بدأت الاخبار تتوالى اليوم الإثنين، عن استقالة وزير الزراعة الدكتور صلاح هلال ، عندما قال خيري حسن، المستشار الإعلامي لوزير الزراعة، إن هلال أرسل خطابًا إلى رئيس مجلس الوزراء، مساء أمس الأحد، يخبره برغبته بالتنحى عن منصب الوزير ، بعد مشاورات جرت مع المهندس إبراهيم محلب ووزير الزراعة المستقيل، خلال الفترة التي لم يتم تحقيق أى إنجاز بها، مشيرًا إلى أن الرئيس عبد الفتاح السيسي أبلغ بعدم رضائه عن أداء الوزارة خلال الفترة الاخيرة. بينما توالت صوت الامة فى كشف ملفات الفساد داخل وزارة الزراعة ، وفى نفس الوقت لم يلتفت الدكتور صلاح هلال لتطهير او تطوير الوزارة ، بل كرث مجهودة لمحاولة إعادة السيطرة على زمام الأمور في الزراعة ، و في الوقت ذاته التخلص من الصداع الذي يسببه الدكتور سعيد خليل، أستاذ التحول الوراثى بمركز البحوث الزراعية، الذي تقدم بعشرات البلاغات للنيابة العامة والأجهزة الرقابية، اتهم فيها الوزير بالاستيلاء على المال العام وتسهيل الاستيلاء على أراضى الدولة. وحسب تصريحات خاصة ل خليل” ان ال 22 بلاغ الذى تم تقديمهم لم تكن متعلقة فقط ب”هلال”، لكنها طالت أيضا عددا من قيادات “الزراعة”، في مقدمتهم الدكتور عبدالمنعم البنا رئيس مركز البحوث الزراعية الذي اتهمه “خليل” بالاستيلاء على آلاف الأفدنة في منطقة النوبارية ، هذا بخلاف نجاحه في التواصل مع جهات رقابية بشكل مباشر وأصبح وجها معروفا لديها ببلاغاته ومستنداته الكثيرة المقدمة برفقة البلاغات وهو اللغز الذي يحاول الوزير ورئيس مركز البحوث الزراعية اكتشاف مصدره. وكان من ابرز الملفات الفاسدة ملف قناة “مصر الزراعية” ،الذى لم وتحديدا بعدما وصل لمكتب الوزير أكثر من 40 ملف فساد منهم ملف يشكك في تخابر إحدى الجهات الأجنبية المانحة التي أصبح لها مكاتب في الوزارة على الاتصالات الداخلية بالوزارة وعلى المعلومات الرئيسية عن الزراعة المصرية في شبكة معلومات الوزارة ، وعندما لم يهتم وزير الزراعة المستقيل دفع عددا من مقدمى الملفات إلى إبلاغ الجهات الرقابية بدلا من التعويل على الوزير الذي كان مضطربًا بشكل جعله غير قادر على اتخاذ القرارات الصائبة بعد صدمة القبض على محيي قدح. الغريب هنا أن إلقاء القبض على “محيي قدح مستشار وزير الزراعة” لم يمنع من ممارسته سلطاته داخل الوزارة، حيث أكدت مصادر أن الأخير رشح من محبسه لوزير الزراعة المستقيل صلاح هلال اللواء إبراهيم شمس والذي يرتبط بعلاقة صداقة مع قدح، حيث رشح قدح اللواء شمس نظرًا لقدراته الإدارية الكبيرة والتي ستخدم الوزير في عزلته التي يعيشها حاليا بعد انتهاء دور “قدح” الذي كان يقوم بكل الأدوار التنسيقية بين «الزراعة» والوزارات الأخرى ونجح من خلال ذلك في تكوين علاقات جيدة مع عدد من الوزراء، إلى جانب مهارته في إنهاء المهام الإدارية التي كانت ممنوحة له والسيطرة على مقاليد إدارة الإعلام. وبالرغم رغبة هلال في إثبات الذات بالقدرة على جمع خيوط الوزارة في يده يحضر وزير الزراعة لحركة تعديلات واسعة بين قيادات الوزارة وعلى رأسهم الدكتور عبدالكريم زيادة رئيس قطاع الإنتاج المتهم بتوريط الوزارة خلال الفترة الأخيرة في قضية تستحق أن توصف بالفضيحة، والمتمثلة في ضبط حملة من الطب البيطرى لنحو 5 أطنان من اللحوم الفاسدة في منفذ وزارة الزراعة بمنطقة المطبعة بالهرم، وهو ما أثار غضب الوزير، وفى اتصال هاتفى مع “زيادة” طالبه الوزير بالتدخل لعقاب المسئولين عن الواقعة في إدارة التسويق المسئولة عن المنافذ، وقال له: “خلص شغل العيال اللى عندك ده يا عبد الكريم أنا مش فاضي”. و كان من المفترض ان يتقدم هلال باستقالته للمهندس إبراهيم محلب رئيس مجلس الوزراء، خاصة بعد إلقاء القبض على شقيقه في القضية لكنه لم يفعل هذا ، وحضر اجتماعات مجلس الوزراء الأخير، على مر 3 اجتماعات بمجلس الوزراء منذ الكشف عن القضية، خاصة بمشروع استصلاح المليون ونصف المليون الفدان، وظهر مرتبكا جدا حتى في تصريحاته المقتضبة التي قال فيها: « الفساد بيلف يلف وييجى ينام عندى في الوزارة» في إشارة إلى تنصله من المسئولية عن قضية الفساد المحظور فيها النشر بأمر النيابة العامة.