ارتبط ظهوره منذ تعيينه كمستشار للرئيس المعزول حتى الآن بتنفيذ مهام محددة، يغيب مع انتهائها حتى يحين وقت المهمة الجديدة، لا يشترط أن تكون تلك المهمة المنسوبة اليه تتعلق بصميم عمله كمستشار اقتصادى لرئيس الجمهورية، فكان لظهور الدكتور كمال الجنزورى بجوار الرئيس «عبد الفتاح السيسى» خلال أكثر من مناسبة خلال الفترة الماضية بداية من حفلات تخريج دفعات الكليات العسكرية إلى حفل افتتاح مشروع «تنمية قناة السويس» بالإضافة إلى تجدد الحديث عن إعادة استصلاح «توشكى» وعودة مشروع «الجنزورى» إلى الحياة مرة أخرى دلائل قوية على أن المستشار الباقى من الفريق الاستشارى للرئيس المؤقت «عدلى منصور» سيلعب دوراً محورياً خلال الفترة المقبلة، بعد أن وضح اسناد متابعة عدد من المشروعات إليه، فضلاً عن مهمة سياسية أخرى كشفت عنها مصادر مطلعة بعدد من التحالفات الانتخابية، تتعلق بمحاولة توحيد «الجنزورى» بين التيارات والتكتلات الانتخابية المدنية المختلفة والمتصارعة خلال الفترة المقبلة فى كيان انتخابى واحد يضمن تشكيل قوائم تمثل بأكبر قدر ممكن الخريطة السياسية الموجودة على الساحة. اللقاءات التى عقدها «الجنزورى» مع قادة تحالفات «الجبهة» و«الوفد» و«التيار المدنى الديمقراطى» وعدد من ممثلى النقابات المهنية والعمالية، ركزت فى معظمها على ضرورة انهاء حالة الاستقطاب السياسى، والصراعات التى نشبت بين التحالفات المدنية عقب الانتهاء من الانتخابات الرئاسية، وتكوين ائتلاف واحد يضم كل التيارات فى قائمة واحدة تخوض الانتخابات المقبلة، اعتمد «الجنزورى» فى تجميع التحالفات الانتخابية المختلفة سياسياً على عدد من رجال السياسة المقربين له، والذين لهم تأثير قوى داخل تلك التحالفات، كالسفير «محمد عرابى» المستقيل مؤخراً من حزبى «المؤتمر» وتحالف «الأمة المصرية» قبل تفككها، والذى شرع خلال الأيام المضية فى تدشين تحالف «تحيا مصر الشعبى» الذى قال عنه انه سيجنب التحالفات الانتخابية الصراعات التى دارت خلال الفترة الماضية، بمايحقق فكرة الجنزورى، وبشكل يحفظ لكل التحالفات تربيطاتهم السابقة. ل «عرابى» تأثير قوى داخل تحالف «الوفد» عبر علاقته الطيبة بأكثر من قيادى بالتحالف كالدكتور «محمد ابوالغار» والدكتور «عمرو الشوبكى»، وكذلك تحالف الجبهة، الذى تم الاعلان عن هيكله الأساسى يوم الاحد الماضى بأحد فنادق القاهرة، عبر علاقته بقيادات حزب «المؤتمر» المشارك فى التحالف، والذى كان يترأسه «العرابى» لفترة قريبة، وكذلك العلاقة القوية التى تربطه ب«قدرى أبوحسين» و«صلاح المعداوى» القيادين بجبهة «مصر بلدى» و«ناجى الشهابى» رئيس التيار المدنى الاجتماعى المشارك فى التحالف. كما اعتمد «الجنزورى» على الدكتور «مصطفى الفقى» المنضم حديثاً لحزب الوفد، وشريك «العرابى» فى تأسيس تحالف «تحيا مصر الشعبى»، والذى يتولى حالياً عملية التقريب بين تحالف «الوفد» وتحالفى «الجبهة» و«التيار المدنى»، وكذلك محاولة ضم عدد من الشخصيات السياسية التى أثرت الابعتاد عن ساحة الصراعات الانتخابية كاللواء «مراد موافى» رئيس جهاز المخابرات الأسبق، والدكتور «حازم الببلاوى» رئيس الوزراء الأسبق واللواء «حسين كمال» مدير مكتب اللواء «عمر سليمان» رئيس جهاز المخابرات العامة الأسبق، بعد أن نجح فى ضم اللواء «محمد ابوشادى» وزير التموين السابق، واللواء «أحمد عابدين» وزير التنمية المحلية الأسبق واللواء «نجيب رشدان» قائد الحرس الجمهورى السابق. لم يغب عن مستشار الرئيس دعوة «عمرو موسى» رئيس لجنة الخمسين السابق، والمنسحب قريباً من تحالف «الأمة» للمشاركة فى عملية توحيد القوى المدنية، الأمر الذى رحب به «موسى»، ولاسيما بعد أن اصبح حلم وصوله إلى رئاسة أو زعامة البرلمان المقبل امرًا مستحيلاً بعد عدم توافقه مع تحالف «الوفد» ورفض الفريق «أحمد شفيق» زعيم تحالف «الجبهة» الانضمام إليه، لتصبح دعوة «الجنزورى» الأمل الأخير أمام «موسى» لتحقيق حلمه، ليبدأ بعد اجتماعه بالجنزورى بساعات دعوته لتشكيل «لجنة شفافية» محايدة بين الأحزاب للتوفيق بينها فيما يخص الأوضاع الانتخابية، بالتوازى مع الائتلاف الذى دشنه السفير "العرابى" .