتم الزج بالدولة فى لعبة الانتخابات، باعتبار أن الجنزورى يمثل الدولة بطبيعة عمله كمستشار للرئيس، وإن ذلك يضع البرلمان المقبل فى مهب البطلان الشعبى. وبمنطق «عدو عدوى صديقى» اتفق تحالف «الجبهة»، الذى يتزعمه الفريق «أحمد شفيق» حسبما كشف مصدر بمجلسه الرئاسى، مع ما عمد إليه «عمرو موسى»، حيث أبدى قيادات التحالف رفضهم دعوة الجنزورى بشأن الانضمام لتحالف موحد توزع فيه مقاعد القوائم بشكل يرضى الجميع، لما يرونه تهديداً على مشوارهم فى العملية الانتخابية، باعتبار أنهم الأجهز والأكثر انتشاراً فى هذه الآونة عن باقى التحالفات التى تستطع ترتيب أوراقها، والانتهاء من الصراعات الدائرة بين الأحزاب المكونة لها، فضلاً عن انهم يرون توحيد الجنزورى لجهد كل القوى المدنية فى ظل عدم استطاعتهم توحيده ضربًا لتحالفهم، الذى لا ينقصه المال والنفوذ بمعظم الدوائر الانتخابية، ما انتهى بحملة اعلامية شنتها أحزاب تحالف «الجبهة» على «الجنزورى» منددين بعودته مرة أخرى إلى الحياة السياسية بعد فترة غياب طويلة مكث فيها داخل القصر الرئاسى ممارساً عمله كمستشار للرئيس المعزول «محمد مرسى»، ومن بعده الرئيس المؤقت المستشار «عدلى منصور»، والرئيس الحالى «السيسى». ومع محاولة «موسى» استقطاب عدد من رؤساء الأحزاب لصفه، اتجه «الجنزورى» للاعتماد على عدد من وزرائه السابقين، الذين عملوا خلال رئاسته للحكومة، أو الذين ساندهم فى الحكومات التى تعاقبت بعده والذين قرروا خوض لعبة الانتخابات البرلمانية، كالدكتورة «فايزة أبوالنجا» واللواء «محمد أبوشادى» وزير التموين الأسبق، والدكتور «يحى الجمل» نائب رئيس الوزراء الأسبق، واللواء «أحمد زكى عابدين» وزير التنمية المحلية الأسبق، بالاضافة لمحاولة استقطاب عدد من اعضاء حكومة المهندس «إبراهيم محلب» الحالية، لمشاركته بعد اعلان التحالف جولات التعريف بالمرشحين وبرامجهم، معتمداً على شعبيتهم التى اكتسبوها خلال عملهم بحكومة «محلب»، كالمهندس «خالد عبدالعزيز» وزير الشباب، الذى يحظى بقبول شديد وسط القطاعات الشبابية المختلفة، و«منير فخرى عبدالنور» وزير الصناعة والتجارة الداخلية واللواء «عادل لبيب» وزير التنمية المحلية، بالإضافة إلى محاولة «الجنزورى» ضمان ولاء السفير «محمد العرابى» رئيس تحالف «تحيا مصر الشعبى»، والذى يعتبر «موسى» أستاذه منذ توليه وزارة الخارجية بتوصية منه، وكذلك رئاسة حزب «المؤتمر» الذى أسسه «موسى» عقب ثورة 25 يناير، الا أن فشل «موسى» مرتين فى توحيد القوى المدنية، جعل ولائه أقرب ل«الجنزورى»، الذى يفضل البقاء بعيدًا عن المشهد وتصديره هو كرئيس للتحالف، بما يضمن له مساحة لن يتمتع بها حال انتصار «موسى» أو تزعمه التحالف الموحد. كما التقى «الجنزورى» المستشار «عدلى منصور» رئيس الجمهورية السابق، وعرض عليه مجددا رئاسته للبرلمان المقبل، إلا أن «منصور» اعتذر للجنزورى، مجدداً رفضه رئاسة البرلمان المقبل.